الجمعة، 10 أبريل 2009

رسالة من الرحالة العربي ابن الجبيلي إلى الرئيس المصري مبارك تدعوه للأستقالة بعد تفريطه بالقيم العربية والأخلاقية والأنسانية

من الرحالة العربي ابن الجبيلي
الى السيد مبارك

نسخة الى كل من تعنيهم الكرامة العربية وعزة الأوطان -

نسخة الى مقر رئاسة الجمهورية في مصر / القاهرة -

لقد قرأت رسالة التهنئة التي أرسلتها الى الكيان الاسرائيلي في 15 أيار ذكرى مرور 60 عاماً على إغتصاب فلسطين . وذكرت فيها أنه يشرفك أن ترسل الى سيادة مايسمى رئيسها شمعون بيريز تلك التهنئة بمناسبة عيد الاستقلال . وهو المجرم المسؤول عن أكبر الجرائم ضد شعبنا العربي وقتل الاطفال والنساء والآمنين في مركز الامم المتحدة في قانا اللبنانية ، وغيرها مالايعد ويحصى من جرائم يندى لها جبين البشرية بالخجل والعار . وعن أي استقلال تتحدث وجريمة اقامة هذا الكيان النازي المجرم لازالت تفوح منها رائحة الغدر والتآمر التاريخي على حقوق شعب عاش آلاف السنين على هذه الارض . قبل أن يسطو على مصيرها من لايملك ، ويمنحها لمن لايستحق في تغييب للحق قل نظيره عبر التاريخ الانساني . وهذا الكيان التوسعي الاستيطاني الذي استباح بعض الأراضي العربية الاخرى في الجولان ولبنان . ويتطلع لاخضاع مايستطيع من مقدرات وحقوق هذه الامة . بدعم خارجي مستمر من الولايات المتحدة وغيرها بالتهديد والعدوان والقتل والتدمير . والاستهتار بكل القوانين والقرارات والشرعية الدولية . التي ساهمت في جريمة اقامته . وكنت أتمنى أن يشرفك إنقاذ أطفال فلسطين الذين يذبحون على يد هذا الكيان يومياً بالرصاص والصواريخ والطائرات ، والتجويع والحصار . الذي تساهم فيه حكومتكم عبر إغلاق الحدود من جهتكم أمام هؤلاء الجائعين . وتتناسون أن ذلك جريمة يطالها القانون الانساني الدولي أيضاً . وأن واقع غزة اليوم ومايجري ضد أبنائها يتطابق مع توصيف حالة الابادة الجماعية . وعن أي سلام تتحدثون وأنتم تعلمون أن السلام لايمكن تحقيقه إلا إذا توفرت عوامل حمايته من عبث الذين ينتشون لرائحة الدم . وأن العدالة واستعادة كل الحقوق شرطاً لتحقيق السلام . ثم أين قوة مصر العزيزة اليوم والتي أضعفتم قدراتها العظيمة في وحدة الموقف القومي وجهود بناء القدرة العربية التي تحقق السلام العادل والدائم والشامل . وأنتم ترفضون حتى مجرد تهيئة الظروف الموضوعية لحماية المصير العربي وصون حياة ومستقبل الأجيال . ووزير خارجيتكم الذي يتقن لغة التهديد بالبطش والوعيد وكأنه في حرب مع الاخوة في فلسطين . تارة يهددهم بالويل والثبور ، وأخرى بتكسير أرجل من يجرأ على كسر الحصار ، ولاأدري إن كان المجرم الراحل اسحاق رابين الذي قام بتكسير أرجل وأيدي أطفال فلسطين عام1987 قد أوحى له بذلك . لكنني كمواطن عربي أؤمن بقيمة الشرف . والشرف العسكري بشكل خاص . الذي يأبى أن يبقى الرجال في ثكناتهم ويتفرجون على شاشات التلفزة أمام مشاهد القتل اليومي لابناء جلدتهم وأمتهم . ويعلمون أنه لاقيمة للنياشين والاوسمة إن لم تحققها البطولات والمواقف الشامخة في مواجهة

التحديات وحماية الأمن القومي العربي الذي عاش عرساً قومياً نادراً حينما وحدت البطولات والتضحيات العظيمة بين أبناء الامة العربية في حرب تشرين أكتوبر عام 1973 . كنت أتمنى أن يصدر عن السيد مبارك موقفاً يضع حداً لاستهتار العدو بأمن مصر القومي الغالي على قلوبنا كما حال كل بلد عربي . ونحن نعرف كميات السموم التي تم تسريبها الى القطاع الزراعي من قبل الصهاينة . وأدت لاصابات سرطانية وتدمير للبيئة الزراعية والأمن الغذائي لأهلنا في مصر العروبة الذين نراهم اليوم في أوضاع مريرة لوحدثت في أي بلد لتنحى قادتها فوراً لعجزهم عن تحمل المسؤولية . كنت أحلم يوماً بأن تمارس ياسيد مبارك دور المعتصم الذي استجاب لصرخة إمرأة مسلمة مظلومة وأنت تنظر اليوم الى واقع الحصار لأهلنا الفلسطينيين وخاصة في غزة وكأنهم من كوكب آخر . وكل همك ألا تعلو صرخات الالم لديهم حتى لاتحرك المياه الساخنة في شوارع مصر الرجولة والاباء القومي . هل تعلم ياسيد مبارك أن النظم الديمقراطية والغربية على وجه الخصوص التي تؤيد انحيازك لقوى الضغط ومواقع المصالح الدولية وتخليك عن المصلحة القومية . لاتحترم من يفقد موقفه ويتخلى عن مصالحه لصالح الاعداء . هم يحترمون الأقوياء . وقد وضعت مصر العظيمة في خانة الدولة التابعة مما لايليق بمكانتها وأمجادها وتاريخها ، وتضحيات أبنائها العظام ، وفي مقدمتهم الشهداء الذين عشقتهم الارض الطاهرة في ساحات الشرف والمواجهة مع الاعداء . وأنك اليوم تبارك لهم جرائمهم التاريخية المستمرة هنا وهناك . وأنت تعلم علم اليقين بأن هذا الكيان الصهيوني يعيش أزمته النهائية ويحمل بذور فنائه . لان وجوده يتعارض مع حقائق التاريخ . وفي موقفك الاخير وضعت نفسك في معاداة التاريخ . إننا كعرب لانرحب بانسان يناصر الظالم على المظلوم . من أجل مآرب شخصية . وقد مارست هذا الموقف برسالتك المشؤومة الكارثية في أبعادها ومراميها وبخاصة أنك تتحدث ولسان حال الاعداء يقول هذا رئيس أكبر دولة عربية يبارك وجودنا وحقنا الابدي في احتلال واستيطان وسرقة فلسطين وقدسها الشريف . وشعبنا الاصيل في مصر يرفض هذا ويستهجن موقفك . بل أن إحدى النساء الاحرار من أرض الكنانة . رفعت يديها الى السماء داعية الله أن يكون مصيرك كمصير مجرم الحرب شارون . وإننا نتساءل اليوم بأي حق تلجأ الى قتل النخوة العربية والعزة والايمان . والكرامة المتأصلة في تربية وإعداد الأجيال . وانت تهنىء الكيان العدواني على جرائمه المستمرة . بل تشترك في بعضها . هل كفرت بالقومية والوطنية وبفلسطين والمقدسات . وهل بقي في داخلك إحساس بأنه من حق هذه الأمة أن تصون حقوقها ومصيرها وأمجادها وكرامتها . أم أنك أصبحت جزءاً اقليمياً من المحافظين الجدد . المتورطين في مخططات جهنمية على مذبح نهاية التاريخ . إننا ندعوا علماء النفس العرب لتحليل شخصية السيد مبارك على كل الصعد الانسانية والضميرية والدينية والوطنية والقومية والسياسية لنستخلص العبر من تحليلاتهم وطبيعة البرقية الموازية التي سيهنىء بها الشعب الفلسطيني الشقيق ربما على فقدانه الحق في الوجود أو الموت الدائم . أو المصير الأسود ، وربما على احتلاله جزءاً من أرض الآخرين . ويبدو اليوم أن الرايات البيض لم تعد ترمز للاستسلام والذل والهوان . بل أيضاً رايات الظلام الذي اخترق بعض العقول . التي لم تعد تميز بين الضحية والمجرم ، وبين الحق والمصالح السياسية ، وبين السلام العادل المسلح بالقدرة على حمايته من غرور أعداء السلام ، وبين ثقافة الخنوع والأستسلام . اللهم خذ بأرواحنا ونحن في ريعان الشباب . نتمتع بالعزة والكرامة الانسانية قبل أن نهرم ويخرج منا من يدعي الأنتماء الى تاريخنا ونحن منه براء . إن موقفك ياسيد مبارك قد أساء الى كرامة وإيمان ثلاثمائة مليون انسان عربي ، ومئات الملايين من الشرفاء في العالم ، ومن حق هؤلاء الرد على ذلك . وإنني كمواطن عربي أنتمي الى كل بقعة من أرضنا العربية ، وملتزم بثقافة الممانعة والمواجهة ، والتصميم على استعادة حقوقنا العربية غير منقوصة . آثرت مطالبتك بالأستقالة ، والرد عليك عبر ما أملكه في أعلى جسدي . وربما يرغب الملايين الرد عليك من أمكنة أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق