الاثنين، 28 ديسمبر 2009

رحيل الباحث الكبير أنيس الصايغ أحد أهم الأكاديميين الباحثين في الشؤون الفلسطينية . وإن إنجازاته وتاريخه العظيم يجعلنا ننعيه اليوم بدمعه وألم كبيرين


ولد أنيس صايغ في 3 تشرين الثاني من عام 1931 في طبريا. بدأ دراسته في مدينته وأنهى الثانوية سنة 1949 في مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا، التي انتقل إليها بعد الاحتلال الإسرائيلي لمدينة طبريا. نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ سنة 1953 من الجامعة الأميركية في بيروت، أشرف على تحرير الزاوية الثقافية والتاريخية في صحيفة النهار، عمل مستشاراً للمنظمة العالمية لحرية الثقافة. حصل على الدكتوراه من جامعة كامبردج في العلوم السياسية والتاريخ العربي، وعين في جامعة كامبردج أستاذاً في دائرة الأبحاث الشرقية، فمديراً لإدارة القاموس الإنجليزي العربي. عين مديراً عاماً لمركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، فرئيساً لقسم الدراسات الفلسطينية في القاهرة. حقق إنجازات مهمة كإنشاء مكتبة ضخمة، إصدار اليوميات الفلسطينية، مجلة شؤون فلسطينية، نشرة رصد إذاعة إسرائيل، وإنشاء أرشيف كامل يحتوي على جميع الأمور التي تعني الباحثين. عمل عميداً لمعهد البحوث والدراسات العربية التابعة للجامعة العربية. أشرف على إصدار مجلة المستقبل العربي وقضايا عربية، كما عمل مستشاراً لجريدة القبس الكويتية، فأنشأ لها مركزاً للمعلومات والتوثيق. وهو صاحب فكرة وضع الموسوعة الفلسطينية. عين عام 1980 في جامعة الدول العربية مستشاراً للامين العام ورئيساً لوحدة مجلات الجامعة. تابع بدأب من خلال الدراسات الموثقة أكاديمياً القضايا الإسرائيلية إلى جانب المؤلفات التي تتناول موضوعات القضية الفلسطينية، فتعرض لمحاولة اغتيال من قبل الإسرائيليين أكثر من مرة، وأبرزها كانت الرسالة المفخخة التي بترت أصابع يده وأثّرت في نظره وسمعه. كما استهدف مركز الأبحاث الفلسطينية في بيروت، باعتداءات إرهابية من بينها إطلاق صواريخ على مبنى المركز، وكان آخرها سرقة أرشيف ومكتبة المركز في بيروت عام 1982.
نال صايغ عدداً من الجوائز أبرزها وسام الاستحقاق السوري في مناسبة صدور مذكراته عن 'شركة رياض الريس للكتب والنشر' بعنوان 'أنيس صايغ عن أنيس صايغ' (2006)، درع معرض المعارف للكتاب العربي والدولي في بيروت، وسيف فلسطين رمزاً للصمود من الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في دمشق (2006).

الخميس، 24 ديسمبر 2009

النظام المصري يحاصر فرسان الكرامة القومية في غزة فهل يحاصر الضمير العربي والإنساني نظاماً تعفن بظلم شعبه وأمته وقضاياها المصيرية . مقال يستحق أن يقرأ


تحت عنوان ( سور الكراهية في ذكرى العدوان .. كتب رئيس تحرير جريدة القدس مقالاً جاء فيه :

تصادف هذه الايام الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وهو العدوان الذي أسفر عن سقوط 1400 شهيد على الاقل، واصابة اربعة أضعاف هذا الرقم من جراء القصف الوحشي الاسرائيلي.
أهالي القطاع الصامد يحتفلون بذكرى صمودهم الاسطوري وهم لا يزالون تحت حصار ظالم تفرضه اسرائيل، بتواطؤ عربي ومباركة دولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة وادارتها الحالية التي تعهد رئيسها بانهاء هذا الحصار اللاإنساني.
'الشقيق المصري'، ونحن نتحدث هنا عن النظام وليس الشعب، أراد إحياء هذه الذكرى الاليمة، ليس بالتكفير عن اخطائه وخطاياه في اغلاق حدوده في وجه المدنيين الذين كانوا يبحثون عن ملجأ آمن من القنابل الفوسفورية والصواريخ الاسرائيلية، ومنع فرق الاطباء والاغاثة من الوصول اليهم لتخفيف آلامهم وانقاذ جرحاهم، وانما بغرس سور فولاذي بعمق عشرين مترا لقطع ما تبقى من شرايين حياة، تضخ بعض الطعام والادوية ومستلزمات الحياة العادية البسيطة.
جميع الانظمة في العالم تتطلع الى اعلى، الا النظام المصري، فهذا النظام بات مسكونا بالنظر الى اسفل، الى ما تحت قدميه، الى باطن الارض ليس من اجل استخراج الكنوز، وانما ممارسة اشرس انواع التعذيب السادي ضد أناس عزل، جعلهم الحصار وتجاهل ذوي القربى، فريسة لعدو متغطرس اعادهم الى العصر الحجري، يلجأون الى الحطب للطهي، وللطين لبناء بيوتهم التي دمرها القصف الدموي.
الاشقاء المصريون، او بعضهم، طرحوا سؤالا مهما اثناء مباراتيهم الكرويتين مع الجزائر في تصفيات كأس العالم، وهو 'لماذا يكرهوننا'، في اشارة الى تعاطف بعض العرب مع الفريق الجزائري، وردود فعل بعض المشجعين الجزائريين غير المنضبطة تجاه نظرائهم المصريين اثناء 'معركة الخرطوم' الكروية.
العرب لا يكرهون المصريين، ولم أقابل عربيا يكره مصر، بل ما يحدث هو النقيض تماما، حيث يعترف الجميع، مع استثناءات هامشية، بدور مصر الريادي في التضحية من اجل قضايا العرب العادلة، والاخذ بيد الاشقاء في مختلف الميادين الطبية والعلمية والتعليمية والثقافية.
' ' '
ويظل لزاما علينا، ان نعيد صياغة السؤال نفسه، ونقول لماذا يكره النظام المصري الحالي العرب، ويحمل كل هذه الضغائن لأبناء قطاع غزة على وجه التحديد، وهي كراهية لا يتوانى في التعبير عنها في أشكال عدة، مثل تدمير الانفاق، واقامة السور الفولاذي، واذلال ابناء القطاع في المعابر والمطارات، دون اي رحمة او شفقة.
بالامس تسلل اسرائيليان الى سيناء بعد اختراقهما الحدود المصرية، لتعيدهما السلطات المصرية الى الحكومة الاسرائيلية في اليوم نفسه، ودون ان نعرف، او يعرف الشعب المصري لماذا أقدم هذان على هذه الخطوة، وهل كانا في مهمة تجسسية أو تخريبية؟
اختراق الحدود المصرية من قبل الاسرائيليين أمر محلل، لا غبار عليه، بل واقدام الطائرات الاسرائيلية على اختراق الاجواء المصرية، وقتل ضباط أو جنود مصريين ايضا من الامور العادية، ولكن اختراق جائع فلسطيني لهذه الحدود بحثا عن رغيف خبز، او حتى مواطن مصري باتجاه غزة (مجدي حسين ما زال يقبع في السجن لانه اراد التضامن مع اهل غزة المحاصرين)، فإن هذه هي كبيرة الكبائر، ستعرّض صاحبها للاعتقال والتعذيب في أقبية السجون لأشهر، وربما لسنوات عديدة.
نحن نسلّم بحق السلطات المصرية في الحفاظ على أمنها، والدفاع عن سيادتها، ولكن لم نسمع مطلقا ان ابناء قطاع غزة، سواء عندما كانوا يخضعون للادارة العسكرية المصرية قبل احتلالهم عام 1967، او حتى بعد انسحاب القوات الاسرائيلية صاغرة من أرضهم، لم نسمع ان هؤلاء شكلوا في اي يوم من الايام خطرا على الامن القومي المصري.
قرأنا، وشاهدنا، وسمعنا عن جوعى آخرين من افريقيا حاولوا اختراق الحدود المصرية في سيناء باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة في النقب، بحثا عن لجوء سياسي، وفرص عمل، ولكن نتحدى ان تثبت لنا السلطات المصرية ان فلسطينيا واحدا حاول اختراق الحدود المصرية - الاسرائيلية في سيناء لتنفيذ عمليات فدائية يمكن ان تحرج النظام المصري امام اصدقائه الاسرائيليين والامريكيين.
قطاع غزة كان على مدى التاريخ عبارة عن 'زائدة دودية' ملحقة بالجسم المصري العملاق، واذا كانت قد التهبت هذه الايام، فذلك بسبب نكوص الحكومة المصرية، وتخليها عن واجباتها الاخلاقية والدينية والوطنية تجاه مليون ونصف مليون من ابنائه، كل جريمتهم انهم يرفضون الاستسلام، ورفع الرايات البيضاء، ويصرون على المقاومة لاستعادة حقوقهم المغتصبة.
' ' '
السور الفولاذي الذي تقيمه اجهزة المخابرات الامريكية على حدود القطاع، تنفيذا لاتفاق اسرائيلي امريكي جرى التوصل اليه من خلف ظهر الحكومة المصرية، هذا السور لن يعزل قطاع غزة عن عمقه المصري الشعبي والوطني، بل سيعزل النظام، ويراكم من خطاياه في حق أمته ودينه وعقيدته.
أسود غزة الذين واجهوا العدوان الاسرائيلي لأكثر من ثلاثة اسابيع بمروءة وشهامة وكبرياء العربي المسلم الاصيل، سيواجهون عمليات التجويع الناجمة عن ظلم ذوي القربى بالكبرياء نفسها، ولن تعوزهم الحيلة، وهم المبدعون، في تحدي كل الظروف الصعبة، لايجاد مخارج جديدة لاطعام اطفالهم، وتوفير لقمة الخبز النظيفة الشريفة لأيتامهم.
نأسف، وبمرارة العلقم، لموقف السلطة الفلسطينية في رام الله، التي سارعت الى ممارسة أبشع انواع النفاق بتأييدها للسور المصري الفولاذي، غير عابئة بالمخاطر الجمة لهذا السور على ابناء وطنها وجلدتها، فهي لا تمانع بافناء جميع ابناء القطاع بسبب كراهيتها لحركة 'حماس' الحاكمة لهم، وهو موقف انتهازي مخجل ومعيب بكل المقاييس.
كان المأمول من السلطة في رام الله ان تنحاز الى شعبها، وتعمل على تخفيف معاناته، والترفع عن الصغائر والاحقاد الفصائلية، وتعارض هذا السور الفولاذي البشع بكل اشكال المعارضة، او على الاقل تلجأ الى الصمت، سواء صمت الموافق او الرافض، لكن ان تتطوع وتمتدح هذا السور، وهي التي يتظاهر انصارها يوميا ضد السور العنصري الآخر في الضفة، فهذا أمر لا يصدّقه عقل، او يقرّه منطق.
' ' '
على أي حال موقف هذه السلطة هذا غير مستهجن، ألم يطالب أحد أركانها قبل يومين أهل القطاع بالانتفاضة ضد حكومة 'حماس' في القطاع، ولم يجرؤ أن يطالب بالشيء نفسه ضد اسرائيل، خاصة بعد ان فشل الرهان على خيار التفاوض والاستجداء للوصول الى الحقوق الوطنية المشروعة؟
كنا نتوقع في الذكرى الاولى للعدوان، ان يكون النظام المصري رحيما بأبناء القطاع، يفتح الحدود لوصول كل ما يحتاجونه من طعام لملء أمعائهم الفارغة، والحليب لتقوية عظام أطفالهم الهشة المترقرقة، وأكياس الاسمنت لاعمار بيوتهم المهدمة من جراء القصف، حيث يعيش ستون الف انسان في الخيام أو في كهوف حفروها وسط ركام هذه البيوت المهدمة.
الشعب الفلسطيني، وابناء قطاع غزة على وجه الخصوص، لن يكره مصر، وسيظل محبا لشعبها الكريم الطيب الوطني المضيــــاف، مقدرا لهــــــذا الشعب كل ما قدمه من تضحيات وشـــهداء، واقتطـــاعه لقــمة الخبز من فم اطفاله لنصــــرة قضـــايا اشــقائه العرب والفلسطينيين، ولكن هذا الشعب لا يمكن ان يحب هذا النظام الذي يبادله الحب بالكراهية، وهو على أي حال يتماهى مع الشعب المصري في كراهيته لهذا النظام .

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . الدكتور محمد صالح المسفر يلقي الضوء على ألوان من ممارسات النظام المصري الذي ذهب بعيداً عن كل القيم التي تجمع الأمة وتصون حقوقها







( 1) في حرب عام 1967 الإسرائيلية على مصر احتلت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء المصرية وخيم الجيش الإسرائيلي على الشاطئ الغربي لقناة السويس، وكان قادرا على التحكم في الملاحة في القناة، وأقام خطا دفاعيا حصينا سمي بـ 'خط بارليف'، واستطاع الجيش المصري العظيم الذي أعده عبد الناصر ورجاله قبل 'اغتياله'عام1970 تحطيم هذا الخط الدفاعي الحصين في ساعات خلال عبور القناة لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في حرب عام 1973، وانتهت أسطورة تلك التحصينات.
اليوم أقدمت الإدارة المصرية على إقامة خط 'دفاعي' فولاذي ليفصل بين الحدود الفلسطينية (غزة) ومصر، ويغوص في عمق 30 مترا تحت الأرض، كما قالت بعض وسائل الإعلام الأجنبية إن هذه الصفائح الفولاذية صممت في أمريكا وجربت ولا يمكن للصواريخ شديدة الانفجار اختراقها، وان هناك تعاونا بين حكومة مصر وإسرائيل وأمريكا في هذا المجال.
مصر أنكرت رسميا ونشرت وسائل إعلامها تكذيبا لخبر إقامة ذلك الجدار الفولاذي العازل، لكن الأمريكان والأمم المتحدة وإسرائيل أكدوا ذلك الخبر، فلم يجد النظام السياسي المصري مفرا من الاعتراف بإقامة هذا الجدار، وانه حق من حقوق السيادة ولها أن تحمي نفسها من أي عمل إرهابي بكل الطرق. نحن معشر العرب مع مصر قلبا وقالبا في حماية أمنها الوطني وحدودها لكن يجب أن يحدد العدو، وليس لمصر عدو في هذا العصر غير إسرائيل. أهل غزة ـــ الذين تحاصرهم الحكومة المصرية ـــ عبر التاريخ هم الحاجز المنيع لحماية مصر من كل الغزاة وهم أول الضحايا دفاعا عن امن مصر، فلماذا تمعن جمهورية مبارك الرابعة في حصارها وعدائها لهذا الشعب (غزة) العربي المسلم الذي هو راس الرمح الذي تستخدمه مصر لمواجهة عدوها اللدود إسرائيل؟ ماذا فعل أهل غزة في مصر حتى يلاقوا هذا العداء لهم من إخوانهم في الدين واللغة والمصير؟ إسرائيل اغتالت علماء مصر بكل الوسائل، وتتجسس على أمنها، ولوثت مزارعها ومياهها ودمرت اقتصادها وسحقت أجساد جنودها الأسرى في حروبها الثلاث، وأخرجتها من إفريقيا خاسرة بعد أن كانت مصر في عز قيادتها السياسية في عصر العمالقة (عبد الناصر ورجال مصر الأوفياء) لها الكلمة العالية والذراع الممتدة عبر القارة، إسرائيل نهبت ثروة مصر البترولية وما برحت تستنزف مواردها بأبخس الأثمان (الغاز والبترول) بينما أهل غزة يشترون بضاعتهم من أهل مصر بأغلى الأسعار، وغزة تعتبر السوق الرائجة لإنتاج مصر، فلماذا هذا الحصار الظالم لغزة الذي تفرضه حكومة حسني مبارك، ولم تحرك مصر حسني مبارك شفتها بكلمة واحدة ضد إسرائيل؟ الجواب عندي هو خنوع هذا النظام للإرادة السياسية الإسرائيلية ـ الأمريكية، هو إهدار لكرامة مصر وعزتها، وهو خيانة الميثاق الوطني المصري الذي يقول: إن امن مصر يتحقق ضمن الدائرة العربية، وتليها الدائرة الإسلامية، والدائرة الإفريقية، وليس في إطار رضا إسرائيل وتحقيق أمنها.
( 2 )
يا للهول! أيتها السلطة القابعة في رام الله في ما قاله (عزام الأحمد) عضو لجنتك المركزية، لقد قال: إن السلطة في رام الله ترفض رفضا صريحا تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الداعية لرفع الحصار الإسرائيلي والمصري عن قطاع غزة، لان رفع الحصار في مفهوم السلطة عن مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في غزة يصب لصالح حركة حماس الفلسطينية، لكن مصلحة اهل غزة وحياتهم لا تهم هذه السلطة، وطالب (الأحمد) 'بانتفاضة شعبية' في غزة تقودها حركة فتح العباسية ضد الأهل والشرفاء المقاومين للاحتلال والرافضين لسياسة التيئيس والاستسلام للنفوذ الصهيوني. كنا نتوقع أن تصدر سلطة رام الله العباسية دعوة لانتفاضة شعبية فلسطينية في كل عموم فلسطين ضد إسرائيل التي أصدر 'اعلى مجلس قضائي يهودي ديني' فيها فتوى تدعو إلى قتل كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وتقول صحيفة 'يديعوت احرونوت' العبرية: إن الفتوى آنفة الذكر الصادرة عن مجمع الحاخامات الإسرائيلي 'السنهدرين' تنص على أن الله يحرم أن يكون هناك هولوكوست أخرى لليهود باستهداف حياة 'القتلة' الموجودين في سجوننا، وتطالب الفتوى بشن عملية عسكرية واسعة على غزة في عيد 'الحانوكاه' يكون هدفها تدمير غزة واستئصال حركة حماس من على وجه الأرض، على حد تعبيرها.
آخر القول: نذكر مصر العزيزة إن جدار برلين أسقطه الشعب الألماني، وخط ماجينو أسقطه الألمان، وجدار بارليف أسقطه الشعب المصري، وجدار الفصل العنصري الصهيوني سيسقطه الشعب الفلسطيني، وجدار حسني الفولاذي حول غزة سيسقطه الشعب المصري والشعب الفلسطيني، وأما حركة فتح فسيسقطها شرفاء فتح والشعب الفلسطيني. وان الله مع الصابرين .

الأحد، 20 ديسمبر 2009

البيئة هي الحياة . والدول الصناعية تلوث مناخها على مستوى المعمورة ولاترغب في تحمل مسؤولياتها تجاه مصير الشعوب المستضعفة والنامية . مناخ الأرض في خطر .


كوبنهاغن ـ وكالات: شهد اليوم الأخير من محادثات قمة المناخ في كوبنهاغن إجراءات أمنية مشددة لحماية رؤساء أكثر من 115 دولة شاركوا في المؤتمر، ما اثار موجة من الغضب بين مندوبي المنظمات غير الحكومية الذين منعوا من دخول المركز الذي تعقد فيه القمة.
ونشرت السلطات الدانمركية أعداداً غير مسبوقة من رجال الأمن في العاصمة كوبنهاغن وخاصة في محيط مركز 'بيلا' الذي يستقبل الحدث المناخي.
ومنع معظم ممثلي المنظمات غير الحكومية الـ30 ألفا من دخول المبنى ابتداء من الخميس، كما ألغيت عدة أحداث هامشية بهدف التحضير للإجراءات الأمنية لضمان حماية رؤساء الوفود.
وسعى رؤساء دول العالم جاهدين الجمعة للتوصل الى اتفاق من خلال مفاوضات كوبنهاغن بشأن التغير المناخي بعد تجاوز الموعد الرسمي لاختتام القمة دون ان تلوح مع ذلك بوادر على التوصل لهذا الاتفاق.
واستمرت المباحثات بعد الساعة السادسة مساء الجمعة وهو الموعد المحدد اصلا لحفل اختتام القمة، لكن الغموض والتوتر كانا لا يزالان مخيمين تماما في حين ان مشروع اعلان الزعماء الذي يفترض ان ينقذ اتفاقا ضد الاحتباس كان لا يزال موضع مناقشات شاقة.
واتاح الرئيس الامريكي باراك اوباما بصيص امل مع دعوته رئيس الوزراء الصيني ون جياباو الى لقائه مجددا الجمعة في كوبنهاغن في محاولة لمعالجة الموضوعات التي يختلف عليها اكبر ملوثين في العالم بعد 12 يوما من الاعمال: ضمانات التحقق من تنفيذ التعهدات وتمويل مكافحة الاحتباس ومستوى الانبعاثات.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان المفاوضات 'شاقة'، مضيفا 'لا نريد اتفاقا هزيلا'.
وغادر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، الذي اشار الى ان الطريق لا يزال 'طويلا وصعبا' كوبنهاغن مساء الجمعة للقيام بزيارة مقررة منذ وقت طويل الى كازاخستان، مفوضا مستشاره لشؤون المناخ تمثيل روسيا في المفاوضات. ومن المقرر ان يكون اوباما غادر مساء الجمعة كما هو مقرر.
وسلمت بعد ظهر الجمعة لقادة العالم نسخة جديدة من مشروع الاعلان السياسي المقرر ان يعتمدوه تتضمن هدفا عالميا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية الى النصف بحلول عام 2050.
الا ان الصين والدول الناشئة الكبرى الاخرى ترفض باصرار منذ ستة اشهر الانضمام الى هذا الهدف قبل ان تزيد الدول الصناعية معدل خفض انبعاثاتها قبل 2020.
وحذر الرئيس باراك اوباما امام اكثر من 120 رئيس دولة وحكومة من انه 'لا يمكن لاي بلد الحصول على كل ما ينشده'، مبديا تمكسه بالمواقف الامريكية.
وقال ان 'المسألة تكمن في معرفة ما اذا كنا نتقدم معا او نتصارع، اذا كنا نفضل الشعارات على العمل'.
وقال رئيس وزراء بلجيكا ايف لوتيرم ان على الصين ان تبذل جهودا حتى لا تنتهي قمة كوبنهاغن الى الفشل. وقال للتلفزيون البلجيكي ان 'الاتحاد الاوروبي مستعد لابرام اتفاق في كوبنهاغن، ولكن الكتل الاخرى هي المطلوب ان تعلن موقفها في الوقت الراهن. الولايات المتحدة بذلت جهودا. اما الصين فليس بعد. عليه امل ان يحصل ذلك'. من جانبه دعا رئيس وزراء الهندي منموهان سينغ الى تمديد المفاوضات حتى 2010 من اجل التوصل الى 'اتفاق شامل فعلا والتصدي بصلابة حقيقية للتغير المناخي'.
في المقابل بدا الرئيس البرازيلي لويس ايناسية لولا دا سيلفا يائسا بعد الاجتماعات الاولى معلنا استعداده لبذل 'تضحية' مادية لمساعدة الدول الاكثر تأثرا ولإتاحة التوصل الى اتفاق.
وشدد على ان هذا العرض الذي لم يبحثه بعد 'لا مع الشعب او مع البرلمان' يحرك خطوط التقسيم التقليدية بين الدول الصناعية، المسؤولة 'تاريخيا' عن تراكم ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبين الدول النامية.
ويرى ايمانويل غيران الباحث في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية ان خطر صدور 'اعلان سياسي مائع' قائم فعلا.
وقال ان 'ون جياباو احدث انفتاحا صغيرا بشأن مسألة التحقق وأبدى ارادة سياسية كبيرة بشأن التمويل في حين ان اوباما لم يتحرك قيد انملة وسينغ اغلق الباب باحالة الامر الى عام 2010'.
ودارت المباحثات حول مشروع الاعلان السياسي للزعماء الذي يمكن ان يستخدم كأساس لاتفاق محتمل. وتهدف النسخ المختلفة المتتالية الى حصر ارتفاع سخونة الارض عند درجتين مئويتين كحد اقصى عن مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
وستقدم مساعدة مالية فورية من 30 مليار دولار على ثلاث سنوات (2010-2012) الى الدول الاكثر تضررا ليصل حجم المساعدة الشامل تدريجيا الى مائة مليار دولار سنويا حتى عام 2020.
ووصف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الولايات المتحدة الجمعة بأنها 'أكبر ملوث'، واتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاولة صياغة اتفاقية للمناخ من وراء ظهر الزعماء الآخرين.
وقال تشافيز 'إن الامبراطور الذي جاء في منتصف الليل وتحت جنح الظلام يعد من وراء كل شخص وبطريقة غير ديمقراطية وثيقة... لن نقبلها'.
وفي مؤتمر سابق للأمم المتحدة عام 2006 هاجم تشافيز الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش ووصفه بأنه 'شيطان'، ووصف المنصة الذي تحدث من عليها في اليوم السابق بأنها 'لا تزال تحمل رائحة الكبريت اليوم'.
واستمر تشافيز على نفس المنوال في كوبنهاجن حين قال 'لا زلت أشم رائحة الكبريت. لا زلت أشم الكبريت في هذا العالم'.

الخميس، 17 ديسمبر 2009

سورية تودع رئيس الجمهورية الأسبق الفقيد الراحل أمين الحافظ في حلب بعد صراع مع المرض . رحمه الله تعالى . وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون .



الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ

دمشق- توفي الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ فجر الخميس عن عمر ناهز 88 عاما بعد معاناته مع المرض في المستشفى العسكري بمدينة حلب، حسبما أعلنت عقيلته زينب الحافظ.
وصرح شهود عيان من مدينة حلب لوكالة الأنباء الألمانية بأن أهالي حلب كانوا يتناقلون الأنباء حول صحة الحافظ التي لم تكن على ما يرام في الأيام الماضية وأنه خضع لعمليتين جراحيتين في الآونة الأخيرة.

وأعلن في مدينة حلب، مسقط رأسه، عن وفاته الخميس حيث كان يسكن مع زوجته وأولاده في منزل كانت الحكومة السورية وضعته تحت تصرفه، بينما يقيم بعض أبنائه خارج سوريا.

وكان الحافظ غادر إلى لبنان عام 1966 وأقام هناك لمدة عامين، ثم تحول للعيش في ظل نظام بعث العراق إلى أن عاد إلى سوريا عام 2003 بعد سقوط نظام البعث وصدام حسين حتى وفاته صباح الخميس في منزله بحي الفرقان الحلبي الراقي.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى التعليمات بمعاملة الحافظ معاملة جيدة وتم استقباله لدى عودته بصفة رئيس أسبق.

ومن المعروف أن الرئيس أمين الحافظ ولد في مدينة حلب عام 1921 وتخرج في الكلية العسكرية عام 1946 وشارك في حرب عام 1948، وكان أبرز الضباط الذين مهدوا لقيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958.

وعين الحافظ عضوا في مجلس قيادة ثورة حزب البعث في 8 آذار/ مارس عام 1963، ووزيرا للداخلية بعد الثورة، وفي تموز/ يوليو 1963 ارتقى إلى رتبة لواء، وأصبح رئيسا للأركان العامة للجيش والقوات المسلحة ووزيرا للدفاع بالوكالة في سوريا، ورفع إلى رتبة فريق وانتخب في 27 تموز/ يوليو 1963 رئيسا لسوريا وبقي في سدة الرئاسة حتى شباط/ فبراير 1966.
وسيشيع جثمانه ظهر الجمعة في مسقط رأسه حلب بحضور رسمي وشعبي .


- تعليق الرحالة العربي ابن الجبيلي :

عندما يرحل أي مواطن عربي من سورية التي تعلمنا فيها لغة الوفاء والتعاضدد والوحدة الوطنية والتسامح والإخاء . سواء كان مواطناً عادياً أو رئيس جمهورية . نشعر بالألم والحزن الكبيرين . والوطن الذي يجمعنا على المحبة والفرح يوحدنا أيضاً بالأحزان . لقد قرأنا عن تاريخ هذا الرجل العملاق . والتاريخ قد ينصف الأحياء أو الأموات وقد يظلمهم . ولكننا نعتز في كل الظروف بإنتمائنا إلى بلد علم العالم أول أبجدية في التاريخ . وقيم حضارية تشع على الكون بلغة الصداقة والإحترام والسلام . رحم الله فقيد الوطن الغالي وألهم شعبنا وأسرته الكريمة ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . المجرمة ليفني ومحاولة إبتزاز بريطانيا صاحبة اليد الأولى في إنشاء الكيان المجرم الأكثر خطورة على أمن العالم . مقال للقدس العربي


ليفني وابتزاز بريطانيا



من سخريات هذا الزمن الرديء ان تهدد اسرائيل بريطانيا بعدم إشراكها في 'عملية السلام' اذا لم تتخذ اجراءات لمنع ملاحقة مسؤولين اسرائيليين امام محاكمها، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين والعرب عموما في الاراضي المحتلة ولبنان، وكأن عملية السلام تسير على قدم وساق، وكأن بريطانيا ستصبح جمهورية موز اذا نفذت اسرائيل تهديداتها.
فاسرائيل التي تدين بوجودها واستمرارها الى التواطؤ البريطاني باتت تتطاول على اليد التي اطعمتها وانشأتها، وتفرض عليها ما يجب، او ما لا يجب ان تفعله، وتتدخل بصلافة في نظامها القضائي واحكامه، وهي الخاسر الأكبر من حملة الابتزاز التي تشنها حاليا ضد بريطانيا، فوجود الاخيرة طرفا في عملية السلام كان دائما لمصلحة اسرائيل وضد العرب. كما أنها المستفيد الاكبر اقتصاديا من العلاقة معها، لانها تعتبر واحدة من أكبر أسواق بضائعها.
تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة وزعيمة حزب كاديما ارتكبت جرائم حرب ضد الانسانية في قطاع غزة، واذنت لجيشها باستخدام قنابل الفوسفور الابيض، وافتى حاخام الجيش الاسرائيلي بقتل العرب دون اي رحمة او شفقة.
ادانة ليفني وجميع جنرالاتها وكل مسؤول اسرائيلي شارك في العدوان على قطاع غزة، جاءت في تقرير ريتشارد غولدستون القاضي اليهودي الجنوب افريقي، الذي كان في اعتقادنا رحيما بالدولة العبرية ومجرميها، وكان يجب ان يكون اكثر شدة في اتهاماته لهم بارتكاب جرائم حرب، فقد شاهد العالم بأسره الاجرام الاسرائيلي في ابشع صوره بالصوت والصورة عبر شاشات التلفزة العالمية.
القوانين البريطانية التي استند اليها القاضي البريطاني اثناء اصداره مذكرة اعتقال في حق ليفني اصدرها اليهود انفسهم، وفرضوها على جميع الدول الاوروبية بعد الحرب العالمية لحماية بني جلدتهم، ولملاحقة مجرمي الحرب النازيين الذين شاركوا في المحرقة (الهولوكوست) والانتقام منهم.
لم يخطر في بال هؤلاء وقادة الدولة الاسرائيلية انهم سيشربون من الكأس نفسه، ويواجهون العدالة نفسها، وبالتهم نفسها، وفي الدول نفسها، لانهم ارتكبوا جرائم وحشية، ترتقي الى مستوى جرائم النازية في حق اناس ابرياء عزل، سرقوا ارضهم وشردوهم في المنافي ومخيمات اللجوء، ثم لاحقوهم بقنابل الفوسفور الابيض، بعد ان فرضوا عليهم حصارا تجويعيا بموافقة 'العالم المتحضر' ومساندته.
' ' '
الخارجية الاسرائيلية، التي تمثل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، حسب تصنيفات الحكومة البريطانية ونظيراتها الاوروبية، استدعت السفير البريطاني في تل ابيب للاحتجاج على اجراء قانوني صرف، واصدرت بيانا قالت فيه انها ترفض الاجراءات القضائية 'المغرضة' التي اتخذتها محكمة بريطانية ضد تسيبي ليفني بمبادرة من عناصر 'متطرفة'.
سبحان الله.. هذه الخارجية التي تمثل دولة خارجة على القانون، لا يزيد عمرها عن ستين عاما، تشكك بقانون بريطاني تمتد جذوره الى اكثر من ستمئة عام على الاقل، وترفض الالتزام بأحكامه، وهي التي استفادت منه ومن اجراءاته حتى قبل قيامها.
والاكثر من ذلك ان متحدثا باسم الخارجية الاسرائيلية استغرب هذه الاجراءات القانونية البريطانية، لان الدولتين، اي بريطانيا واسرائيل، تخوضان حربا مشتركة ضد الارهاب، ولا نعرف ارهابا اكثر شراسة ودموية من الارهاب الاسرائيلي، وحتى لو كان قول المتحدث الاسرائيلي صحيحا، فهل هذا يعني ان تعطل الحكومة البريطانية جميع دساتيرها وقوانيها واعرافها من اجل سلامة مجرمي الحرب الاسرائيليين؟
الاسرائيليون، مجرمي حرب كانوا او اناسا عاديين، يعتقدون انهم من نسل الآلهة، يتصرفون وكأنهم فوق جميع القوانين الوضعية والسماوية، يقتلون ويدمرون ويستوطنون ويستخدمون الاسلحة المحرمة دوليا، وهم مطمئنون الى الدعم الغربي غير المحدود لهم، وهذا وضع يجب ان يتوقف، لان الكيل قد طفح خطرا وارهابا وتهديداً لمصالح الغرب الاقتصادية والامنية، علاوة على كونه موقفا غير اخلاقي.
الجنرالات الاسرائيليون الذين تزدحم صدورهم بالنياشين والأوسمة التي حصلوا عليها بفضل قتل الابرياء والعزل، واستخدام الاطفال والشيوخ كدروع بشرية في مقدمة دباباتهم، باتوا في حال رعب، لا يستطيعون ان يتجولوا في العواصم الاوروبية بحرية وأمن، والفضل في ذلك يعود الى مجموعة من النشطاء العرب والمسلمين الذين قرروا ان يتعاملوا مع الغرب بلغته وقوانينه، وبعيدا عن مساعدة الانظمة العربية الفاسدة والدكتاتورية.
فإذا كان من حق اليهود والاسرائيليين ان يقيموا 'مركز روزنتال' لمطاردة مجرمي الحرب النازيين ويقدموهم الى العدالة، وينفذوا فيهم احكاما بالشنق (ايخمان عام 1961) حتى لو تجاوز بعضهم الثمانين عاما (جون ديمانيوك الذي يحاكم حاليا في المانيا)، فانه من حق العرب والمسلمين، وكل انصار العدالة في العالم ان يطاردوا مجرمي الحرب الاسرائيليين، سياسيين كانوا او جنرالات، وتقديمهم الى العدالة، وتلقي جزاء شرورهم وجرائمهم.
' ' '
نعترف ان مصيبتنا في حكوماتنا، فبينما يستطيع النشطاء المناصرون للعدالة وحقوق الانسان رفع دعاوى ضد ليفني وباراك وموفاز امام محاكم اوروبية، فإنهم لا يستطيعون فعل الشيء نفسه في عواصم عربية، ليس لان معظمها يفتقد الى النظام القضائي المستقل، وتحكم من قبل قوانين الطوارئ، وانما لان هذه الحكومات تخاف من ليفني وشركائها اكثر مما تخاف ضميرها او خالقها او شعوبها.
فبينما يرفض اللاعب المغربي مروان الشماخ مشاركة فريقه في مباراة ضد فريق اسرائيلي في حيفا، ويقول انه انسان مسلم لا يطاوعه ضميره ان يلعب في بلد يقتل جيشها اشقاءه الفلسطينيين، نشاهد ابن وزير خارجية بلاده يدعو تسيبي ليفني للمشاركة في ندوة سياسية في طنجة، ويفرش لها السجاد الاحمر. والاكثر من ذلك ان الدكتور رفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس محمود عباس في رام الله، المشارك في الندوة نفسها، يعانقها بحرارة شديدة امام عدسات الصحافيين والمشاركين الآخرين دون خجل او حياء.
اللوبي الاسرائيلي سيحرك كل اسلحته ضد الحكومة البريطانية، من اجل تعديل النظام القضائي، ووقف مطاردة مجرمي الحرب الاسرائيليين واعتقالهم، وهذا التعديل يتطلب موافقة مجلس العموم اولا، ومجلس اللوردات ثانيا، مما يعني اننا امام معركة سياسية قضائية طويلة ومعقدة، تتطلب تحركا مضادا من قبل العرب والمسلمين وكل انصار حقوق الانسان في العالم.
أملنا الكبير في ابناء الجاليات العربية والاسلامية، والخبرات الوطنية والانسانية العريقة في اوساطها، للتصدي لهذا اللوبي الاسرائيلي، مثلما تصدوا له في الجامعات البريطانية، حيث نجحوا في فرض المقاطعة الاكاديمية للجامعات الاسرائيلية، ومثلما نجحوا في فرض مقاطعة أشد على بضائع المستوطنات الاسرائيلية وفي عدم اعفائها من اي تسهيلات ضريبية.
في جميع الاحوال، يمكن القول، وباطمئنان شديد، ان حملات التضليل والخداع الاسرائيلية للرأي العام الغربي لم تعد تحقق النجاحات الآلية، مثلما كان عليه الحال في السابق، ليس بسبب الاجيال الجديدة من المهاجرين من ذوي العقليات المنفتحة والعلمية، وانما ايضا بسبب ادراك الغرب للخطر الذي تشكله اسرائيل على أمنه واستقراره، بفعل جرائمها في حق الانسانية، وجره الى حروب لا يمكن كسبها، علاوة على تكاليفها الباهظة ماديا وبشريا.

السبت، 12 ديسمبر 2009

الحب والحزن والوفاء والفرح يجمعنا دائماً بعائلة الرئيس الراحل حافظ الأسد . واليوم نعزي القائد العربي الكبير سيادة الرئيس بشار الأسد بوفاة شقيقه مجد


توفى شقيق الرئيس بشار الأسد الشاب مجد حافظ الأسد بدمشق يوم السبت بعد معاناة مع مرض عضال.

وكان المغفور له مجد الأسد عانى من مرض عضال على مدى أعوام إلا أن هذا لم يمنعه من متابعة دراسته إذ تخرج من كلية التجارة والاقتصاد.
والشاب مجد الأسد هو الشقيق الأصغر للرئيس بشار الأسد, في العقد الرابع من عمره, متزوج منذ نحو 15 عاما ولم يرزق بأطفال.

يذكر أن الرئيس الراحل حافظ الأسد لديه خمسة أولاد هم الرئيس بشار الأسد والعميد ماهر الأسد والصيدلانية بشرى الأسد والشهيد باسل الأسد الذي توفي بحادث سير على طريق مطار دمشق الدولي عام 1994 إضافة إلى مجد الذي انتقل إلى رحمته تعالى اليوم

- الخبر نقلاً عن موقع سيريا نيوز

- برقية من الرحالة العربي ابن الجبيلي
إلى سيادة الرئيس القائد بشار حافظ الأسد

- بإسمي وبإسم كل الجاليات العربية والسورية في بلاد المهجر نتقدم إلى سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد بأحر التعازي والمواساة القلبية بوفاة شقيقه الشاب مجد حافظ الأسد . لقد جمعنا مع أسرتكم العزيزة كل ألوان الحياة . والحب والأمل والحزن والوفاء . والمجد والفرح . واليوم يتجدد حزننا الكبير على رحيل إنسان آخر من أفراد أسرتكم المحترمة لنستذكر برحيله آخرون لم تزل ذاكرتنا غنية بمآثرهم وإنسانيتهم وعظمتهم وفي المقدمة الرئيس الراحل حافظ الأسد . رحم الله الفقيد الغالي ورحم كل أمواتنا وشهدائنا الأبرار وألهم أسرة الفقيد العزيزة الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
الولايات المتحدة
السبت 12/12/2009

الرحالة العربي
ابن الجبيلي

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . شيخ المناضليين بهجت أبو غريبة . بقلم السيد رشاد أبو شاور .




ولد عام 1916 في (خان يونس) بقطاع غزّة، لأب مقدسي خليلي الأصل، وأم صربيّة تركية.
في حياته الممتدة حتى يومنا هذا عاصر أبرز أحداث القرن العشرين، وشارك في ثورات فلسطين، وفي حرب الـ48 قائدا ميدانيّا في مدينة القدس.
حدد بوعي مبكّر أن بريطانيا هي السبب المباشر في اجتلاب اليهود إلى فلسطين، ولذا لا بدّ أن تكون المعركة مباشرة مع قواتها التي تحتل فلسطين وفقا لقرار الانتداب الذي اتخذته غطاء لزرع دولة يهودية صهيونيّة في قلب الوطن العربي.
بدأ رحلته النضاليّة مع صديقه سامي الأنصاري، والذي كان مثله أستاذ مدرسة، وكان مقاوما عنيدا مقداما خاض أحيانا معارك بمفرده ثأرا من العصابات الصهيونيّة التي عمدت إلى قتل بعض الفلسطينيين المدنيين الآمنين، بقصد نشر الرعب في مدينة القدس، وتحديدا حاراتها القديمة العريقة المحيطة بالمسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة.
بعد هزيمة حزيران (يونيو) 67، واستكمال العدو الصهيوني احتلال كامل فلسطين، غادر القدس إلى العاصمة الأردنيّة عمّان.
يلقبونه بشيخ المناضلين في الضفتين لأقدميته النضالية، ولجلده وصبره وقبضه على جمر الإيمان بعروبة فلسطين، وكونه شخصيّة عربيّة قوميّة بارزة مشهودا لها بالثبات على الموقف، ودفع ثمن تمسكه بالمبادئ التي نشأ عليها سجنا وجراحا في جسده.
صدرت مذكراته في مجلدين، الأوّل وعنوانه: مذكرات بهجت أبوغربيّة 1916 ـ 1949، وبعنوان فرعي: (في خضمّ النضال العربي الفلسطيني) عن مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، والجزء الثاني: من مذكرات المناضل بهجت أبو غربيّة، من النكبة إلى الانتفاضة 1949ـ 2000 عن المؤسسة العربيّة للدراسات.
من عنواني الجزءين يرى القارئ أن الأستاذ بهجت عاش أبرز أحداث القرن العشرين، بحربيه العالميتين، وثورات الأقطار العربيّة: الثورة السورية، الثورة الفلسطينيّة الكبرى، ثورة العراق عام 1941 بقيادة رشيد عالي الكيلاني، ثورة تموز (يوليو) 1952، ثورة الجزائر، ثورة اليمن، وثورات المغرب وتونس ضد الاحتلالين الإسباني والفرنسي.
أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينيّة عام 64، وعضو لجنتها التنفيذيّة الأولى، بإلحاح من المؤسس الأستاذ أحمد الشقيري، الذي وسّط الأستاذ عبد الخالق يغمور ليجتذب الأستاذ بهجت ليكون ضمن منتخب المؤسسين، والذي كان مترددا في المشاركة لتشككه في (خلفية) إبراز المنظمة، وخشيته من التأثير العربي الرسمي عليها والتحكّم بمسارها.
كان الأستاذ الشقيري ينتقي القادة المتميزين من أبناء فلسطين، ومن هنا كان حرصه على استقطاب الأستاذ بهجت، والذي استجاب، وأدّى دوره في ترسيخ بنيان المنظمة، وتثبيت دعائمها، وكان أحد ثلاثة ضمتهم اللجنة العسكريّة، وأوكلت لهم مهمة إنشاء جيش التحرير الفلسطيني.
كتاباه يحويان تاريخ فلسطين المعاصر، قضيّة، وصراعا، وكل فصول التآمر على فلسطين أرضا وشعبا، ومن كافة الأطراف التي شاركت في نكبة فلسطين، وتمزيق شعبها، وتحويله إلى شعب لاجئ مشرّد، وتعطيل فاعليته، وإحباط قدراته التنظيميّة خدمة للكيان الصهيوني.
انخرط الأستاذ بهجت مبكرا في النضال الفلسطيني، وأعدّ نفسه بدنا وروحا لتحمّل المشاق، فقد انضّم للكشاف الفلسطيني، وشجّع زملاءه من أبناء القدس لأن يحذو حذوه ليتعرّفوا على تضاريس وطنهم بانتظار انفجار الثورة على الانتداب البريطاني المنحاز للمشروع الصهيوني، والذي أسفر عن مخططاته مبكرا بتسريب اليهود من أوروبا إلى فلسطين، ومنحهم الأرض التي ينشئون عليها مستوطناتهم، وتسليحهم وتدريبهم، بحيث تحولوا إلى قوّة في وقت قياسي، بدأت بممارسة اعتداءاتها على الفلاّحين الفلسطينيين الذين وعوا الخطر الصهيوني مبكرا.
مع زميله ورفيق دربه سامي الأنصاري شكلا تنظيما أسمياه (الحريّة)، وحتى لا يبقى تفكيرهما معلقا في الهواء، ومجرّد حماسة شباب، انتقلا إلى العمل، واشتبكا مع العصابات الصهيونيّة، وعساكر بريطانيا.
عمليتهم الأولى كانت في سينما (أديسون) ردّا على قتل فلسطينيين مقدسيين برصاص تلك العصابات، والتي هدفت إلى ترويع المقدسيين، ودفعهم للهرب من حارات القدس العريقة.
أمّا العمليّة الجسورة التي كان لها صدى هائلاً فكانت تصفية قائد شرطة القدس الإنكليزي آلن سيكرست، عقابا له على تطاوله شخصيا على أبناء المدينة، وتقصّد ضربهم وإهانتهم علنا لكسر شوكتهم وإذلالهم.
درس بهجت تحركات ذلك الضابط الكبير، وتنقلاته، ونوع السيارة التي يستخدمها، ومن بعد تقرر التنفيذ.
يكتب في مذكراته: وصلــــت الســـيّارة إلى محـــاذاتنا، فبدأنا أنا وسامي إطلاق النار على سيكرست من مسافة متر واحد، فأصيب فورا (ص75),
البطل سامي الأنصاري استشهد بعد نقله إلى المستشفى، ومن بعد واصل بهجت أبوغربيّة كفاحه بعيدا عن عيون الإنكليز في القدس، فانتقل إلى جبال الخليل حيث كانت مجموعة الشيخ عبد الحفيظ بركات، أحد مؤسسي تنظيم (الحريّة)، تخوض معاركها هناك، وقد استشهد الشيخ بعد سلسلة عمليات أوقعت خسائر فادحة بالقوّات البريطانيّة.
في الجزء الأول من مذكرات الأستاذ بهجت، يكشف لنا جوانب خافية من شخصيّات قادة وفدوا من الأقطار العربيّة، عرفهم وعايشهم مباشرة، يتقدمهم الشيخ عز الدين القسام، والقائد فوزي القاوقجي قائد الثورة في جنوب سورية (فلسطين)، والذي دخل بصحبة 200 ثائر من أبناء العراق وسورية والأردن مع بدء الثورة الكبرى 36- 39، والقائد سعيد العاص الذي استشهد في معركة الخضر، التي جرح فيها البطل عبد القادر الحسيني، وأسرته القوّات البريطانيّة.
لا يكتب الأستاذ بهجت تاريخا جافا مسرودا ببرود وحيادية، فهو لا يكتب بحثا، ولكنه يكتب عن علاقة أبناء فلسطين بأرضهم، والمعارك التي خاضوها على تلك الأرض بتفاصيلها، بتضحيات الأبطال، بعبقرية قادة عسكريين لم يتخرّجوا من الأكاديميّات العسكريّة، تمكنوا من إلحاق الهزائم بجيش بريطانيا العظمى بأسلحة بسيطة، في مواجهة طائرات ومدافع جبليّة ورشاشات ثقيلة، وحشود عسكريّة متفوّقة عددا وتدريبا وعدّة.
لقد بلغ عدد القوّات البريطانية في فلسطين بسبب الثورة الكبرى 36-39 أكثر من 40 ألفا، ولم ينجح هذا الحشد الهائل في إنهاء الثورة الكبرى، لولا النداء الذي وجهه الحكّام العرب، وناشدوا فيه عرب فلسطين أن يلقوا السلاح حقنا للدماء، وثقةً بوعد (الصديقة) بريطانيا التي ستستجيب لمطالبهم!
بعد نكبة فلسطين عام 48 انضم الأستاذ بهجت لحزب البعث، وخاض نضالاً ضاريا في صفوفه، وسجن، وطورد، وشهد له بالصلابة والقدرات التنظيميّة التي تراكمت على مدى سني خبراته منذ بدأ النضال وهو على مقاعد الدرس.
بعد هزيمة حزيران (يونيو) 67 تبنّى الأستاذ بهجت خّط المقاومة، والعمل الفدائي، وأسس (جبهة النضال الشعبي)، ولكنه لم يتشبّث بقيادتها، وأفسح لجيل من الشباب أن يتسلموا زمام القيادة، مقدما لهم خبراته ورعايته.
حتى يومنا هذا، ورغم أنه بلغ الـ94، فإن بنيته صلبة، وعقله يتقّد، وذاكرته تلمع وتستذكر تفاصيل معارك فلسطين وأبطالها ومآثرهم، وهو يتابع تفاصيل ما يجري لشعبنا.
حيثما توجهنا.. إلى مؤتمر، أو ملتقى، أو اعتصام بمناسبة وطنيّة، فإنه يكون هناك في المقدمة، يصغي، ويقترح، ويجادل، مؤكدا على خيار المقاومة، والتشبّث بحق العودة، ووحدة شعبنا وتمسكه بهدف التحرير، والعودة لميثاق المنظمة، وبناء مؤسساتها بكفاءات صادقة مؤمنة صلبة مضحية، وعلى عروبة القضيّة الفلسطينيّة.
لم يكن الأستاذ بهجت فردا نادرا في العائلة، فقد استشهد شقيقه شفيق في الميدان، وأصيب شقيقه صبحي في إحدى معارك القدس إصابة شلّت جسده وأفقدته بعض ذاكرته.
قبل سنوات قليلة، وبدلاً من تكريمه، صدر قرار بقطع راتبه، هو المؤسس في المنظمة، عقابا له على رفضه أوسلو، وإلحاحه على خيار المقاومة..هكذا يكرمون أحد أعظم أبطال فلسطين!

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . أربع قضايا تهز الضمير الإنساني . بقلم الدكتور محمد صالح المسفر .





( 1) في قصيدة للشاعر العراقي محمد بحر العلوم، مطلعها يقول : رحت استفسر من عقلي وهل يدرك عقلي محنة الكون التي استعصت على العالم قبلي، فأجاب العقل في لهجة شكاك محاذر، إن رأسك محفوف بأنواع المخاطر، تطلب العدل وقانون بني جنسك جائر، إلى آخر القصيدة .
والحق أن محنة الشعب الفلسطيني استعصت علي. ستون عاما ونيف ونحن نلوك هذه المسألة الفلسطينية، شعرا ونثرا، وبيانات شجب وإدانة واستنكار، واجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف، وندوات ومؤتمرات، كل هذه الجهود راحت هباء.
( 2 )
في الساحة الفلسطينية انقسام بين قيادات العمل الفلسطيني، وكل له رأي فيما يجري، البعض باحثا عن مصدر دخل تؤمنه السلطة، والبعض الآخر في السلطة من اجل المحافظة على امتيازاته الذاتية، والبعض يعمل من اجل قضية وطنية سامية ولكن السيد في هذا الخلل من يملك المال والجاه مدعوما بنفوذ صهيوني أمريكي وحوله مجموعة من المنتفعين والذي لا يعنيهم الوطن بقدر ما يهمهم المال والجاه، ذلك هو السلطة.
في الجانب الآخر إسرائيل، أحزاب وقوى متناحرة متباينة ولكنهم متحدون في وجه الشعب الفلسطيني، جندهم ورجال أمنهم يستبيحون الضفة الغربية بشكل يومي ويقتلون ويختطفون ويهدمون ويحرقون كل ما يقع في متناول أيديهم في الضفة الغربية. كل هذا يحدث تحت سمع وبصر جيش السلطة ورجال أمنها وقادتها السياسيين والناطقين باسمها، وكان آخر المناظر البشعة الاعتداء على شاب فلسطيني غير مسلح بإطلاق النار عليه في وضح النهار ثم يدوسه مستوطن صهيوني بسيارته ذهابا وإيابا في مدينة الخليل ذلك الفعل هز ضمير كل من عنده ضمير في العالم بأسره إلا ضمائر الكثير من قادة العمل الفلسطيني وفي مقدمتهم سلطة رام الله العتيدة والتي ما برحت تبحث عن ذرائع للعودة إلى ألعوبة المفاوضات. إسرائيل جندت العالم وكبار قادته من اجل إطلاق سراح الإرهابي الإسرائيلي شليط المعتقل في غزة يشارك في هذه الحملة بعض القادة العرب وخاصة الرئيس حسني مبارك، في نفس الوقت تعتقل إسرائيل أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني ولا احد يتحدث عنهم من السلطة إلا باستحياء وعلى حذر.
(3)
في الجانب الدولي تقوم الأمم المتحدة وبعض الوكالات الدولية بإغراء الكثير من الفلسطينيين الذين يعانون قسوة الحياة ومرارة مخيمات اللجوء على مشارف بعض العواصم العربية أو على الحدود (سورية ـ العراق، الأردن ـ العراق) بالرحيل إلى المنافي البعيدة إلى دول أمريكا اللاتينية، أو إلى استراليا كما فعلت في الأسبوع الماضي في اختيار البعض من مخيمات الشقاء على الحدود السورية ــ العراقية . لقد كنا نتوقع أن يصر دعاة الحلول السلمية والتفاوض في الجانب العربي بان يرحل هؤلاء إلى وطنهم الأصلي فلسطين وليس إلى المنافي البعيدة أو على الأقل قبولهم لاجئين بصفة مؤقتة في بعض الأقطار العربية ذات الندرة السكانية ليكونوا قريبين من وطنهم وفي رحاب أمتهم، لكي يعدوا ابناءهم ليوم العودة إلى الوطن الام فلسطين، وإسرائيل تصادر هويات حوالي 5000 مواطن مقدسي وتغير التركيبة السكانية في القدس لصالحها بشهادة قناصل الدول الكبرى هناك. وسؤالي هل مات الضمير الإنساني والغيرة والحمية العربية عن قياداتنا السياسية والفكرية، أم أنها تنتخي وتستدعى فقط عند كل مباراة لكرة القدم؟
(4)
عربيا حصار شامل على قطاع غزة تفرضه مصر العربية، ولاجئون فلسطينيون يعيشون في معازل في أكثر من دولة عربية، يعيشون في محنة إنسانية لا نظير لها إلا في المعتقلات الاسرائيلية، وفي دول عربية أخرى، من تنتهي إقامته لا تجدد إلا بشق الأنفس وإذا جددت، وإذا كانت إقامته صالحة فلا يحق له استقدام زوجته أو أمه أو أي من أفراد أسرته بينما الجاليات الأخرى مسموح لها حتى بشرب المحرمات ناهيك عن استقدام أسرهم، في مصر ذكرت جريدة الشروق المصرية (30 11) أن قوات الأمن اعتقلت طالبة جامعية مصرية وهي تهم بدخول مصلى لاداء صلاة العيد برفقة أخيها الذي كان يرتدي غترة فلسطينية، وأصر المخبر السري عند باب المصلى على خلع الكوفية، فاعترضت الفتاة ورفضت خلعها فما كان من المخبرين إلا أن قبضوا عليها وأودعوها مركز الشرطة في يوم العيد ولم يتركوها تؤدي الصلاة، والسؤال هل النظام السياسي في مصر تخيفه (الكوفية) الفلسطينية وتهدد أمنه، يا للهول يا مصر العروبة.
آخر القول: أربع قضايا تهز الضمير الإنساني، الا الضمير العربي الاسلامي كان غائبا او مغيبا عند طرد الفلسطينيين إلى خارج الفضاء العربي، وسحب هويات أصحاب الحق في القدس، وفتاة مصرية تسجن لان أخاها يرتدي الكوفية الفلسطينية يوم العيد، ومستوطن إسرائيلي في الخليل يدهس بسيارته شابا فلسطينيا ذهابا وإيابا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

الخميس، 22 أكتوبر 2009

وداعاً ياحبيبتي .. لن أعود . بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي








وجاء القدر الملوث بالضباب
وكأني مع الحزن الأبدي موعود
أصارع رياح الحقيقة المغيبة
وفي الآفاق ضاعت أشكال الحدود
أبكي في عتمة الليالي كطفل
سحقته البراءة والدنيا سدود
لم يكن ذنبي أني أحببت إمرأة
في دمها بركان وأنا فيه المفقود
ياإمرأة أعطيتك كل جوارحي
فلما طريقي في شرايينك مسدود
زمن تحديت كل دروبه ومتاهاته
وحينما إلتقيتك أيقنت أني مؤود
أحاول البحث بين أشلاء ذاكرتي
عل شيئاً في قلبك يجعلني موجود
في هذا الصباح
رسمت صورتك بحزن
لأحفظ في عيني جمالها المحسود
وأرحل إلى عوالم بعيدة لاحياة فيها
والدمع كشلالات نياغرا في السجود
أشكو الله قلبي المأسور
بصدق الوفاء
لمن علقتني كمذبوح
على نصل عامود
أعرف أني مسكون بالألم
وأنك كإمرأة ستخلدين للندم
عرفنا كل مدارات الحب في شغف
عجيب أن تنال منك ضعف الهمم
إن كنت أبكيك اليوم عاشقاً
فغداً ستبكين غياب العشق
على أطلال العمر للأبد
وداعاً كلمة ولدت
من رحم كل اللغات
أقولها لك اليوم كي لاتذكري
أن لك حبيباً
إذا كان الحب في قلبك
قد إنتحر أو مات
وأنا لن أعود لحبيبة
غادرت قلبها وهي تؤمن
أن العشق للإنسان كالهلاك

أنا مؤمن أن الله هو الحب
وليكفر المتحيرون حتى الممات
وداعاً ياحبيبة
كانت في زمن مضى
أجمل معاني الحياة
وملاك يعلمنا
أحلى وأقدس الكلمات

الأحد، 18 أكتوبر 2009

من الأبطال العرب الذين تفتخر الأمة بهم . البطل المصري محمد وقصته الرائعة في حرب أكتوبر 1973 التي توحدت فيها دماء أبطال جيش مصر مع أبطال الجيش السوري .


حكاية حرب أكتوبر

ونبدأ بحكاية أخرى عن بطولات حرب أكتوبر سنة 1973 ومنها حكاية الجندي محمد المصري الذي دمر بمفرده سبعا وعشرين دبابة اسرائيلية وروى حكايته في مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' في تحقيق لزميلتنا هانم الشربيني، قال فيه 'تم إلحاقي بالفرقة الثانية لاحل ضيفا عليها تحت قيادة المقدم صلاح حواش الذي استشهد وقد أصبت اول دبابة إسرائيلية يوم 7 تشرين الاول (أكتوبر) في الساعة العاشرة صباحا.
في البداية كنت خائفا جدا لكن خوفي زال عندما رأيت المقدم صلاح حواش يبكي ساجدا على رمال سيناء ويحمد الله قبل استشهاده، في تلك اللحظة زال خوفي تماما وأصبح كل خوفي من ان يضيع الصاروخ دون إصابة الهدف وكان ثمن الصاروخ خمسمائة دولار وكنت اعتبرهم (من دم أبويا وأمي) لذلك كنت اشعر أنني كقاض لا يحكمني سوى الله ثم ضميري.
أصعب لحظة مرت عليّ كانت يوم 8 أكتوبر وهي لحظة استشهاد المقدم الشهيد صلاح حواش، توفي فجرا، وآخر شيء فعله انه أوصاني بالدفاع عن تراب مصر، في نفس اليوم الذي أصبت فيه دبابة العقيد عساف ياجوري ليسقط أسيرا لدينا، ولأفاجأ بأن اللواء حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية يستدعيني في مكتبه. دخلت لأجد ياجوري جالسا وعلى وجهه علامات الانكسار لأكتشف أنه قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي والذي كانت مهمته إحداث خلل بين الجيشين الثاني والثالث وان يأسر قائد الجيش الثاني حيا وقد طلب عند أسره مطلبين: الأول كوب ماء والثاني ان يرى الجندي الذي دمر دبابته. وعندما رآني قال لي: بتدمر دبابتنا بأصابعك هذه واراد تقبيلها لكنني رفضت بشدة لأنني شعرت انه لو أخذها في فمه فلن تعود لي سالمة! في آذار (مارس) 1974 استقبلني الرئيس السادات في بيته تكريما لي وكنت وقتها في قمة السعادة فأنا المواطن المصري البسيط سأقابل رئيس الجمهورية في منزله بالجيزة.
وأذكر ان الرئيس السادات قال لي حين رآني: لو ما كانتش الدولة كرمتك فأنا بكرمك في بيتي وقد حضنني طويلا، وقتها شعرت انه أبي الذي فقدته مبكرا لأتذوق مرارة اليتم ولم اكن أتوقع هذه المقابلة الرائعة منه خاصة بعد ان قال لي المشير أحمد إسماعيل: لا تبادر بالسلام بيدك على الرئيس لأفاجأ به يحتضنني بقوة، ثم جلسنا ليقول لي: (استرح 10 دقائق وبعدين احكي لي قصتك من أول ما دخلت الجيش). ظل يصغى إليّ بانتباه شديد لمدة ساعة وربع الساعة ثم تناولنا وجبة الغداء وجلست بينه وبين المشير أحمد إسماعيل على مائدة واحدة وعندما لاحظ توتري وعدم قدرتي على تناول الطعام قال لي: (الشوكة والسكينة مش لينا إحنا فلاحين كل بإيدك وبراحتك خالص)، وانتهى اللقاء بيننا ولكن لم ينته تكريم السادات لي حيث وجه الدعوة لي لحضور حفل افتتاح قناة السويس في الخامس من حزيران (يونيو) عام 1975 لأكون أنا (الصف ضابط) الوحيد الذي يقف مع الرئيس السادات على المدمرة يوم حفل الافتتاح'.

السبت، 17 أكتوبر 2009

تكريم أرواح الشهداء العظام في التاريخ العربي مهمة تبعث الأمل في تصليب إرادة وعزيمة الأجيال وتعزز الوعي الثقافي والوجداني للألتزام بالدفاع عن الوطن .

سورية تنقل رفات قائد ثورتها الكبرى إلى النصب التذكاري لشهداء الثورة


بخيتان: تكريم روح سلطان الأطرش تكريم لكل أبطال الثورة..والوطن لا ينسى أبناءه المجاهدين

شهدت سورية يوم الجمعة نقل رفات القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش من مكانه المؤقت إلى النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى في مسقط رأسه في بلدة القريا بالسويداء.


وقال الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان الذي مثل الرئيس بشار الأسد إن " هذه المناسبة تعبير عن العرفان والتقدير من سورية وقائدها لتضحيات شهداء الثورة السورية الكبرى والمجاهدين في معارك الاستقلال", مشيرا إلى أن "هذا الصرح العظيم سيبقى رمزا من رموز الروح الكفاحية".

ويقع النصب الذي استغرق إنجازه نحو 20 عاما على مساحة 6200 م2 تشمل بناء الصرح وملحقاته، ويضم في أقسامه متحفاً عاماً وصالة كبيرة لاستقبال الزوار ومدرجاً يتسع لـ200 شخص مع تجهيزات صوتية ومرافق خدمية متنوعة ومكتباً لاستقبال الزوار ومركز استعلامات سياحي.

وأضاف بخيتان أن " هذا الصرح الكبير تكريم للمجاهدين والمقاومين وتعبير عن مشاعر إجلال الشهادة وتقديرها وهي المشاعر التي أكد عليها القائد الخالد حافظ الأسد..واستكمالا لمسيرة العز التي يقودها الرئيس بشار الأسد".

ويضم الجزء العلوي من الصرح مساحات مخصصة لمشاهدة البانوراما المصممة على الجدران المحيطة أسفل قبة الصرح والتي تمثل صوراً رمزية تخلد معارك النضال ضد المستعمر الفرنسي، ويتوسط سقف الصرح 16 عموداً يبلغ ارتفاع كل منها 20 متراً يعلوها قبة من الفيبر كلاس المقاوم والملون بأشكال مضلعة صممت لتمثل رمزاً لمشعل الثورة بينما يتوضع تحت القبة ممرات وتراسات لدخول الزوار لمشاهدة ضريح "سلطان باشا الأطرش".

واشار بخيتان إلى أنه "ونحن ننقل رفات قائد الثورة السورية الكبرى إلى صرح شهداء الثورة تستوقفنا معان كثيرة خالدة في الوجدان العربي في مقدمتها أن الوطن لا ينسى أبناءه المجاهدين", مشيرا إلى أن "تكريم روح قائد الثورة السورية الكبرى ورفاقه هو تكريم لكل أبطال الثورة رجالاتها ".

وتحتضن محافظة السويداء 145 نصباً تذكارياً لشهداء الوطن ورجال الثورة السورية الكبرى أبرزها نصب الشهداء في بلدة المزرعة و نصب شهداء الثورة السورية في بلدة القريا والكفر وعرمان.

وأردف بخيتان أنه " كما سطعت شمس الجلاء على ربوع سورية بسواعد المجاهدين الميامين ونضالهم فإن شمس الجلاء سوف تسطع لا محالة على هضاب الجولان ليكتمل النصر ويعود الجولان إلى وطنه الأم".

ويأتي نقل رفات قائد الثورة السورية الكبرى بعد يوم من إطلاق سراح الأسيرين السوريين بشر المقت وعاصم الولي بعد 25 عاما من الأسر في السجون الإسرائيلية, إذ أعرب الأسيرين لدى تحريرهما عن ثقتهما بعودة الجولان السوري الذي احتلته إسرائيل في العام 1967 وضمته في ظل عدم اعترف دولي في العام 1981.

وتوجه بخيتان في ختام كلمته بالتحية إلى "روح شيخ المجاهدين سلطان باشا الأطرش وذكراه والى أرواح شهداء معارك الاستقلال وكل من ضحى في سبيل عزة الوطن".

وكان سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، ، كما كان أول من رفعه سنة 1918 في دمشق عند دخوله متقدما على الجيش العربي في ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق.

كما جهز في تموز 1920، قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين في ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربي واستشهاد وزير الدفاع يوسف العظمة، وأعلن الثورة السورية الكبرى في عام 1925 وخاض ضد الفرنسيين عدة معارك أدت إلى مقتل ألاف منهم أهمها معركة الكفر والمزرعة والمسيفري.

ورفض الأطرش أي مناصب سياسية عرضت عليه بعد الاستقلال، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عهد الوحدة فقلده أعلى وسام في الجمهورية العربية المتحدة، أثناء زيارته لمحافظة السويداء.

وتوفي سلطان باشا الأطرش عام 1982 نتيجة أزمة قلبية، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص، من بينهم الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أصدر حينها رسالة حداد شخصية تنعي القائد العام للثورة السورية الكبرى، وعين يوم رحيله يومًا تأبينيًا من كل سنة .


- نقلاً عن موقع سيريا نيوز

الأحد، 11 أكتوبر 2009

من تداعيات الأزمات الأقتصادية المستمرة بوتيرة متصاعدة مسألة التضخم بما له من تأثير خطير على مستوى الحياة اليومية للإنسان . مقال هام للدكتور سمير صارم.

التضخم ومشكلاته!..

كثيرون يسمعون بالتضخم، والبعض منهم يتابع نسب التضخم صعودا أو هبوطا، وربما الغالبية لا تعرف منه سوى أسمه، لكنها تخشاه حتى دون علم بمعناه وآلية تأثيراته السلبية على الأحوال المعيشية للناس..

· فما هو التضخم؟!..

· لماذا نخشاه جميعا؟!

· ما علاقته أو تأثيره على الوضع المعاشي للناس ، والوضع الاقتصادي للبلد؟!

· هل من إمكانية للقضاء عليه؟

أسئلة متعددة يمكن للمرء أن يطرحها سواء أكان عالما بالمصطلح ومفهومه، أم غير ذلك!

· فما معنى التضخم بداية؟..

التضخم من أكثر المصطلحات الاقتصادية شيوعا، وبات أحد أبرز المعضلات التي على الحكومات مواجهتها، وأصعب الظواهر التي ينبغي على الفرد التعامل معها.. رغم الاختلاف في تحديد أسبابه، فالبعض يعتبره ظاهرة نقدية فقط، والبعض الآخر يعتبره انعكاسا لتناقضات الرأسمالية المعاصرة، وغيرهم يراه مرضا اقتصادياً، وآخرون يرونه خللاً اجتماعيا، فالجميع يريد أن يستهلك دون أن يقدم مقابل ذلك أنتاجا!. لكن الجميع يتفق على أن كل التضخم مساوئ، ويتفقون أيضاً على أن التضخم يقع عندما ترتفع الأسعار، أو أن ارتفاع الأسعار هو ذاته التضخم، وفي ظله تنشط التجارة والمضاربات، ويتوجه المستثمرون إلى مشاريع خدمية أو إلى الأسواق المالية، بدل أن يتوجهوا إلى مشاريع الاقتصاد الحقيقي في الزراعة أو الصناعة بشكل خاص، فالتضخم يؤدي إلى غياب المشاريع التي تحتاج لزمن حتى تنتج وتعطي، وهو يؤثر على الاقتصاد والمجتمع نظرا لتحويل الاستثمارات إلى المضاربة والعقارات وأسواق المال كما ذكرنا آنفا!..

وبشكل عام يستخدم التضخم لوصف عدد من الظواهر التي يتعرض لها الاقتصاد في مختلف الأنظمة الاقتصادية ومن هذه الظواهر:

1- ارتفاع تكاليف إنتاج السلع..

2- ارتفاع الدخول النقدية سواء للعاملين بأجر أو أصحاب المنشآت..

3- الارتفاع المستمر للأسعار..

مع الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تترافق هذه الظواهر المختلفة في اتجاه واحد و في زمن معين، إذ من الممكن أن ترتفع الأسعار دون أن يصاحبها زيادة الدخول، كما يمكن أن يحدث ارتفاع في تكاليف الإنتاج دون أن يصاحب ذلك ارتفاع الأرباح..ويمكن أن نطلق صفة التضخم في حال تحققت أي ظاهرة من الظواهر التي أشرنا إليها أعلاه!..

في الماضي كانت أسعار السلع ترتفع ثم تستقر، لكنها اليوم إلى ارتفاع مستمر، لذلك نحن جميعا.. منتجين، ومستهلكين، واقتصاديين، وحكومات معنيون بالتضخم نظرا لارتباطه بحياتنا اليومية ،وتأثيره علينا من خلال ارتفاع الأسعار ،

ويعتبر أصحاب الأجور من أكثر المتضررين من التضخم حيث تتراجع القوة الشرائية لمداخيلهم ..

وقد أكدت دراسة اقتصادية أعدها المعهد العربي للتخطيط أن ارتفاع الأسعار المزمن (التضخم) يشكل خطراً حقيقيا على الاستقرار والنشاط الاقتصادي لأية دولة، سواء أكانت متقدمة أم نامية، أما الدول الأكثر تأثراً بالتضخم فهي الدول النامية لأن آثاره السلبية تكون أعمق وأشمل..

· لكن.. كيف يمكن أن نكافح التضخم؟!

· في مجال الإجابة على هذا السؤال نقول أن ذلك يتطلب عدداً من الإجراءات الحكومية، منها..

1- خفض الفارق الكبير بين أدنى الأجور والمداخيل وأعلاها أي رفع الحد الأدنى للأجور.

2- إبطاء زيادة الأجور والمداخيل بمعدل لا يتجاوز 3% إذا بلغ التضخم 1% كمثال.

3- ربط الادخار بتغير الأسعار، وإنشاء مؤسسات ادخارية.

4- ضبط الإنفاق العام وترشيده.

5- إتباع سياسة نقدية تستهدف خفض معدل التضخم.

6- إتباع سياسة اقتصادية تدعم الإنتاج الحقيقي وتوّجه إليه.

7- الابتعاد عن سياسة التمويل بالعجز.

8- زيادة الدعم المقدم للفقراء وأصحاب الدخول المحدودة.

التضخم خطر اقتصادي.. وخطر اجتماعي،واستفحاله يؤدي إلى بطء النمو الاقتصادي، ويزيد في أعداد الفقراء في المجتمع.. وهو أحد العوامل الفاعلة في القضاء على الطبقة الوسطى في أي مجتمع!!..

وفي سورية هناك اعتراف بوجود تضخم، لكن ثمة اختلاف على تقديره، فهو حسب تصريحات الحكومة لا تجاوز 8,5% بينما يقول البعض إنه يتجاوز هذا المعدل بكثير، أما نحن فنقيس التضخم بمدى كفاية دخلنا لتلبية احتياجاتنا ومعيشة أسرتنا...


الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

لقد قيل الكثير عن أسباب وحيثيات الأزمة الأقتصادية العالمية وتداعياتها الأنسانية والأجتماعية الخطيرة . مقال للدكتور سمير صارم يلقي بعض الضوء على ذلك

هل سيكون القادم أسوأ؟!

هل وصلت الأزمة العالمية إلى ذروتها؟!.. أم أنها بدأت رحلة التراجع؟!.. أم أنها مستمرة بشكل أو بآخر، وقد يكون القادم أسوأ؟!

مدير البنك الدولي قال بأن الأسوأ قادم!!

ورئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق قال بأن الأزمة ستعود، وبعض مؤشرات التعافي لن تستمر، وإن استمرت فسيكون هذا مؤقتا..

بالمقابل: بعض الاقتصاديين يبشرون بأن الأزمة قد تنتهي بعد نحو عام، ويوافقهم السياسيون لأن مصلحة هؤلاء تطمين الناس..

· لكن أين هي الحقيقة؟!..

لقد قارن كثيرون الأزمة الحالية بأزمة عام 1932 والتي أطلق عليها أزمة الكساد الكبير ولم تنته إلا بعد سنوات..بل بعد حرب هي الحرب العالمية الثانية، لذلك يتوقع البعض أن تستمر الأزمة لسنوات، وتنتهي بحرب كبرى من شأنها أن تعيد الحياة إلى المصانع الغربية العاملة بالتصنيع الحربي بكل ملحقاته!... ونعى اقتصاديون آخرون النظام الاقتصادي العالمي، وبعضهم توقع حروباً أهلية ستشتعل في الدول التي عانت الأزمة ولم تفلح في تفادي انعكاساتها السلبية ، وسبب الحروب ستكون معيشية واجتماعية، حيث ستزداد البطالة، وتتوسع قاعدة الفقر، مما يؤدي لانحراف الشباب باتجاه التطرف الديني، أو السرقة، أو المخدرات فيتراجع السلم الأهلي وتعم الفوضى الاجتماعية بما يمكن أن يتبع ذلك من صراعات يكون للسلاح فيها دوره!!.

إن المتابع للأخبار التي يتم بثها حتى بعد عام من الأزمة لا يلاحظ فيها ما يبشر بحل قريب لها!..

فلا زالت المصارف تعلن انهيارها وتغلق حتى قاربت المائة مصرف في الولايات المتحدة، ومثلها شركات تأمين وسيارات، وارتفاع في أسعار المواد والسلع الاستهلاكية، وزادت أعداد العاطلين عن العمل ليس في الدول التي أصابتها الأزمة مباشرة، بل حتى لدول بعيدة عنها حيث عاد عمالها المهاجرين إلى دول أخرى ليشكلوا عبئاً اقتصادياً واجتماعياً إضافياً عليها، وأسعار النفط تراجعت، والأسهم تفقد الكثير من قيمتها. وجمود في العقارات بعد انهيار أسعارها..

كل ذلك يستمر يحدث بنسب ما في هذه الدولة أو تلك، لذلك تعددت اجتماعات الدول الكبرى الثمانية وكذلك العشرين وغيرها.. لتضع الحلول التي تجاوزها الواقع فتصبح وكأنها لم تكن!!...

لقد كان الاقتصاد أحد أبرز عناصر القوة الأمريكية... وحتى الأوربية، فماذا حل به اليوم بعد الأزمة، وكيف سيؤثر سلباً على الدول ذات القوة الاقتصادية المعروفة ، وبدأ البعض يبشر بكساد، وبزيادة في الضرائب، وبنمو اقتصادي بطيء حتى في البلدان الغنية، وبانعكاس الأزمة على المشاريع الاجتماعية للدول..بالتالي لا يتوقع هؤلاء انتهاء قريباً للأزمة.

لذلك فالقادم إن لم يكن أسوأ، فسيكون سيئاً بالتأكيد، خاصة وأن بعض الدول قد تلجأ لإجراءات غير شعبية كرفع الضرائب، والتقشف في البرامج الاجتماعية وغيرها.

في كل الأحوال فالتناقض في التحليلات والتوقعات هو السائد.. البعض يتوقع نهاية قريبة للأزمة، أما البعض الآخر فيقول أن الأسوأ لم يأت بعد!.. لذلك ومهما كان الأمر فإننا نعتقد أن على الدول أن تعيد النظر بسياساتها الاقتصادية، لاسيما تلك التي لا تزال معجبة باقتصاد السوق.. حيث يغيب عنه الجانب الاجتماعي،سواء في هذه الدولة أو تلك، حتى وإن قيل عكس ذلك!..


الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . وزمن العار السياسي لازال سيد الموقف على ساحات الصراع الوجودي مع الصهاينة . دمشق توجه رسالة تحذير شديدة للمستسلمين . مقال للقدس





وجهت الحكومة السورية لطمتين قويتين للرئيس الفلسطيني محمود عباس ونهجه السياسي، الاولى عندما اصدرت بيانا قويا 'استغربت فيه قيام السلطة الفلسطينية بتأجيل التصويت على قرار غولدستون الدولي بشأن جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة'، والثانية عندما اعتذرت عن عدم استقباله، اي الرئيس عباس، اليوم الثلاثاء في دمشق، مثلما كان مقررا في السابق.
الحكومة السورية تجنبت طوال السنوات الماضية قطع شعرة معاوية مع السلطة الفلسطينية في رام الله، رغم اختلافها الكبير مع نهجها السياسي، وظلت تتعامل معها كممثلة للشعب الفلسطيني، وحرصت دائما على استقبال الرئيس محمود عباس في العاصمة دمشق، وعلى اعلى المستويات، ولم ترفض له طلبا في هذا الاطار.
السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اسباب حدوث هذا التغيير المفاجئ في الموقف السوري، والتعبير عنه بهذه الصورة القوية التي تذكر بالعهود السورية السابقة، عندما كانت دمشق تقود جبهة الرفض العربية لكل المشاريع الاستسلامية وفق ادبيات السياسة والاعلام السوريين في حينها.
الامر المؤكد ان القيادة السورية التي تنتمي الى معسكر 'الممانعة'، وتستضيف على ارضها فصائل المقاومة الفلسطينية بدأت تشعر ان الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به تمادوا كثيرا في تنازلاتهم للطرفين الاسرائيلي والامريكي، وعندما بدأت هذه التنازلات تتناول مفاصل استراتيجية مهمة تؤثر على الثوابت العربية، واسس الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وجدت ان الصمت على نهج الرئيس عباس اصبح يعطي نتائج عكسية تماما، من حيث تشجيعه على المضي في هذه التنازلات.
الرئيس عباس استخدم علاقته مع سورية وزياراته المتكررة لها، كغطاء لتبرير تنازلاته هذه، من خلال الايحاء بانه يحظى بدعم القيادة السورية ومباركتها، الامر الذي اوقع هذه القيادة في تناقض كبير امام مواطنيها اولا، وغالبية العرب المتألمين من الانحرافات الرسمية الفلسطينية. فكيف تتعامل هذه القيادة بصلابة مع تيار الرابع عشر من آذار اللبناني الذي يرفض مجرد اللقاء مع الاسرائيليين ناهيك عن التفاوض معهم، بينما تفرش السجاد الاحمر للرئيس عباس الذي يلتقيهم بالاحضان، ويتخلى عن كل المحرمات الفلسطينية في مواصلة المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، ويعزز في الوقت نفسه السلام الاقتصادي الذي يطالب به نتنياهو، ويشكل قوات امن مهمتها حماية الاحتلال ومشاريعه؟
موقف الرئيس عباس الاخير المساند لتأجيل التصويت على قرار 'غولدستون' بشأن جرائم الحرب في غزة كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ودفعت صاحب القرار السوري الى التحرك بحزم ليقول 'كفاية' الى الرئيس عباس ونهجه، وان الكيل السوري قد طفح، ولم تعد هناك اي مساحة للمجاملة او التحمل.
الرسالة السورية هي الاقوى منذ سنوات طويلة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسيكون لها مفعول الردع الكبير المنتظر لقيادة السلطة التي انتهكت الكثير من الخطوط الحمراء، واعتقدت انها يمكن ان تستمر في النهج نفسه.
المأمول ان تقتدي دول اخرى بهذا الموقف السوري، لان الصمت يصب في خانة التواطؤ مع مشروع قادم لتصفية قضية العرب الاولى .

السبت، 3 أكتوبر 2009

عندما يبوح الشاعر بمكنوناته وصخب أنفاسه وعذاباته تعلن اللغة عن خلود الروح . مقتطفات مختارة من قصائد الراحل الكبير الشاعر نزار قباني


ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن .. فإن الله في السماء


2
: تسألني حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما


3
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
. . الحب منقوش على
ريش العصافير ، وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر


4
حين أنا سقطت في الحب
. . تغيرت
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب


5
يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا


6
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي


7
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد

8
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين الؤلؤتين

9
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
لرميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
و نمت في عيوني

10
أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء

11
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات

12
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق

13
أكره أن أحب مثل الناس
أكره أن أكتب مثل الناس
أود لو كان فمي كنيسة
. . وأحرفي أجراس

14
ذوبت في غرامك الأقلام
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام

15
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت

16
حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين

17
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت

18
لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر

19
لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك

20
لو كنت تذكرين كل كلمة
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى
طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين

21
لماذا .. لماذا .. منذ صرت حبيبتي
يضيء مدادي .. والدفاتر تعشب
تغيرت الأشياء منذ عشقتني
وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب
ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني
أصير نبياً .. عندما عنكِ أكتبُ ..

22
.........................
23

محفورة أنت على وجه يدي
كأٍسطر كوفية
على جدار مسجد
محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي
وفي ذراع المقعد
وكلما حاولت أن تبتعدي
دقيقة واحدة
أراك في جوف يدي

24
لا تحزني
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر

25
حين أكون عاشقا
أشعر أني ملك الزمان
أمتلك الأرض وما عليها
وأدخل الشمس على حصاني

26
حين أكون عاشقا
أجعل شاه الفرس من رعيتي
وأخضع الصين لصولجاني
وأنقل البحار من مكانها
ولو أردت أوقف الثواني

27
حين أكون عاشقا
أصبح ضوءا سائلا
لاتستطيع العين أن تراني
وتصبح الأشعار في دفاتري
حقول ميموزا وأقحوان

28
حين أكون عاشقا
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقا
أغدو زمننا خارج الزمان

29
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا

30
................

31
أخطأت يا صديقتي بفهمي
فما أعاني عقدة
ولا أنا أُذيب في غرائزي وحلمي
لكن كل امرأة أحببتها
أردت أن تكون لي
حبيبتي وأمي
من كل قلبي أشتهي
لو تصبحين أمي

32
جميع ما قالوه عني صحيح
جميع ماقالوه عن سمعتي
في العشق والنساء قول صحيح
لكنهم لم يعرفوا أنني
أنزف في حبك مثل المسيح

33
يحدث أحيانا أن أبكي
مثل الأطفال بلا سبب
يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين
. . بلا سبب
يحدث أن أتعب من كلماتي
من أوراق من كتبي
يحدث أن أتعب من تعبي

34
عيناك مثل الليلة الماطرة
مراكبي غارقة فيها
كتابتي منسية فيها
إن المرايا ما لها ذاكره

35
كتبت فوق الريح
إسم التي أحبها
كتبت فوق الماء
لم أدر أن الريح
لا تحسن الإصغاء
لم أدر أن الماء
لا يحفظ الأسماء

36
ما زلتِ يا مسافره
مازلت بعد السنة العاشره
مزروعه
كالرمح في الخاصره

37
كرمال هذا الوجه والعينين
قد زارنا الربيع هذا العام مرتين
وزارنا النبيُ مرتين

38
أهطل في عينيك كالسحابه
أحمل في حقائبي إليهما
كنزا من الأحزان والكآبه
أحمل ألف جدول
وألف ألف غابه
وأحمل التاريخ تحت معطفي
وأحرف الكتابه

39
أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق

40
لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي

41
ليس يكفيك أن تكوني جميله
كان لابد من مرورك يوما
بذراعيَّ
كي تصيري جميله

42
وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي
أحس أني راكب سجادة سحريه
فغيمة وردية ترفعني
وبعدها .. تأتي البنفسجيه
أدور في عينيك يا حبيبتي
أدور مثل الكرة الأرضيه

43
كم تشبهين السمكه
سريعة في الحب .. مثل السمكه
قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي
وصرت أنت الملكه

44
إني رسول الحب
أحمل للنساء مفاجآتي
لو انني...............

45
أجمل مافيك هو الجنون
أجمل ما فيك ، إذا سمحت
خروج نهديك على القانون

46
تعري فمنذ زمان طويل
على الأرض لم تسقط المعجزات
تعري .. تعري
أنا أخرس
وجسمك يعرف كل اللغات

47
......................


48
ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي
ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا
وقاوميني بما أوتيت من حيل
إذا أتيتك كالبركان مشتعلا
أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها
تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى

49
كم تغيرت بين عام وعام
كان همي أن تخلعي كل شيء
وتظلي كغابة من رخام
وأنا اليوم لا أريدك إلا
أن تكوني .. إشارة استفهام

50
وكلما انفصلتُ عن واحدة
أقول في سذاجة
سوف تكون المرأة الأخيره
والمرة الأخيره
وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة
ومت ألف مرة
ولم أزل أقول
" تلك المرة الأخيره "

51
عبثا ما أكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى
صوتي .. يتخطى حنجرتي
عبثا ما أكتب .. ما دامت
كلماتي .. أوسع من شفتي
أكرهها كل كتاباتي
مشكلتي أنكِ مشكلتي

52
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت .. . . والسلام

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

في زمن العار وفضائح الخضوع السياسي يطرح السؤال ذاته على ضمير الأمة العربية لماذا لاتسمى الخيانة بحقيقتها . مقال من القدس يستحق المتابعة والغضب القومي.

في اليومين الماضيين تلقى 'عرب الاعتدال' صفعتين قويتين من حلفائهما الغربيين، وامريكا على وجه الخصوص. الأولى تتمثل في تراجع الرئيس الامريكي عن مطالبه السابقة بوقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات، والثانية بإسقاط السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري في معركة انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو.
الحكومات العاقلة التي تحترم شعوبها تسارع الى دراسة الاسباب التي أدت الى هاتين الانتكاستين، والعقوق الغربي الذي يكمن خلفهما، واستخلاص الدروس والعبر، وبلورة استراتيجية جديدة تستند الى تصحيح اخطاء وقناعات المرحلة الماضية، وتبني اساليب عمل جديدة، لا تقوم على أرضية الرغبة في الانتقام، وانما على كيفية خدمة المصالح الوطنية والعربية العليا، بطريقة ذكية وفاعلة في الوقت نفسه.
التجارب السابقة مع النظام العربي، بمعسكريه 'المعتدل' و'الممانع' وفق التسميات المستخدمة حاليا (نعتقد ان الفوارق تذوب لمصلحة المعسكر الأول)، ليست مشجعة على الاطلاق، وتثبت ان فرص تغيير الاستراتيجيات محدودة، ان لم تكن معدومة كلياً.
ليس لدينا أي ثقة في ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اجبره الرئيس الامريكي باراك اوباما على مصافحة كل من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي وافيغدور ليبرمان وزير خارجيته، ودعاه الى جولات جديدة من المفاوضات، دون اي ذكر لتجميد الاستيطان، سيعود الى رام الله، ويبدأ بالتخطيط لانتفاضة جديدة، على غرار ما فعله سلفه الراحل ياسر عرفات بعد عودته من مفاوضات كامب ديفيد، مدركاً ان السلام الذي تريده امريكا يعني التنازل عن القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ولا نتوقع من الرئيس حسني مبارك ان يغير مواقفه وعلاقاته الحميمة مع نتنياهو، بعد أن وعده شخصياً بدعم السيد فاروق حسني في انتخابات اليونسكو ووقف الحملات اليهودية المسعورة ضده، لنكتشف بعد ذلك ان مسؤولين كباراً في الحكومة الاسرائيلية لم يتوقفوا مطلقاً عن التحريض ضد انتخاب المرشح المصري، والمطالبة بإسقاطه بكل الطرق والوسائل، وبشكل مهين، وإلصاق تهمة معاداة السامية به.
فالرئيسان الفلسطيني والمصري احرص على مقعديهما الرئاسيين من الاقدام على اي خطوة يمكن أن تغضب سيد البيت الأبيض وحلفاءه الأوروبيين، فالأول سيرسل وفده المفاوض الى واشنطن للقاء نظيره الامريكي، تلبية للدعوة الامريكية، وكأنه لم يعلم بتراجع اوباما وادارته، والرئيس الثاني، أي مبارك، سيواصل استقبال نتنياهو وباراك، مثلما سيعزز علاقته الحميمية مع الثلاثي الاوروبي الذي طعنه في الظهر وصوّت لصالح المرشحة البلغارية، اي كل من ساركوزي (الفرنسي وبرلسكوني (الايطالي) وثاباتيرو (الاسباني) الذي صوت في المعركة الاخيرة والحاسمة ضد المرشح المصري ولمصلحة المرشحة البلغارية.
' ' '
مبادئ الكرامة الوطنية تتراجع الى مراتب متدنية جدا عندما يتعلق الأمر بالقادة الاسرائيليين والغربيين لدى الرجـــلين، والا كيـــف نفسر لقــاء الرئيس عباس ومصافحته لنتنياهو وليبرمان، ناهيك عن باراك، ورفضه المطلق لقاء او مصافحة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية 'حماس'، وهو الذي زار العاصمة السورية دمشق مرتين، والتقى في الاولى جميع الأمناء العامين لحركات المقاومة باستثناء السيد مشعل.
نذهب الى ما هو ابعد من ذلك، ونسأل بكل براءة عن اسباب عدم استقبال الرئيس حسني مبارك لنظيره السوري او مصافحته او زيارته، اي مبارك، لدمشق، وهو الذي استقبل نتنياهو مرتين في غضون اربعة اشهر، الاولى في شرم الشيخ، والثانية قبل عشرة ايام في القاهرة، ودعاه الى افطار رمضاني، وكأن رئيس الوزراء الاسرائيلي من المبشرين بالجنة.
نتمنى ان ينتفض الرئيس مبارك انتصارا لكرامته وكرامة بلاده التي اهينت بطريقة مزرية في معركة اليونسكو، خاصـــة ان الرجـــل القـــى بكل ثقله خلف السيد حسني، وتصرّف وكأنه مدير حملته الانتخابية، من خلال جعل مسألة ترشيحه على قمة جدول مباحثاته مع نتنياهو في زيارتيه الاولى والثانية، ومع الرئيس الفرنسي اثناء زيارته الاخيرة لباريس، حيث قالت صحف فرنسية ان الغرض الاساسي منها السعي لتأييد فرنسا للمرشح المصري.
لا نريد من الرئيس مبارك ان يحرك الجيوش باتجاه اسرائيل، ولا ان يقاطع الولايات المتحدة الامريكية، او يدير ظهره للدول الاوروبية التي خذلته ومرشحه، وفضلت عليه مواطنة اوروبية اعلنت صراحة حنينها للشيوعية، وخرجت بلدها من حلف وارسو قبل سنوات معدودة فقط.
' ' '
نريد من الرئيس مبارك ان يطلب من حليفه الرئيس عباس عدم العودة الى مائدة المفاوضات مع اسرائيل دون وقف كامل للاستيطان وتحديد واضح لمرجعية المفاوضات، وان يفك الحصار المفروض على ابناء قطاع غزة، ويقود مبادرة لمصالحة عربية تعيد ترتيب البيت العربي، والاعتبار لمبادرة السلام العربية.
واذا كان هذا طلبا مستحيلا، لكراهية الرئيس مبارك لاي نوع من المواجهات او الصدامات، الا في حالة المعارضة وحركة الاخوان بالذات وجوعى قطاع غزة، والاشقاء في حلايب السودانية، فإننا نقترح عليه ان يأمر قوات أمنه المرابطة في سيناء بعدم اطلاق النار بهدف القتل على المهاجرين الافارقة المتسللين الى اسرائيل، وأن يتوقف عن لعب دور الحارس لحدودها، ويترك أمرهم للاسرائيليين على الجانب الآخر.
ادارة اوباما التي خذلت العرب، وتراجعت بشكل مخجل امام نتنياهو عن تجميد الاستيطان، لا يمكن ان تحتضن مفاوضات مثمرة تتناول قضايا الوضع النهائي مثل القدس واللاجئين والحدود والدولة الفلسطينية المستقلة. فأوباما ادرك جيدا، وبكل بساطة، ان الصدام مع نتنياهو مكلف جدا له ولادارته، لما يمكن ان يترتب عليه من تبعات داخلية، اما إغضاب العرب وحكوماتهم فلا ضرر منه، بل ربما يعطي نتائج ايجابية، لسبب بسيط هو ان هؤلاء، اي القادة العرب، قرروا ان يكونوا ادوات تخدم المشاريع الامريكية في منطقتهم دون اي نقاش.
نتنياهو لم يكسر ارادة اوباما وادارته فقط، وانما اثبت انه الاقوى في امريكا من الرئيس الامريكي المنتخب نفسه، وستكون الخطوة الثانية له كسر الامم المتحدة، واجبارها على سحب تقريرها الذي ادان جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، وطالب بعرض هذه الجرائم والمتورطين فيها على المحكمة الدولية في لاهاي.
مصيبتنا كعرب تنحصر في رئيس قزّم دور مصر، وشل بالتالي المنطقة العربية، ورئيس فلسطيني باتت علاقته بفلسطين وقضيتها وشهدائها واسراها وشعبها علاقة مبهمة واكثر من شكلية. ولهذا ستتواصل الصفعات لهذه الامة الواحدة تلو الاخرى. وهذا لا يعني اننا نسينا مصائبنا الاخرى المتمثلة في زعماء عرب آخرين .

في زمن العار وفضائح الخضوع السياسي يطرح السؤال ذاته على ضمير الأمة العربية لماذا لاتسمى الخيانة بحقيقتها . مقال من القدس يستحق المتابعة والغضب الوطني.

الفلسطينيون كحراس لجنرالات الاحتلال

ان يزور الجنرال الاسرائيلي آفي مزراحي قائد المنطقة الوسطى مدينة بيت لحم، ويتجول فيها بهدف التعرف عليها في بداية توليه لمهامه الامنية، فهذا امر طبيعي لان المدينة، مثل كل مدن الضفة الغربية الاخرى، تخضع للاحتلال الاسرائيلي رسميا، وللسلطة الفلسطينية شكليا، لكن ان تتم هذه الزيارة بحماية من سيارات امن هذه السلطة، فهذا هو الشيء غير الطبيعي الذي لم نتصوره مطلقا، ولم يتقبله اهالي المدينة الذين اصيبوا بالذهول.
شهود العيان قالوا ان الجنرال الاسرائيلي وصل الى بيت لحم في موكب يضم ثلاث عربات اسرائيلية مدرعة، تتقدمها سيارات عسكرية تابعة للامن الفلسطيني بهدف توفير الحماية الامامية، واخرى في مؤخرة الموكب بغرض الحماية الخلفية، بينما ارتدى افراد الامن الفلسطيني في هذه السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي، اقنعة سوداء تحت خوذاتهم، ووضعوا اصبعهم على الزناد.
ومن المفارقة ان قوات الامن الفلسطينية هذه التي تولت مسؤولية حماية الموكب الاسرائيلي تتبع حرس الرئاسة الفلسطينية، اي انها تتولى اعمال التنسيق هذه مع نظيرتها الاسرائيلية بتعليمات من الرئيس الفلسطيني ومكتبه في مدينة رام الله.
بمعنى آخر، ان قوات حرس الرئاسة الفلسطينية باتت مكلفة بحماية الجنرالات الاسرائيليين من اي 'اعتداء' قد يتعرضون له من قبل ابناء الشعب الفلسطيني، حتى لو كان من خلال رجم الموكب بالحجارة، مثلما كان عليه الحال في الانتفاضة الاولى، او اطلاق النار عليه على غرار ما حدث في الانتفاضة الثانية التي اطلق شرارتها، بعد ان أعد لها جيدا، الرئيس الراحل ياسر عرفات.
لا نستغرب هذا المنظر الذي اثار استياء اهالي مدينة بيت لحم، فهذه القوات الامنية يشرف على تدريبها الجنرال الامريكي كيث دايتون، ويشرف على تسليحها جيش الدفاع الاسرائيلي، ويتم اختيار المجندين فيها من خلال عملية اختبار صارمة من قبل اجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية والفلسطينية والاردنية.
المجرم الحقيقي في عرف هذه القوات وضباطها الكبار هو اي مواطن فلسطيني ينتفض لكرامته، ويقرر مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية او العسكرية، اي التعرض لقوات الاحتلال. اما اذا قامت هذه القوات باطلاق النار على الفلسطينيين او اغارت على منازلهم لاعتقال بعض النشطاء، فان قوات الامن الفلسطينية تشاركهم بحماسة في هذا الاتجاه.
عندما هاجم المستوطنون منازل ومزروعات فلسطينية في منطقة الخليل وقفت قوات الامن الفلسطينية موقف المدافع عن هؤلاء، ووفرت لهم الحماية وبادرت باعتقال الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهم بصدورهم العارية. ولعل الخدمة الاكبر التي قدمتها هذه القوات وعجزت عنها القوات الاسرائيلية، تلك التي تمثلت في اقتحام منازل كان يحتمي فيها مطاردون من حركة 'الجهاد الاسلامي' و'حماس' وتصفيتهم جميعاً بعد معركة بالذخيرة الحية.
لا نعرف كيف سيرد المتحدثون الفلسطينيون باسم السلطة على هذه الظاهرة، وكيف سيبررونها، ولكن ما نعرفه ان السلطة الفلسطينية اصبحت تلعب دور 'قوات لحد' في جنوب لبنان، بل ان دور تلك القوات يتوارى خجلاً امام دور نظيرتها الفلسطينية، والمهام التي يؤديها جنودها وقياداتها، السياسية قبل العسكرية في حماية الاحتلال .

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

أحداث من صفحات التاريخ .كيف قامت المخابرات الأمريكية بتغيير الأنظمة؟ حكومة مصدّق نموذجاً . مقال يستحق القراءة . عرض بابكر الأمين .


كانت إيران منذ عام 1925 تحت حكم رضا خان الذي نصّب نفسه شاهاً. ثمّ خلفه إبنه الشاه رضا بهلوي في الأربعينيات من القرن الماضي. وكانت بريطانيا في تلك الحقبة تحتكر إكتشاف وتكرير وتسويق النفط الإيراني عبر شركة النفط الأنكلو- إيرانية التي كانت معظم أسهمها تمتلكها الحكومة البريطانية. وقد كان نصيب إيران من إيرادات النفط أقل مما تدفعه تلك الشركة للحكومة البريطانية من ضرائب. وكان عائد بريطانيا من إستغلال النفط الإيراني قد بلغ في عام 1950 أكثر مما حصلت عليه إيران خلال نصف قرن من فوائد نفطها.
وفي عام 1951 تمّ إنتخاب محمد مصدّق رئيساً للوزراء في إنتخابات حرة ونزيهة. وقد عمل مصدّق على رفض الهيمنة البريطانية على صناعة النفط، وطرح مشروع قانون بتأميمها على البرلمان (المجلس) وتمت إجازته من قبل المجلس عام 1951. وقد وجد هذا القانون ورئيس الوزراء شعبية فائقــة لأنه كان سيعمل على رفع المعاناة عن كاهل الإيرانيـــين بالتنمية وتحسين الخدمات. وكان مصدّق أول زعيم يتحدى الهيمنة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط ويحظى بتلك الشعبية لذا فقد كان رجل جريدة 'التايمز' لعام 1952 التي أطلقت عليه 'جورج واشنطن الإيراني'.
وقبل إقدام مصدّق على التأميم إقترح على بريطانيا إقتسام فوائد النفط بنسبة 50 في المائة لكل من إيران وبريطانيا، إلا أن بريطانيا رفضت هذا العرض. إضطر ذلك مصدّق لإعلان التأميم وإستدل بتأميم بريطانيا لصناعة الفحم والصلب. لجأت الحكومة البريطانية في الأول إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية لإلغاء التأميم بحجة أن إيران قد نقضت الإتفاقية، إلا أنها فشلت في ذلك. وفرضت بريطانيا حصاراً إقتصادياً على إيران. ثم عملت المخابرات البريطانية في طهران على زعزعة النظام ليتسنى تغييره. ولما أدرك مصدّق ذلك طرد البعثة الدبلوماسية البريطانية في بلاده عام 1952. وبما أن المخابرات البريطانية قد فقدت موطىء قدمها في إيران بعد طرد بعثتها، فقد لجأت بعد ذلك إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتغيير نظام مصدّق.
أدرك تشرشل أن تأميم النفط لا يمكن أن يكون حجة مقنعة لإزاحة مصدق لدى الأمريكان، لذا لجأ إلى الصاق تهمة الشيوعية به، علماً بأنه لم يكن لديه وزيراً واحداً من الشيوعيين في حكومته. ترددت الإدارة الأمريكية في الأول واّثرت إستعمال الدبلوماسية، إلا أنه تمت الموافقة بعد وصول ايزنهاور للادارة عام 1953. ولم تكن أمريكا لتجرؤ على تغيير نظام مصدّق بالغزو المباشر لان إيران لها حدود مع الإتحاد السوفييتي الذي كان في أوج قوته بعد الحرب العالمية الثانية تحت زعامة ستالين.
لذا لجأت للتغيير غير المباشر رغم إعتراض السفير الأمريكي في طهران الذي ذكر بأن مصدّق يحظى بشعبية تبلغ 95 في المائة. صدّق تشرشل وايزنهاور على العملية التي أُوكلت إلى السي اّي ايه والإس اّي إس (المخابرات البريطانية). واّلت رئاسة العملية إلى كيرمت روزفلت المسؤول عن قسم الشرق الأدنى وأفريقيا في وكالة المخابرات الأمريكية، ورُصدت لها ميزانية تبلغ مليون دولار. ومما سهل من العملية أن مدير المخابرات الأمريكية كان شقيق وزير الخارجية دالاس.
كانت الخطة تهدف إلى إقناع الشاه - والذي يبيح له الدستور تسمية رئيس الوزراء - إلى إصدار ثلاثة قرارات ملكية. يقضي الأول بإقالة مصدّق، والثاني بتعيين رئيس وزراء يوافق عليه الأمريكان، والثالث بخضوع الجيش للبلاط البهلوي. وحسب الخطة فإن الضغط على الشاه سيتم من خلال شقيقته إشراف بهلوي - التي تمت رشوتها - والجنرال الأمريكي نورمان سجارزكبف.
في الأول تردّد الشاه في الإقدام على تلك الخطوات لأنه كان يشك في ولاء الجيش له، إلا أن عملاء السي اّي ايه واصلوا الضغط عليه طيلة شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) عام 1953، وأكدوا له بأن بريطانيا وأمريكا تؤيدان تغيير مصدّق. وحذّره العملاء بأنه إن لم يوقع على تلك القرارات فإن عرشه سيزول ويستولي الشيوعيون على الحكم. إضطر الشاه للتوقيع ثمّ إنزوى خائفاً من اّثارها في أحد منتجعاته على ساحل بحر قزوين.
أرسلت وحدة بقيادة كولونيل لإعتقال رئيس الوزراء في منزله ليلاً، إلا أنه قد تمّ إعتقالها. وفي فجر اليوم التالي أعلنت السلطات أنها قد إكتشفت المؤامرة وأذاع راديو طهران بأنها تمت بمساعدة خارجية. بعد سماع الأنباء هرب الشاه إلى بغداد ومنها إلى روما.
في تلك الأثناء تمّ توجيه الإعلام الإمريكي والبريطاني لإثارة حملة ضد مصدّق فقالت 'التايمز': 'إن إنتخابه كان أسوأ كارثة للعالم المضاد للشيوعية منذ الزحف الأحمر الصيني في الأربعينيات'. ووصفته 'نيويوك تايمز' بالدكتاتور وشبّهته بستالين وهتلر. كما خرجت 'نيوزويك' بمانشيت مثير يقول بأن 'الشيوعيين يسيطرون على إيران'.
ثمّ تواصلت مساعي خطة الإنقلاب بصرف مبلغ مائة وخمسين ألف دولار لرشوة خطباء مساجد الذين وصفوا مصدّق بأنه يهودي وملحد وكافر. وكما تمّ شراء صحافيين لإثارة حملة تشكيك في مصدق. وقد أصدرت بعض الصحف كاركتيرات تصور مصدّق على أنه شاذ جنسياً. إلا أن مصدق كانت لديه قناعة مطلقة في الديمقراطية وحرية التعبير لذا رفض قهر الصحافة والحريات المدنية وخرق القانون. كما تمت رشوة نواب برلمانيين لسحب الثقة من رئيس الوزراء. ولما أدرك مصدّق ذلك، دعا لإستفتاء شعبي لحل البرلمان والدعوة لإنتخابات جديدة ونجح في ذلك الإستفتاء في آب (أغسطس) 1953.
وتم إستئجار عصابات شوارع بمبلغ خمسين ألف دولار لإثارة القلاقل والهجوم على منازل رجال الدين وتصوير الأمر كأنه حدث من مؤيدي مصدق. عملت تلك العصابات أيضاً على تحطيم المحال التجارية وضرب المارة وإطلاق النار على بعض المساجد. ولما أُرسلت وحدات الشرطة لحفظ النظام إنضمّ بعض ضباطها الذين تمّ شراؤهم للمتظاهرين. وتمّ إحراق دور الصحف المؤيدة للحكومة ووزارة الخارجية وقيادة الشرطة وراديو طهران.
وقد تمّ إرسال وحدة جيش مزودة بدبابات لإعتقال مصدّق إلا أن حرسه قد أبدى مقاومة سقط خلالها العشرات من الجانبين مما إضطر مصدق لتسليم نفسه. ثم أُحرق منزله بعد أن سُرقت محتوياته وأثاثه. وقد كان مصدق الحاصل على دكتوراه في القانون من إحدى جامعات أوروبا أكثر إيماناً بالديمقراطية من بريطانيا وأمريكا. وذلك لأن حزب تودة عندما تأكد من المؤامرة ضد النظام عرض عليه تسليح كوادره للدفاع عن الديمقراطية ولكنه رفض.
وقد اختير البديل الجنرال المتقاعد فضل الله زاهدي الذي تلقى مبلغ 130,000 دولار. أعلن زاهدي من راديو طهران أنه رئيس الوزراء الشرعي حسب أمر الشاه ثمّ عاد الشاه لإيران. وبعد نجاح الإنقلاب، أمر الشاه بإعدام حسين فاطمي وزير الخارجية المؤيد لمصدّق، بالإضافة إلى إعدام العشرات من مؤيدي مصدّق من العسكريين وقادة الحركة الطلابية. وكان نصيب مصدّق السجن ثلاث سنوات ثمّ الإعتقال المنزلي في إحدى القرى حتى وفاته. وكانت هذه العملية أول تجربة للسي اّي ايه لتغيير نظام من اساسه، إذ كان معظم نشاطها ينحصر في رصد النشاط الشيوعي ودعم الأحزاب المناوئة للشيوعية في أوروبا.
وقد كان نصيب أمريكا من إزاحة مصدّق الحصول على 40 في المائة من أسهم شركة النفط الإيرانية القومية من جراء مجهودها في إزاحة مصدّق. وكان نصيب بريطانيا أيضاً 40 في المائة مما يعني أقل مما إقترحه مصدق قبل إقدامه على التأميم وهو 50 في المائة لبريطانيا.
وقد أدت إزاحة مصدّق إلى تغيير تاريخ إيران بتحطيم الأسس الديمقراطية بعد وصول الشاه، الذي أسس نظاما دكتاتوريا قمعيا بحماية جهاز السافاك الذي تلقى خبرة من الموساد الإسرائيلي. وقد أساء الشاه لمشاعر الإيرانيين الدينية إذ كان يقدم الخمر عند زيارة المسؤولين الغربيين له. وقد أدت سياسات الشاه لغرس بذور عداء الإيرانيين لنظامه لذا حظت ثورة الخميني عام 1979 بشعبية طاغية. وكان دعم الأمريكان للشاه قد تسبب في العداء الرسمي والشعبي لأمريكا كان من نتائجها إحتجاز الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران لمدة 444 يوماً. كما وجد شعار 'الموت لأمريكا' شعبية في إيران .