الأحد، 2 أغسطس 2009

سؤال يتردد في أكثر من مكان . ماذا يجري في رام الله .الإتجاه العام لمؤتمر فتح تكريس الخصومة مع حماس وتبني مشروع عباس القدومي معزول وأبو غنيم صدم الجميع





الصورة : جانب من أعضاء حركة فتح لدى وصولهم لمدينة بيت لحم

عمان ـ رام الله ـ غزة ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين ووليد عوض وأشرف الهورـ تجمع العشرات من أعضاء حركة فتح المدعوين للمشاركة في المؤتمر السادس خلال اليومين الماضيين في سلسلة من فنادق العاصمة الاردنية عمان بعد أن وصلوا إليها من عدة عواصم في المنطقة والعالم تمهيداً لترتيبات نقلهم الى الداخل على أمل المشاركة في مؤتمر الحركة الذي يعقد الثلاثاء حسب الجدول الموضوع .

وشكل تواجد عشرات من قيادات الحركة في الأقاليم وسفراء فلسطين في الخارج على مدار الأيام الأربعة الماضية فرصة طيبة للتلاقي وتبادل المعلومات والتسريبات التي تخص أحيانا بعض الأخبار المثيرة وأحياناً أخرى بعض الإتجاهات الأساسية لمؤتمر بيت لحم في نسخته التي تعقد لأول مرة داخل الوطن .

وكان السيد محمود عباس قد أبلغ مؤسسات الحركة وأقاليمها في الخارج أنه سيوفر الفرصة لمالا يقل عن 250 ـ 400 عضو حركي لحضور المؤتمرمتعهدًا بتوفير النفقات اللازمة لنقل وإقامة وسفر هؤلاء ومتعهداً أيضا بإصدار التصاريح الاسرائيلية ؟؟ اللازمة لدخولهم .

وطوال اليومين الماضيين تمكن أعضاء المؤتمر في الخارج الذين يحملون أصلا تصاريح إسرائيلية من الدخول الى الأرض الفلسطنية فيما علق بعض الأعضاء وصدرت تصاريح إسرائيلية للبعض الآخر حيث أشرف كادر السفارة الفلسطينية والصندوق القومي على الترتيبات المالية والإدارية الخاصة بذلك فيما تقصدت الحكومة الاسرائيلية فيما يبدو عدم إصدار تصاريح جماعية وتأخير بعض التصاريح لبعض الكوادر .

وتبادل المشاركون المفترضون في المؤتمر الحركي أثناء توقفهم في عمان معلومات وتقديرات عن تخفيضات متتالية تخضع لها الحصة الرقمية لأعداد الممثلين المشاركين في المؤتمر بإسم الأقاليم في الخارج .

ولاحظت "القدس العربي" وهي تتنقل بين الفنادق التي أقام بها بعض المدعوين للمؤتمر وخصوصاً من السفراء أن الحديث الرئيسي في أوساط المنتظرين يطال حصريا مسألتين لا منافس لهما أصبحتا في صدارة الإهتمام وهما دخول الرجل الثالث في الحركة أبو ماهر غنيم المفاجىء للداخل وقراره الإقامة هناك نهائيا وبالنتيجة إغلاق مكتب التعبئة والتنظيم الخارجي ، والمسألة الثانية تتعلق بالمستقبل التنظيمي والسياسي للرجل الثاني في الحركة المناضل فاروق القدومي بعد تصريحاته المثيرة والشهيرة مؤخراً.

ويؤكد أبناء الحركة ان إنتقال غنيم للإقامة وتعهد الصندوق القومي برواتب وتأمينات ونفقات أكثر من ثلاثين موظفاً في الخارج عملوا تحت إمرته طوال عقود يعني تلقائياً إنتهاء المؤسسة التنظيمية المهمة في الخارج والتي كانت تحمل إسم شعبة التعبئة والتنظيم على أن قيادة هذه الشعبة وإدارتها ستنتقل بالكامل الى الداخل فقط وبرئاسة مسئول التعبئة والتنظيم في الداخل أحمد قريع الذي يبدو انه الوريث الشرعي والوحيد الآن لتراث غنيم ولواحدة من أعرق شعب الحركة وأكثرها أهمية .

ولا يتوقع أبناء الحركة أن يحظى غنيم في الداخل بأي صلاحيات أو دور حقيقي خارج سياق المعادلة المعنوية فقط باعتباره من أقدم قادة الحركة وأكثرهم تمسكاً في الماضي بالثوابت فيما يعني جلوس قريع بدون شريك في رئاسة شعبة التعبئة والتنظيم سيطرة السيد عباس وفريقه المطلقة على مفاصل التنظيم والخطاب التعبوي في الحركة والتركيز في المرحلة اللاحقة في هذا الإطار حصريا على الداخل .

ومن الواضح ان ترتيباً حركياً بهذا المعنى سيقلص من أهمية ودور وحضور أقاليم الحركة التاريخية في الخارج في إطار توجه للسيد عباس سيكرس كما تقول مصادر داخلية السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج كممثل شرعي ووحيد وقانوني لكل ما له علاقة بفلسطين والسلطة والمنظمة والحركة , الأمر الذي يعني ببساطة إنتهاء تجربة أقاليم الحركة في الخارج كما عهدتها حركة فتح منذ تأسيسها .

أما فيما يتعلق بمحطة الأهتمام التالية الخاصة بالقدومي فرغم إقامة الرجل خلال اليومين الماضيين في عمان إلا أنه لم يحظى بزيارت خاصة من قبل جمهور أعضاء المؤتمر المتحشدين في فنادق العاصمة الأردنية - عمان . فقد تسرب لزيارة القدومي عدد محدود من الأعضاء أغلبهم قام بالزيارة لأغراض المجاملة وبشكل سري لحد ما كما قال لـ"القدس العربي" إعلامي مقرب جداً من السيد القدومي الذي إستقبل في عمان عدد محدود جداً من الزوار رغم تحشد قيادات الحركة في المدينة بإنتظار تصاريح الدخول الاسرائيلية .

وحصل ذلك فيما يبدو تكريساً لتوجيهات رئاسية ؟ غير مكتوبة تقضي بعزل القدومي الذي أربك بدوره الأجواء بعد تصريحاته الأخيرة علماً بأن بعض الدبلوماسيين في الخارج والسفراء وقادة الحركة إمتنعوا عن زيارة بيت القدومي في عمان خشية إغضاب السيد عباس !!!.

ومن الواضح في السياق نفسه ان المسألة الثالثة التي تحظى بالإهتمام بين جمهور المنتظرين كما لاحظت القدس العربي هي التركيبة الجديدة لعضوية اللجنة المركزية التي ستخلو في ما يبدو من المناضل فاروق القدومي مما سيحرمه لاحقاً من عضوية اللجنة التنفيذية ويفترض أن أبرز المرشحين كأعضاء جدد في عضوية اللجنة المركزية سيكون بينهم العقيد محمد دحلان الذي يتردد بأن ترشيحه لعضوية المركزية يحظى بمباركة القيادي أبو ماهر غنيم .

ومن الواضح عدم وجود فرصة ( لإقصاء المناضل ) مروان البرغوثي إذا ما إستكمل ترشيحه لعضوية المركزية إطاره التنظيمي وقد يغيب عن اللجنة عضوها القديم محمد جهاد الذي يمتنع عن المشاركة في الإجتماعات ويكثر من إنتقاد كل ما يجري ، والذي إمتنع أيضا عن زيارة رفاقه في الحركة وإكتفى بلقاءات عابرة ومحدودة مع بعضهم فقط .

وبنفس الوقت رشحت بعض أوساط الحركة العميد سلطان أبو العينين لعضوية المركزية بعد أن تمكن الرئيس عباس من تأمين مشاركته في المؤتمر الحركي حسب بعض الأنباء التي لم تعلن رسميا .

ويمكن الإستدلال من خلال الأحاديث المتبادلة على أن بوصلة إجتماعات المؤتمر الحركي السادس ستركز كثيراً وستستهدف أكثر حركة حماس التي يقال أنها ستحظى بحصة من التنديد والاستنكار والخصومة خلال المؤتمر الحركي قد تكون أكبر من حصة الخصومة مع اسرائيل ؟؟؟ حسب توقعات شخصيات فتحاوية متعددة .

ورغم أن حركة فتح عموماً غير موحدة في منسوب خصومتها مع حماس إلا أن موقفها من منع أعضاء الحركة من المغادرة لحضور المؤتمر أثار إستياء وسخط جميع أبناء الحركة بما في ذلك المعارضين للخط السياسي للسيد عباس وهو خط معارض ستتاح له في مؤتمر بيت لحم كما يتوقع المراقبون فرصة "الخطابة" فقط ؟؟ بعد أن خرج أقوياء وشركاء مهمين من دائرة المعارضة الفتحاوية .

ويبدو أن الجانب التنظيمي في المؤتمر سيطرعليه السيد عباس مما يرجح خروج توصيات وقرارات تنسجم مع المشروع السياسي للمؤسسة الفلسطينية خصوصاً بعد إلتحاق شخصيات من وزن غنيم في ترتيباتها وخروج المناضل القدومي من المعادلة المتنفذة في البنية التنظيمية للحركة .

كما يبدو أن المؤتمر سيعقد بدون أبناء الحركة من قطاع غزة بعد أن أصبح ذلك واقعاً موضوعياً يتعامل معه الجميع خصوصاً في ظل المعلومات عن رفض القيادي البارز زكريا الآغا لعقد المؤتمر بدون قطاع غزة ودخوله في دائرة "الحرد السياسي" .

وخلال فترات التوقف والإنتظار في عمان تبين أن الوثائق الخاصة بالمؤتمر الحركي وخلافاً للوائح التنظيمية والعادة ؟؟ لم توزع على جميع المدعوين حيث سيحضر الكثيرون في الخارج بدون الإطلاع مسبقاً على جدول أعمال المؤتمر وبنود التقارير علماً بأن البعض من المحظيين إطلعوا على الأوراق ؟؟ ...

- تم إجراء بعض التعديلات الطفيفة إلتزاماً بأدبيات الموقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق