الجمعة، 25 سبتمبر 2009

في زمن العار وفضائح الخضوع السياسي يطرح السؤال ذاته على ضمير الأمة العربية لماذا لاتسمى الخيانة بحقيقتها . مقال من القدس يستحق المتابعة والغضب القومي.

في اليومين الماضيين تلقى 'عرب الاعتدال' صفعتين قويتين من حلفائهما الغربيين، وامريكا على وجه الخصوص. الأولى تتمثل في تراجع الرئيس الامريكي عن مطالبه السابقة بوقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات، والثانية بإسقاط السيد فاروق حسني وزير الثقافة المصري في معركة انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو.
الحكومات العاقلة التي تحترم شعوبها تسارع الى دراسة الاسباب التي أدت الى هاتين الانتكاستين، والعقوق الغربي الذي يكمن خلفهما، واستخلاص الدروس والعبر، وبلورة استراتيجية جديدة تستند الى تصحيح اخطاء وقناعات المرحلة الماضية، وتبني اساليب عمل جديدة، لا تقوم على أرضية الرغبة في الانتقام، وانما على كيفية خدمة المصالح الوطنية والعربية العليا، بطريقة ذكية وفاعلة في الوقت نفسه.
التجارب السابقة مع النظام العربي، بمعسكريه 'المعتدل' و'الممانع' وفق التسميات المستخدمة حاليا (نعتقد ان الفوارق تذوب لمصلحة المعسكر الأول)، ليست مشجعة على الاطلاق، وتثبت ان فرص تغيير الاستراتيجيات محدودة، ان لم تكن معدومة كلياً.
ليس لدينا أي ثقة في ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اجبره الرئيس الامريكي باراك اوباما على مصافحة كل من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي وافيغدور ليبرمان وزير خارجيته، ودعاه الى جولات جديدة من المفاوضات، دون اي ذكر لتجميد الاستيطان، سيعود الى رام الله، ويبدأ بالتخطيط لانتفاضة جديدة، على غرار ما فعله سلفه الراحل ياسر عرفات بعد عودته من مفاوضات كامب ديفيد، مدركاً ان السلام الذي تريده امريكا يعني التنازل عن القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ولا نتوقع من الرئيس حسني مبارك ان يغير مواقفه وعلاقاته الحميمة مع نتنياهو، بعد أن وعده شخصياً بدعم السيد فاروق حسني في انتخابات اليونسكو ووقف الحملات اليهودية المسعورة ضده، لنكتشف بعد ذلك ان مسؤولين كباراً في الحكومة الاسرائيلية لم يتوقفوا مطلقاً عن التحريض ضد انتخاب المرشح المصري، والمطالبة بإسقاطه بكل الطرق والوسائل، وبشكل مهين، وإلصاق تهمة معاداة السامية به.
فالرئيسان الفلسطيني والمصري احرص على مقعديهما الرئاسيين من الاقدام على اي خطوة يمكن أن تغضب سيد البيت الأبيض وحلفاءه الأوروبيين، فالأول سيرسل وفده المفاوض الى واشنطن للقاء نظيره الامريكي، تلبية للدعوة الامريكية، وكأنه لم يعلم بتراجع اوباما وادارته، والرئيس الثاني، أي مبارك، سيواصل استقبال نتنياهو وباراك، مثلما سيعزز علاقته الحميمية مع الثلاثي الاوروبي الذي طعنه في الظهر وصوّت لصالح المرشحة البلغارية، اي كل من ساركوزي (الفرنسي وبرلسكوني (الايطالي) وثاباتيرو (الاسباني) الذي صوت في المعركة الاخيرة والحاسمة ضد المرشح المصري ولمصلحة المرشحة البلغارية.
' ' '
مبادئ الكرامة الوطنية تتراجع الى مراتب متدنية جدا عندما يتعلق الأمر بالقادة الاسرائيليين والغربيين لدى الرجـــلين، والا كيـــف نفسر لقــاء الرئيس عباس ومصافحته لنتنياهو وليبرمان، ناهيك عن باراك، ورفضه المطلق لقاء او مصافحة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية 'حماس'، وهو الذي زار العاصمة السورية دمشق مرتين، والتقى في الاولى جميع الأمناء العامين لحركات المقاومة باستثناء السيد مشعل.
نذهب الى ما هو ابعد من ذلك، ونسأل بكل براءة عن اسباب عدم استقبال الرئيس حسني مبارك لنظيره السوري او مصافحته او زيارته، اي مبارك، لدمشق، وهو الذي استقبل نتنياهو مرتين في غضون اربعة اشهر، الاولى في شرم الشيخ، والثانية قبل عشرة ايام في القاهرة، ودعاه الى افطار رمضاني، وكأن رئيس الوزراء الاسرائيلي من المبشرين بالجنة.
نتمنى ان ينتفض الرئيس مبارك انتصارا لكرامته وكرامة بلاده التي اهينت بطريقة مزرية في معركة اليونسكو، خاصـــة ان الرجـــل القـــى بكل ثقله خلف السيد حسني، وتصرّف وكأنه مدير حملته الانتخابية، من خلال جعل مسألة ترشيحه على قمة جدول مباحثاته مع نتنياهو في زيارتيه الاولى والثانية، ومع الرئيس الفرنسي اثناء زيارته الاخيرة لباريس، حيث قالت صحف فرنسية ان الغرض الاساسي منها السعي لتأييد فرنسا للمرشح المصري.
لا نريد من الرئيس مبارك ان يحرك الجيوش باتجاه اسرائيل، ولا ان يقاطع الولايات المتحدة الامريكية، او يدير ظهره للدول الاوروبية التي خذلته ومرشحه، وفضلت عليه مواطنة اوروبية اعلنت صراحة حنينها للشيوعية، وخرجت بلدها من حلف وارسو قبل سنوات معدودة فقط.
' ' '
نريد من الرئيس مبارك ان يطلب من حليفه الرئيس عباس عدم العودة الى مائدة المفاوضات مع اسرائيل دون وقف كامل للاستيطان وتحديد واضح لمرجعية المفاوضات، وان يفك الحصار المفروض على ابناء قطاع غزة، ويقود مبادرة لمصالحة عربية تعيد ترتيب البيت العربي، والاعتبار لمبادرة السلام العربية.
واذا كان هذا طلبا مستحيلا، لكراهية الرئيس مبارك لاي نوع من المواجهات او الصدامات، الا في حالة المعارضة وحركة الاخوان بالذات وجوعى قطاع غزة، والاشقاء في حلايب السودانية، فإننا نقترح عليه ان يأمر قوات أمنه المرابطة في سيناء بعدم اطلاق النار بهدف القتل على المهاجرين الافارقة المتسللين الى اسرائيل، وأن يتوقف عن لعب دور الحارس لحدودها، ويترك أمرهم للاسرائيليين على الجانب الآخر.
ادارة اوباما التي خذلت العرب، وتراجعت بشكل مخجل امام نتنياهو عن تجميد الاستيطان، لا يمكن ان تحتضن مفاوضات مثمرة تتناول قضايا الوضع النهائي مثل القدس واللاجئين والحدود والدولة الفلسطينية المستقلة. فأوباما ادرك جيدا، وبكل بساطة، ان الصدام مع نتنياهو مكلف جدا له ولادارته، لما يمكن ان يترتب عليه من تبعات داخلية، اما إغضاب العرب وحكوماتهم فلا ضرر منه، بل ربما يعطي نتائج ايجابية، لسبب بسيط هو ان هؤلاء، اي القادة العرب، قرروا ان يكونوا ادوات تخدم المشاريع الامريكية في منطقتهم دون اي نقاش.
نتنياهو لم يكسر ارادة اوباما وادارته فقط، وانما اثبت انه الاقوى في امريكا من الرئيس الامريكي المنتخب نفسه، وستكون الخطوة الثانية له كسر الامم المتحدة، واجبارها على سحب تقريرها الذي ادان جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، وطالب بعرض هذه الجرائم والمتورطين فيها على المحكمة الدولية في لاهاي.
مصيبتنا كعرب تنحصر في رئيس قزّم دور مصر، وشل بالتالي المنطقة العربية، ورئيس فلسطيني باتت علاقته بفلسطين وقضيتها وشهدائها واسراها وشعبها علاقة مبهمة واكثر من شكلية. ولهذا ستتواصل الصفعات لهذه الامة الواحدة تلو الاخرى. وهذا لا يعني اننا نسينا مصائبنا الاخرى المتمثلة في زعماء عرب آخرين .

في زمن العار وفضائح الخضوع السياسي يطرح السؤال ذاته على ضمير الأمة العربية لماذا لاتسمى الخيانة بحقيقتها . مقال من القدس يستحق المتابعة والغضب الوطني.

الفلسطينيون كحراس لجنرالات الاحتلال

ان يزور الجنرال الاسرائيلي آفي مزراحي قائد المنطقة الوسطى مدينة بيت لحم، ويتجول فيها بهدف التعرف عليها في بداية توليه لمهامه الامنية، فهذا امر طبيعي لان المدينة، مثل كل مدن الضفة الغربية الاخرى، تخضع للاحتلال الاسرائيلي رسميا، وللسلطة الفلسطينية شكليا، لكن ان تتم هذه الزيارة بحماية من سيارات امن هذه السلطة، فهذا هو الشيء غير الطبيعي الذي لم نتصوره مطلقا، ولم يتقبله اهالي المدينة الذين اصيبوا بالذهول.
شهود العيان قالوا ان الجنرال الاسرائيلي وصل الى بيت لحم في موكب يضم ثلاث عربات اسرائيلية مدرعة، تتقدمها سيارات عسكرية تابعة للامن الفلسطيني بهدف توفير الحماية الامامية، واخرى في مؤخرة الموكب بغرض الحماية الخلفية، بينما ارتدى افراد الامن الفلسطيني في هذه السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي، اقنعة سوداء تحت خوذاتهم، ووضعوا اصبعهم على الزناد.
ومن المفارقة ان قوات الامن الفلسطينية هذه التي تولت مسؤولية حماية الموكب الاسرائيلي تتبع حرس الرئاسة الفلسطينية، اي انها تتولى اعمال التنسيق هذه مع نظيرتها الاسرائيلية بتعليمات من الرئيس الفلسطيني ومكتبه في مدينة رام الله.
بمعنى آخر، ان قوات حرس الرئاسة الفلسطينية باتت مكلفة بحماية الجنرالات الاسرائيليين من اي 'اعتداء' قد يتعرضون له من قبل ابناء الشعب الفلسطيني، حتى لو كان من خلال رجم الموكب بالحجارة، مثلما كان عليه الحال في الانتفاضة الاولى، او اطلاق النار عليه على غرار ما حدث في الانتفاضة الثانية التي اطلق شرارتها، بعد ان أعد لها جيدا، الرئيس الراحل ياسر عرفات.
لا نستغرب هذا المنظر الذي اثار استياء اهالي مدينة بيت لحم، فهذه القوات الامنية يشرف على تدريبها الجنرال الامريكي كيث دايتون، ويشرف على تسليحها جيش الدفاع الاسرائيلي، ويتم اختيار المجندين فيها من خلال عملية اختبار صارمة من قبل اجهزة المخابرات الاسرائيلية والامريكية والفلسطينية والاردنية.
المجرم الحقيقي في عرف هذه القوات وضباطها الكبار هو اي مواطن فلسطيني ينتفض لكرامته، ويقرر مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية او العسكرية، اي التعرض لقوات الاحتلال. اما اذا قامت هذه القوات باطلاق النار على الفلسطينيين او اغارت على منازلهم لاعتقال بعض النشطاء، فان قوات الامن الفلسطينية تشاركهم بحماسة في هذا الاتجاه.
عندما هاجم المستوطنون منازل ومزروعات فلسطينية في منطقة الخليل وقفت قوات الامن الفلسطينية موقف المدافع عن هؤلاء، ووفرت لهم الحماية وبادرت باعتقال الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهم بصدورهم العارية. ولعل الخدمة الاكبر التي قدمتها هذه القوات وعجزت عنها القوات الاسرائيلية، تلك التي تمثلت في اقتحام منازل كان يحتمي فيها مطاردون من حركة 'الجهاد الاسلامي' و'حماس' وتصفيتهم جميعاً بعد معركة بالذخيرة الحية.
لا نعرف كيف سيرد المتحدثون الفلسطينيون باسم السلطة على هذه الظاهرة، وكيف سيبررونها، ولكن ما نعرفه ان السلطة الفلسطينية اصبحت تلعب دور 'قوات لحد' في جنوب لبنان، بل ان دور تلك القوات يتوارى خجلاً امام دور نظيرتها الفلسطينية، والمهام التي يؤديها جنودها وقياداتها، السياسية قبل العسكرية في حماية الاحتلال .

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

أحداث من صفحات التاريخ .كيف قامت المخابرات الأمريكية بتغيير الأنظمة؟ حكومة مصدّق نموذجاً . مقال يستحق القراءة . عرض بابكر الأمين .


كانت إيران منذ عام 1925 تحت حكم رضا خان الذي نصّب نفسه شاهاً. ثمّ خلفه إبنه الشاه رضا بهلوي في الأربعينيات من القرن الماضي. وكانت بريطانيا في تلك الحقبة تحتكر إكتشاف وتكرير وتسويق النفط الإيراني عبر شركة النفط الأنكلو- إيرانية التي كانت معظم أسهمها تمتلكها الحكومة البريطانية. وقد كان نصيب إيران من إيرادات النفط أقل مما تدفعه تلك الشركة للحكومة البريطانية من ضرائب. وكان عائد بريطانيا من إستغلال النفط الإيراني قد بلغ في عام 1950 أكثر مما حصلت عليه إيران خلال نصف قرن من فوائد نفطها.
وفي عام 1951 تمّ إنتخاب محمد مصدّق رئيساً للوزراء في إنتخابات حرة ونزيهة. وقد عمل مصدّق على رفض الهيمنة البريطانية على صناعة النفط، وطرح مشروع قانون بتأميمها على البرلمان (المجلس) وتمت إجازته من قبل المجلس عام 1951. وقد وجد هذا القانون ورئيس الوزراء شعبية فائقــة لأنه كان سيعمل على رفع المعاناة عن كاهل الإيرانيـــين بالتنمية وتحسين الخدمات. وكان مصدّق أول زعيم يتحدى الهيمنة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط ويحظى بتلك الشعبية لذا فقد كان رجل جريدة 'التايمز' لعام 1952 التي أطلقت عليه 'جورج واشنطن الإيراني'.
وقبل إقدام مصدّق على التأميم إقترح على بريطانيا إقتسام فوائد النفط بنسبة 50 في المائة لكل من إيران وبريطانيا، إلا أن بريطانيا رفضت هذا العرض. إضطر ذلك مصدّق لإعلان التأميم وإستدل بتأميم بريطانيا لصناعة الفحم والصلب. لجأت الحكومة البريطانية في الأول إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية لإلغاء التأميم بحجة أن إيران قد نقضت الإتفاقية، إلا أنها فشلت في ذلك. وفرضت بريطانيا حصاراً إقتصادياً على إيران. ثم عملت المخابرات البريطانية في طهران على زعزعة النظام ليتسنى تغييره. ولما أدرك مصدّق ذلك طرد البعثة الدبلوماسية البريطانية في بلاده عام 1952. وبما أن المخابرات البريطانية قد فقدت موطىء قدمها في إيران بعد طرد بعثتها، فقد لجأت بعد ذلك إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتغيير نظام مصدّق.
أدرك تشرشل أن تأميم النفط لا يمكن أن يكون حجة مقنعة لإزاحة مصدق لدى الأمريكان، لذا لجأ إلى الصاق تهمة الشيوعية به، علماً بأنه لم يكن لديه وزيراً واحداً من الشيوعيين في حكومته. ترددت الإدارة الأمريكية في الأول واّثرت إستعمال الدبلوماسية، إلا أنه تمت الموافقة بعد وصول ايزنهاور للادارة عام 1953. ولم تكن أمريكا لتجرؤ على تغيير نظام مصدّق بالغزو المباشر لان إيران لها حدود مع الإتحاد السوفييتي الذي كان في أوج قوته بعد الحرب العالمية الثانية تحت زعامة ستالين.
لذا لجأت للتغيير غير المباشر رغم إعتراض السفير الأمريكي في طهران الذي ذكر بأن مصدّق يحظى بشعبية تبلغ 95 في المائة. صدّق تشرشل وايزنهاور على العملية التي أُوكلت إلى السي اّي ايه والإس اّي إس (المخابرات البريطانية). واّلت رئاسة العملية إلى كيرمت روزفلت المسؤول عن قسم الشرق الأدنى وأفريقيا في وكالة المخابرات الأمريكية، ورُصدت لها ميزانية تبلغ مليون دولار. ومما سهل من العملية أن مدير المخابرات الأمريكية كان شقيق وزير الخارجية دالاس.
كانت الخطة تهدف إلى إقناع الشاه - والذي يبيح له الدستور تسمية رئيس الوزراء - إلى إصدار ثلاثة قرارات ملكية. يقضي الأول بإقالة مصدّق، والثاني بتعيين رئيس وزراء يوافق عليه الأمريكان، والثالث بخضوع الجيش للبلاط البهلوي. وحسب الخطة فإن الضغط على الشاه سيتم من خلال شقيقته إشراف بهلوي - التي تمت رشوتها - والجنرال الأمريكي نورمان سجارزكبف.
في الأول تردّد الشاه في الإقدام على تلك الخطوات لأنه كان يشك في ولاء الجيش له، إلا أن عملاء السي اّي ايه واصلوا الضغط عليه طيلة شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) عام 1953، وأكدوا له بأن بريطانيا وأمريكا تؤيدان تغيير مصدّق. وحذّره العملاء بأنه إن لم يوقع على تلك القرارات فإن عرشه سيزول ويستولي الشيوعيون على الحكم. إضطر الشاه للتوقيع ثمّ إنزوى خائفاً من اّثارها في أحد منتجعاته على ساحل بحر قزوين.
أرسلت وحدة بقيادة كولونيل لإعتقال رئيس الوزراء في منزله ليلاً، إلا أنه قد تمّ إعتقالها. وفي فجر اليوم التالي أعلنت السلطات أنها قد إكتشفت المؤامرة وأذاع راديو طهران بأنها تمت بمساعدة خارجية. بعد سماع الأنباء هرب الشاه إلى بغداد ومنها إلى روما.
في تلك الأثناء تمّ توجيه الإعلام الإمريكي والبريطاني لإثارة حملة ضد مصدّق فقالت 'التايمز': 'إن إنتخابه كان أسوأ كارثة للعالم المضاد للشيوعية منذ الزحف الأحمر الصيني في الأربعينيات'. ووصفته 'نيويوك تايمز' بالدكتاتور وشبّهته بستالين وهتلر. كما خرجت 'نيوزويك' بمانشيت مثير يقول بأن 'الشيوعيين يسيطرون على إيران'.
ثمّ تواصلت مساعي خطة الإنقلاب بصرف مبلغ مائة وخمسين ألف دولار لرشوة خطباء مساجد الذين وصفوا مصدّق بأنه يهودي وملحد وكافر. وكما تمّ شراء صحافيين لإثارة حملة تشكيك في مصدق. وقد أصدرت بعض الصحف كاركتيرات تصور مصدّق على أنه شاذ جنسياً. إلا أن مصدق كانت لديه قناعة مطلقة في الديمقراطية وحرية التعبير لذا رفض قهر الصحافة والحريات المدنية وخرق القانون. كما تمت رشوة نواب برلمانيين لسحب الثقة من رئيس الوزراء. ولما أدرك مصدّق ذلك، دعا لإستفتاء شعبي لحل البرلمان والدعوة لإنتخابات جديدة ونجح في ذلك الإستفتاء في آب (أغسطس) 1953.
وتم إستئجار عصابات شوارع بمبلغ خمسين ألف دولار لإثارة القلاقل والهجوم على منازل رجال الدين وتصوير الأمر كأنه حدث من مؤيدي مصدق. عملت تلك العصابات أيضاً على تحطيم المحال التجارية وضرب المارة وإطلاق النار على بعض المساجد. ولما أُرسلت وحدات الشرطة لحفظ النظام إنضمّ بعض ضباطها الذين تمّ شراؤهم للمتظاهرين. وتمّ إحراق دور الصحف المؤيدة للحكومة ووزارة الخارجية وقيادة الشرطة وراديو طهران.
وقد تمّ إرسال وحدة جيش مزودة بدبابات لإعتقال مصدّق إلا أن حرسه قد أبدى مقاومة سقط خلالها العشرات من الجانبين مما إضطر مصدق لتسليم نفسه. ثم أُحرق منزله بعد أن سُرقت محتوياته وأثاثه. وقد كان مصدق الحاصل على دكتوراه في القانون من إحدى جامعات أوروبا أكثر إيماناً بالديمقراطية من بريطانيا وأمريكا. وذلك لأن حزب تودة عندما تأكد من المؤامرة ضد النظام عرض عليه تسليح كوادره للدفاع عن الديمقراطية ولكنه رفض.
وقد اختير البديل الجنرال المتقاعد فضل الله زاهدي الذي تلقى مبلغ 130,000 دولار. أعلن زاهدي من راديو طهران أنه رئيس الوزراء الشرعي حسب أمر الشاه ثمّ عاد الشاه لإيران. وبعد نجاح الإنقلاب، أمر الشاه بإعدام حسين فاطمي وزير الخارجية المؤيد لمصدّق، بالإضافة إلى إعدام العشرات من مؤيدي مصدّق من العسكريين وقادة الحركة الطلابية. وكان نصيب مصدّق السجن ثلاث سنوات ثمّ الإعتقال المنزلي في إحدى القرى حتى وفاته. وكانت هذه العملية أول تجربة للسي اّي ايه لتغيير نظام من اساسه، إذ كان معظم نشاطها ينحصر في رصد النشاط الشيوعي ودعم الأحزاب المناوئة للشيوعية في أوروبا.
وقد كان نصيب أمريكا من إزاحة مصدّق الحصول على 40 في المائة من أسهم شركة النفط الإيرانية القومية من جراء مجهودها في إزاحة مصدّق. وكان نصيب بريطانيا أيضاً 40 في المائة مما يعني أقل مما إقترحه مصدق قبل إقدامه على التأميم وهو 50 في المائة لبريطانيا.
وقد أدت إزاحة مصدّق إلى تغيير تاريخ إيران بتحطيم الأسس الديمقراطية بعد وصول الشاه، الذي أسس نظاما دكتاتوريا قمعيا بحماية جهاز السافاك الذي تلقى خبرة من الموساد الإسرائيلي. وقد أساء الشاه لمشاعر الإيرانيين الدينية إذ كان يقدم الخمر عند زيارة المسؤولين الغربيين له. وقد أدت سياسات الشاه لغرس بذور عداء الإيرانيين لنظامه لذا حظت ثورة الخميني عام 1979 بشعبية طاغية. وكان دعم الأمريكان للشاه قد تسبب في العداء الرسمي والشعبي لأمريكا كان من نتائجها إحتجاز الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران لمدة 444 يوماً. كما وجد شعار 'الموت لأمريكا' شعبية في إيران .

الخميس، 17 سبتمبر 2009

من الشخصيات المميزة جداً في عالم القيادات العربية . شخصية رائدة في علوم الإنسانيات والثقافات المتعددة . الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الإنسان والقائد



كتب حاكم الشارقة تصبح من مقررات قسم التاريخ في جامعة طهران

اعتمدت جامعة طهران –إيران- ثلاثة مؤلفات للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن المساقات الأكاديمية المقررة لقسم التاريخ بكلية الآداب بالجامعة والشيخ سلطان هو الوحيد بين حكام الامارات الذي انهى دراسته الجامعية قبل تولي الحكم في الشارقة وقد انهاها في جامعة الاسكندرية وقد عرف عن الشيخ ثقافته وحسه الوطني وقيل انه كان ناصريا ودعم اصدار مجلة 23 يوليو المعارضة للسادات في لندن والتي اصدرها في السبعينات محمود السعدني وقد تم ترجمة المؤلفات الثلاثة للشيخ سلطان إلى اللغة الفارسية وهي: "خرافة القرصنة العربية في الخليج"، وهذا الكتاب سبق أن صدر بطبعته الأولى عام 1986 وطبعة ثانية عام 1988 عن: Routledge, UK "بريطانيا

في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر أصبحت بريطانيا القوة المسيطرة في منطقة الخليج العربي، وحق لها بموجب هذه السيطرة أن تدعي أنها هيمنت على المنطقة لوقف القرصنة العربية في الخليج! الكتاب يتحدى هذه "الخراف"، ويناقش بعمق أسباب التهديد الحقيقي لشركة الهند الشرقية، وهي التي ابتعته بخرافة القرصنة لأسباب محض تجارية. فالشركة كانت دائماً ترغب في توسيع تجارتها وأسهمها في التجارة مع الهند والمنطقة على حساب المصالح المحلية والعربية، وخصوصاٍ ضد مصالح القواسم.. بيد أن القوى الاستعمارية في بومبي ما كانت تملك القوة العسكرية الكافية لإيقاف القواسم وإخضاعهم، وكان عليها إقناع الحكومة البريطانية لدفع الأسطول البريطاني لحرب مع القواسم بغية السيطرة عليهم.. ولأجل الغايات الاستعمارية التجارية لشركة الهند الشرقية تم إعداد حملة للإساءة للقواسم بإظهارهم كقراصنة يهددون النشاط البحري في شمالي المحيط الهندي والمياه القريبة.. وأن ما كان يسلب من السفن التي تمخر تلك الأمواه من أفعال القواسم وأدت تلك التمثيلية إلى قصف رأس الخيمة لتدمير القواسم

المؤلف استعان بأرشيف بومبي، الذي لم تمتد له أيدي الباحثين قبلاً، لتحليل وتوصيف فترة حاسمة في تاريخ الخليج العربي، كما يضيء الكتاب أسلوب وممارسات شركة الهند الشرقية في فترة حرجة من تاريخ الاحتلال البريطاني للمنطقة العربية.ويضم الكتاب إلى جانب المقدمة والخرائط والصور الفوتوغرافية خمسة فصول رئيسية حول تاريخ الخليج في القرن الثامن عشر، وخرافة القرصنة في الفترة 1797-1806، والهجوم على رأس الخيمة لإبادة القواسم، والمفاوضات بين البريطانيين والقواسم حتى معاهدة 1814 ثم تدمير القواسم في عام 1819.. كما يشتمل على ببليوغرافيا مهمة للغاية، ويقع في 244 صفحة من القطع الكبير وقام بالترجمة عن الأصل باللغة الانجليزية د. محمد باقر وثوقي، أستاذ في التاريخ بجامعة طهران، وقد قدم وثوقي للكتاب الذي نشرته "مؤسسة همساية" وجاء في التقديم: "إن الكتاب ينفض الغبار عن دور العرب والفرس في الدفاع عن المنطقة ضد المطامع الاستعمارية".. وتأتي أهمية الكتاب كون منطقة الخليج منطقة ملتهبة وتدور حولها كثير من مقاصد ومطامع القوى الكبرى. تجدر الإشارة أن الكتاب في الأصل أطروحة دكتوراه قدمها حاكم الشارقة عام 1985 بجامعة إكستر البريطانية

أما كتاب "العلاقة العمانية- الفرنسية "1715-1905"" فقد ترجمه للفارسية د. محمد باقر وثوقي والأستاذ فرامرز فرمرزي وحرره الأستاذ مهدي عباسي، وقد نشر الكتاب دار "تحقيقات" ويعتبر من المراجع في العلوم الإنسانية وصدر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وقد حظي الكتاب باهتمام أكاديمي واعتمد بالدراسة فور صدوره.وكتاب "العلاقة العمانية- الفرنسية "1715-1905" بنسخته العربية صدر عام 1993- حيث تمت طباعته بدار الغرير-دبي، واعتمد الباحث في دراسته للعلاقات العمانية- الفرنسية، على الوثائق الفرنسية التي عثر علها في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية وسلسلة المراسلات القنصلية لمسقط/ المراسلات القنصلية والتجارية، وأوراق ووثائق من زنجبار ووثائق إنجليزية في المكتبة الهندية في لندن وأرشيف بومبي، إلى جانب اعتماد الباحث على وثائق عربية توفرت له في الأرشيف الفرنسي في وزارة الخارجية وفي مكتبة البلدية في "كان" وأرشيف جزيرة "ريونيون".وقد قسم الباحث كتابه إلى مقدمة وعشرة فصول، يضاف إليها ثبت المراجع والمصادر والهوامش ثم الكشاف العام. يناقش الكتاب العلاقة بين فرنسا وسلطنة عمان منذ بدايات وصول الفرنسيين إلى الشرق فمسقط، وما شاب العلاقة من صراع ومد وجزر حتى استقلال سلطنة عمان

وكتاب "صراعات القوى والتجارة في الخليج "1620-1820" ترجمه د. محمد باقر وثوقي والأستاذ فرامرز فرمرزي ونشرته "مؤسسة همساية" وسبق أن صدر بالانجليزية سنة 1999 عن دار:Forest Row, UK.يقع الكتاب في 218 صفحة من القطع الوسط، ويحتوي على مقدمة وخمسة فصول وفصل سادس هو الخاتمة، إلى جانب مراجع وهوامش وخرائط وصور ببليوغرافيا مختارة للمراجعة. الكتاب دراسة دقيقة ومعمقة للظروف والملابسات التي أدت إلى صراعات القوى الأوروبية التجارية في الخليج في خلال فترة قرنين من التحولات السياسية الكبرى في بلاد فارس "1620-1820" يستخدم الباحث وللمرة الأولى الوثائق الهولندية والبريطانية و الهندية، وخصوصاً وثائق شركة الهند الشرقية، إلى جانب دفاتر ومذكرات الرحالة الغربيين ليتمكن من إظهار ما شاب تلك الفترات التاريخية من أخطاء في التناول والتفسير والتحديد الجغرافي التاريخية وبخاصة للمنطقة العربية

إن الباحث ليظهر بوضوح في دراسته، الأحوال السياسية والتجارية وتقلباتها، ويوضح الجهود الأوروبية للتغلب على المعوقات والمشكلات الهائلة التي واجهت الأوروبيين من أجل السيطرة على أسواق الخليج. إن الدراسة هي بالأساس إسهام رئيس في الجغرافيا السياسية للخليج، وتنقيب في المصادر الأولية التي تستخدم للمرة الأولى لتوضيح صورة صراع القوى في المنطقة ما بين أوروبا وفارس وبلاد تبحث عن مستقبل لها، بل وتتطلع إلى نشوء الدولة الحديثة والسيادة والاستقلال عما يهدر طاقاتها ويفت من عضدها .

الجرائم الإسرائيلية لاتعد ولاتحصى . وفجر الأمل بمحاكمة المجرمين الصهاينة لازال بعيداً فهل يشكل تقرير الأمم المتحدة حول غزة نافذة لذلك . مقال من القدس

تقرير غزة امتحان للعالم الغربي
تلتزم معظم الدول الغربية حالة من الصمت المريب تجاه تقرير الامم المتحدة الذي صدر يوم امس، وأكد ارتكاب القوات الاسرائيلية جرائم حرب اثناء العدوان على قطاع غزة مطلع العام الحالي.التقرير اعدته لجنة محايدة من ثلاثة شخصيات حقوقية عالمية تتمتع بقدر كبير من النزاهة والشفافية، ويرأسها قاض جنوب افريقي يهودي الديانة، ومعروف بصلاته الجيدة مع اسرائيل، فلماذا هذا الصمت من قبل حكومات اوروبية تدعي الريادة في دعم القيم الديمقراطية وحقوق الانسان؟وزارة الخارجية الفرنسية قالت يوم أمس انها تريد دراسة هذا التقرير بشكل جيد قبل اتخاذ موقف بشأنه، وهذا من حقها، ولكنها لم تفعل ذلك تجاه تقارير اممية مماثلة، خاصة تلك الصادرة عن جرائم مماثلة جرى ارتكابها في دارفور مثلاً.
الحكومات الاوروبية مطالبة بأن تثبت موضوعيتها تجاه هذه المسألة، وان تنفي عن نفسها تهمة الازدواجية في المعايير في نظرتها لقضايا حقوق الانسان، خاصة اذا كانت الانتهاكات ترتكب من قبل دول او حكومات لا تدور في الفلك الامريكي والاوروبي مثل اسرائيل.
التقرير لا يحتاج الى دراسة متعمقة، والموقف تجاهه لا يجب ان يتأخر كثيراً تحت ذرائع ممجوجة وغير مبررة، مثل ضرورة التمحيص في كل ما ورد فيه من وقائع واتهامات. فالدول الغربية تعرف جيداً ان اسرائيل ارتكبت عدوانا ضد اناس ابرياء محاصرين في قطاع غزة، واستخدمت القوة بشكل مفرط في حرب غير متكافئة، والقت قنابل الفوسفور المحرمة دولياً على مناطق آهلة بالسكان.
نتوقع من فرنسا بالذات مواقف اكثر قوة ليس على صعيد تبني كل ما جاء في التقرير، وانما العمل من اجل ترجمته عملياً على شكل اجراءات لمعاقبة جميع المتورطين في جرائم الحرب هذه من جنرالات وسياسيين ومسؤولين.
فهذا التقرير يجب ان يحال الى محكمة العدل الدولية والى محكمة جرائم الحرب، والى مجلس الأمن الدولي، وكل الهيئات المتخصصة تماماً، مثلما احيلت تقارير مماثلة حول جرائم الحرب في البوسنة الى هذه المحاكم والهيئات، فاسرائيل يجب ان تعامل مثل جميع الدول الأخرى المتورطة في جرائم ضد الانسانية، وان تطبق عليها القوانين التي طبقت على الآخرين دون زيادة او نقصان.
نريد ان نرى ايهود اولمرت وتسيبي ليفني وايهود باراك المسؤولين عن حرب غزة وجميع جنرالاتهم الذين خططوا ونفذوا لهذه الحرب خلف القضبان في محاكم مجرمي الحرب في لاهاي، تماماً مثل زعماء حرب البوسنة، ابتداء من سلوبودان ميلوسفيتش وانتهاء برادوفان كراديتش. ولا نبالغ اذا قلنا ان جرائم حرب المسؤولين الاسرائيليين اكثر دموية من جرائم نظرائهم في البوسنة. حيث قتلوا اكثر من 1400 انسان، معظمهم من الاطفال والنساء في ايام معدودة، ودمروا آلاف المنازل فوق رؤوس اصحابها، وشردوا أكثر من ستين الف شخص، ما زالوا يعيشون في العراء بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة حتى هذه اللحظة.
هذا التقرير الاممي المحايد يضع العالم الغربي بأسره امام اختبار حقيقي يتعلق بمصداقيته وحضاريته، ومدى احترامه للتشريعات والمؤسسات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان التي أشرف بنفسه على اقامتها والتشريع لها، ونأمل ان لا يسقط في هذا الاختبار، مثلما سقط في اختبارات مماثلة، بسبب اصراره على وضع اسرائيل فوق القوانين والشرائع الدولية.

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

لايموت الشاعر وشعره في وجدان وذاكرة الأجيال الشاعر الأسطورة نزار قباني وموقف وجداني من الذهب الأسود والهم الذي يشعل الحروب ويقتل بإغرائه الملايين

نزار قباني -- بيروت
14/10/1984

هجم النفط مثل ذئب علينا


من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم

حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ

ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،

ونارُ التغييرِ في عينيهِ

نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ

قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ

كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ

كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ

كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ

فأتى ماشياً على جفنيهِ

أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت

أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ

ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ

غسلَ الله من قريشٍ يديهِ

هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا

فارتمينا قتلى على نعليهِ

وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا

أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ

أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا

وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ

وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو

وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ

أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ

بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ

من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم

حاملاً موتهُ على كتفيهِ

أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ

والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟

يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي

واسحبي المستبدَّ من رجليهِ

يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى

صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ

كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي

بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟

هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ

يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...

من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم

والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ

رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..

وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ

قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً

وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ

لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى

بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ


الصحفي منتظر طليقا يؤكد تعرضه للتعذيب ويحذر من مخطط لتصفيته قال إن المالكي زاره من أجل الاطمئنان عليه بينما كان يعذب بالكهرباء والماء البارد ؟





بغداد 'القدس العربي' من ضياء السامرائي: كشف منتظر الزيدي الصحافي العراقي الذي قذف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بفردتي حذائه، عن تعرضه للتعذيب على أيدي مسؤولين كبار بالعراق، مؤكدا انه سيكشف عن أسمائهم في وقت لاحق.
وفور إطلاق سراحه صباح أمس الثلاثاء بعد اعتقال دام تسعة أشهر، قال الزيدي خلال مؤتمر صحافي عقده في قناة 'البغدادية' التي عمل مراسلا لها: ' أردت بقذف بوش التعبير عن رفضي لنهب شعبي العراقي .. وبعد ست سنوات من القتل يأتي القاتل متبجحا بالنصر والحرية لتوديع ضحاياه ويريد منا الورود .. كان هذا هو الرد'.
وأضاف : ' يقول البعض لماذا لم أسأل بوش سؤالا محرجا بدلا من قذفه .. وكيف لي ان اسأل وقد امرنا الا نسأله، ممنوع ان نسأله'.
وقال الزيدي: ' اذا كنت اسأت بدون قصد لمهنة الصحافة فأنا اعتذر عن اي اساءة '.
وتابع : ' المخابرات الامريكية واجهزتها الاخرى لن تدخر جهدا في ملاحقتي ومحاولة قتلي او تصفيتي .. وألفت نظر المقربين من الذين يحاولون الايقاع بي'.
وتحدث الزيدي عن التعذيب الذي تعرض له بينما كان رئيس الحكومة العراقية يزعم انه يحاول حمايته قائلا : ' في الوقت الذي خرج فيه رئيس الوزراء العراقي ليقول انه لم ينم قبل ان يطمأن علي إني وجدت فراشا وثيرا وغطاء، فقد كنت أعذب بالكهرباء وضربت بالقضبان الحديدية في الباحة الخلفية للمؤتمر، وانا مازلت اسمع اصوات المؤتمرين وربما كانوا يسمعوني، وقد اغرقوني في الماء حتى الفجر ونحن في الشتاء '.
وقال الزيدي: ' ها أنا ذا حر وما زال الوطن أسيراً .. أشكر زملائي وكل من وقف الى جانبي في العالم الحر'. وتابع 'إن الذي حررني للمواجهة هو الظلم الذي وقع على شعبي وكيف أن الاحتلال أراد إذلال وطن ووضعه تحت جزمته ويسحق شيوخه ونساءه واطفاله .. لقد خلف الاحتلال الأمريكي مليون شهيد و5 ملايين يتيم وأرملة '.
وأضاف: ' كنا قوما يقتسم فيه العربي مع التركماني والزيدي والاشوري رغيف الخبز ويصلي السني مع الشيعي ويحتفل المسلم مع المسيحي بميلاد المسيح عليه السلام .. حتى اجتاحنا الاحتلال بوهم التحرير ففرق بين الاخ واخيه وجعل بيوتنا سرادقات عزاء لا تنتهي .. انه الاحتلال الذي يغتصب الحرائر ويدنس المساجد ويدمر البيوت'.
وتابع أمام حشود المتضامنين معه من الصحافيين والإعلاميين: ' انا لست بطلا ولكنني صاحب رأي وموقف .. الاف الصور والمشاهد المأسوية ظلت عالقة بذهني وتشير إلى رفض الباطل .. مئات الصور والفضائح كانت تبكيني .. الفلوجة، ابوغريب، الحديثة، تل عفر .. كنت أجول في ارضي المحترقة وأشاهد آلام الضحايا وصرخات الثكلى والأيتام وأؤدي واجبي المهني بنقل كوارث العراقيين اليومية وانا اغتسل من بقايا دماء الضحايا العالقة على ثيابي واعاهدهم بالثأر وحانت الفرصة ولم افوتها '.
وتساءل منتظر الزيدي: ' لو علم اللائمون كم جعل الاحتلال الذي قذفته بالحذاء من منازل هدمت وكم من بيوت انتهكت حرائرها ؟'. واستطرد: ' هيهات فنحن شعب نموت ولا نذل '.
وأكد أنه مستقل وغير منتمٍ لأي حزب كما ذكرت التحقيقات معه.
وقال: ' سأسخر كل جهدي القادم في الخدمة الانسانية لشعبي وكل من بحاجة اليها .. سأعمل على رعاية الارامل واليتامى .. رحمة لكل شهيد سقط في العراق .. وسلام على المعتقلين في السجون '.
واختتم الزيدي كلامه بنقل رسالة من المعتقلين العراقيين داخل السجون عن وضعهم المأسوي وخضوع الاف منهم للاعتقال بسبب مخبر سري ووشاية وبقائهم خلف القضبان لسنوات دون محاكمة.
وكانت السلطات العراقية أطلقت امس الثلاثاء سراح الزيدي الذي ضرب بوش بفردتي حذائه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 14 كانون الاول (ديسمبر) الماضي.
وأكد عدي الزيدي شقيق منتظر أن بعض أعضاء البرلمان الذين دعموا قضية شقيقه كانوا في استقباله خارج السجن، كما كان في استقباله حشد من الصحافيين والاعلاميين والمهنئين.
وكان الزيدي قد أمضى مدة عقوبته في سجن داخل احدى القواعد العسكرية وسط بغداد، بعد ادانته بتهمة إهانة رئيس دولة اجنبية.
وكانت عائلة الزيدي قد أكدت انه سيغادر العراق على الفور للعلاج في الخارج وقد يقوم أيضا بجولة في الخارج خاصة بالدول العربية لتقديم الشكر لمن وقف الى جانبه.

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2009

بمزيد من اللوعة والألم الكبيرين فجعت الأسرة الرياضية العربية السورية بوفاة السباحة السورية العالمية ردينة معلا إثر نوبة قلبية عن عمر 32 عاماً


توفيت يوم السبت السباحة السورية العالمية للمسافات الطويلة ردينة معلا إثر نوبة قلبية عن عمر 32 عام.


وحققت البطلة ردينة معلا سلسلة من الإنجازات الرياضية على المستويات المحلية والعربية والدولية.


وأحرزت ردينة بطولة الجمهورية بالسباحة عشر مرات، وبطولة العرب للمسافات الطويلة لمدة عشر سنوات وبطولة سباق كندا واليونان الدولي.


كما فازت بالمركز الثاني في سلسلة كأس العالم بالأرجنتين في مسابقة السباحة للمسافات الطويلة 1997 وبالمركز الثالث ببطولة العالم باليابان عام 1998، وحلت ثانية في سباق النيل الدولي لأربع سنوات متتالية 1996- 2000 .


وتعتبر ردينة أصغر سباحة تشارك في سباق الفتيان لوزان (الفرنسي السويسري) بعمر 12 عاماً ولمسافة 12 كم، كما قطعت بحر المانش بالتتابع مع أشقائها عام 2002 .


يذكر أن ردينة من مواليد دمشق 1977 حائزة على شهادة دبلوم بالأدب الفرنسي وتعمل كمسؤولة عن التربية الرياضية في المدرسة الوطنية الدولية .


تعليق الرحالة العربي ابن الجبيلي :

ماأقسى رحيل الورود عن أمجادنا
لقد صدمت للفاجعة الأليمة برحيل بطلة عملاقة من بلادي الفقيدة الغالية على قلوب الأمة العربية كلها . ردينة معلا . إن فداحة الخسارة الكبيرة تدمي القلب وتوجع الوجدان . وسوف تبقين يابطلتنا نبراس الأجيال تلو الأجيال وتاريخك الناصع قد حفر في ذاكرتنا للأبد وستتعلم شاباتنا وشبابنا قوة الإرادة من مسيرتك المظفرة.إننا نحني هاماتنا عزة وإفتخار بك . رحمك الله ياوردة سورية التي لن تزبل أبداً ورحم كل الأبطال عبر تاريخنا الوطني والقومي وعزاؤنا لأسرتك الكريمة لايوصف . وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

ماذا يجري في مصر توقعات تستحق التأمل هل تتحرك جنازير الدبابات لتنهي المأساة زعيم حزب مصري: الجيش أصبح قاب قوسين من النزول للشوارع وسيتولى مقاليد الحكم


القاهرة ـ 'القدس العربي' ـ من حسام أبو طالب:
قال الدكتور أسامــــــة الغزالي حرب رئيس حزب 'الجــــبهة الديمقراطية' ان مفاجآت كبــــيرة ستـــقع مع نهاية عصـــــر مبارك، متوقعا أن ينزل الجيــــش للشوارع لضبط الأمـــن خلال الفترة المقبلة.
كما أعرب عن اعتقاده بأن كبار المسؤولين باتوا يشعرون بالقلق على مستقبل البلاد، وأن مختلف الإحتمالات باتت متوقعة. جاءت تلك التصريحات في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر حزب الجبهة الذي يتعرض للعديد من المضايقات حيث تسعى جهات سيادية لإحداث الفتن بين قياداته بهدف تدميره.
وقال الكاتب الذي كان من أقرب الشخصيات لجمال مبارك قبل أن يعلن كفره بالحزب الحاكم وسياسته إن وجود الرئيس حسني مبارك في السلطة يمثل في هذه المرحلة ضمانة للاستقرار السياسي في البلاد، متوقعا في حال غيابه عن الحكم أن تشهد مصر حالة من الفراغ السياسي الرهيب.
وتوقع في حال عدم وجود البديل الجاهز لخلافته أن ينزل الجيش إلى الشارع، وأن يسيطر على الحكم في مصر لفترة انتقالية لمدة قد تصل إلى سنتين، وفي هذه الحال قال إن على المؤسسة العسكرية أن تفتح حوارا مع القوى الوطنية والسياسية في مصر.
وقال الغزالي حرب إن النظام المصري الذي وصفه بالضعيف والمتهالك يلعب في هذه المرحلة في الوقت الضائع. وأضاف: لا أعتقد أن الأيام القادمة ستسير بالشكل الذي نتخيله ولكن أعتقد أنها ستشهد أوضاعا استثنائية بشكل أو بآخر، فكل شيء أصبح متوقعا.
وطالب بإفساح المجال أمام 'الإخوان' وعدم التضييق عليهم كما هو حاصل حاليا، باعتبارهم فصيلا سياسيا موجودا بالفعل في الساحة السياسية المصرية بدليل حصوله على 88 مقعدا بمجلس الشعب في الانتخابات التي جرت في أواخر 2005، وبالتالي لا يمكن تجاهلهم.
وأضاف: 'لست مع فكرة التضييق الأمني الشديد على الإخوان، فهم لا بد أن يكونوا موجودين كحزب سياسي له شرعيته يعبر عنهم'، وقال إن ذلك من شأنه أن يدمج الإخوان في الحياة الديمقراطية المصرية ليأخذوا وضعهم الطبيعي دون مبالغة.
ورجح في هذه الحال ألا يزيد عدد مقاعدهم البرلمانية عن 20' من المقاعد، بل ربما يقل نصيبهم من المقاعد عن 88 مقعدا، لأن الذي يختار لا يجد أمامه غيرهم، مستشهدا بعبارة الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى: 'يا تختار ربنا يا تختار النظام'.
ورفض الغزالي حرب التكهن بشأن شكل الانتخابات البرلمانية المقررة عام 2010، وقال: 'لا أستطيع أن أجيب إجابة محترمة بخصوص الانتخابات، لأن كل يوم يخرج تصريح من الحكومة يلخبط الدنيا، إلا أنه لم يتضح حتى الآن هل ستكون بالقائمة أم الفردي، كما أن عملية تمثيل المرأة فيها مشاكل عملية كبيرة'.
ودعا إلى رقابة دولية على الانتخابات، معتبرا أن مسألة الإشراف القضائي هي مسألة داخلية تتوقف على قبول النظام بها، رافضا القول بأن الرقابة قد تكون شكلية في غيبة الإشراف القضائي وغيبة الجداول الانتخابية.
من جهة أخــــرى، اعتبــــرت مارغـــــريت عازر الأمين العام لحزب 'الجبهة الديمقراطية' أن 'كوتة المرأة' التي ستعطي حصة من المقاعد للمرأة ابتداء من الانتخابات القادمة، فرصة للمرأة لاستعادة وضعها أمام الناس، ولتعيد الثقة إليها وفرصة لإعداد كوادر نسائية للساحة.

الأحد، 6 سبتمبر 2009

قصيدة ( حبنا خلق ليعيش ) بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي












هذه القصيدة كتبت في ظروف خاصة جداً إمتزجت معها الدموع بالأمل والحيرة في مواجهة المجاهيل والعذاب الفكري والوجداني . كنت قد كتبتها بقلمي لكن روحها هي التي سطرت حروفها قبل أن أمسك القلم بيدي . ملحمة حب أكبر من كل اللغات الإنسانية والتفسيرات اللغوية . ولأنها جسدتها بكل كيانها وتضحياتها أشعر بأن لها الفضل في ترجمتها أسطورة فرح وجمال على رصيف تقلبات الحياة والمواقف المؤثرة . هديل روح ملائكية تعيش على الأرض وتعانق بطهارتها ورقيها جغرافية الزمن وسماء الكون كله !! .

حبنا خلق ليعيش

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
الدنيا حلوة لأنك العطر فيها
حبنا خلق ليعيش ويكون خالد
بأجمل دروب الحياة وأغانيها
ياشمعة الآهات في الليالي
إستني لاتذوبي في مآسيها
هديل لوماكنت اليوم في حياتي
لتركتها بسرعة غير نادم عليها

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
حبنا ماكان يوم قصة ألم
ولادموع عا مساحات الندم
حبنا أسطورة فرح للأزمان
ومدرسة للناس يتعلموا فيها
وإن دمعة فراق اليوم تشتكي
فالشوق جرح وعذاب وحكي
حبنا كان ولازال إيمان وولادة
وطهارة قلبنا صلاة وعبادة

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
خلاص هل ضاع بعيوننا الأمل
وماعدنا نميز بأشكال الشجن
يمكن الزمن بيحطم الأوهام
وربما الأيام بضيع الأحلام
لكن بتبقى يابعد عمري
ذاكرتنا أقوى من النسيان

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
قصتي معك أكبر من أي نهاية
زفتي إلك أعظم من كل بداية
أنت ملحمة حب مثل أسطورة
مابتكرر في الكون والمعمورة
رَسمت بدم قلبك شكل الحنان
ودليت روحي عا طريق الأمان
كيف بحياتنا مانفرح بالسلام

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
صدرك ذوبني بصدق أناته
همك وجع حطمني بآهاته
يامجد مدفون بغياب الضمير
إتركيني أنطفي وأداوي عذاباته
تذكري بلقيس ونزار المصدوم
وقيس وليلى وولادة وابن زيدون
وكل واحد بعد العشق صار مرحوم

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
اليوم نحنا عا طريق كبير
والحياة حق لأميرة وأمير
وحبنا محصن بنبل الأمانة
وكبر كثير ليعيش بكرامة
على فكر موصول بالوئام
ونضارة الربيع والأحلام
لأنك ياحبيبتي قمة الإنسان

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
خلينا نبني بالأمل فرحة الأيام
ومن أجل الله ندفن الأحزان
وإيدينا تعمر ملحمة الزمان
أنت بتعرفي إنك أجمل ملاك
وغياب البسمة على ثغرك
مثل موت روحي والهلاك

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
سألت اليوم القمر عنك
رجوته يهدىء من وهم ظنك
دعوته ينور الظلام حولك
ويفرح بالضحك مدى كربك
سألني وين صوتك اللي كان
وحكمة العدل وبراءة الإنسان
منحتك قوة الحب والإيمان فيها
لاتظن إنك للأبد خسران

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
إذا كنت أنا ضايع وقلبي حزين
مين غيرك يخلصني من الأنين
دربك نور القمر وشمس الهداية
لاتجرحيني بقسوة الفراق
وعمري تشتت بطول الحكاية
مهما كان اللي جرى وصار
راح تبقي ياروح قلبي
بكل نبضة ودعتها
أحلى وأجمل الأقدار

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
نحنا مع بعضنا مهما كانت الأحوال
أرواحنا أكبر من الضعف والإنهيار
والمستقبل يحكي للبشر حكاياتنا
قصة عشق ومحبة تتحدى التيار
مهما كانت الريح علينا صعبة
أنا واثق منك يا أكرم الأحرار
تعالي نرقص عا هزيمة الخوان
ونعلي بالوفاء لذة الإنتصار

إستني ياروح قلبي لاتقوليها
يابسمة كل زهرة جميلة
لاتكوني عا حبيبتي بخيلة
هي ملاكي بآيات الكون كلها
وإحساسي بالتضحية ملكها
مهما كان الإعصار غدار
العين اللي بتحسدك ياهديل
الله يطفي شرها بالنار


الجمعة، 4 سبتمبر 2009

نبوءات الحروب القادمة والتحديات الإستراتيجية للتعاون الدولي على حل مشاكل الحياة وخاصة المياة وخلق بدائل عن التوترات مقال يستحق القراءة من القدس العربي


لم يكن من قبيل الصدفة ان يبدأ افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي جولته الافريقية بزيارة اديس ابابا، العاصمة الاثيوبية، ولم تكن صدفة ايضا ان تشمل هذه الجولة دولتين أخريين تشكلان مع اثيوبيا المصدر الاساسي لمياه نهر النيل، وهما اوغندا وكينيا.
اسرائيل بدأت تدرك جيدا ان هناك حالة من التذمر في اوساط دول المنبع الافريقي لهيمنة دولتين عربيتين على الغالبية الساحقة من مياه النيل، هما مصر (55.5 مليار متر مكعب) والسودان (18.5 مليار متر مكعب)، اما ما تبقى، اي عشرة مليارات متر مكعب، فسيذهب الى ست دول افريقية على الاقل. وشهدت الاعوام الاخيرة مطالبات علنية بتعديل اتفاقيتي 1929 و1959 لتوزيع مياه النيل، خاصة الشق المتعلق منهما باعطاء مصر (دولة المصب) حق الفيتو على اي مشاريع سدود في اي من دول المنبع.
التركيز الاسرائيلي على اثيوبيا مهم لانها تقود التمرد على الاتفاقيتين المذكورتين اولا، ولان 86' من مياه النيل تأتي من مرتفعاتها، والاهم من كل ذلك الوجود العسكري الاسرائيلي المتعاظم في هذه الدولة التي باتت 'مخلب القط' الامريكي في القرن الافريقي، وتجلى ذلك واضحا في الفترة الاخيرة بارسالها قوات الى الصومال واحتلاله فعليا.
مياه النيل مسألة تشكل 'حياة او موتاً' بالنسبة الى مصر على مدى العصور، حتى ان حكومة محمد علي باشا (القرن التاسع عشر) وضعت خطة طوارئ للتدخل عسكريا ضد اي دولة يمكن ان تشكل اي خطر على تدفق مياه النيل، بينما دعا الرئيس الراحل محمد انور السادات خبراءه العسكريين لوضع خطة طوارئ عام 1979 عندما اعلنت اثيوبيا عن نواياها باقامة سد لري 90 الف هكتار في حوض النيل الازرق، وهدد بتدمير هذا السد، وعقد بالفعل اجتماعا طارئا لقيادة هيئة اركان جيشه لبحث هذه المسألة.
الاحصاءات الرسمية تقول انه في عام 2017 لن يكون لدى مصر الماء الكافي لمواجهة احتياجات مواطنيها المتفاقمة، حيث ستبلغ هذه الاحتياجات 86 مليار متر مكعب سنويا، بينما لن تتعدى جميع مصادرها 71 مليار متر مكعب، اي انها ستواجه عجزا مقداره 15 مليار متر مكعب.
الصورة ربما تبدو مأساوية بشكل اكبر اذا مضت اثيوبيا قدما في نواياها في اقامة سد على النيل الازرق، مصدر معظم مياه النيل، ويبدو انها مصممة على ذلك، واعلن وزير الري فيها انه لا توجد قوة في العالم تحول دون اقدامها على ذلك، فالمياه مياهها، ولا حق لأحد بان يملك 'الفيتو' ضد مشاريعها، وهدد بالانسحاب من معاهدة 1929 المذكورة.
' ' '
انها 'حرب المياه' الزاحفة علينا كعرب، بينما نحن نغط في نعيم المسلسلات الرمضانية وننشغل بتغطية موائد الرحمن، وتشكيل الحكومة اللبنانية، وجولات السناتور ميتشل، والخلافات بين حركتي 'فتح' و'حماس'، وكيفية ترتيب انتقال سهل لـ'التوريث' في مصر بمباركة امريكية ـ اسرائيلية مشتركة.
ليبرمان الذي هدد بقصف السد العالي واغراق الشعب المصري، يذهب الى القارة الافريقية على رأس وفد اسرائيلي كبير يضم ممثلين عن اكبر عشر شركات اسلحة اسرائيلية، علاوة على خبراء آخرين في شؤون المياه والاقتصاد وحرب العصابات.
بمعنى آخر يريد ان يعرض ليبرلمان على هذه الدول خدمات بلاده العسكرية لتعزيز قواتها المسلحة للتصدي لاي حرب يمكن ان تشنها مصر في المستقبل في حال اقدام هذه البلدان وخاصة اثيوبيا، على مشاريع لتحويل مياه النيل.
الدكتور بطرس غالي وزير الدولة المصري للشؤون الخارجية والمسؤول المباشر عن انحسار نفوذ بلاده في القارة الافريقية، تنبأ عام 1985 بأن الحرب القادمة في المنطقة ستكون حول مياه النيل، ولكن نبوءته هذه لم تصدق في حينها، لان ثلاث حروب اندلعت في المنطقة اولاها حرب الخليج الثانية (الكويت)، ثم الحرب في افغانستان، واخيرا حرب احتلال العراق، وكانت الحروب الثلاث تصب في خدمة اسرائيل، واضعاف العرب في المقابل، ربما تمهيدا لحرب المياه. وعلى اي حال كوفئ الدكتور غالي على نبوءاته هذه، وتخريبه للعلاقات العربية ـ الافريقية، جزئيا او كليا، بتولي الامانة العامة للامم المتحدة لاحقا.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن رد الفعل العربي على هذا التغلغل الاستراتيجي الاسرائيلي في قارة كانت حتى نصف قرن مضى تعتبر بحيرة نفوذ عربية، ومصرية على وجه التحديد، تعتمد اعتمادا مباشرا على المنح الدراسية والخبراء الزراعيين والدعاة المصريين؟
الاجابة على هذا السؤال مخيبة للآمال، فتاريخ العرب الحديث في القارة الافريقية يتلخص في سلسلة من الكوارث الاستراتيجية، ابتداء من ازمة حلايب المفتعلة مع السودان (لماذا لم نسمع عنها بالمناسبة؟)، ومرورا بترك الصومال لمصيره الدموي، وانتهاء بالانشغال بدارفور عن اكبر مؤامرة تستهدف تفكيك السودان وطمس عروبته بل وهويته الاسلامية.
' ' '
الزعيم الليبي معمر القذافي الذي استثمر المليارات في افريقيا على أمل أن يصبح زعيماً لها إنتابته حالة من الصحوة أخيراً، وأعلن أثناء احتفالاته بالذكرى الاربعين لوصوله الى سدة الحكم ان اسرائيل تقف خلف جميع الصراعات في افريقيا، وطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية معها.
ومن المفارقة ان دعوة الزعيم الليبي الغريبة هذه تأتي في وقت تستعد فيه دول عربية عديدة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع اسرائيل بطلب امريكي مكافأة لها، اي لاسرائيل، على تجميدها الجزئي والمؤقت للاستيطان في الضفة الغربية.
التغلغل الاسرائيلي في افريقيا يستهدف مصر ومستقبل اجيالها، وضربها في خاصرتها الموجعة، اي مياه نيلها، ولكن المحيّر ان الحكومة المصرية منشغلة بمعبر رفح، وخلية حزب الله، والخطر الايراني المزعوم.
الرئيس حسني مبارك، الذي من المفترض ان يقود تحركا معاكسا لتطويق هذا المخطط الاسرائيلي، تغيّب عن القمة الافريقية الطارئة التي انعقدت في طرابلس لبحث النزاعات الافريقية، ولم يشارك ليبيا احتفالاتها بالتالي لاسباب ما زالت مجهولة، فهناك من يقول انها اسباب مرضية، وهناك من يذهب الى ما هو ابعد من ذلك، ويؤكد انه قاطع القمة والاحتفالات التي تلتها حتى لا يصافح امير دولة قطر. فأين قطر الصغرى من مصر العظمى، وماذا لو صافح اميرها او حتى لم يصافحه، فمصالح مصر الاستراتيجية من المفترض ان تتقدم على كل الصغائر.
المحللون الافارقة يقولون ان اسرائيل تعرض عليهم خبرات زراعية، ووعوداً بمساعدتهم للحصول على منح مالية امريكية واوروبية لما لها من نفوذ كبير هناك، وفوق هذا وذاك اسلحة حديثة ومتطورة وخبراء يتولون تدريب جيوشهم على حروب العصابات، فماذا عند العرب لكي يقدموه غير الفساد والتخلف والهزائم؟
الرد على ذلك بسيط، وهو ان الخبرات الزراعية والعسكرية يمكن الحصول عليها من مصادر اخرى غير اسرائيل، ولكن الشق الثاني صحيح، وهو اننا كعرب لم يعد لدينا ما نقدمه غير الخبرات العريقة في اهدار الثروات النفطية الهائلة، والخنوع للأعداء، والتآمر على بعضنا البعض .

الخميس، 3 سبتمبر 2009

روسيا تعترف بأنها وقعت عقدا مع سوريا لبيعها مقاتلات ميغ-31 أي




مقاتلات حربية روسية من طراز ميغ-31 أي

موسكو- أقرت روسيا الخميس بأنها وقعت في 2007 عقدا مع سوريا لبيعها مقاتلات اعتراضية من طراز (ميغ-31 أي)، في أول تأكيد روسي لهذا الأمر بعد طول نفي.

وقال الكسي فيودوروف رئيس مجلس إدارة الشركة الجوية الموحدة الروسية (او ايه كي) لصحيفة كومرسانت انه قبل عامين تم توقيع عقدين، أحدهما ينص على تسليم سوريا طائرات (ميغ-39 ام) والآخر على تسليمها طائرات (ميغ-31 أي).

وأضاف ان العقد الأول يجري تنفيذه حاليا، أما العقد المتعلق بطائرات ميغ-31 فلم يدخل بعد حيز التنفيذ. هناك استشارات لا تزال تجري حول هذا العقد.

وأكدت كومرسانت ان هذه هي المرة الأولى التي يقر فيها الطرف الروسي رسميا بأن لديه مشاريع تسليم طائرات (ميغ-31 أي) إلى سوريا.

وأضافت الصحيفة انه حتى الساعة، نفت روسيا نفيا باتا وجود هكذا مشاريع.

وكانت كومرسانت ذكرت نهاية ايار/ مايو ان روسيا جمدت، بضغط من إسرائيل، عقدا ينص على تسليم سوريا مقاتلات اعتراضية من طراز (ميغ-31 أي).

وأوضحت الصحيفة يومها ان العقد وقع في دمشق مطلع 2007 وينص على ان تشتري سوريا ثمانية طائرات بقيمة إجمالية تتراوح بين 400 و500 مليون دولار، مشيرة إلى ان تنفيذ الصفقة عهد به إلى مصنع سوكول للطائرات ومقره في نيجني نوفغورود (فولغا).

غير ان متحدثا باسم ميغ نفى يومها وجود هكذا عقد بين البلدين، وقال لم يتم توقيع أي عقد لتسليم سوريا مقاتلات اعتراضية من طراز ميغ-31 اي .


المقاتلة الاعتراضية " ميغ -31 "المقاتلة الاعتراضية الفريدة " ميغ -31 " التي تعود الى صفوف القوات الجوية الروسية بعد عملية تطوير شاملة بهدف زيادة قدراتها القتالية نحو اربع مرات." ميغ – 31 " طائرة تتميز عن مثيلاتها في العالم بعدد من الخصائص التي تمكنها من تحقيق سيطرة جوية قوية والعمل باستقلالية فوق رقع جغرافية واسعة، كما أن مدى رادارها وصواريخها كبير جدا.الطائرة تستطيع الوصول الى ارتفاع عشرين كيلومترا خلال ثمان دقائق وتحمل صواريخ جو- جو موجهة لا نظير لها يبلغ مداها 200 كيلومتر، وتم تزويد منظومة التحكم باسلحة "زاسلون" التي تمتلكها المقاتلة برادار جديد يمكنها من اكتشاف وتدمير الاهداف التي تملك بصمة رادارية ضئيلة من طائرات وصواريخ مجنحة وعلى مسافات تصل الى 200 كيلومتر والتعامل مع عشرة منها في آن واحد.هذه المقاتلة تشكل تهديدا حقيقيا، فهي تستطيع اطلاق صواريخها الموجهة نحو اربعة اهداف في نفس الوقت، وكل هذا يمّكن الطائرة من تنفيذ مهام استطلاع بعيد المدى وتوجيه القاذفات والمقاتلات الصديقة نحو اهدافها والعمل في كل الاوقات والظروف الجوية.أما قمرة القيادة فقد تم تزويدها بمنظومة حديثة مزودة بشاشة كبيرة للمعلومات تمكن الطيار من الاطلاع على الوضع الجوي للمعركة وتحديد الاحداثيات والملاحة بواسطة الاقمار الاصطناعية.