من سلسلة قصص وتجارب على حلقات
الحلقة الرابعة
إنشغل الجميع في محاولة إنعاش هديل التي لم تتحمل رؤية وجه والدها الذي تلعثمت الكلمات في حنجرته كانت نظراته الحادة تعكس أنين قلبه المجروح ومشاعره الغاضبة في الأعماق وقد حاول أهل الشاب الذين كانوا يخفون علمهم بحقائق لوعرفها والد الفتاة لحدث مالم يكن أحد قادراً على تصوره أو الإحاطه به . كانت هديل حاملاً من شاب آخر تورطت بعلاقة حميمية به قبل تعرفها على الشاب الجديد . وقد حاول والد الجنين أن يتقدم لخطبتها لكن الأهل رفضوا طلبه الذي تكرر مرات دون جدوى . وفي فترة قصيرة جداً أصيب الشاب الذي يكبرها بستة أعوام بمرض خطير في الرأس تم تشخيصه على أنه حالة صرع من قبل الأطباء وربما ورم لم يتم السيطرة عليه فقضى بعدها بشهر ضحية القدر والحزن واليأس من إيجاد حل لهذا الحمل وإنعكاساته على حبيبته التي عاشت أياماً وأسابيع من التوتر والقلق مع غياب أي علامات نسائية تنبىء بإمكانية التوصيف الخاطىء للحمل . ولم يكن بالمستطاع أن يتم اللجوء إلى إسقاط الجنين كحل يجنب الجميع فضيحة العار . حتى ظهر الشاب الجديد والتي تعمدت هديل الهروب معه وبناء علاقة عاطفية متسرعة مرة أخرى في حياتها للتمكن من حل المشكلة الخطيرة وإخفائها عن مجتمع القرية الوادعة ذات اللون الواحد من الإنتماء الديني . وكان لابد من أن تتجنب تكرار موقف الأهل لرفضهم الشاب الأول لأنه لامجال للتعامل مع دورة الزمن ببطىء قد يحدث كارثة إجتماعية في مجتمع متعصب تتوقف ملامح هدوئه على خبر من هنا أو هناك يمس الشرف والكرامة الإنسانية . وعذرية الفتاة عنوان دائم لشرف الأسرة وسمعتها عبر الزمن . وقد لعب القدر دوره في حل المشكلة بعد هروبها إلى منزل الشاب الثاني بفرض عمها الزواج الفوري دون علم حتى من أهلها ووالدها على وجه الخصوص لأن العم إدوارد قد تناهى إلى مسامعه أنها تورطت مع شاب في علاقة محرمة إجتماعياً حتى رتب مع الكنيسة زواجاً تكتنفه الكثير من الأسرار . وقد آسر الشاب الجديد الإعتراف للعم المذكور بأنه لم يكن الشاب الأول في حياتها . مما دفع ذلك العم إلى ضرب هديل على مؤخرة رأسها وأصابها بعاهة دماغية ترافقت مع صداع مزمن لازالت تعاني منه منذ ثمانية عشرة عاماً . وقد عجز الأطباء في أمريكا عن إيجاد حل ناجع لمأساتها الإنسانية . وقد علم الوالد بحقيقة أسباب تسرع العم بتزويجها قسرياً وبسرعة قياسية لايمكن للعقل تصورها دون أن يكون على علم بحيثيات متاهاتها وغموض مقاصدها حيث تحقق للشاب الإنتهازي الجديد كل مايصبو إليه من تحقيق متعة مع إمرأة جميلة جداً ومساعدة شهرية قدرها خمسمائة ليرة من راتب الوالد المسكين . والشرف نار إذا تم إيقادها فإنها قد تعصف بحياة كل المنتمين للأسرة بواقع الدم أو القرابة أو التاريخ الإجتماعي . ومع مضي السنين نكث الشاب بسام بعد زواجه منها بوعده بالتستر على الحقائق . وبطبيعة الحال لم يدفع مبلغ الخمسة والعشرين ألف ليرة ثمناً للتصالح مع والدها بعد عملية الخطف المتفق عليها مع هديل بل خان العهد بتهديدهم بإفشاء الأسرار كلما رغب بإبتزازهم بالمزيد من المساعدات والأموال حتى ولادة الإبن المكلوم بالمأساة حيث لم تشعر هديل يوماً بماهية دور الأم أو لذة ممارستها فكيف تصنع مستقبلاً للوافد الجديد وقد ولد من رحم الخطيئة ... يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق