الاثنين، 27 أبريل 2009



سيارة حلفايا... سيارة "بيك أب" سورية الصنع والمواصفات. يرى فيها المواطن السوري سيارة متينة وسريعة وتستوفي جميع الشروط للسير في الطرقات.

واتخذت هذه السياسة اسمها من القرية التي تصنّعها.. "حلفايا " قرية صغيرة تقع غربي مدينة حماة. ويقوم بصنع حلفايا محمد صخر الذي اتخذ من قبو تحت الأرض ورشة له لأن الحلفاوية سيارة غير نظامية يجري تصنيعها بالخفاء.

أما مواصفات الحلفاوية فتفصل حسب رغبة الزبون. وأغلب مستخدمي الحلفاوية من الفلاحين . وترى كلّ سيارة وكأنها تبوح بمكنون صاحبها في التعليقات المكتوبة على هيكلها وتجميلها بأنواع الزينة والصور لدرجة أنها أصبحت مساحة حرة للتعبير عن مكنون مالكها.

ولا تكاد تخلو طرقات القرية منذ 20 عاما من حلفاوياتها التي يفخرون بها اصحابها ويعتبرونها معينا لهم في أعمالهم الزراعية.

ولا يحتاج سائق الحلفاوية إلى رخصة قيادة ، ليس لأن قيادتها سهلة فحسب ، بل أيضا لأنها غير مسجلة وليس لها قيود في دوائر المرور والملكية .

المزيد من التفاصيل في التقرير المصور

من مشاركات الأصدقاء . آرا سوفاليان . وآلام الذاكرة الأنسانية في تاريخ الأخوة الأرمن .






آرا سوفاليانوقعت في يدي صورة لمخطوط كتبه أحد الناجين من مذابح مرقدة التي نفذها الاتحاديون بالأرمن في العام 1915، فرسخت القصة في ذهني وسببت لي صدمة هائلة خاصة وان الصورة وقعت في يدي في بداية السبعينات، وكنت وقتذاك في مرحلة الشباب، ولدي اهتمامات كنت أعتقد أن لها المقام الأول، لأكتشف فيما بعد أنني كنت على خطأ، أما هذه الصورة المخطوط فإنها لم تبرح مخيلتي.

لقد كُتبت بالأرمنية ويتحدث صاحبها عن رحلة الإفناء التي سار في ركبها هو وأبناء قريته باتجاه الصحراء السورية، ويتحدث عن العطش ومصارعة الموت، والحظ الذي حالفه فنجا من هجمات الأكراد والشتا وقطاع الطرق الذين دفعوا للحرس بدل الإغارة على أفراد السوقية لأخذ ما يمكن أخذه وخاصة الجميلات والقاصرات صغيرات السن والأطفال، وهو يراقب المرحّلين في سوقيته والسوقيات الأخرى، والموت يحصدهم حصداً فيتناقص عددهم بعد كل حادث وكل تعرض وكل منعطف على الطريق، وكان يحسب الساعات والدقائق التي تفصله عن الموت، ولا يعرف هل سيكون الحظ بجانبه حتى النهاية.

علم أن وجهة السوقية النهائية هي مرقدة، وهي قطعة قاحلة من الصحراء السورية قريبة من دير الزور، وظنّ أن رحلة الشقاء ستنتهي في مرقدة، وكان يسأل الحراس كم بقي لنا للوصول إلى مرقدة، وكان لا يحصل على أي جواب فلقد استنفذ كل ما معه، وتحول إلى هيكل عظمي يجر نفسه جراً، وكان ينهض بسرعة إن وقع حتى لا يعالجه أحدهم بضربة سيف تفصل رأسه المتعب عن جسده الهزيل.

وفي النهاية وصلت السوقية إلى مرقدة، وسارع بعض الفرسان إلى الانسحاب في طريق العودة فلقد تم إنجاز المهمة الصعبة، وكان لا بد من الإيعاز إلى السوقية التالية بالتوقف والتريث، ريثما تتم إبادة أفراد السوقية الحالية.

وطُلب من الجميع الخلود إلى الراحة وافتراش الأرض حتى ينبلج الفجر، ونظر صاحب المخطوط إلى الأفق ووصف المكان بدقة مذهلة، فلقد كانت السوقية تتوقف بعد انتهاء الطريق المستوي، وعلى الحد الفاصل حيث تتغير ملامح الأرض فتصبح منحدرة تتوسطها الصخور.

وانبلج الفجر وارتفع صوت الآذان من مكان قريب لا بد أنه تجمع لمساكن طينية تعود إلى إحدى القرى العربية القريبة، والبعض غارق في النوم، وآخرون يعلوا أنينهم بسبب المرض، ولا تقسوا أعراض المرض وتشتد على المريض إلا في ساعات الفجر، وأطفال يبكون في حضن أمهاتهم من الجوع والعطش والإعياء، وفجأة وباندفاع جنوني أعملت الخيول حوافرها ببطون الأطفال وصدعت السيوف جماجم الكبار وانطلقت من البنادق بضع طلقات أجهزت على الذين حاولوا الفرار، أما صاحب المخطوط فلقد أصيب ولكن إصابته لم تكن قاتلة ونزف، ونزفت فوقه أجساد متعبة لم تلبث أن تحولت إلى جثث، وتصنَّع الموت ورأى بأم عينيه المزايا التي يقدمها المنحدر الذي تتوسطه الصخور، فلقد تناوب كل جنديان اثنان على حمل ضحية من اليدين والقدمين، حيث تتم الأرجحة ثم الرمي إلى المنحدر، وتم رمي صاحب المخطوط فوقع فوق الجثث وتلقى جثث أخرى وقعت فوقه، فنام قرير العين ونهض في منتصف الليل وزحف وهو يتحامل على جراحه، وأيقن أنه ابتعد قدر مسافة مناسبة بحيث لا يراه أحد، ورأى عيون الضواري وهي تلمع ليلاً وكان لا يخشاها ويمني نفسه بأنه إن هو استقر في بطونها فهي تفعل ذلك مدفوعة بعذر مقبول وهو الجوع، وبالتالي فإن هو مات الآن فإن ميتته مبررة، بل وبارّة.

كان لا يريد الموت تسديداً لتهمة ألصقت بشعبه، وكانت هذه التهمة المقرفة تدعوه للتقيؤ، بعكس رائحة الدم ورائحة الموت التي عششت في الخرق البالية التي التصقت بجسده، والأثمال الممتلئة بالدم المتيبس، كانت هذه التهمة لا تنطلي على أحد ولا على نملة واحدة من السرب الذي أشفق عليه فأرشده إلى الوكر، حيث دارت محاورة بينه وبين النمل اعتذر في نهايتها عن اضطراره لنبش وكر النمل للوصول إلى بعض الحبوب التي يدخرها أصحابها للشتاء، وأعتذر عن تصرفه الذي هو السبيل الأوحد للبقاء على قيد الحياة، فتفهم النمل دوافعه، أما التهمة التي ألصقت بشعبه فهي تتعلق بالأرمن الذين يعيشون في ظل روسيا وقيصرها والذين انخرطوا في جيوش القيصر على قلة عددهم وسارو في ركب الجيش لمحاربة السلطنة العثمانية.

حيث طُلب من أرمن تركيا الإيعاز إلى هؤلاء بالتمرد على قيصرهم والانضمام إلى أرمن تركيا ونقل أنفسهم إلى الموقع الآخر، وكان هذا المطلب صعب التحقيق ولا طاقة لأحد به، وهذا هو حال الدول الصغيرة التي يضيع استقلالها فيقع شعبها في ظل تبعيتين متخاصمتين، فتكون النتيجة وخيمة، عند أول بارقة حرب أو عداوة بين الدولتين الكبيرتين.

فهل في الدنيا عاقل واحد أو مجنون يصدق بأن أرمن تركيا يستطيعون التأثير على أرمن روسيا فيقنعوهم بالتخلي عن قيصرهم والانضمام إلى الدولة العثمانية، التي دخلت الحرب في معسكر الحلفاء بقصد قصم ظهر روسيا لمرة واحدة وإلى الأبد.
ولو فرضنا جدلاً بأن أرمن تركيا يجترحون المعجزات و يستطيعون تأليب أرمن روسيا على قيصرهم، فهل يمكننا أن نتصور بأن أرمن روسيا القيصرية هم سُذجْ إلى درجة أنهم لا يقدرون عواقب هذه الفعلة، لأن القيصر سيعمد إلى اجتثاثهم وإبادة أصولهم وفروعهم وكل ما يذكّر روسيا وقيصرها وشعبها بهم.

ولأن المخرز لا تقاومه العين ولأن العين لا قبل لها بالمخرز ولأن الرأس مستند إلى الجدار بل ومسمّر عليه ولأن المخرز قد انطلق بدون أدنى أمل في التوقف أو تغيير الوجهة فما عليك إلاّ الاستسلام والإذعان للأمر الواقع والصلاة والتضرع إلى الخالق باللطف في القدر وليس ردّه، لأن من يضيع استقلاله فإنه قد خسر وبشكل مسبق كل شيء لذلك فإن كل الحكمة تتجلى في مقولة موتوا في أمكنتكم وهذا أفضل من أن تشهدوا ضياع استقلال بلدكم، وضاع الأرمن مرتين الأولى عندما شهدوا ضياع استقلال بلدهم، والثانية عندما تقاسمهم قيصر روسيا من جهة وسلاطين آل عثمان من جهة أخرى، فتم تحويلهم إلى حقول تجارب ونظريات عصية على أدنى حدود الفهم وأقل موجبات المنطق.

شكر صاحب المخطوط النمل، لأنهم منحوه متابعة الحياة دون أن يشنفوا أذنيه، بكلمة كافر، على الرغم من أنه أتى على مدخراتهم كلها، وودعوه منصرفين إلى العمل من جديد فهو بنظرهم إنسان يدفع عن نفسه الموت، وبالتالي فإنهم جمعوا في قلوبهم كل الإنسانية التي فقدت في قلوب الغير الذين أضافوا إلى قلوبهم الخاوية كلمة كافر.

وتوفي الكافر في فريزنو في الولايات المتحدة وأخرج أولاده مخطوطه وسيرته الذاتية للعلن، فأرهقني ذلك أيما إرهاق وأنا مثل ذكر النمل في ذلك السرب لا تنطلي عليَّ تلك التهمة التي ألصقت بشعبي، ولا أجد حرجاً في منح الغير كل ما أدخره من القمح إذا وقع في فخٍ قسري مماثل وكانت فيه بعض الكرامة والقليل من الصدق والشهامة.

وذهبت إلى مرقدة مع الذاهبين بعد تسعة وسبعون سنة من إغلاق هذا المسلخ،1994 وعلمت أن هناك وفود جاءت من حلب ومن اللاذقية ومن لبنان والأردن، ذهبت لأعيش مشاعر صاحب المخطوط عن قرب وبعد انصراف الجلاوذة، فأدركت سخف المقارنة وتفاهتها.

كان الطوز يحيط بالبولمن الذي يقلنا يحجب الرؤية من النوافذ دون أن يتمكن من اختراق عيوننا، وكنا نسخر من هواء الصحراء الملتهب ونكسحه بمكيفات البولمان التي كانت تعمل بالطاقة القصوى، ونضع أمامنا كل الطعام والشراب والماء المثلج، بعكس صاحب المخطوط الذي كان يتقلب على الجمر في هذا السعير يهرب من قاتليه وهو يحمل جراحه، يتمنى أن يحصل على رشفة ماء يغلي.

في دير الزور دخلنا كنيسة الشهداء وهي كنيسة جميلة تخفي تحتها مقبرة، وقد أرسلت أرمينيا التي كانت سوفياتية وقتذاك، هدية متميزة بمناسبة بناء هذه الكنيسة والهدية هي شاهدة قبر حجرية نقش عليها الصليب وهو شعار عذابات المسيحيين، مسيحيو الشرق في العام 1915 وخاصة الأرمن ومثلهم السريان والكلدان والآشوريون الذين اجبروا على الاشتراك في وليمة تحوي طبق واحد مترع بالسم الزعاف.

في واجهة الكنيسة لوحة جدارية نقش عليها بالعربية العبارة التالية:

شيد هذا الصرح المقدس تخليداً لذكرى شهدائنا وتمجيداً للصداقة بين الشعبين الأرمني والعربي وعرفاناً بفضل الجمهورية العربية السورية في نصرة الشعب الأرمني.

وكانت هذه اللوحة الجدارية هي أقل ما يمكن من موجبات الاعتراف بالفضل، فضل العرب عموماً والسوريون خصوصاً، الذين قدموا للأرمن المأوى و الحماية و المدرسة والكنيسة والهوية وجواز السفر، وقاسموهم رغيف الخبز والزاد في يوم محنتهم الرهيب في العـ1915ـام.

في القبو زرنا المتحف وفيه واجهة أرضية محاطة بالزجاج والسلاسل المعدنية وفيها نباتات مزروعة لن تعيش أبداً إلاَّ في قلوبنا، نباتات تتم سقايتها بدموعنا وبالصلاة وبالبخور والدعاء لأن يتغمدها الله بواسع رحمته بعد أن استكثر عليها القتلة حفنة من التراب فتركت هكذا في العراء جماجم محطمة بعضها مثقوب إثر طلقات نارية وبقايا فكوك وأسنان محطمة وقفص صدري وعظام السواعد وفقرات ظهرية وحرقفية وعجزية، وعظام الأقدام وعظام فخذ وسلاميات أصابع ، حتى جاءت سيول الصحراء فغمرتها بالطين والأوحال في محاولة خجلة ترتعد الفرائص لفظاعة وقسوة قلوب مرتكبيها.

في المتحف صور وثائقية التقطها بعض الضباط الألمان وكانوا حلفاء للأتراك في الحرب العالمية الأولى، تصور الأرمن هذا العدو الخارق الذي لم تنفع معه إلاَّ الإبادة، تصور الأطفال الذين تحولوا إلى هياكل عظمية، تصور الجريمة المروعة التي يندى لها الجبين.

التقطت بعض الصور، وكانت هناك لوحة مكتوبة بالعربية، ومذيلة باسم فائز الغصين، يطيب لي أن أنقل ما ورد فيها نقلاً حرفياً:

( هل يأتي رجال الحكومة التركية 1، بدليل ضعيف، يجيز لهم هذا العمل، ويحجون به الأمة الإسلامية 2، التي تنكر ذلك عليهم وتأباه، كلا والله انهم لا يجدون كلمة واحدة يتكلمون بها أمام أمة تأسست شرائعها على العدل وبنيت أحكامها على الحكمة والعقل، أيجوز لهؤلاء الأغرار3، الذين يدعون انهم هم أركان دولة الإسلام والخلافة، وهم حماة المسلمين، مخالفة أوامر الله، ومخالفة القرآن،ومخالفة أحاديث رسول الله، مخالفة الإنسانية، والله انهم فعلوا أمر لتأباه الإسلامية، وجميع المسلمين وجميع أمم الأرض من إسلام ونصارى ويهود ومجوس والله انه لأمر فظيع لم يسبقهم لمثله أحد 4 من الأمم التي تعد نفسها من الأمم المتمدنة فائز الغصين 5

1 ـ بالواقع كانت تسمية السلطنة العثمانية هي التسمية الوحيدة المعتمدة في العام 1915 على الرغم من الانقلاب الذي أدى إلى عزل السلطان الأحمر عبد الحميد الثاني، وتنصيب سلطان صوري بدلاً عنه .

2ـ كان تعريف الأمة الإسلامية يطلق على مجمل شعوب السلطنة العثمانية من المشرق العربي إلى مغربه، ومن شماله إلى جنوبه، وشعوب البلقان وشرق أوروبا.

3ـ يقصد جمال باشا السفاح وطلعت باشا وأنور باشا، وأقطاب حكومة الاتحاد والترقي، أصحاب الفكرة الطورانية والبانتوركية.

4ـ تعتبر الإبادة التي طبقت بحق الأرمن ،جريمة إبادة الجنس الأولى في مطلع القرن العشرين وكانت الأفدح من حيث النتائج، حيث لم تعرف بعد الابادات الأكبر التي رافقت الحرب العالمية الثانية.

5ـ فائز الغصين هو: كاتب ومفكر وكان قائم مقام منطقة دير الزور وجاهر بمحبته للأرمن وطالب بإنصافهم وتحدى أوامر الباب العالي ووقف قدر طاقته في مواجهة القتلة ، وقدم للأرمن الملجأ والحماية.

خرجنا من الكنيسة ومررنا بالفرات الذي له قدسية في قلوب الأرمن، لأنه تحول إلى نعش ضم عشرات الألوف من أجساد شعبي، دخلنا أرض زراعية وشوارع فرعية وتحويلة، واتجهنا إلى مرقدة، والتقينا بالوفود التي جاءت للزيارة ولم نتوقع أن العدد سيبلغ هذا الكبر، تركنا البولمانات وانطلقنا كل واحدٍ في جهة، وفضَّلت أن أقتفي أثر صاحب المخطوط فصعدت إلى الأعلى، ونظرت إلى المنحدر فعشت نفس الحالة التي عاشها صاحب المخطوط، بحثت عن المغاور التي أتخمت بالكفار و سدت مداخلها بالحطب والقش والأعواد اليابسة و أضرم فيها النار، وهي نار الخلاص التي أتت على الناس في الداخل وحولتهم الى جثث متفحمة، نزلت حيث ألقي صاحب المخطوط إلى المكان الذي القي إليه، دخلت في المحاور التي دخل فيها التراكس عفوياً والذي توقف ثم انسحب بعد أن اكتشف أن أسنانه تغرز في عظام بشرية، كنت في أخدود عميق والعظام البشرية تحيط بي، رأيت قفص صدري وعمود فقري عالق في الطيب اليابس، رأيت جمجمة تنظر باتجاهي، تحاول أن تقول شيئاً، قربت أذني لعلي أسمع شيئاً، اقتربت أكثر فسمعت عبارة عتب، انطلقت عبر طبقات العظم المحطم، وتأكدت أنني سمعت وبنبرة منكسرة هذه السؤال : لقد وصلتم ولكن متأخرين جداً... صلوا لأجلنا.

تم وضع حجر أساس لبناء كنيسة صغيرة في المنحدر، لترقد هذه الأرواح بسلام، بعد أن قرر من قرر أنه لا ينفع مع الأرمن غير الإبادة، وبعد أن أكتشف أول إنسان قاتل بأن القتل في حد ذاته هو تلذذ ومتعة للبعض لا تضاهيها متعة أخرى، وهناك بالمقابل من يمد يده لليد الممدودة، في مبادرة سماح وتصالح وندم، وهذه أول خطوة في الطريق الصحيح.

بحثت عن وكر نمل فعثرت على واحد، فانحنيت لتقديم واجب الشكر و العرفان بالجميل، أخذت بعض سنابل القمح، وقطع عظمية صغيرة وأسنان بشرية، معي إلى بيتي، لأن سنابل القمح هذه ارتوت بما ارتوت به هذه الأرض من دماء شعبي في الأيام المروعة، وقطع العظم والأسنان ضممتها إلى صدري بحنان لتعويضها ولو بقدرٍ جد يسير، لتبقى في بيت أرمني أحاط بجزءٍ يسير من قصص هذه المذبحة المروعة عندما أدار العالم كله ظهره لشعبي.

في طريق العودة تم تسليم قائد البولمان كاسيت يحوي تراتيل كنسية وتحول البولمان بمن فيه إلى فرقة كورال تنشد ألحان جنائزية، وصمت الجميع فجأة بينما كانت مكبرات الصوت في البولمان ترسل رائعة الأب كوميداس الشهيرة Dzirani Dzar شجرة المشمش التي تتحدث عن الإبادة والمعروف أن شجرة المشمش تزهر في نيسان وقد أزهرت أرواح شهداء الأرمن في نيسان وستزهر في كل نيسان إلى اليوم الذي يحترم فيه الإنسان حق أخيه الإنسان في الحياة والمشاركة في ازدهار الإنسانية ورفعتها وبناء الأرض إلى أن يرثها وما عليها خالقها ومدبرها وهو أعدل العادلين وأرحم الراحمين.

آرا سوفاليان
Ara Souvalian

ara@scs-net.org
هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته


ملحق الصور:

1ـ في دير الزور المقبرة المتحف الواقعة تحت كنيسة الشهداء

2ـ شفرات التراكس دخلت في العظام وكشفت عن مقبرة جماعية لم يسمع بها أحد من قبل، ودخلتُ النفق الذي فتحه التراكس بنفسي وكان شعور لا يمكن وصفه، ولا يشبه أي شيء، لقد كنت اسير والعظام تحيط بي من كل اتجاه، حيث صعدت تاركاً المكان لأني اكتشفت أني أدوس على عظام مقدسة سحقت تحت جبل من الظلم الفادح، حيث لم يتم إنصافها لا قبل الممات ولا بعده، عظام شعبي المسكين الكافر!

3ـ الفرات وينبع من أرمينيا كانت الرشفة من ماءه تكلف ليرة ذهب تدفع للكرد الذين اشتروا السوقية من حماتها الأتراك، في أيام المحنة المروعة، وكان من يركض باتجاه النهر ليشرب من ماء الله يرمى بطلق ناري في ظهره ويلقى في الفرات حتى تحول هذا النهر إلى مقبرة مروعة!

4ـ في القبو المتحف وقع نظري لأول مرة على مخطط الإبادة ولكن بثلاثة لغات منها اللغة العربية، والدوائر الحمر تشير إلى عدد الضحايا حسب توزع المناطق ومسيرات الترحيل والإبادة.

5ـ صورة التقطها كاتب المقالة من الأعلى (منطقة المسلخ) حيث ترمى الجثث إلى الأسفل وتأتي السيول الطينية لتدفن ما بقي منها، ويرى في الأسفل السيارات والبولمانات و جموع الزائرين بمناسبة وضع حجر الأساس لبناء كنيسة صغيرة في وسط المكان.

6ـ معلقة فائز الغصين وهي معلقة مقدسة لأنها صدرت في وقت كان يخشى فيه الناس من قول الحق والدفاع عن المظلوم، ولهذا الرجل قدسية كبيرة لدى الشعب الأرمني، فلقد دفع ثمن جرأته فنفي إلى ديار بكر وسجن هناك واستطاع الهرب من سجنه بعد بدء انهيار إمبراطورية الرجل المريض والتحق بقوات الملك فيصل وعمل كرئيس للديوان الهاشمي ورافق الملك فيصل إلى منفاه، وظل مخلصاً لمبادئه حتى آخر رمق من حياته، وأشار في مذكراته إلى الذنب الذي اقترفه الأرمن والذي استحقوا بموجبه هذا القصاص المروع وهو:(في كل مناسبة يتحجج قيصر روسيا بوجود رعايا مسيحيين في السلطنة العثمانية معرضين للإضهاد وواجبه كحامي للمسيحيين وبتفويض إلهي يفرض عليه الدفاع عنهم، وكانت هذه الحجة تلازم كل القياصرة في معرض أي تحرش بالسلطنة لتمزيق وحدتها وضم أراضيها، وبالتالي فإن سلاطين آل عثمان وبعدهم جماعة الاتحاد والترقي قرروا حرمان الغرب عموماً وقياصرة روسيا خصوصاً من الضرب على نفس المنوال فقرروا إبادة الأرمن لإنتزاع هذه الحجة وتفريغها من معناها).

7ـ الصليب الحجري (الخاتش كار) وهو هدية جمهورية أرمينيا السوفياتية السابقة، لكنيسة الشهداء في دير الزور بمناسبة تدشينها في العام1990 وفي عهد المغفور له سيادة الرئيس حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الذي ارسل سيادته من ينوب عنه في هذا الافتتاح.

8ـ صورة لصرح الشهداء المقدس في كنيسة الشهداء في دير الزور، والصورة غير واضحة بسبب القيظ وشدة الحرارة التي أدتْ إلى تعطل الفيلم داخل الكاميرا، ولكن بالإمكان ملاحظة ما نقش على الحجر وهو التالي:

شيد هذا الصرح المقدس، تخليداً لذكرى شهدائنا وتمجيداً للصداقة بين الشعبين الأرمني والعربي وعرفاناً بفضل الجمهورية العربية السورية في نصرة الشعب الأرمني.

الأحد، 19 أبريل 2009

الجرائم ضد الشعب الفلسطيني عار على المجتمع الدولي كله ..


من جرائم النازيين الأسرائيليين What the Israelis don’t want the whole world to see


ألوان من آلام الفراق


من مشاركات الأصدقاء ( حياة الروح 1 ) .. الهروب من الوحدة


من مشاركات الأصدقاء ( حياة الروح 2 ) .. ولدي العزيز


من مشاركات الأصدقاء ( حياة الروح 3 ) .. بعدك ياحبيبي يقتلني


من مشاركات الأصدقاء ( حياة الروح 4 ) .. حبيبي طال الأنتظار


من مشاركات الأصدقاء ( حياة الروح 5 ) .. أنت الحبيب


الأربعاء، 15 أبريل 2009

من مذكراتي .. محاولة لأعدام كلمة حرة .. بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي



دعاني صديق الى مقاربة حوارية مع أحد الصحفيين الأمريكيين الذين يستهويهم ترديد ما يعلنه الاعلام وتسوقه الادارة الأمريكية من أكاذيب تدل على عبقرية أشبه بلغة الحمير .


وقد حذرني صديقي من إباحية الاستفزاز عند هذا الصحفي الذي تخرج من كليته بامتياز لأنه يواجهك بمنطق لا يشبه الكلام . فلسفة وعلماً وحقائق وضمير . إنه أشبه بالقرد إن أعطيته موزة أخذها وأدار لك قفاه . وإن لم تفعل هاجمك مطلقاً كل أنواع السموم من أسلحة الدمار الحيواني الشامل . ولأنني بما أملكه من تجربة عالمية الثقافة والحوار والتحديات الفكرية . وقد ولدت وفي فمي ملعقة حديد جزء منها ميزه الصدأ . وتكونت ذاكرتي في مدرسة التاريخ . كان الأب والأم والكرامة والوطن والبطولة عنوانها. وأجمع الشرفاء على تسميتها بمدرسة الأب القائد حافظ الأسد . وقد تعلمت فيها الصبر والحكمة والشجاعة ونكران الذات. والقيم الوطنية والقومية والوجدانية . وكيفية مواجهة التحديات والأخطار والأهوال. بروح الارادة والعمل . والتصميم على الاصلاح والتطوير . وعدم مهادنة الخطأ . أو الاستهتار بوسائل التدبير . ولأنني مصاب بعقدة الكبرياء السوري الذي تخلف عنه بعض أهلنا من العرب في هذه الأيام. والذي يعانق السحاب في السماء رفضاً لأي منطق لا يستقيم مع العدل والانصاف . والحقوق والكرامة والتاريخ . وأمجاد الأمة ومصيرها ومستقبلها. فقد قررت قبول تلك المقاربة الحوارية وفي أعماقي شيء من ذاكرة الأجيال العربية عبر مختلف الحقب والعصور . في فلسطين ومصر عبد الناصر. ولبنان الكرامة والانتصار. وسورية ميسلون وتشرين والجولان. واليرموك وحطين وغيرها . وقد بدأ الحوار مع الصحفي المذكور بلا رتوش.

سؤال: أنت رجل سلام كنت تحمل علم هيئة الأمم المتحدة اضافة الى علم سورية وتجوب العالم. لماذا لم تزور اسرا... وقد كانت اشارتي الحازمة بوجوب تغيير صيغة التوصيف كافية لنطقه بكلمة فلسطين .

جواب: إن علم الأمم المتحدة شارة اممية تخفق في مناطق العالم كافة . أما علم سورية فلا يمر بفلسطين إلا وقت التحرير .

سؤال: ماذا يعني لك السلام .

جواب: الأمن والاستقرار . واتاحة الفرصة للتمتع بجمالية الأرض والسماء والحياة والحضارة لكل الأجيال . وهذا لن يكون مادام هناك رواد الموت والدمار والمجرمون المتوحشون . وصناع الظلم والعدوان . والمجانين من حملة رايات السياسة اللاأخلاقية ضد الانسان والانسانية .

- الصحفي مقاطعاً: مثل من ؟

جواب: مثل كل المغتصبين لأرض فلسطين والجولان ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها .

سؤال: أنت تعني الاسرائيليين والامريكيين والقوات المتعددة الجنسيات .

جواب: هذا صحيح . والمتعددة الجنسيات عاهرة أمريكية بمكياج دولي .

سؤال: أراك جريء في مهاجمة الآخرين.

جواب: بل إني لا أملك الفرصة على تجريمهم عبر محكمة لاهاي الدولية ووضعهم حتى آخر حياتهم في السجون .

سؤال: بمناسبة المحكمة الدولية . بلدك مهددة بها .

جواب: أنا أعرف أن الادارة الامريكية والمحافظين الجدد والكيان العنصري الصهيوني المجرم تنتظرهم محكمة الشعوب لقتلهم أكثر من مليون انسان وطفل عراقي اضافة لمئات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والأخوة العرب وغيرهم من البلدان الأخرى .

سؤال: أنت خيالي وتحلم فلا أحد يجرؤ على محاكمة قادتنا .

جواب: وأنا أؤكد بأنه ليس هناك من يستطيع إضعاف إيماننا وحبنا وولائنا لوطننا وقادتنا. وعلى رأسهم الفارس العربي الأصيل بشار حافظ الأسد .

سؤال: ما رأيك بالهولوكست ؟ وما معلوماتك عنه .

جواب: لدي معلومات تتسع لأكبر مكتبات العالم عن الهولوكست الذي تعرض له الشعب العربي الفلسطيني والعراقي والجزائري والمصري واللبناني وغيرهم . وعلى أمريكا وبريطانيا ودول اخرى أن تدفع كل ميزانياتها طوال قرن من الزمن تعويضاً لضحايا الهولوكست من العرب .

سؤال: أي إنك لا تعترف بضحايا الهولوكست من اليهود .

جواب: أنا أعترف بأن اليهود الصهاينة جاؤوا الى أرضنا كغزاة واستوطنوا فلسطين وقتلوا أهلها ودمروا مدنها وقراها وأحرقوا زرعها وأشجارها وبقروا بطون النساء في دير ياسين . وارتكبوا المجازر في كفر قاسم وقبية وبحر البقر وقانا وغيرها. وطردوا أصحابها من بيوتهم . في جريمة يندى لها جبين الانسانية ، ومايزالون يرتكبون كل يوم جرائم جديدة تحت سمع وبصر العالم كله بحماية امريكا والذين يساندونهم بشتى أشكال الدعم والتأييد دون أي شعور بالمسؤولية القانونية عن الجرائم المستمرة ، وخاصة قتل الاطفال ، وممارسة الحصار والتجويع ضد الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يشعر العالم كله بالخجل والعار لما يجري على أرضه وضد بنيه . وفي نفس الوقت يتحدثون عن حقوق الانسان . هم مجرمون خطرون على الأمن والسلام في العالم ويجب محاكمتهم بجرائم إبادة الجنس البشري .

سؤال: لماذا أنتم العرب متعصبون في أفكاركم . نحن في القرن الواحد والعشرين .

جواب: نحن متعصبون للمبادئ الانسانية والأخلاقية وإرادة العمل بايمان لايتزحزح على تحرير أرضنا . واستمرار مقاومتنا لكل قوى الظلم والعدوان والاحتلال والهيمنة ضد الانسانية والاستهتار بقيمها واستغلال ثرواتها ومقدراتها. ولن يتحقق السلام إن لم يعد الحق لأصحابه الشرعيين من الفلسطينيين والعرب .

سؤال: مارأيك بأحداث الحادي عشر من أيلول عام2001

جواب: إنها إحدى أكثر الجرائم غموضاً ووضوحاً في التاريخ . ونتمنى أن تكشف طلاسمها وأدواتها والمتسترين عليها من كل الملل والجنسيات والوكالات . وتفضح الأسرار حول حقيقتها . ونحن العرب ضحايا الارهاب الدولي ندين كل الجرائم التي حدثت قبلها وبعدها ، ولن ننسى في هذا المجال جريمة تدمير مدينة القنيطرة السورية بشكل كامل قبل الانسحاب منها عام 1974 من قبل النازيون الجدد من الصهاينة . دون سبب سوى الرغبة الاجرامية بتدمير العمران والمدنية ، والحقد الدفين على حضارتنا. وأيضاً جريمة تدمير مدينتي هيروشيما وناغازاكي وقتل مئات الآلاف من أهلها برغبة جرمية لتجربة السلاح الذري الامريكي ضد البشرية .

سؤال: مارأيك بدعوة سورية لمؤتمر السلام القادم في واشنطن .

جواب: إنني أثق بقيادتنا الحكيمة ومواقفها. ولا أعتقد أنهم سيقبلون يوماً بمهادنة بعض السياسيين الذين تلوثت أيديهم بدماء شعبنا العربي . وإن كان هناك من مرارة للزمن . فهو أن يقبل الشرفاء بمد أيديهم الى مجرمي الادارة الامريكية ونازيو العصر وكل القرون

سؤال: أنت على أرض أمريكية وتنتقد الادارة بهذه القسوة ألا تخشى من أن تطرد من هنا .

جواب: أنا لا أخشى في الحق شيئاً وجنسية بلدنا أشرف عندي من جنسيات العالم كله إن كانت دولها لا تحترم حقوقنا وسيادة بلادنا . وأنتم تقولون بأنكم دولة ديمقراطية . وأنا سأتمتع بهذه الديمقراطية حتى تعلنوا تخليكم عنها .

سؤال: إذاً لما أنت هنا .

جواب: لأعلم الجاهلين منكم بأن كل عربي هو سفير لبلاده في المهجر . وهو جسر حضارة وثقافة وقيمة انسانية طيبة تشع بالمعرفة والقيم الأخلاقية التي تنبع من الايمان بالعدالة والحقوق والمساواة ورفض الظلم والارهاب . وهذا ما يدعوا إليه ديننا وتكويننا الحضاري وتاريخنا المستمر بمد يد التعاون والصداقة والاحترام بين الشعوب والأمم . وأنت تعرف بأنه من أرضنا العربية انطلقت كل الديانات السماوية لتهذيب البشرية جمعاء .

سؤال: أنت مستفز في أجوبتك . وإنك لم تجبني على سؤال واحد .

جواب: وأنت لم تفهم حرفاً مما قلته لك وعلي أن أدعوك لتعلم لغتي ولغة أجدادنا الذين اكتشفوا القارة الامريكية قبل أن يسطوا على قصتها القرصان كولومبوس . ولست أدري هل عليهم أن يشعروا بالذنب .

مواقف طريفة تثير بعض التساؤلات


الاثنين، 13 أبريل 2009

مصر .. نظام للآجار




لم يتوقع أحد أن تنتهي زيارة السادات للقدس المحتلة وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد إلى هذا الدرك الأسود من سياسات ومواقف للنظام في مصر . ورغم أنني أعارض العنف إيماناً بمبدأ الحوار الوطني بين مختلف القوى المؤيدة والمعارضة للنظام . إلا أن أعدام الرئيس الراحل أنور السادات كان وبالاً على الأمة . ليس لأنه أفضى إلى عنف شكل إشكالية جدلية . مبررة عند البعض ، ومرفوضة عند الآخر . بالرغم من جريمة اخراج مصر من ساحة الصراع . بل لأنه أفضى إلى زعامة بديلة لرجل لايؤمن بالرجولة ، ولايتحمس للمواجهة . حتى لو تطاول الأعداء على سيادة البلد وأمنه وحقوقه الوطنيه . لقد تحنط إيمانه بالسياسة السلمية لدرجة جعلت مئات الملايين من العرب والشرفاء في العالم يكفرون بالسياسة والسياسيين . المصريين لم يحققوا أي مكاسب وانجازات من هذه الأتفاقية ، والمشاكل الأقتصادية والمعيشية ازدادت ، والأمن الغذائي تدهور . حتى حدا ببعض العرب المخلصين إلى إسعاف الأفران بالقمح . كي لايزيد عدد الضحايا المقهورين الذين هاجروا إلى السماء . دون أن يهتز ضمير مسؤول بواجب الأستقالة . وقد أصبحت مصر في عهده ساحة للتندر والمقارنة مع الجياع في أفريقيا ، والفرق أن الأفريقيين يطلبون المساعدة لمعالجة المأساة . أما في مصر فالمساعدة من أجل النظام كي يقمع الأفواه بتغذية وصفة إعلامية فاجرة ( ماشي الحال ) حتى أن الحال مل من نفسه ولعن حامله وممتطيه . والوجه الآخر للتندر هو الأرقام القياسية التي حققها النظام في تجاوزاته للأعراف والدستور والقوانين ، وأحكام القضاء المصري . ومقتضيات المصالح الوطنية ، والتخبط في الخطط التنموية التي شكلت نوعاً جديداً من المخدرات السياسية للشعب المسكين . إن أرقام العاطلين عن العمل والباحثين عن التحرر من طوابير البؤس والحرمان والقهر الأجتماعي والحقوقي ، وغياب الرعاية الصحية عن الطبقات المعدمة . والموت البطيء لقطاعات واسعة محرومة من تأمين أبسط متطلبات الحياة الأنسانية . قد ارتفع إلى مستوى أهرامات مصر العظيمة بمساحة أفقية يندى لها جبين الشرف والمسؤولية بالخجل والعار . هل يعقل أن أرض الكنانة يقبض على قوتها وحركة الحياة والتطور والأقتصاد فيها . حيتان بعدد أصابع اليد الواحدة . كل همهم أن يتمتعوا بمقدرات الشعب وحرية النهب ، والاستيلاء على مؤسسات القطاع العام قبل تنفيذ مختلف الألتزامات المستحقة على تطبيق اتفاقيات الغات الدولية ، وشروط منظمة التجارة العالمية . مما يصعب معه هامش الفساد بألوانه ومجالاته . لقد شكل نظام الحكم في مصر قيماً جديدة من المفاهيم والممارسات السياسية . ترتبط بمبدأ خدمة الأجنبي مجاناً . بل يدفع النظام ثمن قبول الآخر لخدمته . كما في حال اتفاقية تصدير الغاز إلى الكيان الصهيوني المجرم بقيمة متدنية جداً يتحمل الأقتصاد المصري فيها خسائر كبيرة . بواقع 13.5 مليون دولار يومياً . بسبب الفارق مابين قيمة الصفقة ، وثمنها الحقيقي في الأسواق العالمية ، ولم يعد النظام بقادر على حماية السيادة الوطنية باعلانه أن قرار فتح معبر رفح مع قطاع غزة ليس بيده . بل أصبح يخضع لارادة خارجية . وقد عجز حتى على تقديم حلول موضوعية مقبولة للخلافات الآنية بين فصائل الشعب الفلسطيني . مما حال دون الثقة الدولية به وبمكانته وقدراته . وراح يستجدي القبول به طرفاً لمواجهة ثقافة المقاومة والممانعة تجاه التحديات المصيرية في ساحات المواجهة مع العدو الأسرائيلي . بل حصل على مساعدات لوجستية من هذا العدو . ومما يلفت النظر اليوم بعد ثلاثين عاماً على اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة . وفي جردة حساب للمكاسب المعدومة ، والخسائر المنظورة . نجد أن النظام المصري قد فقد السيادة ، وحصل العدو على خير حليف ضد قوى المقاومة والمانعة والتحدي ، وتحول إلى موقع النظام المعروض للآجار مادام دوره ووظيفته الكومبرادورية ( التجارية ) محفوظة ، وأحلام الخلود والتتابع وتوريث البطولات الوهمية ساري الدعم والمؤازرة والتأييد من لوبي واشنطن توأم تل أبيب . فكل الأشياء مبررة ، وكل المخططات المسمومة معتبرة . طالما أن الوطن مزرعة للأقطاع السياسي والمالي . كانت مصر في عهد عبد الناصر قلعة القومية العربية ، وقد أصبحت في عهد مبارك مرتع الخونة والمتآمرين على الوطن الذي نحب ونعشق ونجل . تاريخاً وتضحيات وأمجاد . وفي ذاكرة التاريخ سجل لليابان استسلامها للصقر الأمريكي في نهاية الحرب العالمية الثانية ، واشتراطها بقاء امبراطورها رمز الدولة والحضارة والوطنية . أمر أعتبر خطاً أحمر للأستسلام ، واليوم لايستطيع نظام يدعي الأستقلالية والتحرر . أن يمارس الأرادة الوطنية في تقرير العودة إلى ساحة العمل القومي المشترك ، ووقف عجلة الارتهان والتعاون مع هذا العدو الصهيوني الغادر ، والمتربص بالمصير العربي الواحد . في أسوأ الكوابيس السياسية لايوجد عاقل من المحيط حتى الخليج . كان يعتقد بأن النظام الرسمي في مصر سيقدم الدعم للعدو ، ويشترك في جريمة تجويع وقتل وحصار أهلنا في غزة الجريحة . واليوم أليس من حقنا أن نتساءل إن كان أقطاب هذا النظام يملكون ذرة احساس بالضمير الأنساني المسؤول ، وهم الذين يتفاخرون عبر منابرهم الفاجرة عن الانجازات في هدم واكتشاف الأنفاق في أحضان الأرض الغاضبة من موت الضمير وغياب الشرف والنخوة والكرامة الأخوية . التي حالت دون التواصل بين شعب مصر العظيم وهؤلاء الأخوة الفلسطينيون المكلومين على مذبح الأرهاب والظلم التاريخي . ومن منا اليوم قادر أن يفرض على نفسه أي نوع من الأحترام لنظام فاسد يتلوى كالأفعى في حدائق رواد المصالح الدولية . الحالمين بتغييب التاريخ . وتشويه المستقبل العربي . نظام مارس الأرهاب ضد المقاومة والأيدي المدودة لمساعدتها . نظام إرتقى إلى مستويات الخيانة العظمى لتاريخ مصر ، وحضارة مصر، وتضحيات أبطال وشعب مصر العظيم . وأولاً وليس آخراً للدستور المصري ، وللقوانين الوطنية والقومية والأنسانية . إن ثقافة الأنهزام والأرتهان للعدو المتربص بالأمن القومي العربي . سوف يحيل هذا النظام إلى مزبلة التاريخ . بكل مايملك من قدرات وأدوات ووسائل قذرة . وفي مقدمتهم رؤساء تحرير تلك الصحف التي تتلوث كلمة التحرير بأقلامهم المنحطة ، أنهم ليسوا أكثر من مأجورين فقدوا كرامتهم وقناعاتهم ووطنيتهم ، وإيمانهم بالقيم المهنية والأخلاقية والوجدانية . حتى أن العاهرات يتمتعن بشيء من الكرامة الأنسانية في مخاطبة زبائنهن حرصاً على نجاح المسعى . أما النظام في مصر فهو أسوأ عاهرة تبيع جسد الوطن ، وقيم الأمة . مقابل نشوة إنتصار على فرسان مؤمنون بالشهامة القومية . وقد أختاروا دروب العزة لغزة الأبية . ياتاريخاً سجل لهؤلاء الجلاديين أشباه الأفاعي وخدامهم . أمجاد قمة العهر والذل والعار .

الأحد، 12 أبريل 2009

المحامي ابراهيم يسري: مصر تخسر يوميا 13.5 مليون دولار من جراء صفقة الغاز مع اسرائيل


مع مرور30 عاماً على اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وتل ابيب لا يغيب الجدل حول الجدوى الاقتصادية من تصدير الغاز المصري الى اسرائيل الذي يتم بموجب اتفاق وقع عام 2005 لتوريد حوالي مليار متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي المصري ولمدة 15 عاماً بسعر يقال انه لا يتعدى 7 سنتات للقدم المكعب الواحد . وللحديث عن هذا الموضوع استضاف برنامج "حدث وتعليق" السفير المصري السابق المحامي ابراهيم يسري الذي رفع دعوى قضائية طالب فيها بوقف تصدير الغاز الى اسرائيل.

قال المحامي " ليس هناك اعتراض على تصدير الغاز المصري الى اية دولة ، ولكن الاعتراض يدور حول سوء ادارة الثروة المصرية وبدون اذن من الشعب ، وبحيث ان مصر تخسر من جراء هذه الصفقة مع اسرائيل حوالي 13.5 مليون دولار في اليوم الواحد . ولهذا لا يمكن تبرير هذه الخسارة لا بوجود معاهدة سلام مع اسرائيل ولا بحقوق السيادة ولا بأي شيْ اخر. ولذا لا علاقة بين اتفاقية السلام وصفقة تصدير الغاز المصري لاسرائيل . ولهذا نحن طالبنا بالغاء الصفقة لكونها مجحفة بحق مصر وتمثل اهداراً للثروة المصرية ، خاصة واننا دولة نامية تحتاج الكثير من الاموال للاصلاح الاقتصادي. ولذا لا يجوز ان ندعم اسرائيل بهذا الشكل ، خاصة ونحن لسنا دولة غنية لكي نبذر اموالنا يميناً وشمالاً".

ونفى المحامي ما تدعيه الحكومة المصرية من ان اسرائيل حصلت على هذا العقد من خلال مزايدة دولية مثلها مثل الدول الاخرى ، واكد ان هذا غير صحيح ، وان صح ذلك لكان سعر الغاز المصري المصدر لاسرائيل 16 دولاراً الان .. ونحن نريد كما فعل رئيس الوزراء الروسي السيد بوتين ان يكون تسعير الغاز حسب سعر السوق العالمية . في حين ان اتفاقية الغاز المصرية- الاسرائيلية التي يمتد مفعولها لعشرين عاماً يمنع فيها تغيير السعر طيلة هذه المدة . وهذا السعر يبدو الان مضحكاً لأنه مثبت بدولار وربع الدولار ، في حين ان السعر العالمي الان يتراوح بين 12 - 16 دولاراً لوحدة القياس".

واشار الدبلوماسي المصري السابق الى ان تقرير هيئة مفوضية الدولة الصادر مؤخراً بشأن هذه القضية ، وان كان يحمل طابعاً استشارياً ويمكن للمحكمة ان تأخذ او لا تأخذ به ، الا انه يمثل بالنسبة لنا انجازاً وطنياً وتاريخياً هاماً ويعزز ثقتنا بالقضاء المصري العادل . ولكن نحن لم نطلع حتى الان على النص الكامل لهذا التقرير ، وبودنا الحصول عليه لكي نبدي وجهة نظرنا امام المحكمة في الجلسة القادمة

الخبر : نقلاً عن موقع وفضائية روسيا اليوم

تعليق الرحالة العربي ابن الجبيلي :
في زحمة الأحداث والتاريخ . تكتب بعض الشخصيات الوطنية والقومية والأنسانية آيات من المواقف الناصعة والعظيمة . فتبقى مكانتهم وآثارهم خالدة في عقول وذاكرة الأجيال . لأنهم عملوا من أجل رفعة وحقوق وكرامة أمتهم . والبعض الآخر ينزوي إلى مزابل التاريخ لأنه خان الأمانة والمسؤولية ، وغدر بالقيم التي أؤتمن عليها من الشعب . فكان مصيره مجهولاً . أو منبوذاً . أو ذليلاً أمام محكمة الأمة والقانون والدستور . فهل نرى محكمة عدل عربية ترفع من شأن الوطنية والقومية ، وتحاكم الخونة والمتآمرين على الحقوق والثروات والمبادىء ، والقيم والمثل الأخلاقية . الذين فرطوا بمصالح ومكانة وتقدم شعوبهم . ولماذا لايسمي المثقفون والوطنيون العرب الأشياء بمسمياتها . فإن لم يكن مايجري من قبل النظام المصري في عهد مبارك فيما يتعلق بصفقة الغاز ، والمشاركة في قتل وتجويع وحصار أهلنا في غزة ، والعبث بالأمن القومي العربي وغيرها من ممارسات وفساد ، وقهر اجتماعي للمواطن ، وعهر سياسي . خيانة للوطن والأمة فكيف ستكون قيم الوطنية في فكرنا وتربيتنا ونظرتنا نحو المستقبل . ثم أين هو الجيش العربي المصري العظيم مما يجري على أرض مصر العزيزة موئل التاريخ والأمجاد . الغالية على قلوب كل العرب ، وأين موقعها ودورها القيادي الرائد في مختلف المحافل . كل دول العالم تعمل على حماية مصالح شعوبها إلا النظام المصري . لقد حول مصر إلى مستوى دولة صغيرة على هامش المتغيرات الكبيرة . سؤال برسم الضمائر الوطنية لقادة هذا الجيش الأبي ، ومحكمة التاريخ ..

الجمعة، 10 أبريل 2009

رسالة من الرحالة العربي ابن الجبيلي إلى الرئيس المصري مبارك تدعوه للأستقالة بعد تفريطه بالقيم العربية والأخلاقية والأنسانية

من الرحالة العربي ابن الجبيلي
الى السيد مبارك

نسخة الى كل من تعنيهم الكرامة العربية وعزة الأوطان -

نسخة الى مقر رئاسة الجمهورية في مصر / القاهرة -

لقد قرأت رسالة التهنئة التي أرسلتها الى الكيان الاسرائيلي في 15 أيار ذكرى مرور 60 عاماً على إغتصاب فلسطين . وذكرت فيها أنه يشرفك أن ترسل الى سيادة مايسمى رئيسها شمعون بيريز تلك التهنئة بمناسبة عيد الاستقلال . وهو المجرم المسؤول عن أكبر الجرائم ضد شعبنا العربي وقتل الاطفال والنساء والآمنين في مركز الامم المتحدة في قانا اللبنانية ، وغيرها مالايعد ويحصى من جرائم يندى لها جبين البشرية بالخجل والعار . وعن أي استقلال تتحدث وجريمة اقامة هذا الكيان النازي المجرم لازالت تفوح منها رائحة الغدر والتآمر التاريخي على حقوق شعب عاش آلاف السنين على هذه الارض . قبل أن يسطو على مصيرها من لايملك ، ويمنحها لمن لايستحق في تغييب للحق قل نظيره عبر التاريخ الانساني . وهذا الكيان التوسعي الاستيطاني الذي استباح بعض الأراضي العربية الاخرى في الجولان ولبنان . ويتطلع لاخضاع مايستطيع من مقدرات وحقوق هذه الامة . بدعم خارجي مستمر من الولايات المتحدة وغيرها بالتهديد والعدوان والقتل والتدمير . والاستهتار بكل القوانين والقرارات والشرعية الدولية . التي ساهمت في جريمة اقامته . وكنت أتمنى أن يشرفك إنقاذ أطفال فلسطين الذين يذبحون على يد هذا الكيان يومياً بالرصاص والصواريخ والطائرات ، والتجويع والحصار . الذي تساهم فيه حكومتكم عبر إغلاق الحدود من جهتكم أمام هؤلاء الجائعين . وتتناسون أن ذلك جريمة يطالها القانون الانساني الدولي أيضاً . وأن واقع غزة اليوم ومايجري ضد أبنائها يتطابق مع توصيف حالة الابادة الجماعية . وعن أي سلام تتحدثون وأنتم تعلمون أن السلام لايمكن تحقيقه إلا إذا توفرت عوامل حمايته من عبث الذين ينتشون لرائحة الدم . وأن العدالة واستعادة كل الحقوق شرطاً لتحقيق السلام . ثم أين قوة مصر العزيزة اليوم والتي أضعفتم قدراتها العظيمة في وحدة الموقف القومي وجهود بناء القدرة العربية التي تحقق السلام العادل والدائم والشامل . وأنتم ترفضون حتى مجرد تهيئة الظروف الموضوعية لحماية المصير العربي وصون حياة ومستقبل الأجيال . ووزير خارجيتكم الذي يتقن لغة التهديد بالبطش والوعيد وكأنه في حرب مع الاخوة في فلسطين . تارة يهددهم بالويل والثبور ، وأخرى بتكسير أرجل من يجرأ على كسر الحصار ، ولاأدري إن كان المجرم الراحل اسحاق رابين الذي قام بتكسير أرجل وأيدي أطفال فلسطين عام1987 قد أوحى له بذلك . لكنني كمواطن عربي أؤمن بقيمة الشرف . والشرف العسكري بشكل خاص . الذي يأبى أن يبقى الرجال في ثكناتهم ويتفرجون على شاشات التلفزة أمام مشاهد القتل اليومي لابناء جلدتهم وأمتهم . ويعلمون أنه لاقيمة للنياشين والاوسمة إن لم تحققها البطولات والمواقف الشامخة في مواجهة

التحديات وحماية الأمن القومي العربي الذي عاش عرساً قومياً نادراً حينما وحدت البطولات والتضحيات العظيمة بين أبناء الامة العربية في حرب تشرين أكتوبر عام 1973 . كنت أتمنى أن يصدر عن السيد مبارك موقفاً يضع حداً لاستهتار العدو بأمن مصر القومي الغالي على قلوبنا كما حال كل بلد عربي . ونحن نعرف كميات السموم التي تم تسريبها الى القطاع الزراعي من قبل الصهاينة . وأدت لاصابات سرطانية وتدمير للبيئة الزراعية والأمن الغذائي لأهلنا في مصر العروبة الذين نراهم اليوم في أوضاع مريرة لوحدثت في أي بلد لتنحى قادتها فوراً لعجزهم عن تحمل المسؤولية . كنت أحلم يوماً بأن تمارس ياسيد مبارك دور المعتصم الذي استجاب لصرخة إمرأة مسلمة مظلومة وأنت تنظر اليوم الى واقع الحصار لأهلنا الفلسطينيين وخاصة في غزة وكأنهم من كوكب آخر . وكل همك ألا تعلو صرخات الالم لديهم حتى لاتحرك المياه الساخنة في شوارع مصر الرجولة والاباء القومي . هل تعلم ياسيد مبارك أن النظم الديمقراطية والغربية على وجه الخصوص التي تؤيد انحيازك لقوى الضغط ومواقع المصالح الدولية وتخليك عن المصلحة القومية . لاتحترم من يفقد موقفه ويتخلى عن مصالحه لصالح الاعداء . هم يحترمون الأقوياء . وقد وضعت مصر العظيمة في خانة الدولة التابعة مما لايليق بمكانتها وأمجادها وتاريخها ، وتضحيات أبنائها العظام ، وفي مقدمتهم الشهداء الذين عشقتهم الارض الطاهرة في ساحات الشرف والمواجهة مع الاعداء . وأنك اليوم تبارك لهم جرائمهم التاريخية المستمرة هنا وهناك . وأنت تعلم علم اليقين بأن هذا الكيان الصهيوني يعيش أزمته النهائية ويحمل بذور فنائه . لان وجوده يتعارض مع حقائق التاريخ . وفي موقفك الاخير وضعت نفسك في معاداة التاريخ . إننا كعرب لانرحب بانسان يناصر الظالم على المظلوم . من أجل مآرب شخصية . وقد مارست هذا الموقف برسالتك المشؤومة الكارثية في أبعادها ومراميها وبخاصة أنك تتحدث ولسان حال الاعداء يقول هذا رئيس أكبر دولة عربية يبارك وجودنا وحقنا الابدي في احتلال واستيطان وسرقة فلسطين وقدسها الشريف . وشعبنا الاصيل في مصر يرفض هذا ويستهجن موقفك . بل أن إحدى النساء الاحرار من أرض الكنانة . رفعت يديها الى السماء داعية الله أن يكون مصيرك كمصير مجرم الحرب شارون . وإننا نتساءل اليوم بأي حق تلجأ الى قتل النخوة العربية والعزة والايمان . والكرامة المتأصلة في تربية وإعداد الأجيال . وانت تهنىء الكيان العدواني على جرائمه المستمرة . بل تشترك في بعضها . هل كفرت بالقومية والوطنية وبفلسطين والمقدسات . وهل بقي في داخلك إحساس بأنه من حق هذه الأمة أن تصون حقوقها ومصيرها وأمجادها وكرامتها . أم أنك أصبحت جزءاً اقليمياً من المحافظين الجدد . المتورطين في مخططات جهنمية على مذبح نهاية التاريخ . إننا ندعوا علماء النفس العرب لتحليل شخصية السيد مبارك على كل الصعد الانسانية والضميرية والدينية والوطنية والقومية والسياسية لنستخلص العبر من تحليلاتهم وطبيعة البرقية الموازية التي سيهنىء بها الشعب الفلسطيني الشقيق ربما على فقدانه الحق في الوجود أو الموت الدائم . أو المصير الأسود ، وربما على احتلاله جزءاً من أرض الآخرين . ويبدو اليوم أن الرايات البيض لم تعد ترمز للاستسلام والذل والهوان . بل أيضاً رايات الظلام الذي اخترق بعض العقول . التي لم تعد تميز بين الضحية والمجرم ، وبين الحق والمصالح السياسية ، وبين السلام العادل المسلح بالقدرة على حمايته من غرور أعداء السلام ، وبين ثقافة الخنوع والأستسلام . اللهم خذ بأرواحنا ونحن في ريعان الشباب . نتمتع بالعزة والكرامة الانسانية قبل أن نهرم ويخرج منا من يدعي الأنتماء الى تاريخنا ونحن منه براء . إن موقفك ياسيد مبارك قد أساء الى كرامة وإيمان ثلاثمائة مليون انسان عربي ، ومئات الملايين من الشرفاء في العالم ، ومن حق هؤلاء الرد على ذلك . وإنني كمواطن عربي أنتمي الى كل بقعة من أرضنا العربية ، وملتزم بثقافة الممانعة والمواجهة ، والتصميم على استعادة حقوقنا العربية غير منقوصة . آثرت مطالبتك بالأستقالة ، والرد عليك عبر ما أملكه في أعلى جسدي . وربما يرغب الملايين الرد عليك من أمكنة أخرى .

من أدبيات الألتزام بالموقف الضميري المسؤول .. رسالة من الرحالة العربي ابن الجبيلي إلى الحكام العرب في قمة دمشق التاريخية آذار 2008


الأربعاء، 8 أبريل 2009

والشمس تشرق من عواطفنا .. بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي






















قالت لي :

أيها الرجل المتعالي في أسمائه من تكون


والشمس تشرق من عواطفنا

والبحر قد غاص في دمنا كالنجوم

أجبتها ودمعة في العين قد رحلت

لتسكن بين الغيوم

أنا شاعر تخليت عن بصري

حين علمت أن السماء في عينيك

تحضنني كالعصفور

وأن الطيور تهاجر الى مصائرها

بلا عيون

ياامرأة أحببتك منذ طفولتي

وقبل أن أراك

أو أقترب من حدود صدرك

وتضمني يداك

لم أعرف الأمان يوماً

حتى غدوت في عينيك

فكيف لاأحبك

وعندك الحنان بحجم الأفلاك .

ياامرأة أنا ماأحببتك

لغايات غرائزية

أو لأمتع خيالاتي

بمشاعر نرجسية

أحببتك كي أتوحد

مع الكون والضياء

فلا تلوميني ان كنت لاأقوى

على رفض النداء .

ياامرأة تلطخت بأوراق ذاكرتي

لا تحتاري في اسمي

أوتتهيبي عناوين همومي

فلا شيء يشبهني في الدنيا

إلا فضاءات الفنون

إن المرأة لم تولد مجنونة

لكنها تصنع من الرجال

خميرة الجنون

لا تسأليني عن مرافئ روحي

فأنا عاشق كوني الهوى

فقد صوابه في زمن السكون.

وذات ليلة غاب فيها ضوء القمر

وذبلت العيون وساد الضجر

فلم تعد الأيام تشبه الأحلام

كأن فينا شيئاً قد انتحر

حاولت نزعجك من أوردتي

ومسامات جلدي وعظامي

وركبت أمواج الريح باحثاً

عن أرض مجهولة

لم يكتشفها أحد من قبلي

لأرمي فيها كل أسراري

وأهاتي وحنيني

وإن حال القدر بيننا

ودنت المنية مني

خذيني يا امرأة الى أعماق البحر

وادفنيني

وبعد ألف عام على موتي

إقبلي دعوتي وزوريني

فإن لامست أوصالك الماء

فإن هذا الماء في بحرك

يحييني

وينعش الدم في شراييني

وإن عدت بعد آلاف السنين اليك

فإني لن أتوانى عن الاعتراف

بعد عناد

أن مصيري بعد الله

بين يديك .

نسمات الليل .. بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي










كم تحيرنا أحوال الحياة وتقلباتها حين نقع تحت ضغط الانفعالات المؤقتة فتفقدنا أجمل المشاعر والأحاسيس الانسانية . وعندما نعود إلى ذاتنا نتعرف عما فقدناه ...


أرجوك ياقمر

ساعدني كي أعود إليه

إشتقت لبسمة فرح

تعيدني إلى حضن عينيه

أحن إلى ذكرياتي

والتخلص من عذاباتي

والأستقرار بين يديه

حيرتني غيرتي ياقمر

أألوم نفسي ..

أم أرمي اللوم عليه

الحزن يأسرني

والنوم هجر عيني

لتسكن دمعة عليه

أرجوك لاتخذلني ياقمر

فكلما تذكرت لمسة كفيه

ودفء صدره الحنون

أكاد بلوثة الجنون أصاب

لأني ذبت بكل كياني فيه

الخميس، 2 أبريل 2009

عندما يترجل الفرسان .. ناجي جبر في ذمة الله















من الصعب على الأنسان أن ينفصل عن بيئته . وبيئة الفنان مصدر إبداعاته وقيمه . وقد تميزت البيئة الشامية عبر التاريخ بكل ألوان العطاءات المميزة . في ظل تقلبات الأحداث والتحديات الكبرى التي واجهت مجتمعنا العربي وبالأخص مسيرة الحركة الفنية التي شكلت دائماً رافداً أساسياً من مصادر الوعي الأجتماعي بالحقوق والمفاهيم ، وأساليب التفاعل مع مختلف الأحداث والظروف والمتغيرات . لقد عكس الفنانون المبدعون في تاريخ المسيرة الفنية رؤيتهم للرسالة السامية التي تهذب النفوس ، وتطور المفاهيم والأفكار والمثل السامية ، وتعلي من شأن التثقيف الجماهيري لفهم الواقع المعاش ، وتقديم الصور المعبرة عن لواعج النفس الانسانية وسبر أعماقها . كي تتعلم الأجيال قيمة الفن وأشكال ممارساته وألوانه وفضاءاته المختلفة . ولاشك أن قيمة الفن في ارتقائه الى مصاف الرسالة التربوية في كل شأن اجتماعي ووطني وقومي وانساني تجعل الناس على مختلف مشاربهم وأهوائهم . يشكلون ذاكرتهم من خلال تلك الصور التي تترسخ في وجدانهم عبر تأثرهم بهذا الفنان أو ذاك . ورغم هموم الفن ومشكلاته وطموحات أسرته . فإنه يحسب للجيل الأول من رعاياه . تضحياتهم الكبيرة في تقدم الوعي وفهم مكنونات الرسالة الحضارية . التي تؤثر في فكر المرء وأحاسيسه وذهنيته وعواطفه ووجدانه . وبالتالي تشكل لديه حالة ثقافية متأصلة بالارتباط مع الأرض والمحيط الاجتماعي والوطني . ومختلف القيم النابعة من التراث والأصالة والتاريخ . وعندما نتحدث عن الأسرة الفنية العربية السورية التي أثبتت عراقة رسالتها المبدعة وانجازاتها الراقية ، وتطورها المتنامي لتحتل مساحة متقدمة جداً في مستوى الفن والأبداع العربي . نقف اليوم بألم تعجز الكلمات عن وصفه بفقدان واحد من أعمدة الحركة الفنية في تاريخ سورية الحديث الفنان الكبير والمبدع العظيم الأستاذ ناجي جبر . لقد ترجل فارس شجاع يستحق أن يوصف بالبطل الأنسان . كان استشهادياً في إيمانه بصدق الألتزام بالقيم الأخلاقية والوطنية والقومية والحضارية لأمتنا العربية . ترجل الفارس الذي أحببناه بكل ذرة من كياناتنا الانسانية . أحبه الأطفال والنساء والشباب والرجال والشيوخ . لأنه كان عنواناً لمواقف الرجولة والجرأة ، والفتوة والنخوة والشهامة ، ونبل الأحساس بالمسؤولية. وكم حظيت عقول ونفوس وضمائر في مجتمعنا بالتعلم من هذه المدرسة العريقة في صدقها واخلاصها وبساطتها ، ووفائها وتضحياتها وثقتها بالمستقبل . لقد أبدع الفنان المحبوب بملامحه المميزة ولقبه الشهير . في استخلاص أسمى القيم الأخلاقية التي تعلم الأجيال النخوة والعزة والكرامة . ونصرة الضعيف والمظلوم ، والأخذ بيد اليتيم والمحروم . كأنه يعكس طيبة كل فرد في مجتمعنا المتعالي على الجراح . صاحب الرسالة التي خلدتها بطولات أبناء جيشنا العربي في ساحات الفخار والمواجهة على روابي جولاننا الحبيب . إننا إذ نرثي اليوم صديقاً وأخاً لكل مواطن عربي من المحيط حتى الخليج . نرثي أنفسنا معه . فقد علمنا أن الجنود المجهولين بتضحياتهم الكبيرة . هم نبراس المعرفة والقيم النبيلة التي تتوارثها الأجيال . وماأحوجنا اليوم لكل فنان ومثقف ومبدع من أسرتنا الفنية والأدبية التي نجل ونعشق ونحترم . أن يحمل هموم أمته العربية ليزأر في وجه هذا العدو المتغطرس اللئيم بكل مايحمله من أدوات الفن والفكر والثقافة والايمان ، وارادة العمل ومراكمة الانجازات التاريخية . إن الخسارة الكبيرة برحيل هذه الشخصية الموهوبة والخاصة . لاتشمل شعبنا في سورية ورفاق درب الراحل المخلصيين . بل كل الأمهات والأباء والأبناء في وطننا العربي الكبير . المتعطش لارادة فعل تعلي من قيمة أمجادنا وانتصاراتنا ، وقوة رفضنا للخنوع والتردد والمساومة على المصير العربي الواحد ، وإعادة الأمل في حياتنا بقيام نهضة قومية صاخبة تعيد الحقوق المستباحة بالقوة والتضحيات . وإني أرى منذ الآن أبناء المقاومة العربية في كل مكان تقسم بالعزيمة والتصميم ، والثقة والأرادة المؤمنة . أن تلقن هذا المحتل المجرم دروساً تحمل ملامح هويتك وحركاتك وسكناتك ، وعنفوانك ورجولتك وشجاعتك ، وروحك الأبية ، وشدة بأسك وكبريائك . ياأبا مضر اعذرنا إن ودعناك بالدموع . فقد كنا نتمنى أن تكون قائداً لأي جيش عربي طال شوقه لأمجاد تشرين العزة والكرامة والبطولة . ونحن على ثقة أن المبدع في حركة الفن الأصيل . ينتصر في ساحة الفكر والمواجهة ، والتصدي للغزاة والطامعين . هذا بعض ماتعلمناه في المدرسة الأسدية العظيمة ، ولقد كنت أنت وأسرتك المبدعة من هذا النسيج الوطني المجيد . في ذمة الله أيها الأنسان الوفي العملاق . ستبقى في قلوبنا وعقولنا أبداً . جزءاً من ماضينا الجميل . رغم الألم من واقعنا العربي الحزين . وشجرة تراث أصيل . نرويها بكل مانملك من ايمان بالوطن العظيم . الذي نحلمه موحداً حراً . يعانق الشمس والأفلاك . كما يشع حبك في القلوب على مساحة الوجدان العربي بكل الأيمان . اليوم تبكيك جبال العرب كلها . موئل الكرم والأصالة ، والشموخ والأمجاد ، ويطل على الأرض الحنونة التي ضمتك إلى صدرها بوابة التاريخ . دمشق العصية على الأنكسار . وقد كتبت إسمك في أعماقنا نبضات حب وفرح ، ومشاعر عز وافتخار . لتهنىء روحك الطيبة بسلام . ألم يحضنك قاسيون بالمجد وعطرالأمان . وداعاً يارمز الأخوة . وداعاً أيها الكريم المغوار .

الرحالة العربي

ابن الجبيلي

الأزمة الأقتصادية العالمية حولت الحدائق إلى ملاعب في أمريكا


المظاهرات على الطريقة العربية


ماأروع مشاعر الأمهات تجاه الطفولة


الأربعاء، 1 أبريل 2009

بين الرصاص والجوع يعيش الذين ينتظرون بلا أمل.. من مذكراتي حول العالم .. بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي






أسرعت الخطى باتجاه السيارة الدبلوماسية التي أقلتني الى منزل
مضيفي على أطراف العاصمة الصومالية (مقديشو) بعد سماعي مع وزير الخارجية أصوات الرصاص الكثيف من الجهة الشمالية لمكتبه حيث كانت الأجواء المتوترة في الشوارع المحيطة بمقر الوزارة وقرب قصر رئاسة الجمهورية المسمى (فيلا صوماليا) توحي وكأن هنالك شيئاً خطيراً سيحدث . كانت أنظاري في كل اتجاه تعكس العدوى التي أصابتني كغيري للقلق من أن يتكرر ماحدث في العام الماضي حيث سقط مئات الضحايا بين قتيل وجريح حين تفجرت الاضطرابات وأعمال العنف والمظاهرات في معظم أحياء المدينة البائسة التي عصفت فيها رياح البدائية والتخلف والأتربة والفوضى وسيطر عليها خمول كئيب جمع بين الناس في معظم الأوقات وسط ظاهرة افتراش أعداد ضخمة من المتسولين والعاطلين عن العمل والعجزة من جميع الأجناس والأعمار أرصفة الشوارع والأسواق ، وقد يصاب المرء بحالة من الغثيان لأوضاع البؤس الشديدة لهؤلاء الناس حين يقرأ في عيونهم لغة الانتظار والصمت القاتل والحزن الدفين حتى ليخيل للناظر لأشكالهم أنهم مجرد أشباح سبقها الزمن وحطمتها آلة الانتاج الصناعي العملاقة فبدت ألوان ملابسهم الرثة وفقدان بعض أطرافهم الغضة وكأنها لوحة فنية تكسر النظر وتدمي العين وتكوي الصدور بالآهات لاشيء يجمعها سوى الألم وأبجدية التمرد على الاستهتار واللامبالاة التي تقفها اليوم دول العالم من هذا البلد المقهور من كل جانب وكأن على سكانه أن يرقدوا خارج بوابات تأريخ العلاقات الانسانية التي تربط بالمسؤولية التضامنية المشتركة بين أحلام وآمال وآلام الناس في كل مكان . ويزداد بؤس المدينة العربية الحزينة يوماً بعد يوم وكأنها قد بنيت على أطلال شاهقة العلو وقد استحال الوصول اليها لتخفيف معاناتها وانقاذها من الضياع الحضاري . وكنت أتساءل وأنا انبه سائق السيارة لوجود امرأة نصف عارية في وسط الشارع المقابل لوزارة الخارجية وهي تزحف على وركيها لاصابتها بشلل نصفي بينما كانت تجر قدميها خلفها وتمد يدها للسيارات المارة طلباً للمساعدة . كنت أتساءل لماذا اختارت هذه المرأة المسكينة تلك الطريقة في التعبير عن الحاجة وسط السيارات المندفعة بسرعة تعكس حالة الخوف والقلق السائدة معرضة نفسها لأفدح الأخطار بدل أن ترقد في مأوى يقيها شر الحاجة الى أبسط مقومات الحياة ويخفف عنها عذاباتها وقسوة نظرات المتفرجين عليها من المارة بلا مبالاة وحيث يتوقع لأي عربة أوسيارة صدمها ودهسها فجأة . لست أدري .. ربما اختارت ذلك الأسلوب المفجع احتجاجاً على عدم قبول مآوي العجزة لمثل حالتها ؟.. أولعدم وجود تلك الدور الاجتماعية التي ينتظر الألاف مثلها لافتتاحها حتى لو كانت قرب معسكرات الشرطة والجيش اللذان يحظيان بمساحة قارة لنشاطاتهما الضرورية جداً كما في حال الكثير من الدول . وقد ملئت الغصة حلقي وأنا أحاول فهم مايجري وما قد يجري. انه رغيف الخبز اذاً. ذلك الطبق الذي أشعل الحروب وأثار الفتن ودمر الجيوش وأقام الحصون وحلق ببطون البعض في الفضاء الفسيح . حيث ينعدم الوزن ويمنعهم من الحضور لساحة الأرض وزيارة أكواخ القش والذنك ومصافحة أيدي فقراء العقول . الذين لايجيدون لغة العصر والألعاب البهلوانية في الاقتصاد والسياسة. وهو ذلك الذي عقدت الأحلاف وصيغت آلاف التعابير ، وتكونت المذاهب والفلسفات ، وقامت الثورات والانقلابات لأجله. والذي باسمه دشنت ملايين السجون والمعتقلات ، وقضى بحجمها الرجال والنساء والأطفال ، وعرفت اللغة شكلاً جديداً من البيانات الانتخابية . وهو ذلك الشيء المخيف الذي تبذل في مواجهته أرقاماً فلكية من دورة الزمن بحثاً وتدقيقاً وتشريع قوانين . وكل ذلك كرمى لعيون صناعه ، ومبتكري أحجامه ، وصيانة لأمن مراسلي وكالات توزيعه. ولأن ماتبقى من العدالة التراجيدية تقتضي أن يستمر هذا الرغيف في الوصول الى مرافىء البطون التي لاتشبع وحرصاً على مستقبل البشرية والانتاج والنظام ، وتأكيداً على ضرورة حماية المبدعين من فناني الاحتكارات الدولية أعظم فلاسفة الانسانية وحكمائها . فانه لابد من عقد صفقات سلاح بمئات المليارات من الدولارات المقدسة في كثير من بلدان العالم حتى يكمل قاموس النظام الدولي الجديد حلقاته المتصلة التي أطلت علينا بها آخر بيانات قمة سوبرماركت هلسنكي الديمقراطي بين الجبارين ولكن عفوكم ياأبناء نهاية القرن العشرين لاتحزنوا فقد سقط سهواً من حروفه الذهبية. انتفاضة أطفال فلسطين ، والمجاعة في افريقيا ، والذين ينتظرون بلا أمل ، والأطفال الذين يباعون في أسواق البرازيل وأندنوسيا ولبنان خجلاً ، وأماكن اخرى تقتضي العدالة السماوية ألا نذكرها. ومن سيبالي بطبيعة الحال بالسؤال عن امرأة مشلولة ولدت من خاصرة الزمن وتزحف هناك في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو.
- وبعد عشرين عاماً مضت . لاتزال الصورة المأساوية تتوسع كل يوم ، وقد شملت بلداناً عربية أخرى . حيث سقط الملايين قتلاً وجوعاً وقهراً في ظل غياب العدل والحقوق الانسانية ، واستباحة القوى الاستعمارية لوحدة أرضها ومصيرها ، ولازال أبناء غزة يشكلون أهرامات جديدة من الضحايا تحت بصر العالم كله . ولكن هذه المرة ليس بفعل عدو غاصب ومجرم لئيم فقط . بل أيضاً بصمت الأخوة ومشاركتهم في تعميق الجراح والألم والمعاناة . وأم الدنيا لم تعد بممثليها الرسميين ولادة . بل عاقرة حتى يتطور الضمير ، ويغدو مقياس الحضارة والموقف الانساني الرحيم . ومع ذلك نقول لأمتنا العربية المنكوبة في كرامتها وعزتها ، وتخلي الكبار عن رفع الظلم عنها . تصبحون على أمل . بنهضة صلاح الدين ، وقيام الوحدة العربية من كبوة الهوان ، وقيود المجرمين . سايكس - بيكو ، وبلفورالمقبور