الأحد، 18 أكتوبر 2009

من الأبطال العرب الذين تفتخر الأمة بهم . البطل المصري محمد وقصته الرائعة في حرب أكتوبر 1973 التي توحدت فيها دماء أبطال جيش مصر مع أبطال الجيش السوري .


حكاية حرب أكتوبر

ونبدأ بحكاية أخرى عن بطولات حرب أكتوبر سنة 1973 ومنها حكاية الجندي محمد المصري الذي دمر بمفرده سبعا وعشرين دبابة اسرائيلية وروى حكايته في مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' في تحقيق لزميلتنا هانم الشربيني، قال فيه 'تم إلحاقي بالفرقة الثانية لاحل ضيفا عليها تحت قيادة المقدم صلاح حواش الذي استشهد وقد أصبت اول دبابة إسرائيلية يوم 7 تشرين الاول (أكتوبر) في الساعة العاشرة صباحا.
في البداية كنت خائفا جدا لكن خوفي زال عندما رأيت المقدم صلاح حواش يبكي ساجدا على رمال سيناء ويحمد الله قبل استشهاده، في تلك اللحظة زال خوفي تماما وأصبح كل خوفي من ان يضيع الصاروخ دون إصابة الهدف وكان ثمن الصاروخ خمسمائة دولار وكنت اعتبرهم (من دم أبويا وأمي) لذلك كنت اشعر أنني كقاض لا يحكمني سوى الله ثم ضميري.
أصعب لحظة مرت عليّ كانت يوم 8 أكتوبر وهي لحظة استشهاد المقدم الشهيد صلاح حواش، توفي فجرا، وآخر شيء فعله انه أوصاني بالدفاع عن تراب مصر، في نفس اليوم الذي أصبت فيه دبابة العقيد عساف ياجوري ليسقط أسيرا لدينا، ولأفاجأ بأن اللواء حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية يستدعيني في مكتبه. دخلت لأجد ياجوري جالسا وعلى وجهه علامات الانكسار لأكتشف أنه قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي والذي كانت مهمته إحداث خلل بين الجيشين الثاني والثالث وان يأسر قائد الجيش الثاني حيا وقد طلب عند أسره مطلبين: الأول كوب ماء والثاني ان يرى الجندي الذي دمر دبابته. وعندما رآني قال لي: بتدمر دبابتنا بأصابعك هذه واراد تقبيلها لكنني رفضت بشدة لأنني شعرت انه لو أخذها في فمه فلن تعود لي سالمة! في آذار (مارس) 1974 استقبلني الرئيس السادات في بيته تكريما لي وكنت وقتها في قمة السعادة فأنا المواطن المصري البسيط سأقابل رئيس الجمهورية في منزله بالجيزة.
وأذكر ان الرئيس السادات قال لي حين رآني: لو ما كانتش الدولة كرمتك فأنا بكرمك في بيتي وقد حضنني طويلا، وقتها شعرت انه أبي الذي فقدته مبكرا لأتذوق مرارة اليتم ولم اكن أتوقع هذه المقابلة الرائعة منه خاصة بعد ان قال لي المشير أحمد إسماعيل: لا تبادر بالسلام بيدك على الرئيس لأفاجأ به يحتضنني بقوة، ثم جلسنا ليقول لي: (استرح 10 دقائق وبعدين احكي لي قصتك من أول ما دخلت الجيش). ظل يصغى إليّ بانتباه شديد لمدة ساعة وربع الساعة ثم تناولنا وجبة الغداء وجلست بينه وبين المشير أحمد إسماعيل على مائدة واحدة وعندما لاحظ توتري وعدم قدرتي على تناول الطعام قال لي: (الشوكة والسكينة مش لينا إحنا فلاحين كل بإيدك وبراحتك خالص)، وانتهى اللقاء بيننا ولكن لم ينته تكريم السادات لي حيث وجه الدعوة لي لحضور حفل افتتاح قناة السويس في الخامس من حزيران (يونيو) عام 1975 لأكون أنا (الصف ضابط) الوحيد الذي يقف مع الرئيس السادات على المدمرة يوم حفل الافتتاح'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق