الأحد، 20 ديسمبر 2009

البيئة هي الحياة . والدول الصناعية تلوث مناخها على مستوى المعمورة ولاترغب في تحمل مسؤولياتها تجاه مصير الشعوب المستضعفة والنامية . مناخ الأرض في خطر .


كوبنهاغن ـ وكالات: شهد اليوم الأخير من محادثات قمة المناخ في كوبنهاغن إجراءات أمنية مشددة لحماية رؤساء أكثر من 115 دولة شاركوا في المؤتمر، ما اثار موجة من الغضب بين مندوبي المنظمات غير الحكومية الذين منعوا من دخول المركز الذي تعقد فيه القمة.
ونشرت السلطات الدانمركية أعداداً غير مسبوقة من رجال الأمن في العاصمة كوبنهاغن وخاصة في محيط مركز 'بيلا' الذي يستقبل الحدث المناخي.
ومنع معظم ممثلي المنظمات غير الحكومية الـ30 ألفا من دخول المبنى ابتداء من الخميس، كما ألغيت عدة أحداث هامشية بهدف التحضير للإجراءات الأمنية لضمان حماية رؤساء الوفود.
وسعى رؤساء دول العالم جاهدين الجمعة للتوصل الى اتفاق من خلال مفاوضات كوبنهاغن بشأن التغير المناخي بعد تجاوز الموعد الرسمي لاختتام القمة دون ان تلوح مع ذلك بوادر على التوصل لهذا الاتفاق.
واستمرت المباحثات بعد الساعة السادسة مساء الجمعة وهو الموعد المحدد اصلا لحفل اختتام القمة، لكن الغموض والتوتر كانا لا يزالان مخيمين تماما في حين ان مشروع اعلان الزعماء الذي يفترض ان ينقذ اتفاقا ضد الاحتباس كان لا يزال موضع مناقشات شاقة.
واتاح الرئيس الامريكي باراك اوباما بصيص امل مع دعوته رئيس الوزراء الصيني ون جياباو الى لقائه مجددا الجمعة في كوبنهاغن في محاولة لمعالجة الموضوعات التي يختلف عليها اكبر ملوثين في العالم بعد 12 يوما من الاعمال: ضمانات التحقق من تنفيذ التعهدات وتمويل مكافحة الاحتباس ومستوى الانبعاثات.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان المفاوضات 'شاقة'، مضيفا 'لا نريد اتفاقا هزيلا'.
وغادر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، الذي اشار الى ان الطريق لا يزال 'طويلا وصعبا' كوبنهاغن مساء الجمعة للقيام بزيارة مقررة منذ وقت طويل الى كازاخستان، مفوضا مستشاره لشؤون المناخ تمثيل روسيا في المفاوضات. ومن المقرر ان يكون اوباما غادر مساء الجمعة كما هو مقرر.
وسلمت بعد ظهر الجمعة لقادة العالم نسخة جديدة من مشروع الاعلان السياسي المقرر ان يعتمدوه تتضمن هدفا عالميا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية الى النصف بحلول عام 2050.
الا ان الصين والدول الناشئة الكبرى الاخرى ترفض باصرار منذ ستة اشهر الانضمام الى هذا الهدف قبل ان تزيد الدول الصناعية معدل خفض انبعاثاتها قبل 2020.
وحذر الرئيس باراك اوباما امام اكثر من 120 رئيس دولة وحكومة من انه 'لا يمكن لاي بلد الحصول على كل ما ينشده'، مبديا تمكسه بالمواقف الامريكية.
وقال ان 'المسألة تكمن في معرفة ما اذا كنا نتقدم معا او نتصارع، اذا كنا نفضل الشعارات على العمل'.
وقال رئيس وزراء بلجيكا ايف لوتيرم ان على الصين ان تبذل جهودا حتى لا تنتهي قمة كوبنهاغن الى الفشل. وقال للتلفزيون البلجيكي ان 'الاتحاد الاوروبي مستعد لابرام اتفاق في كوبنهاغن، ولكن الكتل الاخرى هي المطلوب ان تعلن موقفها في الوقت الراهن. الولايات المتحدة بذلت جهودا. اما الصين فليس بعد. عليه امل ان يحصل ذلك'. من جانبه دعا رئيس وزراء الهندي منموهان سينغ الى تمديد المفاوضات حتى 2010 من اجل التوصل الى 'اتفاق شامل فعلا والتصدي بصلابة حقيقية للتغير المناخي'.
في المقابل بدا الرئيس البرازيلي لويس ايناسية لولا دا سيلفا يائسا بعد الاجتماعات الاولى معلنا استعداده لبذل 'تضحية' مادية لمساعدة الدول الاكثر تأثرا ولإتاحة التوصل الى اتفاق.
وشدد على ان هذا العرض الذي لم يبحثه بعد 'لا مع الشعب او مع البرلمان' يحرك خطوط التقسيم التقليدية بين الدول الصناعية، المسؤولة 'تاريخيا' عن تراكم ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبين الدول النامية.
ويرى ايمانويل غيران الباحث في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية ان خطر صدور 'اعلان سياسي مائع' قائم فعلا.
وقال ان 'ون جياباو احدث انفتاحا صغيرا بشأن مسألة التحقق وأبدى ارادة سياسية كبيرة بشأن التمويل في حين ان اوباما لم يتحرك قيد انملة وسينغ اغلق الباب باحالة الامر الى عام 2010'.
ودارت المباحثات حول مشروع الاعلان السياسي للزعماء الذي يمكن ان يستخدم كأساس لاتفاق محتمل. وتهدف النسخ المختلفة المتتالية الى حصر ارتفاع سخونة الارض عند درجتين مئويتين كحد اقصى عن مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
وستقدم مساعدة مالية فورية من 30 مليار دولار على ثلاث سنوات (2010-2012) الى الدول الاكثر تضررا ليصل حجم المساعدة الشامل تدريجيا الى مائة مليار دولار سنويا حتى عام 2020.
ووصف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الولايات المتحدة الجمعة بأنها 'أكبر ملوث'، واتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاولة صياغة اتفاقية للمناخ من وراء ظهر الزعماء الآخرين.
وقال تشافيز 'إن الامبراطور الذي جاء في منتصف الليل وتحت جنح الظلام يعد من وراء كل شخص وبطريقة غير ديمقراطية وثيقة... لن نقبلها'.
وفي مؤتمر سابق للأمم المتحدة عام 2006 هاجم تشافيز الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش ووصفه بأنه 'شيطان'، ووصف المنصة الذي تحدث من عليها في اليوم السابق بأنها 'لا تزال تحمل رائحة الكبريت اليوم'.
واستمر تشافيز على نفس المنوال في كوبنهاجن حين قال 'لا زلت أشم رائحة الكبريت. لا زلت أشم الكبريت في هذا العالم'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق