السبت، 17 أكتوبر 2009

تكريم أرواح الشهداء العظام في التاريخ العربي مهمة تبعث الأمل في تصليب إرادة وعزيمة الأجيال وتعزز الوعي الثقافي والوجداني للألتزام بالدفاع عن الوطن .

سورية تنقل رفات قائد ثورتها الكبرى إلى النصب التذكاري لشهداء الثورة


بخيتان: تكريم روح سلطان الأطرش تكريم لكل أبطال الثورة..والوطن لا ينسى أبناءه المجاهدين

شهدت سورية يوم الجمعة نقل رفات القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش من مكانه المؤقت إلى النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى في مسقط رأسه في بلدة القريا بالسويداء.


وقال الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان الذي مثل الرئيس بشار الأسد إن " هذه المناسبة تعبير عن العرفان والتقدير من سورية وقائدها لتضحيات شهداء الثورة السورية الكبرى والمجاهدين في معارك الاستقلال", مشيرا إلى أن "هذا الصرح العظيم سيبقى رمزا من رموز الروح الكفاحية".

ويقع النصب الذي استغرق إنجازه نحو 20 عاما على مساحة 6200 م2 تشمل بناء الصرح وملحقاته، ويضم في أقسامه متحفاً عاماً وصالة كبيرة لاستقبال الزوار ومدرجاً يتسع لـ200 شخص مع تجهيزات صوتية ومرافق خدمية متنوعة ومكتباً لاستقبال الزوار ومركز استعلامات سياحي.

وأضاف بخيتان أن " هذا الصرح الكبير تكريم للمجاهدين والمقاومين وتعبير عن مشاعر إجلال الشهادة وتقديرها وهي المشاعر التي أكد عليها القائد الخالد حافظ الأسد..واستكمالا لمسيرة العز التي يقودها الرئيس بشار الأسد".

ويضم الجزء العلوي من الصرح مساحات مخصصة لمشاهدة البانوراما المصممة على الجدران المحيطة أسفل قبة الصرح والتي تمثل صوراً رمزية تخلد معارك النضال ضد المستعمر الفرنسي، ويتوسط سقف الصرح 16 عموداً يبلغ ارتفاع كل منها 20 متراً يعلوها قبة من الفيبر كلاس المقاوم والملون بأشكال مضلعة صممت لتمثل رمزاً لمشعل الثورة بينما يتوضع تحت القبة ممرات وتراسات لدخول الزوار لمشاهدة ضريح "سلطان باشا الأطرش".

واشار بخيتان إلى أنه "ونحن ننقل رفات قائد الثورة السورية الكبرى إلى صرح شهداء الثورة تستوقفنا معان كثيرة خالدة في الوجدان العربي في مقدمتها أن الوطن لا ينسى أبناءه المجاهدين", مشيرا إلى أن "تكريم روح قائد الثورة السورية الكبرى ورفاقه هو تكريم لكل أبطال الثورة رجالاتها ".

وتحتضن محافظة السويداء 145 نصباً تذكارياً لشهداء الوطن ورجال الثورة السورية الكبرى أبرزها نصب الشهداء في بلدة المزرعة و نصب شهداء الثورة السورية في بلدة القريا والكفر وعرمان.

وأردف بخيتان أنه " كما سطعت شمس الجلاء على ربوع سورية بسواعد المجاهدين الميامين ونضالهم فإن شمس الجلاء سوف تسطع لا محالة على هضاب الجولان ليكتمل النصر ويعود الجولان إلى وطنه الأم".

ويأتي نقل رفات قائد الثورة السورية الكبرى بعد يوم من إطلاق سراح الأسيرين السوريين بشر المقت وعاصم الولي بعد 25 عاما من الأسر في السجون الإسرائيلية, إذ أعرب الأسيرين لدى تحريرهما عن ثقتهما بعودة الجولان السوري الذي احتلته إسرائيل في العام 1967 وضمته في ظل عدم اعترف دولي في العام 1981.

وتوجه بخيتان في ختام كلمته بالتحية إلى "روح شيخ المجاهدين سلطان باشا الأطرش وذكراه والى أرواح شهداء معارك الاستقلال وكل من ضحى في سبيل عزة الوطن".

وكان سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، ، كما كان أول من رفعه سنة 1918 في دمشق عند دخوله متقدما على الجيش العربي في ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق.

كما جهز في تموز 1920، قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين في ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربي واستشهاد وزير الدفاع يوسف العظمة، وأعلن الثورة السورية الكبرى في عام 1925 وخاض ضد الفرنسيين عدة معارك أدت إلى مقتل ألاف منهم أهمها معركة الكفر والمزرعة والمسيفري.

ورفض الأطرش أي مناصب سياسية عرضت عليه بعد الاستقلال، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عهد الوحدة فقلده أعلى وسام في الجمهورية العربية المتحدة، أثناء زيارته لمحافظة السويداء.

وتوفي سلطان باشا الأطرش عام 1982 نتيجة أزمة قلبية، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص، من بينهم الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أصدر حينها رسالة حداد شخصية تنعي القائد العام للثورة السورية الكبرى، وعين يوم رحيله يومًا تأبينيًا من كل سنة .


- نقلاً عن موقع سيريا نيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق