الأربعاء، 15 أبريل 2009

من مذكراتي .. محاولة لأعدام كلمة حرة .. بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي



دعاني صديق الى مقاربة حوارية مع أحد الصحفيين الأمريكيين الذين يستهويهم ترديد ما يعلنه الاعلام وتسوقه الادارة الأمريكية من أكاذيب تدل على عبقرية أشبه بلغة الحمير .


وقد حذرني صديقي من إباحية الاستفزاز عند هذا الصحفي الذي تخرج من كليته بامتياز لأنه يواجهك بمنطق لا يشبه الكلام . فلسفة وعلماً وحقائق وضمير . إنه أشبه بالقرد إن أعطيته موزة أخذها وأدار لك قفاه . وإن لم تفعل هاجمك مطلقاً كل أنواع السموم من أسلحة الدمار الحيواني الشامل . ولأنني بما أملكه من تجربة عالمية الثقافة والحوار والتحديات الفكرية . وقد ولدت وفي فمي ملعقة حديد جزء منها ميزه الصدأ . وتكونت ذاكرتي في مدرسة التاريخ . كان الأب والأم والكرامة والوطن والبطولة عنوانها. وأجمع الشرفاء على تسميتها بمدرسة الأب القائد حافظ الأسد . وقد تعلمت فيها الصبر والحكمة والشجاعة ونكران الذات. والقيم الوطنية والقومية والوجدانية . وكيفية مواجهة التحديات والأخطار والأهوال. بروح الارادة والعمل . والتصميم على الاصلاح والتطوير . وعدم مهادنة الخطأ . أو الاستهتار بوسائل التدبير . ولأنني مصاب بعقدة الكبرياء السوري الذي تخلف عنه بعض أهلنا من العرب في هذه الأيام. والذي يعانق السحاب في السماء رفضاً لأي منطق لا يستقيم مع العدل والانصاف . والحقوق والكرامة والتاريخ . وأمجاد الأمة ومصيرها ومستقبلها. فقد قررت قبول تلك المقاربة الحوارية وفي أعماقي شيء من ذاكرة الأجيال العربية عبر مختلف الحقب والعصور . في فلسطين ومصر عبد الناصر. ولبنان الكرامة والانتصار. وسورية ميسلون وتشرين والجولان. واليرموك وحطين وغيرها . وقد بدأ الحوار مع الصحفي المذكور بلا رتوش.

سؤال: أنت رجل سلام كنت تحمل علم هيئة الأمم المتحدة اضافة الى علم سورية وتجوب العالم. لماذا لم تزور اسرا... وقد كانت اشارتي الحازمة بوجوب تغيير صيغة التوصيف كافية لنطقه بكلمة فلسطين .

جواب: إن علم الأمم المتحدة شارة اممية تخفق في مناطق العالم كافة . أما علم سورية فلا يمر بفلسطين إلا وقت التحرير .

سؤال: ماذا يعني لك السلام .

جواب: الأمن والاستقرار . واتاحة الفرصة للتمتع بجمالية الأرض والسماء والحياة والحضارة لكل الأجيال . وهذا لن يكون مادام هناك رواد الموت والدمار والمجرمون المتوحشون . وصناع الظلم والعدوان . والمجانين من حملة رايات السياسة اللاأخلاقية ضد الانسان والانسانية .

- الصحفي مقاطعاً: مثل من ؟

جواب: مثل كل المغتصبين لأرض فلسطين والجولان ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها .

سؤال: أنت تعني الاسرائيليين والامريكيين والقوات المتعددة الجنسيات .

جواب: هذا صحيح . والمتعددة الجنسيات عاهرة أمريكية بمكياج دولي .

سؤال: أراك جريء في مهاجمة الآخرين.

جواب: بل إني لا أملك الفرصة على تجريمهم عبر محكمة لاهاي الدولية ووضعهم حتى آخر حياتهم في السجون .

سؤال: بمناسبة المحكمة الدولية . بلدك مهددة بها .

جواب: أنا أعرف أن الادارة الامريكية والمحافظين الجدد والكيان العنصري الصهيوني المجرم تنتظرهم محكمة الشعوب لقتلهم أكثر من مليون انسان وطفل عراقي اضافة لمئات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والأخوة العرب وغيرهم من البلدان الأخرى .

سؤال: أنت خيالي وتحلم فلا أحد يجرؤ على محاكمة قادتنا .

جواب: وأنا أؤكد بأنه ليس هناك من يستطيع إضعاف إيماننا وحبنا وولائنا لوطننا وقادتنا. وعلى رأسهم الفارس العربي الأصيل بشار حافظ الأسد .

سؤال: ما رأيك بالهولوكست ؟ وما معلوماتك عنه .

جواب: لدي معلومات تتسع لأكبر مكتبات العالم عن الهولوكست الذي تعرض له الشعب العربي الفلسطيني والعراقي والجزائري والمصري واللبناني وغيرهم . وعلى أمريكا وبريطانيا ودول اخرى أن تدفع كل ميزانياتها طوال قرن من الزمن تعويضاً لضحايا الهولوكست من العرب .

سؤال: أي إنك لا تعترف بضحايا الهولوكست من اليهود .

جواب: أنا أعترف بأن اليهود الصهاينة جاؤوا الى أرضنا كغزاة واستوطنوا فلسطين وقتلوا أهلها ودمروا مدنها وقراها وأحرقوا زرعها وأشجارها وبقروا بطون النساء في دير ياسين . وارتكبوا المجازر في كفر قاسم وقبية وبحر البقر وقانا وغيرها. وطردوا أصحابها من بيوتهم . في جريمة يندى لها جبين الانسانية ، ومايزالون يرتكبون كل يوم جرائم جديدة تحت سمع وبصر العالم كله بحماية امريكا والذين يساندونهم بشتى أشكال الدعم والتأييد دون أي شعور بالمسؤولية القانونية عن الجرائم المستمرة ، وخاصة قتل الاطفال ، وممارسة الحصار والتجويع ضد الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يشعر العالم كله بالخجل والعار لما يجري على أرضه وضد بنيه . وفي نفس الوقت يتحدثون عن حقوق الانسان . هم مجرمون خطرون على الأمن والسلام في العالم ويجب محاكمتهم بجرائم إبادة الجنس البشري .

سؤال: لماذا أنتم العرب متعصبون في أفكاركم . نحن في القرن الواحد والعشرين .

جواب: نحن متعصبون للمبادئ الانسانية والأخلاقية وإرادة العمل بايمان لايتزحزح على تحرير أرضنا . واستمرار مقاومتنا لكل قوى الظلم والعدوان والاحتلال والهيمنة ضد الانسانية والاستهتار بقيمها واستغلال ثرواتها ومقدراتها. ولن يتحقق السلام إن لم يعد الحق لأصحابه الشرعيين من الفلسطينيين والعرب .

سؤال: مارأيك بأحداث الحادي عشر من أيلول عام2001

جواب: إنها إحدى أكثر الجرائم غموضاً ووضوحاً في التاريخ . ونتمنى أن تكشف طلاسمها وأدواتها والمتسترين عليها من كل الملل والجنسيات والوكالات . وتفضح الأسرار حول حقيقتها . ونحن العرب ضحايا الارهاب الدولي ندين كل الجرائم التي حدثت قبلها وبعدها ، ولن ننسى في هذا المجال جريمة تدمير مدينة القنيطرة السورية بشكل كامل قبل الانسحاب منها عام 1974 من قبل النازيون الجدد من الصهاينة . دون سبب سوى الرغبة الاجرامية بتدمير العمران والمدنية ، والحقد الدفين على حضارتنا. وأيضاً جريمة تدمير مدينتي هيروشيما وناغازاكي وقتل مئات الآلاف من أهلها برغبة جرمية لتجربة السلاح الذري الامريكي ضد البشرية .

سؤال: مارأيك بدعوة سورية لمؤتمر السلام القادم في واشنطن .

جواب: إنني أثق بقيادتنا الحكيمة ومواقفها. ولا أعتقد أنهم سيقبلون يوماً بمهادنة بعض السياسيين الذين تلوثت أيديهم بدماء شعبنا العربي . وإن كان هناك من مرارة للزمن . فهو أن يقبل الشرفاء بمد أيديهم الى مجرمي الادارة الامريكية ونازيو العصر وكل القرون

سؤال: أنت على أرض أمريكية وتنتقد الادارة بهذه القسوة ألا تخشى من أن تطرد من هنا .

جواب: أنا لا أخشى في الحق شيئاً وجنسية بلدنا أشرف عندي من جنسيات العالم كله إن كانت دولها لا تحترم حقوقنا وسيادة بلادنا . وأنتم تقولون بأنكم دولة ديمقراطية . وأنا سأتمتع بهذه الديمقراطية حتى تعلنوا تخليكم عنها .

سؤال: إذاً لما أنت هنا .

جواب: لأعلم الجاهلين منكم بأن كل عربي هو سفير لبلاده في المهجر . وهو جسر حضارة وثقافة وقيمة انسانية طيبة تشع بالمعرفة والقيم الأخلاقية التي تنبع من الايمان بالعدالة والحقوق والمساواة ورفض الظلم والارهاب . وهذا ما يدعوا إليه ديننا وتكويننا الحضاري وتاريخنا المستمر بمد يد التعاون والصداقة والاحترام بين الشعوب والأمم . وأنت تعرف بأنه من أرضنا العربية انطلقت كل الديانات السماوية لتهذيب البشرية جمعاء .

سؤال: أنت مستفز في أجوبتك . وإنك لم تجبني على سؤال واحد .

جواب: وأنت لم تفهم حرفاً مما قلته لك وعلي أن أدعوك لتعلم لغتي ولغة أجدادنا الذين اكتشفوا القارة الامريكية قبل أن يسطوا على قصتها القرصان كولومبوس . ولست أدري هل عليهم أن يشعروا بالذنب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق