الخميس، 22 أكتوبر 2009

وداعاً ياحبيبتي .. لن أعود . بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي








وجاء القدر الملوث بالضباب
وكأني مع الحزن الأبدي موعود
أصارع رياح الحقيقة المغيبة
وفي الآفاق ضاعت أشكال الحدود
أبكي في عتمة الليالي كطفل
سحقته البراءة والدنيا سدود
لم يكن ذنبي أني أحببت إمرأة
في دمها بركان وأنا فيه المفقود
ياإمرأة أعطيتك كل جوارحي
فلما طريقي في شرايينك مسدود
زمن تحديت كل دروبه ومتاهاته
وحينما إلتقيتك أيقنت أني مؤود
أحاول البحث بين أشلاء ذاكرتي
عل شيئاً في قلبك يجعلني موجود
في هذا الصباح
رسمت صورتك بحزن
لأحفظ في عيني جمالها المحسود
وأرحل إلى عوالم بعيدة لاحياة فيها
والدمع كشلالات نياغرا في السجود
أشكو الله قلبي المأسور
بصدق الوفاء
لمن علقتني كمذبوح
على نصل عامود
أعرف أني مسكون بالألم
وأنك كإمرأة ستخلدين للندم
عرفنا كل مدارات الحب في شغف
عجيب أن تنال منك ضعف الهمم
إن كنت أبكيك اليوم عاشقاً
فغداً ستبكين غياب العشق
على أطلال العمر للأبد
وداعاً كلمة ولدت
من رحم كل اللغات
أقولها لك اليوم كي لاتذكري
أن لك حبيباً
إذا كان الحب في قلبك
قد إنتحر أو مات
وأنا لن أعود لحبيبة
غادرت قلبها وهي تؤمن
أن العشق للإنسان كالهلاك

أنا مؤمن أن الله هو الحب
وليكفر المتحيرون حتى الممات
وداعاً ياحبيبة
كانت في زمن مضى
أجمل معاني الحياة
وملاك يعلمنا
أحلى وأقدس الكلمات

الأحد، 18 أكتوبر 2009

من الأبطال العرب الذين تفتخر الأمة بهم . البطل المصري محمد وقصته الرائعة في حرب أكتوبر 1973 التي توحدت فيها دماء أبطال جيش مصر مع أبطال الجيش السوري .


حكاية حرب أكتوبر

ونبدأ بحكاية أخرى عن بطولات حرب أكتوبر سنة 1973 ومنها حكاية الجندي محمد المصري الذي دمر بمفرده سبعا وعشرين دبابة اسرائيلية وروى حكايته في مجلة 'الإذاعة والتليفزيون' في تحقيق لزميلتنا هانم الشربيني، قال فيه 'تم إلحاقي بالفرقة الثانية لاحل ضيفا عليها تحت قيادة المقدم صلاح حواش الذي استشهد وقد أصبت اول دبابة إسرائيلية يوم 7 تشرين الاول (أكتوبر) في الساعة العاشرة صباحا.
في البداية كنت خائفا جدا لكن خوفي زال عندما رأيت المقدم صلاح حواش يبكي ساجدا على رمال سيناء ويحمد الله قبل استشهاده، في تلك اللحظة زال خوفي تماما وأصبح كل خوفي من ان يضيع الصاروخ دون إصابة الهدف وكان ثمن الصاروخ خمسمائة دولار وكنت اعتبرهم (من دم أبويا وأمي) لذلك كنت اشعر أنني كقاض لا يحكمني سوى الله ثم ضميري.
أصعب لحظة مرت عليّ كانت يوم 8 أكتوبر وهي لحظة استشهاد المقدم الشهيد صلاح حواش، توفي فجرا، وآخر شيء فعله انه أوصاني بالدفاع عن تراب مصر، في نفس اليوم الذي أصبت فيه دبابة العقيد عساف ياجوري ليسقط أسيرا لدينا، ولأفاجأ بأن اللواء حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية يستدعيني في مكتبه. دخلت لأجد ياجوري جالسا وعلى وجهه علامات الانكسار لأكتشف أنه قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلي والذي كانت مهمته إحداث خلل بين الجيشين الثاني والثالث وان يأسر قائد الجيش الثاني حيا وقد طلب عند أسره مطلبين: الأول كوب ماء والثاني ان يرى الجندي الذي دمر دبابته. وعندما رآني قال لي: بتدمر دبابتنا بأصابعك هذه واراد تقبيلها لكنني رفضت بشدة لأنني شعرت انه لو أخذها في فمه فلن تعود لي سالمة! في آذار (مارس) 1974 استقبلني الرئيس السادات في بيته تكريما لي وكنت وقتها في قمة السعادة فأنا المواطن المصري البسيط سأقابل رئيس الجمهورية في منزله بالجيزة.
وأذكر ان الرئيس السادات قال لي حين رآني: لو ما كانتش الدولة كرمتك فأنا بكرمك في بيتي وقد حضنني طويلا، وقتها شعرت انه أبي الذي فقدته مبكرا لأتذوق مرارة اليتم ولم اكن أتوقع هذه المقابلة الرائعة منه خاصة بعد ان قال لي المشير أحمد إسماعيل: لا تبادر بالسلام بيدك على الرئيس لأفاجأ به يحتضنني بقوة، ثم جلسنا ليقول لي: (استرح 10 دقائق وبعدين احكي لي قصتك من أول ما دخلت الجيش). ظل يصغى إليّ بانتباه شديد لمدة ساعة وربع الساعة ثم تناولنا وجبة الغداء وجلست بينه وبين المشير أحمد إسماعيل على مائدة واحدة وعندما لاحظ توتري وعدم قدرتي على تناول الطعام قال لي: (الشوكة والسكينة مش لينا إحنا فلاحين كل بإيدك وبراحتك خالص)، وانتهى اللقاء بيننا ولكن لم ينته تكريم السادات لي حيث وجه الدعوة لي لحضور حفل افتتاح قناة السويس في الخامس من حزيران (يونيو) عام 1975 لأكون أنا (الصف ضابط) الوحيد الذي يقف مع الرئيس السادات على المدمرة يوم حفل الافتتاح'.

السبت، 17 أكتوبر 2009

تكريم أرواح الشهداء العظام في التاريخ العربي مهمة تبعث الأمل في تصليب إرادة وعزيمة الأجيال وتعزز الوعي الثقافي والوجداني للألتزام بالدفاع عن الوطن .

سورية تنقل رفات قائد ثورتها الكبرى إلى النصب التذكاري لشهداء الثورة


بخيتان: تكريم روح سلطان الأطرش تكريم لكل أبطال الثورة..والوطن لا ينسى أبناءه المجاهدين

شهدت سورية يوم الجمعة نقل رفات القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش من مكانه المؤقت إلى النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية الكبرى في مسقط رأسه في بلدة القريا بالسويداء.


وقال الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان الذي مثل الرئيس بشار الأسد إن " هذه المناسبة تعبير عن العرفان والتقدير من سورية وقائدها لتضحيات شهداء الثورة السورية الكبرى والمجاهدين في معارك الاستقلال", مشيرا إلى أن "هذا الصرح العظيم سيبقى رمزا من رموز الروح الكفاحية".

ويقع النصب الذي استغرق إنجازه نحو 20 عاما على مساحة 6200 م2 تشمل بناء الصرح وملحقاته، ويضم في أقسامه متحفاً عاماً وصالة كبيرة لاستقبال الزوار ومدرجاً يتسع لـ200 شخص مع تجهيزات صوتية ومرافق خدمية متنوعة ومكتباً لاستقبال الزوار ومركز استعلامات سياحي.

وأضاف بخيتان أن " هذا الصرح الكبير تكريم للمجاهدين والمقاومين وتعبير عن مشاعر إجلال الشهادة وتقديرها وهي المشاعر التي أكد عليها القائد الخالد حافظ الأسد..واستكمالا لمسيرة العز التي يقودها الرئيس بشار الأسد".

ويضم الجزء العلوي من الصرح مساحات مخصصة لمشاهدة البانوراما المصممة على الجدران المحيطة أسفل قبة الصرح والتي تمثل صوراً رمزية تخلد معارك النضال ضد المستعمر الفرنسي، ويتوسط سقف الصرح 16 عموداً يبلغ ارتفاع كل منها 20 متراً يعلوها قبة من الفيبر كلاس المقاوم والملون بأشكال مضلعة صممت لتمثل رمزاً لمشعل الثورة بينما يتوضع تحت القبة ممرات وتراسات لدخول الزوار لمشاهدة ضريح "سلطان باشا الأطرش".

واشار بخيتان إلى أنه "ونحن ننقل رفات قائد الثورة السورية الكبرى إلى صرح شهداء الثورة تستوقفنا معان كثيرة خالدة في الوجدان العربي في مقدمتها أن الوطن لا ينسى أبناءه المجاهدين", مشيرا إلى أن "تكريم روح قائد الثورة السورية الكبرى ورفاقه هو تكريم لكل أبطال الثورة رجالاتها ".

وتحتضن محافظة السويداء 145 نصباً تذكارياً لشهداء الوطن ورجال الثورة السورية الكبرى أبرزها نصب الشهداء في بلدة المزرعة و نصب شهداء الثورة السورية في بلدة القريا والكفر وعرمان.

وأردف بخيتان أنه " كما سطعت شمس الجلاء على ربوع سورية بسواعد المجاهدين الميامين ونضالهم فإن شمس الجلاء سوف تسطع لا محالة على هضاب الجولان ليكتمل النصر ويعود الجولان إلى وطنه الأم".

ويأتي نقل رفات قائد الثورة السورية الكبرى بعد يوم من إطلاق سراح الأسيرين السوريين بشر المقت وعاصم الولي بعد 25 عاما من الأسر في السجون الإسرائيلية, إذ أعرب الأسيرين لدى تحريرهما عن ثقتهما بعودة الجولان السوري الذي احتلته إسرائيل في العام 1967 وضمته في ظل عدم اعترف دولي في العام 1981.

وتوجه بخيتان في ختام كلمته بالتحية إلى "روح شيخ المجاهدين سلطان باشا الأطرش وذكراه والى أرواح شهداء معارك الاستقلال وكل من ضحى في سبيل عزة الوطن".

وكان سلطان الأطرش أول من رفع علم الثورة العربية على أرض سورية قبل دخول جيش الملك فيصل، ، كما كان أول من رفعه سنة 1918 في دمشق عند دخوله متقدما على الجيش العربي في ساحة المرجة فوق مبنى البلدية بدمشق.

كما جهز في تموز 1920، قوات كبيرة لملاقاة الفرنسيين في ميسلون، لكنه وصل متأخراً بعد انكسار الجيش العربي واستشهاد وزير الدفاع يوسف العظمة، وأعلن الثورة السورية الكبرى في عام 1925 وخاض ضد الفرنسيين عدة معارك أدت إلى مقتل ألاف منهم أهمها معركة الكفر والمزرعة والمسيفري.

ورفض الأطرش أي مناصب سياسية عرضت عليه بعد الاستقلال، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في عهد الوحدة فقلده أعلى وسام في الجمهورية العربية المتحدة، أثناء زيارته لمحافظة السويداء.

وتوفي سلطان باشا الأطرش عام 1982 نتيجة أزمة قلبية، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص، من بينهم الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أصدر حينها رسالة حداد شخصية تنعي القائد العام للثورة السورية الكبرى، وعين يوم رحيله يومًا تأبينيًا من كل سنة .


- نقلاً عن موقع سيريا نيوز

الأحد، 11 أكتوبر 2009

من تداعيات الأزمات الأقتصادية المستمرة بوتيرة متصاعدة مسألة التضخم بما له من تأثير خطير على مستوى الحياة اليومية للإنسان . مقال هام للدكتور سمير صارم.

التضخم ومشكلاته!..

كثيرون يسمعون بالتضخم، والبعض منهم يتابع نسب التضخم صعودا أو هبوطا، وربما الغالبية لا تعرف منه سوى أسمه، لكنها تخشاه حتى دون علم بمعناه وآلية تأثيراته السلبية على الأحوال المعيشية للناس..

· فما هو التضخم؟!..

· لماذا نخشاه جميعا؟!

· ما علاقته أو تأثيره على الوضع المعاشي للناس ، والوضع الاقتصادي للبلد؟!

· هل من إمكانية للقضاء عليه؟

أسئلة متعددة يمكن للمرء أن يطرحها سواء أكان عالما بالمصطلح ومفهومه، أم غير ذلك!

· فما معنى التضخم بداية؟..

التضخم من أكثر المصطلحات الاقتصادية شيوعا، وبات أحد أبرز المعضلات التي على الحكومات مواجهتها، وأصعب الظواهر التي ينبغي على الفرد التعامل معها.. رغم الاختلاف في تحديد أسبابه، فالبعض يعتبره ظاهرة نقدية فقط، والبعض الآخر يعتبره انعكاسا لتناقضات الرأسمالية المعاصرة، وغيرهم يراه مرضا اقتصادياً، وآخرون يرونه خللاً اجتماعيا، فالجميع يريد أن يستهلك دون أن يقدم مقابل ذلك أنتاجا!. لكن الجميع يتفق على أن كل التضخم مساوئ، ويتفقون أيضاً على أن التضخم يقع عندما ترتفع الأسعار، أو أن ارتفاع الأسعار هو ذاته التضخم، وفي ظله تنشط التجارة والمضاربات، ويتوجه المستثمرون إلى مشاريع خدمية أو إلى الأسواق المالية، بدل أن يتوجهوا إلى مشاريع الاقتصاد الحقيقي في الزراعة أو الصناعة بشكل خاص، فالتضخم يؤدي إلى غياب المشاريع التي تحتاج لزمن حتى تنتج وتعطي، وهو يؤثر على الاقتصاد والمجتمع نظرا لتحويل الاستثمارات إلى المضاربة والعقارات وأسواق المال كما ذكرنا آنفا!..

وبشكل عام يستخدم التضخم لوصف عدد من الظواهر التي يتعرض لها الاقتصاد في مختلف الأنظمة الاقتصادية ومن هذه الظواهر:

1- ارتفاع تكاليف إنتاج السلع..

2- ارتفاع الدخول النقدية سواء للعاملين بأجر أو أصحاب المنشآت..

3- الارتفاع المستمر للأسعار..

مع الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تترافق هذه الظواهر المختلفة في اتجاه واحد و في زمن معين، إذ من الممكن أن ترتفع الأسعار دون أن يصاحبها زيادة الدخول، كما يمكن أن يحدث ارتفاع في تكاليف الإنتاج دون أن يصاحب ذلك ارتفاع الأرباح..ويمكن أن نطلق صفة التضخم في حال تحققت أي ظاهرة من الظواهر التي أشرنا إليها أعلاه!..

في الماضي كانت أسعار السلع ترتفع ثم تستقر، لكنها اليوم إلى ارتفاع مستمر، لذلك نحن جميعا.. منتجين، ومستهلكين، واقتصاديين، وحكومات معنيون بالتضخم نظرا لارتباطه بحياتنا اليومية ،وتأثيره علينا من خلال ارتفاع الأسعار ،

ويعتبر أصحاب الأجور من أكثر المتضررين من التضخم حيث تتراجع القوة الشرائية لمداخيلهم ..

وقد أكدت دراسة اقتصادية أعدها المعهد العربي للتخطيط أن ارتفاع الأسعار المزمن (التضخم) يشكل خطراً حقيقيا على الاستقرار والنشاط الاقتصادي لأية دولة، سواء أكانت متقدمة أم نامية، أما الدول الأكثر تأثراً بالتضخم فهي الدول النامية لأن آثاره السلبية تكون أعمق وأشمل..

· لكن.. كيف يمكن أن نكافح التضخم؟!

· في مجال الإجابة على هذا السؤال نقول أن ذلك يتطلب عدداً من الإجراءات الحكومية، منها..

1- خفض الفارق الكبير بين أدنى الأجور والمداخيل وأعلاها أي رفع الحد الأدنى للأجور.

2- إبطاء زيادة الأجور والمداخيل بمعدل لا يتجاوز 3% إذا بلغ التضخم 1% كمثال.

3- ربط الادخار بتغير الأسعار، وإنشاء مؤسسات ادخارية.

4- ضبط الإنفاق العام وترشيده.

5- إتباع سياسة نقدية تستهدف خفض معدل التضخم.

6- إتباع سياسة اقتصادية تدعم الإنتاج الحقيقي وتوّجه إليه.

7- الابتعاد عن سياسة التمويل بالعجز.

8- زيادة الدعم المقدم للفقراء وأصحاب الدخول المحدودة.

التضخم خطر اقتصادي.. وخطر اجتماعي،واستفحاله يؤدي إلى بطء النمو الاقتصادي، ويزيد في أعداد الفقراء في المجتمع.. وهو أحد العوامل الفاعلة في القضاء على الطبقة الوسطى في أي مجتمع!!..

وفي سورية هناك اعتراف بوجود تضخم، لكن ثمة اختلاف على تقديره، فهو حسب تصريحات الحكومة لا تجاوز 8,5% بينما يقول البعض إنه يتجاوز هذا المعدل بكثير، أما نحن فنقيس التضخم بمدى كفاية دخلنا لتلبية احتياجاتنا ومعيشة أسرتنا...


الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

لقد قيل الكثير عن أسباب وحيثيات الأزمة الأقتصادية العالمية وتداعياتها الأنسانية والأجتماعية الخطيرة . مقال للدكتور سمير صارم يلقي بعض الضوء على ذلك

هل سيكون القادم أسوأ؟!

هل وصلت الأزمة العالمية إلى ذروتها؟!.. أم أنها بدأت رحلة التراجع؟!.. أم أنها مستمرة بشكل أو بآخر، وقد يكون القادم أسوأ؟!

مدير البنك الدولي قال بأن الأسوأ قادم!!

ورئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق قال بأن الأزمة ستعود، وبعض مؤشرات التعافي لن تستمر، وإن استمرت فسيكون هذا مؤقتا..

بالمقابل: بعض الاقتصاديين يبشرون بأن الأزمة قد تنتهي بعد نحو عام، ويوافقهم السياسيون لأن مصلحة هؤلاء تطمين الناس..

· لكن أين هي الحقيقة؟!..

لقد قارن كثيرون الأزمة الحالية بأزمة عام 1932 والتي أطلق عليها أزمة الكساد الكبير ولم تنته إلا بعد سنوات..بل بعد حرب هي الحرب العالمية الثانية، لذلك يتوقع البعض أن تستمر الأزمة لسنوات، وتنتهي بحرب كبرى من شأنها أن تعيد الحياة إلى المصانع الغربية العاملة بالتصنيع الحربي بكل ملحقاته!... ونعى اقتصاديون آخرون النظام الاقتصادي العالمي، وبعضهم توقع حروباً أهلية ستشتعل في الدول التي عانت الأزمة ولم تفلح في تفادي انعكاساتها السلبية ، وسبب الحروب ستكون معيشية واجتماعية، حيث ستزداد البطالة، وتتوسع قاعدة الفقر، مما يؤدي لانحراف الشباب باتجاه التطرف الديني، أو السرقة، أو المخدرات فيتراجع السلم الأهلي وتعم الفوضى الاجتماعية بما يمكن أن يتبع ذلك من صراعات يكون للسلاح فيها دوره!!.

إن المتابع للأخبار التي يتم بثها حتى بعد عام من الأزمة لا يلاحظ فيها ما يبشر بحل قريب لها!..

فلا زالت المصارف تعلن انهيارها وتغلق حتى قاربت المائة مصرف في الولايات المتحدة، ومثلها شركات تأمين وسيارات، وارتفاع في أسعار المواد والسلع الاستهلاكية، وزادت أعداد العاطلين عن العمل ليس في الدول التي أصابتها الأزمة مباشرة، بل حتى لدول بعيدة عنها حيث عاد عمالها المهاجرين إلى دول أخرى ليشكلوا عبئاً اقتصادياً واجتماعياً إضافياً عليها، وأسعار النفط تراجعت، والأسهم تفقد الكثير من قيمتها. وجمود في العقارات بعد انهيار أسعارها..

كل ذلك يستمر يحدث بنسب ما في هذه الدولة أو تلك، لذلك تعددت اجتماعات الدول الكبرى الثمانية وكذلك العشرين وغيرها.. لتضع الحلول التي تجاوزها الواقع فتصبح وكأنها لم تكن!!...

لقد كان الاقتصاد أحد أبرز عناصر القوة الأمريكية... وحتى الأوربية، فماذا حل به اليوم بعد الأزمة، وكيف سيؤثر سلباً على الدول ذات القوة الاقتصادية المعروفة ، وبدأ البعض يبشر بكساد، وبزيادة في الضرائب، وبنمو اقتصادي بطيء حتى في البلدان الغنية، وبانعكاس الأزمة على المشاريع الاجتماعية للدول..بالتالي لا يتوقع هؤلاء انتهاء قريباً للأزمة.

لذلك فالقادم إن لم يكن أسوأ، فسيكون سيئاً بالتأكيد، خاصة وأن بعض الدول قد تلجأ لإجراءات غير شعبية كرفع الضرائب، والتقشف في البرامج الاجتماعية وغيرها.

في كل الأحوال فالتناقض في التحليلات والتوقعات هو السائد.. البعض يتوقع نهاية قريبة للأزمة، أما البعض الآخر فيقول أن الأسوأ لم يأت بعد!.. لذلك ومهما كان الأمر فإننا نعتقد أن على الدول أن تعيد النظر بسياساتها الاقتصادية، لاسيما تلك التي لا تزال معجبة باقتصاد السوق.. حيث يغيب عنه الجانب الاجتماعي،سواء في هذه الدولة أو تلك، حتى وإن قيل عكس ذلك!..


الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . وزمن العار السياسي لازال سيد الموقف على ساحات الصراع الوجودي مع الصهاينة . دمشق توجه رسالة تحذير شديدة للمستسلمين . مقال للقدس





وجهت الحكومة السورية لطمتين قويتين للرئيس الفلسطيني محمود عباس ونهجه السياسي، الاولى عندما اصدرت بيانا قويا 'استغربت فيه قيام السلطة الفلسطينية بتأجيل التصويت على قرار غولدستون الدولي بشأن جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة'، والثانية عندما اعتذرت عن عدم استقباله، اي الرئيس عباس، اليوم الثلاثاء في دمشق، مثلما كان مقررا في السابق.
الحكومة السورية تجنبت طوال السنوات الماضية قطع شعرة معاوية مع السلطة الفلسطينية في رام الله، رغم اختلافها الكبير مع نهجها السياسي، وظلت تتعامل معها كممثلة للشعب الفلسطيني، وحرصت دائما على استقبال الرئيس محمود عباس في العاصمة دمشق، وعلى اعلى المستويات، ولم ترفض له طلبا في هذا الاطار.
السؤال الذي يطرح نفسه هو عن اسباب حدوث هذا التغيير المفاجئ في الموقف السوري، والتعبير عنه بهذه الصورة القوية التي تذكر بالعهود السورية السابقة، عندما كانت دمشق تقود جبهة الرفض العربية لكل المشاريع الاستسلامية وفق ادبيات السياسة والاعلام السوريين في حينها.
الامر المؤكد ان القيادة السورية التي تنتمي الى معسكر 'الممانعة'، وتستضيف على ارضها فصائل المقاومة الفلسطينية بدأت تشعر ان الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به تمادوا كثيرا في تنازلاتهم للطرفين الاسرائيلي والامريكي، وعندما بدأت هذه التنازلات تتناول مفاصل استراتيجية مهمة تؤثر على الثوابت العربية، واسس الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وجدت ان الصمت على نهج الرئيس عباس اصبح يعطي نتائج عكسية تماما، من حيث تشجيعه على المضي في هذه التنازلات.
الرئيس عباس استخدم علاقته مع سورية وزياراته المتكررة لها، كغطاء لتبرير تنازلاته هذه، من خلال الايحاء بانه يحظى بدعم القيادة السورية ومباركتها، الامر الذي اوقع هذه القيادة في تناقض كبير امام مواطنيها اولا، وغالبية العرب المتألمين من الانحرافات الرسمية الفلسطينية. فكيف تتعامل هذه القيادة بصلابة مع تيار الرابع عشر من آذار اللبناني الذي يرفض مجرد اللقاء مع الاسرائيليين ناهيك عن التفاوض معهم، بينما تفرش السجاد الاحمر للرئيس عباس الذي يلتقيهم بالاحضان، ويتخلى عن كل المحرمات الفلسطينية في مواصلة المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، ويعزز في الوقت نفسه السلام الاقتصادي الذي يطالب به نتنياهو، ويشكل قوات امن مهمتها حماية الاحتلال ومشاريعه؟
موقف الرئيس عباس الاخير المساند لتأجيل التصويت على قرار 'غولدستون' بشأن جرائم الحرب في غزة كان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، ودفعت صاحب القرار السوري الى التحرك بحزم ليقول 'كفاية' الى الرئيس عباس ونهجه، وان الكيل السوري قد طفح، ولم تعد هناك اي مساحة للمجاملة او التحمل.
الرسالة السورية هي الاقوى منذ سنوات طويلة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وسيكون لها مفعول الردع الكبير المنتظر لقيادة السلطة التي انتهكت الكثير من الخطوط الحمراء، واعتقدت انها يمكن ان تستمر في النهج نفسه.
المأمول ان تقتدي دول اخرى بهذا الموقف السوري، لان الصمت يصب في خانة التواطؤ مع مشروع قادم لتصفية قضية العرب الاولى .

السبت، 3 أكتوبر 2009

عندما يبوح الشاعر بمكنوناته وصخب أنفاسه وعذاباته تعلن اللغة عن خلود الروح . مقتطفات مختارة من قصائد الراحل الكبير الشاعر نزار قباني


ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن .. فإن الله في السماء


2
: تسألني حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما


3
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
. . الحب منقوش على
ريش العصافير ، وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر


4
حين أنا سقطت في الحب
. . تغيرت
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب


5
يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا


6
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي


7
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد

8
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين الؤلؤتين

9
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
لرميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
و نمت في عيوني

10
أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء

11
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات

12
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق

13
أكره أن أحب مثل الناس
أكره أن أكتب مثل الناس
أود لو كان فمي كنيسة
. . وأحرفي أجراس

14
ذوبت في غرامك الأقلام
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام

15
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت

16
حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين

17
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت

18
لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر

19
لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك

20
لو كنت تذكرين كل كلمة
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى
طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين

21
لماذا .. لماذا .. منذ صرت حبيبتي
يضيء مدادي .. والدفاتر تعشب
تغيرت الأشياء منذ عشقتني
وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب
ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني
أصير نبياً .. عندما عنكِ أكتبُ ..

22
.........................
23

محفورة أنت على وجه يدي
كأٍسطر كوفية
على جدار مسجد
محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي
وفي ذراع المقعد
وكلما حاولت أن تبتعدي
دقيقة واحدة
أراك في جوف يدي

24
لا تحزني
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر

25
حين أكون عاشقا
أشعر أني ملك الزمان
أمتلك الأرض وما عليها
وأدخل الشمس على حصاني

26
حين أكون عاشقا
أجعل شاه الفرس من رعيتي
وأخضع الصين لصولجاني
وأنقل البحار من مكانها
ولو أردت أوقف الثواني

27
حين أكون عاشقا
أصبح ضوءا سائلا
لاتستطيع العين أن تراني
وتصبح الأشعار في دفاتري
حقول ميموزا وأقحوان

28
حين أكون عاشقا
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقا
أغدو زمننا خارج الزمان

29
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا

30
................

31
أخطأت يا صديقتي بفهمي
فما أعاني عقدة
ولا أنا أُذيب في غرائزي وحلمي
لكن كل امرأة أحببتها
أردت أن تكون لي
حبيبتي وأمي
من كل قلبي أشتهي
لو تصبحين أمي

32
جميع ما قالوه عني صحيح
جميع ماقالوه عن سمعتي
في العشق والنساء قول صحيح
لكنهم لم يعرفوا أنني
أنزف في حبك مثل المسيح

33
يحدث أحيانا أن أبكي
مثل الأطفال بلا سبب
يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين
. . بلا سبب
يحدث أن أتعب من كلماتي
من أوراق من كتبي
يحدث أن أتعب من تعبي

34
عيناك مثل الليلة الماطرة
مراكبي غارقة فيها
كتابتي منسية فيها
إن المرايا ما لها ذاكره

35
كتبت فوق الريح
إسم التي أحبها
كتبت فوق الماء
لم أدر أن الريح
لا تحسن الإصغاء
لم أدر أن الماء
لا يحفظ الأسماء

36
ما زلتِ يا مسافره
مازلت بعد السنة العاشره
مزروعه
كالرمح في الخاصره

37
كرمال هذا الوجه والعينين
قد زارنا الربيع هذا العام مرتين
وزارنا النبيُ مرتين

38
أهطل في عينيك كالسحابه
أحمل في حقائبي إليهما
كنزا من الأحزان والكآبه
أحمل ألف جدول
وألف ألف غابه
وأحمل التاريخ تحت معطفي
وأحرف الكتابه

39
أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق

40
لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي

41
ليس يكفيك أن تكوني جميله
كان لابد من مرورك يوما
بذراعيَّ
كي تصيري جميله

42
وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي
أحس أني راكب سجادة سحريه
فغيمة وردية ترفعني
وبعدها .. تأتي البنفسجيه
أدور في عينيك يا حبيبتي
أدور مثل الكرة الأرضيه

43
كم تشبهين السمكه
سريعة في الحب .. مثل السمكه
قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي
وصرت أنت الملكه

44
إني رسول الحب
أحمل للنساء مفاجآتي
لو انني...............

45
أجمل مافيك هو الجنون
أجمل ما فيك ، إذا سمحت
خروج نهديك على القانون

46
تعري فمنذ زمان طويل
على الأرض لم تسقط المعجزات
تعري .. تعري
أنا أخرس
وجسمك يعرف كل اللغات

47
......................


48
ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي
ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا
وقاوميني بما أوتيت من حيل
إذا أتيتك كالبركان مشتعلا
أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها
تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى

49
كم تغيرت بين عام وعام
كان همي أن تخلعي كل شيء
وتظلي كغابة من رخام
وأنا اليوم لا أريدك إلا
أن تكوني .. إشارة استفهام

50
وكلما انفصلتُ عن واحدة
أقول في سذاجة
سوف تكون المرأة الأخيره
والمرة الأخيره
وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة
ومت ألف مرة
ولم أزل أقول
" تلك المرة الأخيره "

51
عبثا ما أكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى
صوتي .. يتخطى حنجرتي
عبثا ما أكتب .. ما دامت
كلماتي .. أوسع من شفتي
أكرهها كل كتاباتي
مشكلتي أنكِ مشكلتي

52
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت .. . . والسلام