التضخم ومشكلاته!..
كثيرون يسمعون بالتضخم، والبعض منهم يتابع نسب التضخم صعودا أو هبوطا، وربما الغالبية لا تعرف منه سوى أسمه، لكنها تخشاه حتى دون علم بمعناه وآلية تأثيراته السلبية على الأحوال المعيشية للناس..
· فما هو التضخم؟!..
· لماذا نخشاه جميعا؟!
· ما علاقته أو تأثيره على الوضع المعاشي للناس ، والوضع الاقتصادي للبلد؟!
· هل من إمكانية للقضاء عليه؟
أسئلة متعددة يمكن للمرء أن يطرحها سواء أكان عالما بالمصطلح ومفهومه، أم غير ذلك!
· فما معنى التضخم بداية؟..
التضخم من أكثر المصطلحات الاقتصادية شيوعا، وبات أحد أبرز المعضلات التي على الحكومات مواجهتها، وأصعب الظواهر التي ينبغي على الفرد التعامل معها.. رغم الاختلاف في تحديد أسبابه، فالبعض يعتبره ظاهرة نقدية فقط، والبعض الآخر يعتبره انعكاسا لتناقضات الرأسمالية المعاصرة، وغيرهم يراه مرضا اقتصادياً، وآخرون يرونه خللاً اجتماعيا، فالجميع يريد أن يستهلك دون أن يقدم مقابل ذلك أنتاجا!. لكن الجميع يتفق على أن كل التضخم مساوئ، ويتفقون أيضاً على أن التضخم يقع عندما ترتفع الأسعار، أو أن ارتفاع الأسعار هو ذاته التضخم، وفي ظله تنشط التجارة والمضاربات، ويتوجه المستثمرون إلى مشاريع خدمية أو إلى الأسواق المالية، بدل أن يتوجهوا إلى مشاريع الاقتصاد الحقيقي في الزراعة أو الصناعة بشكل خاص، فالتضخم يؤدي إلى غياب المشاريع التي تحتاج لزمن حتى تنتج وتعطي، وهو يؤثر على الاقتصاد والمجتمع نظرا لتحويل الاستثمارات إلى المضاربة والعقارات وأسواق المال كما ذكرنا آنفا!..
وبشكل عام يستخدم التضخم لوصف عدد من الظواهر التي يتعرض لها الاقتصاد في مختلف الأنظمة الاقتصادية ومن هذه الظواهر:
1- ارتفاع تكاليف إنتاج السلع..
2- ارتفاع الدخول النقدية سواء للعاملين بأجر أو أصحاب المنشآت..
3- الارتفاع المستمر للأسعار..
مع الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تترافق هذه الظواهر المختلفة في اتجاه واحد و في زمن معين، إذ من الممكن أن ترتفع الأسعار دون أن يصاحبها زيادة الدخول، كما يمكن أن يحدث ارتفاع في تكاليف الإنتاج دون أن يصاحب ذلك ارتفاع الأرباح..ويمكن أن نطلق صفة التضخم في حال تحققت أي ظاهرة من الظواهر التي أشرنا إليها أعلاه!..
في الماضي كانت أسعار السلع ترتفع ثم تستقر، لكنها اليوم إلى ارتفاع مستمر، لذلك نحن جميعا.. منتجين، ومستهلكين، واقتصاديين، وحكومات معنيون بالتضخم نظرا لارتباطه بحياتنا اليومية ،وتأثيره علينا من خلال ارتفاع الأسعار ،
ويعتبر أصحاب الأجور من أكثر المتضررين من التضخم حيث تتراجع القوة الشرائية لمداخيلهم ..
وقد أكدت دراسة اقتصادية أعدها المعهد العربي للتخطيط أن ارتفاع الأسعار المزمن (التضخم) يشكل خطراً حقيقيا على الاستقرار والنشاط الاقتصادي لأية دولة، سواء أكانت متقدمة أم نامية، أما الدول الأكثر تأثراً بالتضخم فهي الدول النامية لأن آثاره السلبية تكون أعمق وأشمل..
· لكن.. كيف يمكن أن نكافح التضخم؟!
· في مجال الإجابة على هذا السؤال نقول أن ذلك يتطلب عدداً من الإجراءات الحكومية، منها..
1- خفض الفارق الكبير بين أدنى الأجور والمداخيل وأعلاها أي رفع الحد الأدنى للأجور.
2- إبطاء زيادة الأجور والمداخيل بمعدل لا يتجاوز 3% إذا بلغ التضخم 1% كمثال.
3- ربط الادخار بتغير الأسعار، وإنشاء مؤسسات ادخارية.
4- ضبط الإنفاق العام وترشيده.
5- إتباع سياسة نقدية تستهدف خفض معدل التضخم.
6- إتباع سياسة اقتصادية تدعم الإنتاج الحقيقي وتوّجه إليه.
7- الابتعاد عن سياسة التمويل بالعجز.
8- زيادة الدعم المقدم للفقراء وأصحاب الدخول المحدودة.
التضخم خطر اقتصادي.. وخطر اجتماعي،واستفحاله يؤدي إلى بطء النمو الاقتصادي، ويزيد في أعداد الفقراء في المجتمع.. وهو أحد العوامل الفاعلة في القضاء على الطبقة الوسطى في أي مجتمع!!..
وفي سورية هناك اعتراف بوجود تضخم، لكن ثمة اختلاف على تقديره، فهو حسب تصريحات الحكومة لا تجاوز 8,5% بينما يقول البعض إنه يتجاوز هذا المعدل بكثير، أما نحن فنقيس التضخم بمدى كفاية دخلنا لتلبية احتياجاتنا ومعيشة أسرتنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق