الثلاثاء، 25 مايو 2010

قصتي مع هديل .. الحلقة الخامسة .. بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي


من سلسلة من قصص وتجارب على حلقات

الحلقة الخامسة


كانت الأحداث التي أحاطت بحياة هديل قد أفرزت عوامل إجتماعية ونفسية حادة جداً في واقع عموم أفراد أسرتها في قرية خبب . وكان الهم الرئيسي لها هو البحث عن مخارج لتجنب المزيد من التوترات . ولهذا كان الإتفاق السري مع زوجها بسام أفضل الحلول لتغطية حيثيات الفضيحة . وتحقق للزوج الإنتهازي كل مايخطر ومالايخطر على باله من أهداف كان يبحث عنها ..المال والمتعة.. والإتكالية والإستغلال . والإستفادة من جذور جد هديل لوالدها الذي عاش معظم حياته في أمريكا وأنجب من زواجه من إمرأة أمريكية ثلاثة بنات إحداهن السيدة جنيفا التي كان لها الفضل في تسهيل هجرة أسرتها إلى الولايات المتحدة . والقانون الأمريكي يمنح صلة القرابة الحق في جمع الأقرباء ويسمى بقانون ( لم الشمل ) كانت عمة هديل إمرأة على علاقة ونفوذ كبير في الإستخبارات الأمريكية السي آي إي وقد عاصرت فترة عمل المبعوث الأمريكي إلى متاهات الحرب اللبنانية والإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وخروج الفصائل الفلسطينية منه. فقد كانت أخت جورج في الوكالة على علاقة مباشرة مع فيليب حبيب ذو الجذور اللبنانية والذي كان دوره أساسياً كمبعوث شخصي للرئيس الأمريكي للتوصل إلى حلول مع مختلف الأطراف ذات العلاقة مع الأحداث . وكانت سورية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد لاترتاح لدوره المشبوه مما أدى إلى توترات مع إدارة الرئيس ريغان وخاصة بعد إسقاط طائرتين أمريكيتين في الأجواء اللبنانية من قبل الدفاعات الجوية للجيش العربي السوري أثناء المواجهة العسكرية في أجواء منطقة بحمدون الجبلية بمساعدة المدمرة نيوجرسي وقد تم أسر العقيد الطيار الأمريكي روبرت غودمان وقتل الطيار الآخر . وأصيب طيار ثالث بجروح وتم إنقاذه وذلك في الرابع من كانون الأول عام 1983 . حيث آثرت سورية عدم الإعلان الرسمي عن ذلك في البداية وترك الأحداث تتصاعد وسط تكهنات بعدم قدرة سورية على التصدي لطائرات البحرية الأمريكية المتطورة من طراز ماك 14 . حتى كان الإفراج عن العقيد الطيار صفعة لمصداقية الرئيس الأمريكي الذي تورط بالإعلان عن عدم تصديقه أنباء وجود الطيار في سورية أو خبر إسقاط طائرة أمريكية . وبعد تلك الأحداث الدرامية تم تسليم الضابط المذكور للقس الأمريكي السيناتور جيسي جاكسون لدى حضوره إلى دمشق . وتمت أعادة غودمان إلى الولايات المتحدة في الثالث من كانون الثاني عام 1984 بعد رفض سورية المتكرر للإفراج عنه وربطها ذلك بتطور العلاقات مع الجانب الأمريكي رغم إلحاح الرئيس ريغان شخصياً على إطلاقه بهدف الإستفادة السياسية من زحمة الإستعدادات للإنتخابات الأمريكية . كان السيد جورج والد هديل قد كشف لي عن علاقة شقيقته وإستعدادها الدائم لدعمه ومساندته رغم عدم إرتياحها لطريقته وسلوكياته في الحياة . وفي أمريكا وجدت هديل نفسها في عالم آخر . عالماً جديداً يختلف عن الحياة الشرقية بكل ألوانها . وقوانين تتيح للحياة أن تكون أكثر إستقراراً وطمأنينة بموجب قانون المساعدات الإجتماعية للعاطلين عن العمل وغيرهم . ووجدت نفسها في إطار من النظم والقوانين تستطيع من خلالها تحقيق بعض الإستقلالية في سلوكياتها ونوازعها . وقد عزمت على الإستفادة من أقصى حدود للغة الجسد . وهي التي عانت الأمرين من عبث زوجها الإباحي العلني مع النساء الذين وجدتهم يحتلون فراشها بفظاظة دون أن تستطيع البوح بحقها الإنساني بالرفض وبالموقف المتمرد والتصدي الطبيعي لهذه الممارسات . والرد على إهانة أنوثتها الطاغية رغم آثار جراحاتها النفسية العميقة التي تراكمت على حياتها وعصفت بشخصيتها وأفكارها ومشاعرها منذ زمن . كانت تشعر بذل الحقيقة التي إستغلها بسام بشكل قاس جداً . أليست هديل عار أسرتها الدائم ؟ ألم يدفعوا له ليصمت عن الحقيقة ؟ هو يعتقد بأنه ساعدها كثيراً مقابل مساعدته على الهجرة لأمريكا . أما هديل فقد ( ندمت على ذلك كثيراً ) . ( ستة عشرة عاماً لم يقل لي فيها كلمة .. أحبك ) . ( وكم فكرت مرات ومرات بقتله بصمت وربما بذبحه بسكين المطبخ في البيت ) . هكذا قالت لي أكثر من مرة .. لكني حذرتها من التفكير بذلك لأسباب كثيرة . ولأن رسالتي الإنسانية هي في نشر المحبة والسلام بين البشر لا لشيوع الضغائن والجرائم والأحقاد والعنف ... يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق