الخميس، 17 سبتمبر 2009

من الشخصيات المميزة جداً في عالم القيادات العربية . شخصية رائدة في علوم الإنسانيات والثقافات المتعددة . الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الإنسان والقائد



كتب حاكم الشارقة تصبح من مقررات قسم التاريخ في جامعة طهران

اعتمدت جامعة طهران –إيران- ثلاثة مؤلفات للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن المساقات الأكاديمية المقررة لقسم التاريخ بكلية الآداب بالجامعة والشيخ سلطان هو الوحيد بين حكام الامارات الذي انهى دراسته الجامعية قبل تولي الحكم في الشارقة وقد انهاها في جامعة الاسكندرية وقد عرف عن الشيخ ثقافته وحسه الوطني وقيل انه كان ناصريا ودعم اصدار مجلة 23 يوليو المعارضة للسادات في لندن والتي اصدرها في السبعينات محمود السعدني وقد تم ترجمة المؤلفات الثلاثة للشيخ سلطان إلى اللغة الفارسية وهي: "خرافة القرصنة العربية في الخليج"، وهذا الكتاب سبق أن صدر بطبعته الأولى عام 1986 وطبعة ثانية عام 1988 عن: Routledge, UK "بريطانيا

في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر أصبحت بريطانيا القوة المسيطرة في منطقة الخليج العربي، وحق لها بموجب هذه السيطرة أن تدعي أنها هيمنت على المنطقة لوقف القرصنة العربية في الخليج! الكتاب يتحدى هذه "الخراف"، ويناقش بعمق أسباب التهديد الحقيقي لشركة الهند الشرقية، وهي التي ابتعته بخرافة القرصنة لأسباب محض تجارية. فالشركة كانت دائماً ترغب في توسيع تجارتها وأسهمها في التجارة مع الهند والمنطقة على حساب المصالح المحلية والعربية، وخصوصاٍ ضد مصالح القواسم.. بيد أن القوى الاستعمارية في بومبي ما كانت تملك القوة العسكرية الكافية لإيقاف القواسم وإخضاعهم، وكان عليها إقناع الحكومة البريطانية لدفع الأسطول البريطاني لحرب مع القواسم بغية السيطرة عليهم.. ولأجل الغايات الاستعمارية التجارية لشركة الهند الشرقية تم إعداد حملة للإساءة للقواسم بإظهارهم كقراصنة يهددون النشاط البحري في شمالي المحيط الهندي والمياه القريبة.. وأن ما كان يسلب من السفن التي تمخر تلك الأمواه من أفعال القواسم وأدت تلك التمثيلية إلى قصف رأس الخيمة لتدمير القواسم

المؤلف استعان بأرشيف بومبي، الذي لم تمتد له أيدي الباحثين قبلاً، لتحليل وتوصيف فترة حاسمة في تاريخ الخليج العربي، كما يضيء الكتاب أسلوب وممارسات شركة الهند الشرقية في فترة حرجة من تاريخ الاحتلال البريطاني للمنطقة العربية.ويضم الكتاب إلى جانب المقدمة والخرائط والصور الفوتوغرافية خمسة فصول رئيسية حول تاريخ الخليج في القرن الثامن عشر، وخرافة القرصنة في الفترة 1797-1806، والهجوم على رأس الخيمة لإبادة القواسم، والمفاوضات بين البريطانيين والقواسم حتى معاهدة 1814 ثم تدمير القواسم في عام 1819.. كما يشتمل على ببليوغرافيا مهمة للغاية، ويقع في 244 صفحة من القطع الكبير وقام بالترجمة عن الأصل باللغة الانجليزية د. محمد باقر وثوقي، أستاذ في التاريخ بجامعة طهران، وقد قدم وثوقي للكتاب الذي نشرته "مؤسسة همساية" وجاء في التقديم: "إن الكتاب ينفض الغبار عن دور العرب والفرس في الدفاع عن المنطقة ضد المطامع الاستعمارية".. وتأتي أهمية الكتاب كون منطقة الخليج منطقة ملتهبة وتدور حولها كثير من مقاصد ومطامع القوى الكبرى. تجدر الإشارة أن الكتاب في الأصل أطروحة دكتوراه قدمها حاكم الشارقة عام 1985 بجامعة إكستر البريطانية

أما كتاب "العلاقة العمانية- الفرنسية "1715-1905"" فقد ترجمه للفارسية د. محمد باقر وثوقي والأستاذ فرامرز فرمرزي وحرره الأستاذ مهدي عباسي، وقد نشر الكتاب دار "تحقيقات" ويعتبر من المراجع في العلوم الإنسانية وصدر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وقد حظي الكتاب باهتمام أكاديمي واعتمد بالدراسة فور صدوره.وكتاب "العلاقة العمانية- الفرنسية "1715-1905" بنسخته العربية صدر عام 1993- حيث تمت طباعته بدار الغرير-دبي، واعتمد الباحث في دراسته للعلاقات العمانية- الفرنسية، على الوثائق الفرنسية التي عثر علها في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية وسلسلة المراسلات القنصلية لمسقط/ المراسلات القنصلية والتجارية، وأوراق ووثائق من زنجبار ووثائق إنجليزية في المكتبة الهندية في لندن وأرشيف بومبي، إلى جانب اعتماد الباحث على وثائق عربية توفرت له في الأرشيف الفرنسي في وزارة الخارجية وفي مكتبة البلدية في "كان" وأرشيف جزيرة "ريونيون".وقد قسم الباحث كتابه إلى مقدمة وعشرة فصول، يضاف إليها ثبت المراجع والمصادر والهوامش ثم الكشاف العام. يناقش الكتاب العلاقة بين فرنسا وسلطنة عمان منذ بدايات وصول الفرنسيين إلى الشرق فمسقط، وما شاب العلاقة من صراع ومد وجزر حتى استقلال سلطنة عمان

وكتاب "صراعات القوى والتجارة في الخليج "1620-1820" ترجمه د. محمد باقر وثوقي والأستاذ فرامرز فرمرزي ونشرته "مؤسسة همساية" وسبق أن صدر بالانجليزية سنة 1999 عن دار:Forest Row, UK.يقع الكتاب في 218 صفحة من القطع الوسط، ويحتوي على مقدمة وخمسة فصول وفصل سادس هو الخاتمة، إلى جانب مراجع وهوامش وخرائط وصور ببليوغرافيا مختارة للمراجعة. الكتاب دراسة دقيقة ومعمقة للظروف والملابسات التي أدت إلى صراعات القوى الأوروبية التجارية في الخليج في خلال فترة قرنين من التحولات السياسية الكبرى في بلاد فارس "1620-1820" يستخدم الباحث وللمرة الأولى الوثائق الهولندية والبريطانية و الهندية، وخصوصاً وثائق شركة الهند الشرقية، إلى جانب دفاتر ومذكرات الرحالة الغربيين ليتمكن من إظهار ما شاب تلك الفترات التاريخية من أخطاء في التناول والتفسير والتحديد الجغرافي التاريخية وبخاصة للمنطقة العربية

إن الباحث ليظهر بوضوح في دراسته، الأحوال السياسية والتجارية وتقلباتها، ويوضح الجهود الأوروبية للتغلب على المعوقات والمشكلات الهائلة التي واجهت الأوروبيين من أجل السيطرة على أسواق الخليج. إن الدراسة هي بالأساس إسهام رئيس في الجغرافيا السياسية للخليج، وتنقيب في المصادر الأولية التي تستخدم للمرة الأولى لتوضيح صورة صراع القوى في المنطقة ما بين أوروبا وفارس وبلاد تبحث عن مستقبل لها، بل وتتطلع إلى نشوء الدولة الحديثة والسيادة والاستقلال عما يهدر طاقاتها ويفت من عضدها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق