الخميس، 30 يوليو 2009

من مشاركات الأصدقاء . وقصة إنسانية مضمخة بالألم والعبر والقيم الوطنية . بقلم : آرا سوفاليان


في زمن الاحتلال الفرنسي .

توفي والده وهو صغير فقررت والدته ان تخرجه وإخوته من المدرسة فلقد كانت مسألة فك الحرف كافية وقراءة رسالة أكثر من المطلوب ولكنه كان يعرف بأنه حصل على أكثر من ذلك بكثير... لقد حصل على السيرتفيكا من مدرسة آباء العازرية في باب توما وهو يجيد الفرنسية اكثر من خريجي الأدب الفرنسي في هذا الزمان!

عمل في مصالح متعددة الى أن توظف أخيراً في مصلحة الهاتف وهو شاب يافع وكانت سوريا في عهد الانتداب وفي دمشق مقسم هاتف وحيد هو مقسم النصروهو في طور الإنشاء ولم يكن اسمه مقسم النصر بل كان يطلق عليه مسمى كوبانية التلفون، وهو يعمل بنشاط ويحب أن يثبت لرؤسائه بأنه جدير بهذه الوظيفة رغم صغر سنه، ويستحق أن يثبَّتْ فيها.

وكان زمن حرب ومجاعة... وطوابير على الأفران وكوى توزيع المؤن... وكان يستاء من الطريقة التي تلفظ بها نسبته الأرمنية من قبل الشرطة، وهم من السوريين بملابس الشرطة الفرنسية، يتعمدون لفظ نسبته كما تلفظ نواة التمر من الفم... مما اضطره الى تبديل كنيته فيما بعد وأن يطلق على أولاده أسماء عربية فضاع أصله الأرمني.

ولأنه يجيد الفرنسية فلقد كان مسؤول الصيانة المعتمد في المقاسم الخارجية الملحقة في الوزارت والمؤسسات، و تحت تصرف الضابط الفرنسي المسؤول عن شركة
الهاتف ومعه كادر الضباط الملحقين من فرنسيين وعرب وكان أغلبهم يعمل في التنصت والاستخبارات، واكتفى هو بالصيانة وكان موضع ثقة ومحبة رؤسائه.

طلبُ منه في يوم من الأيام أن يذهب الى الأركان للتفتيش عن عطل كبير أدى إلى تعطل مقسم الأركان بالكامل وكانت الأركان يومذاك في المثلث المحصور ما بين نادي الضباط القديم وسينما الزهراء وفندق الشام ووزارة الصناعة، وكان يباشر أعمال الصيانة بنفسه وكان عصبي المزاج لا يحب البلادة والكسل وقد يأس من تفاعل الشغيلة الذين كانوا بمعيته فهربوا بحجة البحث عن مكان يشترون منه طعام الافطار، وظل يعمل وحيداً، واقترب من مكان العطل وهو تهشم كبل هاتفي رئيسي معلق على حافة جدار الطابق الأول بسبب أعمال الاكساء والحفر وكانت هناك نافذة مكسوة بالقضبان الحديدية، إضطر للدخول منها والنزول بالمقلوب بعد أن ربط وسطه بحزام جلدي غليظ يستعمل للصعود الى الأعمدة الخشبية، وصار جسمه في الفضاء رأسه الى الأسفل وقدميه إلى الأعلى واستطاع الوصول الى مكان العطل وباشر بتحرير أجزاء الكبل المحطم والذي أدى الى تماس أحرق فيوزات المقسم بالكامل.

وكان منشغل بالعمل ومنتشي بالنصر رغم المطر الذي بلل رأسه و ملابسه، فلقد عثر على العطل وسيتمكن من إعادة تشغيل مقسم الأركان وسيستثمر هذا في مواجهة رؤسائه.

سمع جلبة وشتائم لم يتوقع أنها موجهة له، فلقد كانت تجري في الباحة مراسم تحية العلم وكان العلم هو علم الانتداب المثلث الألوان الذي كان يرفع على الصاري ليصل الى موازاة حذائي الرجل وكان الضابط الفرنسي يؤدي التحية للعلم وظهره للمبنى ولا يستطيع رؤية الشاب بعكس بعض الجنود الذين كانوا يضحكون من المنظر.

انتبه الضابط للأمر فأمر بمثول الجنود المسيئين أمامه وأمرهم بالانبطاح فوق ماء المطر المتجمع وأمر آخرين بالصعود بأحذيتهم فوق المنبطحين... وأرسل اثنان لإحضار المتسبب، فتم إخراجه من المكان وإحضاره محمولاً بين يدي الضابط الفرنسي وقال له أحدهم وباللهجة الشامية المحكية(تشَّهد على روحك... يخرب بيتك على هل عملة).

وقف الشاب أمام الضابط مزهواً ومرفوع الرأس وعلى وجهه علامات عدم المبالاة فصرخ الضابط في وجهه بالفرنسية قائلاً:

ـ قف بحالة الاستعداد فأنت في حضرة ضابط فرنسي

ـ أنا مدني ولا يعرف الوقوف في حالة الاستعداد إلاَّ العسكري ولا يطلب العاقل من الناس شيء لا يعرفونه

ـ تتحدث الفرنسية إذاً ...

ـ نعم

ـ هذا يضاعف الجريمة

ـ لا توجد جريمة إلاَّ في خيالك

ـ ماذا كنا نفعل أنا وعناصري في الباحة

ـ تؤدون مراسم تحية العلم

ـ وماذا كنت تفعل أنت

ـ كنت أخدم أناس لا يستحقون الخدمة

ـ لطالما أنك تعرف أننا كنا في مراسم تحية العلم فلماذا لم تقدِّم واجب الاحترام لهذا العلم؟

ـ لا يمكنك أن تسميه واجب ولا يمكنك أن تلزمني به

ـ لماذا؟ ألست من سكان هذا البلد... ومشمول بهذا العلم

ـ لا أبداً فهذا علم احتلال وهذا العلم لا يعترف بي وأنا لا أعترف به ولا بأهله ولست منهم وليسوا مني

ـ كيف لا يعترف بك؟

ـ هو يعترف بك أنت وأنت تعترف به لأنك تحمل الجنسية الفرنسية وأنت فرنسي، وأنا لا أحمل الجنسية الفرنسية ولن أعترف به، وأنتم لا تعترفون بنا وتطلقون علينا لقب سكان المستعمرات وألقاب أخرى أستطيع تذكيرك بها إن أحببت، فنحن مستَعمرون وأنتم مستعمِرون وشتان بين الكلمتين، أنت تخدم في الجيش الفرنسي وتعترف به لأنه اعترف بك ومنحك رتبة وتحب علمه وهو يمثلك ويمثل بلدك فرنسا ويمثل شعب فرنسا المتواجد في بلده أو المنتشر في أرجاء المعمورة، أما أنا فلا يعترف بي أحد ممن ذكرت وعلمك الذي يمثلك لا يمثلني،فنحن لم نخلق هكذا من العدم كما تتخيلون فلقد كان لنا مجد وحضارة واستقلال وعلم وكان ولا زال في ضمائرنا أجمل علم وكان لنا قبل مجيئكم ملك هو الملك فيصل ولا زال في ضمائرنا أجمل ملك.

وهناك علم آخر أحمر اللون يتوسطه الصليب المعقوف معلق في زوايا برج ايفل في باريز الآن، هل تعتقد أنه يشرفك أو يمثلك، إن أجبتني بنعم فهذا الذي سيضاعف الجريمة ولكن جريمتك أنت وليس جريمتي أنا، لأنه وكما قلت لك لا توجد جريمة إلا في خيالك.

اصفر وجه الضابط وحدق طويلاً بعيني الشاب وتحولت نظرة الحقد إلى شيء آخر مختلف وقال:

ـ سأوصي بصرف مكافأة كبيرة لك، وأرجو أن تشرفنا أنت ومن معك على مائدة الغذاء ظهيرة اليوم في الندوة، وان احتجت إلى أي شيء فأنت تعرف مكاني.

ـ أعتقد أنني لن أبقى حتى الظهيرة لأن العطل قد انكشف وتصليحه لن يستغرق مني أكثر من ساعة عمل، أما بالنسبة للعلم الأحمر الذي يتوسطه الصليب المعقوف المعلق في زوايا برج ايفل الآن فإنه لن يبقى طويلاً في مكانه لأن في الجيش الفرنسي ضابط مثلك.

حاشية للكاتب:

بطل القصة هو في ذمة الله الآن ولد في دمشق في أواسط العشرينات من القرن الماضي من أب أرمني (أرمن كاثوليك) وأم من ولاية ماردين وهي (مسيحية وأرمن كاثوليك ولكنها لا تعرف التحدث بالأرمينية... والقسم الأكبر من سكان ماردين كانوا أرمن كاثوليك غيروا أسماؤهم إلى العربية ونسوا الأرمينية بسبب الاضطهاد وخوفاً من الموت والتنكيل) وماردين اليوم في الجانب الآخر من الحدود السورية التركية، وكان قد تم تهجير والدة صاحب القصة في العام 1915 هي وأهلها من ولاية ماردين باتجاه صحراء دير الزور حيث لم يبق من أهلها أحد على قيد الحياة وقد تم قتلهم جميعاً، وكانت متزوجة وفي حجرها ولد تم انتزاعه منها بالقوة وتم سوقها ضمن سوقية التهجير، وخرج بعض الأكراد الكامنين خلف الأكمة وأغاروا على السوقية وقتلوه من قتلوه ونهبوا الأحياء والأموات وكان نصيبها سبع طعنات خنجر في الخصر والظهر والبطن وألقي بها في الجب مع الأموات،وشاء الرحمن الرحيم أن يبقيها على قيد الحياة، وأنقذها من الجب فارس عربي من أتباع الملك فيصل وكان وقتذاك أميراً لم يحظ بتاج الملك على سوريا بعد، وأحسن الفارس العربي إلى المرأة وأنفق على علاجها وتماثلت للشفاء، وطلبت من كفيلها البحث عن ابنها فبحث عنه بلا جدوى إلى أن خصص جائزة لمن يدله على مكان الطفل... وعاد الطفل إلى أمه... وطلب الفارس العربي يد المرأة للزواج، فأجابته بما يلي:

لا أنكر بأنني أدين من بعد الله أدين لك بحياتي فلقد أنقذتني من هلاك محقق وأنفقت على علاجي حتى تماثلت للشفاء وأعدت لي ابني من خاطفيه، ولكنني متزوجة وعلى ذمة رجل وهذا الولد من ذاك الرجل وارتباطي بك هو محض زنى وهذا لا يقبله دينكم ولا ديني فأنا أرمينية مسيحية وعلى ذمة رجل أحبه ويحبني لا أعرف إن كان ميت أم حياً يرزق، فإن كان حياً لا بد أن يأتي في يوم من الأيام ويسألني عن البر والمحبة والإخلاص فماذا أجيبه وبيننا عهد أمام الكاهن الذي عقد قراننا، سرحني لوجه الله ودعني أبحث عنه واعتبر أن ما قمت به كنت تبتغي فيه وجه ربك.

وابتعد الرجل وهو يغض الطرف بعد الذي سمعه ورآه وصار واحد من أفراد عائلتها الذين لم يقدر الله فيما بعد أن يقع نظرها على أي منهم ... وجاء الخبر اليقين وتأكدت من مقتل زوجها في سجن ماردين وقبيل الترحيل، وتم قيدها في سجلات الكنيسة كأرملة وتزوجت من جديد ورزقت بأولاد أحدهم صاحب هذه القصة ... وهم جميعاً الآن بين يدي الخالق ونطلب لهم الرحمة .

الأربعاء، 29 يوليو 2009

عقد لمدة 22 عاما والمقابل اقل من السعر العالمي والمجرم يارون مدير الشركة المستوردة شارك في مجزرة صبرا وشاتيلا.السفير ابراهيم يسري: مصر اصبحت عزبة خاصة






قال السفير المصري ابراهيم يسري الذي اقام دعوى قضائية لوقف تصدير الغاز المصري لاسرائيل، ان كشف النقاب عن صفقة جديدة لتزويد اسرائيل بالغاز لاثنين وعشرين عاما يعني ان مصر تحولت الى 'عزبة خاصة موروثة لأشخاص لا يخشون رقيبا' حسب تعبيره.
واضاف السفير يسري وهو دبلوماسي مخضرم وخبير في القانون الدولي 'ان عقد صفقة جديدة لا نعرف عنها الا من الصحف الاسرائيلية يمثل منتهى الاستهتار بمصلحة البلاد بإهدار ثرواتها'، وتساءل 'ان مصر لا تملك فائضا من الغاز لتصدره اصلا، وهي تحتاج الى كل قدم مكعبة منه، فلماذا نبيعه لإسرائيل بسعر يقل باثني عشر دولارا عن السعر العالمي؟'.
وأكد ان كل القوى السياسية في مصر الآن متحدة في سبيل وقف تصدير الغاز لاسرائيل، واستشهد بالوقفة التي شاركت فيها كل الاطياف السياسية قبل ايام ومنها جماعة الاخوان وحزب التجمع.
وكانت صحيفة 'دي ماركر' العبرية كشفت النقاب عن أنّ شركة (EMG) المصرية ـ الإسرائيلية المسؤولة عن توريد الغاز الطبيعي المصري للدولة العبرية، وقّعت أمس الأول، على صفقة جديدة لتوريد كميات ضخمة من الغاز الطبيعي لإسرائيل لمدة 17 عاماً، وجاء أيضاً انّه من حق الشركة الإسرائيلية أن تمدد العقد لمدة خمس سنوات إضافية. وأوضح مراسل الصحيفة العبرية، وهي صحيفة اقتصادية تابعة لمجموعة 'هآرتس'، أفي بار إيلي، أنّ شركة (EMG) المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي يوسي ميمان، وهو صاحب القناة العاشرة التجارية في التلفزيون الإسرائيلي بالشراكة مع الحكومة المصرية، اتفقت مع شركة (دوراد) الإسرائيلية العاملة في مجال توليد الكهرباء على توريد 12.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، فى صفقة جديدة تتراوح قيمتها بين 2.1 و2.5 مليار دولار.
ويشار في هذا السياق إلى أنّ المدير المشترك لشركة (دوراد) الإسرائيلية هو الجنرال في الاحتياط، عاموس يارون، الذي كان يتبوأ منصب المدير العام لوزارة الأمن الإسرائيلية. وكانت محكمة بلجيكية أمرت في العام 2003 بمحاكمة الجنرال يارون بسبب تورطه في مجزرة صبرا وشاتيلا في العام 1982 ونسبت له تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
واوضح السفير يسري ان عقد الصفقة الجديدة عبر الشركة يهدف لتجنب تعرضها للطعن باعتبارها صفقة خاصة وليست بناء على قرار وزاري، وتعهد التقدم بطعن قضائي لوقف الصفقة فورا باعتبارها قائمة على 'قرار اداري اعتباري كما ان الغاز الذي يهدرونه ملك للمصريين جميعا'.
واشار الى خطأ الشائعات التي ترددت حول فشل الدعوى القضائية، وقال 'لقد خسرنا الشق المستعجل من الدعوى الا ان المحكمة ستنظر في الشق الموضوعي في في أيلول /سبتمبر المقبل، ونحن واثقون من النجاح كون معنا حكم ابتدائي وايضا تقرير من مفوضي الدولة يؤكد ان هذه الصفقة باطلة وتضر المصلحة العامة'.
وأكد المراسل الإسرائيلي على أنّه في السابق تمّ الاتفاق بين الشركتين الإسرائيلية والمصرية على أن تقوم الشركة المصرية بتزويد الإسرائيليين بالغاز لمدة عشرين عاماً، بقيمة 2 مليار دولار، ولكن منذ التوقيع على الاتفاقية بين الشركتين قامت مصر برفع سعر الغاز المعد للتصدير، كما لفتت الصحيفة إلى أنّه قبل حوالي ثلاثة أشهر قامت شركة EMG بإبلاغ الشركة الإسرائيلية بأنّها سترفع سعر الغاز المعد للتصدير، وبعد ذلك بدأت المفاوضات مرّة أخرى بين الشركتين للتوصل لاتفاق جديد.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية أيضاً إلى أنّ شركة (دوراد) الإسرائيلية يملكها عدد من رجال الأعمال في الدولة العبرية، كما أنّ الحكومة الإسرائيلية تملك 37.5 بالمائة من الشركة المذكورة، كما أنّ هناك شركة تركية تملك 25 بالمائة من الشركة.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية على أنّ الاتفاق الجديد بين الشركتين سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز في الدولة العبرية بنسبة 10 بالمائة حتى 30 بالمائة.
ونقلت تقارير عن مسؤول في وزارة البترول المصرية قوله: 'إن من حق شركة (EMG) شرق المتوسط المسؤولة عن توريد الغاز الطبيعى المصرى لإسرائيل توقيع أى عقود تجارية مع شركات أو أفراد داخل إسرائيل شريطة التنسيق مع الجانب المصرى'.
وأوضح أن الاتفاق الموقع بين الحكومة المصرية ممثلة فى القابضة للغازات الطبيعية 'إيجاس' عام 2005 مع شركة 'غاز شرق المتوسط' التى أسسها رجل الأعمال المصرى حسين سالم لتصدير الغاز لمدة 20 عاما، يعطى للشركة الإسرائيلية حق تنظيم التعاقدات التجارية بالأسعار التى تراها مناسبة لها.
وأكد أن هذه العقود التجارية تختلف تماما عن الاتفاق السياسى الذى وقعه وزير البترول المصرى سامح فهمى ووزير البنية التحتية الإسرائيلى السابق بنيامين بن أليعازر فى حزيران /يونيو 2005 لتصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل لمدة 20 عاما بدأ العمل به فى 2006.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنّه بموجب الاتفاقية الجديدة تلتزم شركة (EMG) بتوريد الغاز الطبيعي لشركة (دوراد) لمدة 17 عاماً، بالإضافة إلى ذلك، يمنح العقد الحق لشركة (دوراد)، بتمديد فترة التصدير لمدة خمس سنوات إضافية.

- نقلاً عن صحيفة القدس

الخميس، 23 يوليو 2009

قلناها مراراً ونؤكدها. من واقع إيماننا بأن الحق العربي الفلسطيني لايتحقق إلا بإزالة الكيان الغاصب.هذا رجل دين يهودي يقر بزيف إدعاءات المجرمين الصهاينة

هل تتخيلون رجل دين يهودى يعلنها صراحة فى أهم محطة تليفزيون أمريكية قائلا : يجب ألا تكون هناك دولة إسمها ' إسرائيل '!!

هذا هو حديث الشعب الأمريكى الآن بعد المقابلة التلفزيونية التى أجراها Neil Cavuto من محطة FOX NEWS الأخبارية مع رجل الدين اليهودى الأرثوذكسى الراباى Yisroel Weiss

وبالطبع نظراً لأهمية المقابلة والتي أطلقت عليها محطة الأخبار FOX NEWS اسم : أهم مقابلة تلفزيونية في التاريخ .

THE MOST IMPORTANT INTERVIEW ON EARTH

وهاهى الترجمة بالعربية:

أجرى نيل كافوتو Neil Cavuto : مقابلة لعلها أهم مقابلة تجرى هذه الأيام لأنها سفهت بشكل واضح وبعبارات صريحة تلك الكذبة الشيطانية التي خدعت ذوي النوايا الحسنة حول العالم وأقنعتهم بدعم هذا الشيء الشرير والبغيض الذي يسمي نفس 'الدولة اليهودية '..

الراباى Yisroel Weiss من جماعة اليهود المتحدون ضد الصهيونية يقول ل Cavuto وللعالم أن إسرائيل أفسدت كل شيء على الناس جميعا اليهود منهم وغير اليهود .

الراباى Weiss: هذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذو هدف قومي للحصول على قطعة أرض وجميع المراجع قالت أن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية وهو أمر محرم قطعا في التوراة لأننا منفيون بأمر من الله .

Cavuto -المذيع : ما المانع إذن في أن تكون لكم دولة؟ وما المانع في أن يكون لكم بلد تنتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لكم حكومة؟

الراباى Weiss: يجب أن لا تكون لنا دولة .

يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين مخلصين يعبدون الله ويتصفون بالرحمة الربانية .

وعلى العكس مما يعتقد الناس هذه الحرب حرب ليست دينية . فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان .

Cavuto- المذيع: دعني أسألك هذا السؤال أيها الراباى .. هل كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية .

الراباى Weiss: نعم كانت أفضل بنسبة 100%.... ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تعيش هناك وغيرها من الجاليات في أماكن أخرى بأنهم كانوا يعيشون في توافق ، وأنهم ناشدوا الأمم المتحدة بذلك حسب الوثائق التي بحوزتنا .. حيث أن كبير حاخامات اليهود في القدس قال : نحن لا نريد دولة يهودية .

وعند اتخاذ قرار قيام إسرائيل تم تجاهل سكان ذلك البلد من المسلمين والمسيحيين واليهود ؟.

Cavuto- المذيع: على أية حال لم يكن لديكم بلد تنتمون إليه ، وكنتم غرباء لدرجة أنكم تعرضتم للاضطهاد والقتل عبر الألفية الماضية ، وخصوصاً ما حدث قبل خمسين أو ستين عاما؟

الراباى Weiss: هنالك قتل بسبب معاداة السامية ، وهنالك موضوع آخر . عندما تثير العداء بخلق معاداة السامية من خلال الصهيونية . أي بعبارة أخرى أن الأمر لم يأتي بدون سبب . حيث أنك تطرق نوافذ جيرانك وتدعوهم إلى معاداة السامية .

Cavuto- المذيع: أنت يهودي أرثوذكسي حسب علمي . ما هو رأي اليهود التقليديون في ذلك الموقف؟

الراباى Weiss: الرأي الغالب لدى اليهود هو : صحيح أنه لا يجب أن تكون لدينا دولة ... ولكنها قامت ... غير أن الدعاية الصهيونية بأن العرب يريدون رمي أي يهودي في المحيط ، وبأن هنالك حقد دفين ضد اليهود . مكن الصهاينة من إقناع الكثيرين من اليهود ، وهو ماجعل هؤلاء اليهود يخافون من العودة إلى تلك الأرض .

Cavuto- المذيع: حسنا ... لا يمكنك أن تلومهم فهذا صحيح ... أقصد أن لديك مثلا رئيس إيران الذي يقول أن المحرقة لم تقع أصلاً ، ولو كان الأمر بيده لدمر إسرائيل وقضى على جميع اليهود .

الراباى ويس Weiss:هذا كذب واضح . فهو لديه جالية يهودية في إيران ، ولم يقتلهم عندما سنحت له الفرصة بذلك

المذيع -Cavuto: إذن أنت لا تأخذ كلامه على أنه يريد قتل اليهود؟

الراباى Weiss: بل هو يريد تفكيك الكيان السياسي ... وفي الحقيقة نحن مجموعة من رجال الدين اليهودى (Rabbis) ذهبنا لزيارة إيران العام الماضي ، وإستقبلنا القدة الأيرانيون ، وإلتقينا بنائب الرئيس حيث أن الرئيس

كان في زيارة إلى فنزويلا في ذلك الوقت ، وإلتقينا كذلك بالزعماء الروحيين ، وكلهم بينوا وبكل صراحة بأنهم ليسوا في نزاع مع اليهود .

Cavuto - المذيع: إذن أيها الحاخام أنت تعتقد أنه طالما أن إسرائيل موجودة فلن تأتي بخير ..

الراباى Weiss: اليهود يعانون ، والفلسطينيون يعانون ، ونحن نصلي من أجل التعجيل بتفكيك هذه الدولة اليهودية بطريقة سلمية .

Cavuto- المذيع: إنه لأمر مثير أيها الحاخام . فهي وجهة نظر لا نسمع عنها في الغالب .

الراباى Weiss: لا بد من نشر هذا اللقاء في جميع أنحاء العالم بأسرع ما يستطيعه البشر. وهو بين يديك .

إنتهت المقابلة ..

- نص المقابلة على الهواء باللغة الأنكليزية :

إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي. هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي.القدرة العسكرية لأيران فيديو1- من11


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي .. هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران . فيديو2


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي . هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران .فيديو 3


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي .. هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران . فيديو4


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي .. هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران . فيديو5


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي .هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرات العسكرية لإيران . فيديو 6


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي .هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران . فيديو 7


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي .هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران . فيديو 8


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان3 الأسرائيلي .هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران .فيديو9


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان الأسرائيلي . هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران .فيديو 10


إحتمالات المواجهة المتوقعة في أكتوبر القادم مع الكيان5 الأسرائيلي .هل تتغير الخريطة السياسية ويتم الحسم الأستراتيجي . القدرة العسكرية لأيران فيديو11


الثلاثاء، 21 يوليو 2009

الرئيس الأسد وعقيلته يزوران عائلة الطفلة خولة التي تعرضت لاعتداء من 4 شبان





قام الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته بزيارة عائلة الطفلة خولة ( 4 سنوات ) التي تعرضت لاعتداء جنسي بشع قبل نحو ثلاثة أسابيع من قبل أربعة شبان خلال حضورها حفل زفاف مع عائلتها.
وقال حسن والد الطفلة خولة لسيريانيوز "فوجئنا ليلة أمس بقدوم السيد الرئيس وعقيلته، دخل منزلنا وكان يحمل بيده دراجة هوائية قدمها للطفلة وجلس على الأرض" وأضاف الأب " لقد حول السيد الرئيس حزننا إلى فرح وقلت للرئيس لقد أنسيتنا حزننا بحضورك، فقال إنه مهتم بالموضوع ،وبعلاج الطفلة، والقانون سيأخذ مجراه في الجريمة والفاعلون سيعاقبون مثل غيرهم ولا داع للقلق " وقالت جواهر أم الطفلة " نشكر الرئيس وعقيلته وكل الخيرين الذين ساعدونا وسيساعدوننا في علاج خولة " . وأضافت الأم " كانت الزيارة لا توصف،جلسا على الأرض معنا وقدما لخولة الهدية ولشدة فرحتنا لم نفطن إلى تقديم الضيافة لهما،ونعتقد أن فرحتنا ودموعنا بقدومهم هي أصدق ما نقدمه" . وفور شيوع خبر قدوم الرئيس وعقيلته تجمع في المكان مئات من أهالي حي الحيدرية – بعيدين. وقال عبد الله عيد من أهالي الحي " زيارة الرئيس لحينا تعطينا الثقة في حصول كل إنسان على حقه وتحقيق العدالة ،و الشعور بالأمن والطمأنينة، ونثمن غالياً هذا الاهتمام بمشاكل المواطنين ومشاركتهم آلامهم ومصابهم وزرع الفرح في نفوسهم" . وآثار الاعتداء على الطفلة الذي سبب لها أذيات جسدية ونفسية كبيرة استنكاراً واسعاً لدى الرأي العام في حلب وعموم سورية، حيث أنشأ ناشطون سوريون على الانترنيت مجموعة للتضامن مع الطفلة . وكانت شرطة وجنائية منطقة جبل سمعان قامت بتحقيقات ميدانية سريعة في مسرح الجريمة بإشراف العميد محمد عيسى قائد المنطقة أثمرت عن إلقاء القبض على ثلاثة من الشبان الأربعة بعد وقوع الجريمة بأقل من ثلاث 3 ساعات بينما تم القبض على الرابع بعد يومين .
- نقلاً عن موقع سيريا نيوز .

تعليق الرحالة العربي ابن الجبيلي :

أجمل الناس من يقود الإنسانية.
الوحوش البشرية موجودة في كل زمان ومكان . ونحمد الله أنهم في بلادنا رغم الصدمة الفاجعة التي حدثت ظاهرة نادرة جداً في شواذها .ورغم الألم الذي لايوصف في أعماقنا تجاه الطفلة الملاك . إلا أن موقف وسلوك السيد والأخ والأب الكبير بشار حافظ الأسد وزوجته العظيمة قد أعاد لكل المفجوعين بالحدث تجديد الأمل بعدالة القانون والقضاء . إن إعتزازنا لاحدود له بمكانة قائدنا العظيم وتمتعه بالقدرة الحضارية على قيادة الإنسانية كلها نحو شاطىء العدل والحب والسلام. حماك الله ياحبيب الملايين صغاراً وكباراً . حماك الله أيها القائد الإنسان .

كتب محمد شعبان وهو شاهد عيان عما حصل في إيران خلال فترة الأنتخابات الرئاسية التي أثارت جدلاً ، ومضاعفات وتدخلات من أطراف خارجية متخصصة في التشويش .


تسابقت أقلام بعض الكتاب العرب على استغلال الازمة التي شهدتها إيران بعد الإنتخابات الرئاسية لتمرير أفكارهم السامة عن علم ، وعن غير علم ، تمثل وجهة النظر الصهيونية التي لا تنفك عن كيدها للجمهورية الإسلامية نظراً لما تمثله الأخيرة من خطر على وجودها. والغريب أن بعض قادة الكيان الإسرائيلي اكتفوا ببعض التعليقات البسيطة التي تنم عن تحفظ على ما يجري في إيران، بينما تكالبت البلاد الغربية، وبعض الأقلام العربية على تناول ما جرى في إيران على أنه تهديد لحرية الرأي والإنسان، وكأن الإسرائيليين وجدوا من يقوم مقامهم ويؤدي ما قد يعجزون عن أدائه في هذه الفرصة الذهبية التي لن تتكرر.
ولا أعلم إن كان التشكيك بإنتخابات بلد دون دليل دامغ، يعتبر حرية رأي ومصداقية صحافية، وأن خوف هؤلاء على سلامة وصحة من يدعي تزوير الإنتخابات من أنصار المرشح الخاسر في الإنتخابات مير حسين موسوي يمثل الخوف على مصلحة الشعب الإيراني، والمضحك أن دولاً عربية بدأت تقرع طبول الإنذار بموت الديمقراطية في إيران، ونسوا أنهم يغطون في سبات الذل والاستبداد، ولو حدث في بلدانهم ما حدث في إيران، لما توانوا عن سفك دم كل من تسول له نفسه الوقوف بوجه إنتخاباتهم التي نعرف نتيجتها قبل التصويت. ثم ماذا عن الملوك الذين يتوارثون السلطة أباً عن جد، ويسلمون أولادهم أهم مناصب الدولة بغض النظر عن وعيهم وأهليتهم. هؤلاء يسكنون بيوتاً من زجاج.
ولأنني أقيم في إيران، فأنا أرى الواقع بأم عيني، وكما قيل: بين الحق والباطل أربع أصابع، فالحق في أن تقول رأيت لا أن تقول سمعت. لقد رأيت كيف عبر الجمهور الإيراني عن ديمقراطيته الخاصة في مرحلة ما قبل الإنتخابات بالتظاهر وترويج الحملات الإنتخابية التي حسب مشاهدتي كانت قمة في الوطنية، وكانت الشوارع تعج بالناس من أنصار فلان وفلان، وفي ساحة واحدة، ورغم أن الهتافات كانت متعارضة، إلا أنه لم تسجل اي أعمال شغب تذكر، وقبل يوم من الإنتخابات، منعت الحكومة الحملات الإنتخابية حتى تتم الإنتخابات بهدوء ودون انتهاكات، وفي يوم الإنتخابات، كان المشهد الذي تفتقر إليه بلدان أولئك المتقولين.
وبعد ذلك حدث حسب اطلاعي واستكشافي للشارع الإيراني أن حاز أحمدي نجاد على دعم أكثرية معظم المدن الإيرانية، ومن يعرف أحمدي نجاد، لا يستغرب أن يكون قد حصد كل هذه الأصوات، كونه محبب من قبل الطبقة الفقيرة في البلاد المتركزة في جنوب طهران وفي باقي المدن والأرياف، في حين يحظى موسوي بدعم الطبقات الأكثر ثراء إضافة إلى فئات أخرى في المجتمع ونسبة كبيرة من الجاليات الإيرانية المقيمة في الخارج. ولأن بعض الإعلام العربي الذي يتمتع 'بالحرفية' المزعومة، يرى الأمور من الجانب الذي يستهويه، تناول التجمعات الشعبية التي لم تقبل أن يهزم مرشحها موسوي في الإنتخابات على أنها 'أغلبية الشارع الإيراني' بالرغم من أنها حتى لاتمثل أغلبية طهران. البعض منها تحدث عن المظاهرة المؤيدة لموسوي والتي بلغ المشاركون فيها أكثر من مليون شخص في طهران، وكأنهم لا يعرفون أن هذا الرقم لا يشكل نسبة تذكرمن سكان العاصمة الذين يتجاوز عددهم 16مليون نسمة. ومن ثم إن ما جرى في شوارع طهران من اشتباكات بين قوات حفظ النظام ومن أسماهم ذلك الإعلام' بالمنتفضين' تحدث في أكثر الدول تقدماً، سيما وأن المتظاهرين استخدموا العنف، واعتدوا على المرافق العامة في المدينة وبعضهم أقدم على الإعتداء على أفراد فقط لأنهم اختاروا أحمدي نجاد. وهذا ما شاهدته بأم عيني. لذا كان من الطبيعي سقوط ضحايا من الطرفين وأعني المتظاهرين وقوات حفظ النظام. أما ما قامت به قناة 'العربية' من نقل أخبار عن موقع 'تويتر' وكأن الموقع أصبح وكالة أنباء، علماً بان الموقع هو للتعارف وتشكيل صداقات، فذلك يدل على مدى 'الحرفية والمصداقية' التي تتمتع بها القناة.
ووسائل الإعلام الغربية متورطة أكثر من العربية في حملتها ضد إيران وبث أخبار لا تمت إلى الواقع بصلة، لكننا اعتدنا على ذلك، وألفنا انحياز الغرب لمصالحه على حساب مصالح شعوب العالم الثالث.
فعملت على تحريك موسوي وأنصاره وأعلنت تضامنها معهم، لذلك لم أستغرب ردة فعل هؤلاء 'المنتفضين' على نتيجة الإنتخابات، لأنها خيبت آمالهم، وحطمت أحلامهم في تحويل بلدهم إيران إلى شاكلة الغرب، فهم يمثلون الطبقة الغنية وبعض من طلاب الجامعات و طامحين آخرين، بُهروا بالغرب و'بتحرره الأخلاقي'، ومجتمعاته التي تخلو من ضوابط، فعمت قلوبهم الديمقراطية الغربية ونسوا انتمائهم وحضارتهم وتاريخهم ليهرولوا خلف تلك الدول التي حاولت بكل الوسائل التدخل في شؤون بلادهم والعبث في أمنه. وقد أقدمت بريطانيا على إعداد موجات بث جديدة لقناتها الفارسية الـ'بي بي سي' وذلك سعياً منها للنفوذ إلى المجتمع الإيراني، ناهيك عن الإختراقات التي سجلتها إيران عليها ولم تكشف عنها بعد. وسارعت دول أخرى لتوظيف الإنترنت وتقديم خدمات مجانية لجهات في إيران حتى تستطيع التأثير على أكبر قدر ممكن من الشباب. وما لفت انتباهي أنهم كانوا منظمين بطريقة تدل على انهم تلقوا تعليمات، وذلك أن بعضهم عمدوا إلى إغلاق الطرق باستخدام باصات النقل العام، وأحرقوها، وكان تجاوبهم سريع لأي نزول إلى الشارع وفي المنطقة الواحدة، وراعني ما شاهدت من تحريض لبعض طلاب جامعة طهران المقيمين في السكن الجامعي الذي أقيم فيه، ورأيت بأم عيني كيف أقدم بعض الشباب من غير الطلبة خارج السكن إلى الدخول إلى الوحدات السكنية وحث بعض الطلاب على المشاركة في تظاهرات وأعمال شغب قاموا خلالها بحرق الممتلكات العامة، حتى أنهم حاولوا أخذ رهائن من شرطة مكافحة الشغب واستدراجها إلى داخل السكن وتحويله إلى ساحة حرب شوارع حقيقية.
أكاد أجزم أن كل ما جرى من تلك الأحداث مخطط له قبل الإنتخابات، وأدرك تماماً أن الحكومة الإيرانية هنا لم تتوقع أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، لكن العبرة هنا واضحة لكل الدول العربية في أن ما يسمى بالدول العظمى، لا تقف موقف المتفرج من كل أزمة أو اضطراب في هذه البلدان، وإنما هي لاعب رئيسي يسعى لتحقيق مصالحه من خلاله .
ا

الاثنين، 20 يوليو 2009

مسؤولي إدارة ( مجرم الحرب بوش ) من مزابل التاريخ إلى بعض محاكم التاريخ

قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية في مقالا لمراسلها في نيويورك، بول هاريس، بعنوان "رجال بوش المهمون يواجهون استجوابا بشأن التعذيب وفرقة الموت".ويقول المراسل إن الولايات المتحدة تستعد لإجراء سلسلة من التحقيقات قد تنتهي بكبار مسؤولي إدارة الرئيس السابق جورج بوش إلى مواجهة الكونجرس من خلال محقق خاص وربما مواجهة تهم جنائية.وستسلط تحقيقات الكونجرس الضوء على السياسة التي اتبعتها إدارة بوش بشأن التعذيب وبرنامج الاغتيالات السري الذي تبنته وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي إيه"، بما في ذلك الأدوار التي اضطلعت بها بعض الأسماء الوازنة مثل نائب الرئيس السابق ديك تشيني ووزير الدفاع السابق، دونالد رامسفيلد

وقد استدعى الكونجرس خلال تحقيق يجريه بشأن إقالة مدعين عامين اتحاديين مستشار بوش السياسي، كارل روف، الذي اضطر إلى المثول أمامه بهدف الإدلاء بشهادته وراء الكواليس. وبالمثل، فإن لجنة الاستخبارات في مجلس النواب طلبت الاطلاع على وثائق "سي آي إيه" بهدف فحصها قائلة إنها ستقيم مدى قانونية احتفاظ الوكالة بفرقة اغتيال سرية دون علم الكونجرس، وتشير الأنباء إلى أن تشيني شخصيا أمر بإنشاء هذه الفرقة.ويمضي المقال قائلا إن خطوات التحقيق التي يباشرها الكونجرس تكشف عن رغبة طالما راودت أركان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بشأن فحص مزاعم انتهاك الدستور الأمريكي المنسوبة إلى بعض أركان إدارة بوش

وتنطوي هذه التحقيقات على احتمال أن تخوض إدارة أوباما صراعا مريرا مع الجمهوريين الذين من المرجح أن يصوروا أي محاولة للتحقيق في مزاعم انتهاك القوانين الأمريكية على أنها من قبيل شن "حرب شعواء" على الحزب الجمهوري.ويواصل الصحفي قائلا إن التحقيقات التي يجريها الكونجرس تسير على عكس رغبات بعض أركان إدارة أوباما بمن فيهم أوباما نفسه الذي لا يريد أن يصرفه الماضي عن تحقيق أهدافه بما فيها التعافي الاقتصادي وإصلاح النظام الصحي.وقد لا تكون لأوباما كما يقول الكاتب الكلمة الفصل فيما يخص القضايا الشائكة التي سيحقق فيها الكونجرس

ويعكف كبار الساسة في الكونجرس على إجراء تحقيق بشأن نشاطات "سي آي إيه" خلال إدارة بوش، وخصوصا المزاعم بأنها أخفت عن الكونجرس برنامجا سريا كان يهدف إلى اغتيال كبار زعماء القاعدة. وربما يفضي التحقيق الذي سيجريه الكونجرس في هذه المزاعم إلى استدعاء مسؤولين أمريكيين سابقين من ضمنهم تشيني.ويرى محللون أن طول أمد التحقيقات من شأنه أن يضعف الرأسمال السياسي لإدارة أوباما في وقت تواجه فيه معركة صعبة بشأن إصلاح نظام الرعاية الصحية

السبت، 18 يوليو 2009

أبا عمار .. بالصمت كلنا متهمون ... بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي




كنت قد آليت على نفسي ألا أشترك في الإدلاء بأي رأي أو موقف من واقع الخلافات والسلبيات التي عصف بحياة أهلنا في فلسطين الذين يستحقون قيادات على مستوى الصراع الوجودي مع الكيان العنصري الصهيوني النازي المجرم ، ولكن ماحدث في الأمس . فرض علي أن أخرج عن صمتي المؤقت من موقع الوفاء لرجل وقائد وأب عظيم كالشهيد البطل ياسر عرفات . لقد كسرت الجرة على رؤوسنا جميعاً ونشرت إشعاعات نووية ليس على مستوى جغرافيا العقول والضمائر الفلسطينية والعربية فحسب . بل على مساحة الشرفاء في العالم أجمع . إن توجيه إتهامات مباشرة لبعض الشخصيات الفلسطينية بالتواطىء والمشاركة مع مجرمين صهاينة في إغتيال هذا القائد الرمز وشخصيات أخرى . يوجب علينا أن نضع أيدينا على قلوبنا من هول اللحظة البركان ، ورغم إيماننا بالقاعدة القانونية التي لم يعد معترف بها في كثير من الدول . حيث المجرم بريء حتى تثبت إدانته ، لكنه في علم السياسة تقرأ الأشياء ما بين سطور المصالح . إن ما آل إليه وضع الخلافات التناحرية بين القيادات والفصائل الفلسطينية وداخل أبرز منظماتها ( فتح ). يعكس الصورة السلبية لتعثر مشروع النضال الفلسطيني ، ويوجب على بعض القيادات التي تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة أن تعود إلى صفوف الجماهير ، لتتعلم منها أصول العزة والكرامة ، والوفاء لكل القيم الوطنية التي لاتستقيم معها مهادنة العدو والمواقف الشاذة عن أصالتنا وأخلاقنا القومية ، والعبث بالأمن النضالي . بل قيام البعض بتقديم خدمات لمخابرات العدو عن بعض الدول العربية والإسلامية ، والتنكرلتضحيات الشهداء التي شكلت قداسة الحق والكبرياء الفلسطيني والعربي ، والتمسك بوهم سيادة سلطة عاجزة عن الدفاع عن شعبها وأمنه ونصرة قضاياه المختلفة . كل هذا لايقدم فرصة لبناء مستقبل عزيز كريم لهذا الشعب عبر العلاقة والتنسيق الأمني وغيره مع اللصوص الذين سرقوا الأرض والعرض والتاريخ والأمان ، إن أي عاقل سواء كان مواطناً أو سياسياً أوقائداً مسؤولاً لايمكنه أن يدعي الوطنية في الوقت الذي يكافىء به المحتل الغاصب والقاتل على فعلته . إن حق النضال حتى تحرير الأرض كاملة من البحر حتى النهر . حق مقدس سيبقى في وجداننا وثقافتنا وإيماننا ، وفي ذاكرة الأجيال تلو الأجيال مهما حال الخنوع وضعف الإيمان عند بعض القيادات الفلسطينية والعربية الذين يحاولون خطف هذا الحق الأبدي ، وتركيز الجهد على عبثية تسويات سياسية جعلت العدو أكثر وحشية وغروراً لأنه لم يجد القوة التي تفرض وتحمي السلام المنشود ، والذي لن يتحقق مادام هناك شبر من الأرض تحت الأحتلال . هؤلاء العبثيون ليسوا سوى أفراد لامكان لهم في ضمير وتاريخ الأمة ، وسيبقى كل شهيد آمن بهذا الحق ونصرته نبراساً لنا ولأطفالنا الذين نريدهم أن يدخلوا بوابات الحياة بعزة وكبرياء وإنصاف وكرامة ، وكل من خالف هذا التوجه له حق الأختيار بأن يكون تحت مزابل التاريخ كما حال المجرمين الذين تجرؤا على إغتيال القائد والإنسان الذي أحببناه بكل ذرة من كياننا ، وإتفقنا معه وإختلفنا ، وكان له ما له ، وعليه ماعليه ، وكان لابد من الأتفاق والإختلاف فهذه سمة الحياة الفكرية والإنسانية . نختلف كي نتنافس على خدمة الشعب وبناء الوطن . لا على الحقد وضيق الصدر والهدم والدمار . حتى يأذن الزمن بصحة الموقف من عدمه . لكننا لانخون الأمانة ونتنكر لتضحيات الأجيال التي آمنت بالله والواجب الوطني والقومي على مساحات الوعي ، وتعزيز الإرادة ، وحشد الطاقات المختلفة حتى إحداث تغيير نوعي يعيد الأرض السليبة ، وينهي هذا الظلم التاريخي لشعب علم العالم طريق الأصرار على تحقيق النصر على النازية الجديدة . إن فتح مقبلة على عقد مؤتمر سيؤثر إيجاباً أو سلباً على مستقبل الواقع الفلسطيني ، وأي إنحراف عن تاريخ ونضالات وتراث أبنائها الأوائل سيعتبر إغتيالاً متجدداً لزعيم النضال الثوري العربي في القرن العشرين ، وقد تكون له تداعيات خطيرة على العلاقات الفلسطينية العربية ، وهي في حالة تشكو مسبقاً من الشوائب . وعلى الحكمة أن تنتصر للرجل الذي أعطى بلا حدود ، وكان جزءاً من تاريخنا العربي بكل أماله وآلامه وأمجاده طوال أربعين عاماً ، وكان الأقرب إلى نبض الشعب ، وإلى عائلات الشهداء والأسرى الذين يشكل الوفاء لهم ولتضحياتهم بوابة الحرص على الشموخ والوطنية ، واليوم إلتحق بهم مغدوراً لأنه لم يخضع لرياح الترهيب ولغة التنازلات ، ومن واجبنا أن نكون أوفياء له . لا بدفن وتعطيل الجهود لمعرفة حقيقة إغتياله . بل بالأصرار على كشف الحقيقة كاملة ، وتبرئة أنفسنا جميعاً من موقف الصمت المخزي تجاه هذا الرجل العملاق . الأبي الرافض لكل ألوان المذلة والهوان . إن المطلوب ألا تعمق الشخصيات الفلسطينية المختلفة من الجراح وتستكين للأصوات الطفيلية الموتورة الناشطة هذه الأيام ، وعزل الأخ المحترم فاروق القدومي من مسؤولياته في فتح أو غيرها . لن يحل هذا الوضع المأساوي والخلافات حول المناهج . بل ربما يزيدها حرارة وقسوة وتناحرات وعنف ، المطلوب أن يسعى كل الفرقاء إلى وحدة موقف من الشهيد الراحل بالمطالبة والأصرار على تشكيل لجنة عربية محايدة ترتبط مع إنشاء محكمة عدل عربية خاصة . وإن لم يسمح النظام الرسمي العربي بها وهو الملوث ببعض أشكال التبعية والخيانة ، فلتكن لجنة شعبية عربية من أعلى المستويات القضائية في النزاهة والإنصاف ، ولاأعتقد بالتأكيد أن الواقع الدولي يساعد بحق على تشكيل لجنة دولية كمثيلاتها بهذا الشأن . وإلا لكنا أول المطالبين بذلك ، ومن نافل القول أنه لاخير في أمة يغتال شهداؤها على مذبح الظلم والإرهاب الصهيوني وتبقى أسيرة العجز والصمت . رحمك الله يا أبا عمار ياأشجع الرجال .. الرجال . رحمك الله أيها الفارس العملاق ، ورحم كل الشهداء الذين سبقوك ولحقوا بك ، والمنتظرون من شهدائنا الأحياء لينضموا إليك عند الرفيق الأعلى ، وكأني أرى أرواحهم الطاهرة تخاطبك اليوم في السماء : عذراً يا أطيب القادة ، وأعظم الأوفياء . لم تلد فلسطين مثلك حتى اليوم ، وكلنا مساهمون بصمتنا وترددنا وخضوعنا لمجاهيل إغتيالك .

الجمعة، 17 يوليو 2009

من مشاركات الأصدقاء و معلومات مثيرة من تاريخ حلب القديم تستحق التمعن والشكر لكل من ساهم في إعدادها ( السريانية وواقع اللغات بتاريخ مدينة حلب الشهباء



ان سكان حلب قبل الفتح الإسلامي ، سوريانيون ، يتكلمون اللغة السوريانية ، التي تعتبر ابنة الآرامية ، هذه اللغة التي تكلمها السيد المسيح ، و هي لغة الإنجيل ، و التي انتشرت جغرافيا فتكلمها أهل بلاد الشام و بلاد الرافدين و أهل بلاد النيل ( مصر الحالية ) و تكلمها الفرس في فترة من الفترات ، و تعتبر هذه اللغة توأم اللغة العربية.

و صمدت هذه اللغة أمام لغات الغزاة الفرس و اليونان و الروم لبلاد الشام ، و لكن بعد الفتح الإسلامي تضاءل استعمال هذه اللغة و اقتصرت على قرى محدودة كمعلولا و جبعدين ، و على رجال الدين من الطائفة السريانية في الكنائس ، و بقيت بقاياها في الكلام الذي يتناقله الناس في حياتهم اليومية .

و أورد في المقالة التالية نص أغلب كلماته سوريانية ، و يتضمن ألفاظا يتداولها الحلبيون يوميا دون أن يدروا بأنها سوريانية ، وفقا للمعجم السورياني ، و هي الكلمات التي وضعت بين قوسين :

-قام يوسف ليلبس ، (بحبش عالتاسومة و أكلت معو ) الشغلة نص ساعة ، و ما لاقى غير (الاسكربينه ) ، (بعق ) لأموا: صاير منظري (هردبشت )، و (عبيتمقلسوا ) علي رفقاتي ، ما (عبتطسي ) منظري .
- قالتلو أمه : حاج (تنق )، (التوك ) منك ، مو من رفقاتك ، بدك ( تتبهنك و تتبهور و تجخ ) وانت لسا (تلميذ ) ، بقا لما تصير (زلمه ) اش بتساوي ، ( انجوق ) رفقاتك و حاج ( تكر و تتسهسك ) معون ، (الصوج ) علي عطيتك وج ، استنا شوي ( بلكي ) بنزل بسوم لك ( كلاش ) ، مفكر حالك (حربوق )، خرج تشتري لحالك ، (أشكرة) بيضحكوا عليك ،أصلا مبين عليك (طشم ، و تنح ) .
(ردحلا ) وقال : (اتاري ، عبتخاوزي ) بيني و بين اخواتي البنات ، هنن بس ، بتاخدين (تش و بتزوزقين ) ، (مرستقين ) حالكون مع بعض ، بدي اشكيك لأبوي .
- قالتلو : حاج (تأنكل و تضرب عونطا و تفسفس ) لأبوك ،( اصطفل ) ، بدي اقولو عبتشرب (تتن ) ، و انو القصة (كيت كيت ) .
- قام ( تعشبق ) فيا ، و ( غبق ) ، و ( مجق ) ايدا ، و (شلح ) تيابه و ( زتون ، و تكمكر ) ، و قالا : دخيلك و الله ( بسرجلني ) .

و هذا النص مفهوم تماما للحلبيين و سوف اشرح بعض الكلمات التي وردت فيه بالفصحى لنلاحظ الفرق :
التاسومة و الاسكربينة : من أنواع الأحذية .
أكلت معو : أي استغرق .
هردبشت : معدوم الأناقة .
عبيتمقلس : يسخر .
عبتطس : ترى .
التوك : الخطأ.
تتبهنك و تتبهور و تجخ : تسرف في الصرف و تتظاهر و تنفق بلا طائل .
انجوق : دع .
عبتخاوز : تنحاز لجهة دون اخرى .
مرستقين : أموره مضبوطة و مستقرة .
مجق : قبل من القبلة .

أما اسم مدينة حلب فهو اسم سورياني بحت و يعني المدينة البيضاء ، فكلمة حلب تعني الأبيض بالسوريانية .
و ينفرد السوريانيون بتسمية الحليب حليبا بسبب بياضه ، بينما نرى أن بقية البلدان العربية تسميه لبنا .
و بما أن حلب مميزة بالحجارة الكلسية البيضاء ، فقد سميت المدينة البيضاء .
أما كلمة الشهباء فهي كلمة عربية أضافها العرب إلى اسم حلب ، و شهباء تعني الأبيض بالعربية ، و ذلك بقصد تفسير معنى كلمة حلب السوريانية .
و الرواية المشهورة أن إبراهيم الخليل عليه السلام كان لديه بقرة اسمها الشهباء ، و كان يجلس في قلعة حلب ، و يقوم بحلب البقرة فينادي الناس ( حلب الشهباء ) ، و يتسابقون لشرب حليبها ، و هي رواية مهزوزة ، لا دليل تاريخي لها .
فلا يمكن أن يسمي إبراهيم الخليل بقرته الشهباء ، و هو كما يجمع المؤرخون لم يكن يتكلم العربية ، و إنما الآرامية أو السريانية .

و من الأسماء ذات الأصل السورياني ، و التي تحملها العائلات الحلبية الحالية :
(برمدا): و تعني الابن الشارد أو ابن المدى ، و (داديخي): و تعني العم ، و (قطريب): و تعني ابن زوج المرأة ، و (صلاحية): و تعني الصحن الفخار الكبير ، و (عويرة): تعني المعبر ، و (مارتيني): مار تعني السيد و تيني هو التين أي سيد التين ، و (قرداحي): تعني الحداد الذي يتعامل مع الحديد و الاسلحة من سيوف و غيرها ، و(كيروز أو قيروز) : تعني الواعظ ، و (شحرور): تعني الأسود ، و (جوبي): من يعمل بالآبار و الجباب ، و (الشياح): من يعمل بالتذويب ، و (توما): من التؤام .

و من الأحياء القديمة في حلب و التي تحمل أسماء سوريانية :
يقول الحلبيون (بحسيتا اللي ما نسيتا) ، و بحسيتا هو اسم حي مشهور لدى الحلبيون ، كانت فيه دور البغاء المرخصة رسميا ، و التي ألغي ترخيصها في خمسينيات القرن الماضي ، و نقلت إلى حي الجورة في دير الزور وقتها .
و يوجد حالياً لوحة رخامية جديدة معلقة في مدخل حي باحسيتا ، تهدف إلى شرح مصدر التسمية ، و تقول هذه اللافتة أن سبب التسمية يعود إلى شخص اسمه (سيتا) باح بسر ما ، فسمي الحي (باح سيتا) .
و هذا خطا فادح ، فحسيتا بالسوريانية تعني المغفرة و الطهارة ، و با تعني بيت ، و يكون معنى الكلمة (بيت الطهارة و المغفرة) ، و يبدو أن معبداً أو مكانا مقدسا كان في ذلك الحي، و لذلك سمي بهذا الاسم حينها .
أما حي بانقوسا فهو بالسوريانية بيت الناقوس ، و الناقوس هو جرس الكنيسة ، و يبدو أن كنيسة كانت موجودة هناك فسمي الحي بهذا الاسم ، على خلاف بعض التفاسير التي تقول أن الاسم يعني (بان قوسها ).
و من أسماء الأحياء أيضا (الجلوم): التي تعني مكان جز صوف المواشي ، و (المعادي): و معناها التزعزع و الارتجاج و يبدو أنها كانت منطقة زلقة ، و (النيرب): و معناها المنبسط من الأرض أو الوادي طريق الماء ، و (جبرين): تأتي من جبرا و هو الرجل ، و (الشقيف): تعني الأرض الحجرية ، و (قنسرين): تعني عش النسور ، و (ميسلون): تعني مسيل الماء ، و (العرقوب): و هو كعب الرجل .


المراجع :
- نهر الذهب في تاريخ حلب - الغزي
-بقايا الارامية في لغة اهل صدد المحكية _فاضل مباركة
-لغة حلب السريانية _ جرجس شلحت .
-لغة السوريين لغات - سمير عبده.

الأربعاء، 15 يوليو 2009

مواقف طريفة تعكس مفاهيم أطرف - الكاميرا الخفية .. فيديو رقم ( 3 ) ...


مواقف غير مرغوب فيها .. فيديو رقم ( 2 )


مواقف غير مرغوب فيها .. حدث في روسيا ( فيديو رقم 1 ) ...


تحت عنوان ( عربدة اسرائيلية... بقناة السويس ) أبرزت صحيفة القدس مقالاً يتناول الموقف المصري الخطير بالسماح للقطع العسكرية للعدو الصهيوني بعبور القناة


ظلت وزارة الخارجية المصرية على مدى عقود، وحتى بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، من المؤسسات الوطنية المصرية الملتزمة بالثوابت العربية والاسلامية، وهذا ما يفسر استقالة اثنين من وزرائها (اسماعيل فهمي ومحمد ابراهيم كامل) احتجاجاً على معاهدات كامب ديفيد وزيارة الرئيس الراحل محمد انور السادات الى القدس المحتلة، ولكن يبدو ان هذه الوزارة بدأت تتخلى عن دورها هذا منذ ان تولاها السيد احمد ابوالغيط، وتنحدر الى مستويات متدنية لا تليق باسمها ولا تاريخها، ناهيك عن مكانة مصر وارث شعبها الوطني العريق على مر العصور.
بالامس اصدر السيد ابو الغيط 'فتوى' غريبة تحلل مرور الغواصات النووية والبوارج الحربية الاسرائيلية عبر قناة السويس عندما قال ان هذا العبور تحكمه اتفاقية القسطنطينية الموقعة عام 1888 والتي تتيح للسفن الحربية حق العبور في القناة طالما انها لا تحمل توجهات عدوانية تجاه الدولة التي تملك القناة.
فعلاً انها فتوى غريبة، ومضحكة مبكية في الوقت نفسه. فهذه الاتفاقية التي يتحدث عنها السيد ابو الغيط وقعت في زمن الخديوي واثناء خضوع مصر للاحتلال الانكليزي، وقبل قيام اسرائيل بأكــــثر من ستين عاماً، وفي عهد الصدر العثماني الاعظم السلطان عبد الحميد الذي حرّم على الاسرائيليين الاقتراب من الاراضي الفلسطينية، ورفض اقامة دولتهم عليها رغم عشرات الملايين من الدنانير التي عرضت عليه في حينها.
فإذا كانت الاتفاقية هذه ملزمة لمصر فعلاً، فلماذا لم تلتزم بها الحكومات المصرية المتعاقبة طوال تلك الاعوام، بما في ذلك حكومة الملك فاروق، بل وحتى حكومة الرئيس الراحل محمد انور السادات الذي وقع اتفاقات كامب ديفيد؟
وحتى لو وجدت هذه الاتفاقية التي جرى توقيعها مع الشركة المالكة للقناة، وهي بريطانية فرنسية مشتركة، فانها سقطت بعد قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأمين القناة واعادة ملكيتها للشعب المصري كاملة، اللهم الا اذا كان السيد ابو الغيط ما زال يعتقد بأنه يعيش في القرن التاسع عشر وليس في القرن الحادي والعشرين.
' ' '
السفن الحربية الاسرائيلية تعبر القناة ليس بناء على اتفاقية القسطنطينية، وانما على تفاهمات سرية وقعتها الحكومة المصرية الحاليـــة بعـــقد تحالف مصري - اسرائيلي لضرب ايران، ومرور السفن والغواصات الاسرائيلية بكثافة عبر قناة السويس، هو اول تطبيق علني لهذه التفاهمات.
فالحكومة المصرية نفت على لسان متحدث باسمها لمحطة تلفزيون 'بي بي سي' يوم السبت الماضي مرور اي سفن او غواصات اسرائيلية عبر القناة، وقال ان مصر تعارض مثل هذه الخطوة.
وتصدر هذا النفي النشرات الاخبارية لهذه المحطة الناطقة بالعربية، الامر الذي يعكس حالة الارتباك التي تعيشها هذه الحكومة والمتحدثون باسمها، بسبب عمليات التضليل المكشوفة التي يمارسونها لحجب الحقائق عن شعبهم الصابر المكافح والاكثر وطنية منها في الوقت نفسه.
ولعل ابرز مظاهر هذا الارتباك قول السيد ابو الغيط ان حق العبور مكفول للسفن الحربية طالما انها لا تملك نوايا عدوانية تجاه الدولة المالكة لهذه القناة. فهل مرور حاملات الطائرات الامريكية عبر القناة لضرب العراق واحتلاله عام 2003 لا يشكل نوايا عدوانية بالنسبة لمصر على معاهدات الدفاع العربي المشترك؟.
' ' '
السيد ابو الغيط اصبح يشكل وحكومته عبئاً اخلاقياً ودينياً وانسانياً على مصر وشعبها، بسبب الدور الذي يلعبه، والتصريحات التي يطلقها، وغالباً ما تشكل استفزازاً للشعب المصري قبل غيره من شعوب المنطقة، لما تتسم به من الرعونة والجهل.
نحن لا يمكن ان ننسى التصريحات المفوهة التي أطلقها السيد ابو الغيط، وقال فيها انه 'سيكسر رجل' أي فلسطيني جائع يعبر الحدود الى مصر بحثاً عن لقمة خبز، لأن هذا يشكل انتهاكاً لمصر وسيادتها وكرامتها الوطنية.
ان يعبر فلسطيني عربي مسلم، ربما تكون نصف عائلته مصرية، الحدود الى مصر، بحثاً عن علبة حليب لارضاع اطفاله بعد ان كاد يقتلهم الحصار جوعاً، فهذا انتهاك للسيادة والكرامة المصرية، اما ان تعربد غواصات نوويـــة اسرائيلية في قناة السويس في طـــريقــها الى البحر الأحمر والخليج في مناورات عسكرية تمهــــيداً للاعـــتداء على دولة مســـلمة، فــهذا لا يشكل اي انتهاك لهذه السيادة، بل هو امر مشروع ومحكوم باتفاقات تعود الى العصر العثماني قبل قرنين من الزمن.
هذا هو منطق الحكومة التي تحكم مصر حالياً، وهو منطق اعوج لا يستقيم مع أي من الأعراف والقوانين الوضعية والإلهية، ولذلك تتراجع مكانة هذا البلد العريق، ويتقزم دورها ويتطاول عليها الكثيرون، بمن في ذلك الاسرائيليون.
' ' '
ان هذه العربدة الاسرائيلية في قناة السويس ليست سوى انهيار جديد في منظومة الامن القومي المصري الذي تسارع منذ العدوان الاخير على غزة. فاسرائيل اصبحت تعتبر منذئذ قصف الحدود المصرية الفلسطينية بحجة هدم الانفاق 'حقا مكتسبا لها'، وان ادى لاستشهاد وجرح العديد من المصريين والفلسطينيين، وادى سكوت نظام مبارك عن هذا الانتهاك الخطير الى 'توحش اسرائيلي' يتمثل اليوم في هذا العبور المتواتر للقطع الحربية الاسرائيلية في قناة السويس، في تحد وتهديد مباشر لمصر قبل اي بلد آخر.
اي مهانة، واي عار، واي خطر اصبح يمثله هذا النظام على مصر وامنها القومي، الذي هو امن العرب جميعا؟!

الأحد، 12 يوليو 2009

المرأة الروسية تدخل المنافسة في مهنة "الحارس الشخصي"

تنتشر في روسيا ظاهرة توظيف النساء كحراس شخصيين يقمن بمهام الحماية الشخصية كما أن الاتجاه السائد لدى رجال الأعمال الروس في هذه الأيام وضع مقاليد حمايتهم الشخصية في أيدي نساء متخصصات في فنون الحماية .

الجمعة، 10 يوليو 2009

الميغ الروسية وصور من المواجهات مع طائرات الفانتوم والأف 16 و18 و117 . وصراع العقول بين المصممين الغربيين والسوفييت وتجارب نادرة تعكس إبداع التصميم ..


في شهر فبراير من عام 1965 باشرت الولايات المتحدة الامريكية قصفاً مكثفاً لأراضي فيتنام الشمالية .
هكذا بدأت عملية هزيم الرعد وندد الاتحاد السوفيتي بالعدوان الامريكي تنديدا شديدا وأعلن عن استعداده لتقديم مساعدات عسكرية وتقنية لجمهورية فيتنام الديموقراطية.
وبعد مرور عدة أشهر تم تزويد الجيش الفيتنامي بالمقاتلات السوفيتية ميغ 21 التي أصبحت ندا قويا للمقاتلات الامريكية فانتوم 2 .
وبالرغم من أن طائرات فانتوم تتمتع برادرارات اكثر تطورا وصواريخ متقدمة كانت طائرات ميغ أخف واكثر قدرة على المناورة وبلغت خسائر الامريكيين 47 مقاتلة في الفترة الممتدة بين شهري مايو من عام 1966 وشهر ديسمبر من العام نفسه ، بينما لم تتجاوز خسائر الفيتناميين 12 مقاتلة في الفترة ذاتها .

- نقلاً عن فضائية روسيا اليوم


مصر: مقاطعة جماعية لرئيس المحكمة الدستورية وطريقة اختياره تعزز أنباء قرب توريث الحكم لجمال مبارك



القاهرة : بعد أيام على قرار الرئيس مبارك تعيين المستشار فاروق سلطان رئيساً للمحكمة الدستورية العليا لا تزال حالة السخط العارم تنتاب أعضاء المحكمة التي تعد درة القضاء المصري وصاحبة الأحكام الملزمة للجهات السيادية.
واعتبر كبار المستشارين بالمحكمة قرار الرئيس بأنه يعد هدماً لأركان دولة المؤسسات والقانون وتعدياً صارخاً على سير العمل في تلك الجهة المرموقة.
وبالرغم من تولي سلطان عمله منذ أيام إلا أن حالة من المقاطعة شبه التامة يحظى بها ذلك المسؤول الرفيع.
والسبب المباشر لرفض أعضاء المحكمة التعامل مع فؤاد سلطان هو كونه في نظر معظم المستشارين قد حصل على المنصب بغير حق وبالمخالفة لأعراف وقوانين المحكمة الدستورية، وقد جرت العادة على أن يتولى منصب الرئاسة فيها أقدم الأعضاء من المستشارين سناً.
من جانبه عبر المستشار يحيى الجمل عن مخاوفه مما لحق بالمحكمة الدستورية من ترد سببه إصرار قوى النظام على الهيمنة على مقاليد الأمور بداخلها.
وكشف الجمل في تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' النقاب عن الدور القيادي والمؤثر الذي كانت تلعبه تلك الجهة في ثمانينيات القرن المنصرم حينما كانت كلمتها هي العليا حتى على البرلمان المصري. وعبر عن شكوكه من وجود أياد خفية تقف حائلاً بين الدستورية وبين أن تستمر في في السير عبر طريق الإصلاح الذي تشهده مصر.
واشار إلى أن المخاوف التي يتحدث عنها البعض بشأن وجود علاقة لما يحدث في ذلك الصرح وبين قرب توريث الحكم هي مخاوف حقيقية وعقلانية ولها ما يبررها، معتبراً وضعها الآن أكثر ضعفاً عن ذي قبل وقال 'كانت في ما سبق أرقى المحاكم الدستورية على مستوى العالم خاصة في عهد الفقيه الدستوري الراحل عوض المر'.
وفي تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' إعتبر المستشار محمود مكي تلك الخطوة بأنها تمثل ضربة قاسية لذلك الصرح ولسمعة مصر الدستورية وعبر عن تفهمه لحالة الغضب العارم التيت تنتاب الأعضاء خاصة الأقدم منهم وهم الذين من حقهم تبوؤ منصب الرئاسة.
وتصاعدت موجة الغضب بين أعضاء المحكمة الدستورية العليا تجاه تعيين المستشار فاروق سلطان رئيسا لها، ليصبح بذلك ثالث شخص يتولى المنصب الأعلى قضائيا في مصر من خارج المحكمة الدستورية، وهو ما اعتبره المنتقدون ضربا بعرض الحائط لتقاليد المحكمة الخاصة بتولية أقدم مستشاريه لهذا المنصب.وكان عشرات من القضاة أعضاء المحكمة قد رفضوا التوجه لمكتب الرئيس الجديد لتقديم التهنئة له وفق ماهو متعارف عليه مما جعله يستشعر بالحرج مما هو فيه حسب مصادرقضائية مطلعة.
وعلى رأس الذين اعترضوا على تعيين سلطان في ذلك المنصب 'تيار الاستقلال' داخل نادي القضاة، بسبب ما وصفه المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق، والذي وصف المسؤول الجديد بـالمناوئ لمشروع جميع القوى الوطنية في مصر ومنهم القضاة أعضاء 'تيار الاستقلال' الراغبون بدفع مصر نحو نهضة في كافة المجالات من أجل ان تتبوأ المكانة التي تستحقها.
واتهم الخضيري سلطان بالوقوف وراء جميع المخططات التي كان الهدف منها تجميد الحياة السياسية خاصة في النقابات المهنية، والتي وصلت في بعضها إلى 15 عاما، كما هو الحال بالنسبة لنقابة المهندسين.واعتبر الخضيري اختيار سلطان لهذا المنصب بأنه يأتي مكافأة سخية له على 'خدماته الجليلة للنظام' على مدار السنوات الماضية، وقال لن ينسى التاريخ ما فعله في النقابات التي كانت يوماً من الأيام تمتلئ بالحيوية والحركة ثم مالبثت أن تعرضت للموت بالسكتة القلبية بسبب هيمنة النظام عليها.
واعترف بوجود علاقة قوية بين ما يسمى بـ 'سيناريو توريث السلطة في مصر من الرئيس حسني مبارك لنجله جمال، وتعيين سلطان رئيسا للمحكمة الدستورية العليا'.واعترفت المستشارة المرموقة تهاني الجبالي بأن ما جرى في المحكمة الدستورية مؤخراً يدمي القلب ويعد تجاوزاً لكافة الأعراف والقوانين وإلتفافاً على الأسلوب المتبع داخل تلك المؤسسة الدستورية العريقة. واعتبر المحامي وعضو البرلمان طلعت السادات الطريقة التي تم بها اختيار الرئيس الجديد بأنه تمثل تدخلاً صريحاً من قبل قيادة النظام في عمل أبرز الجهات القضائية المرموقة ولم يستبعد أن تكون تلك الخطوة هامة للغاية في طريق توريث الحكم لجمال مبارك.
يذكر أنه وبنص الدستور فان المحكمة الدستورية العليا هي هيئة قضائية مستقلة تتولى دون غيرها الرقابة القضائية على دستورية القوانين واللوائح، وتتولى تفسير النصوص التشريعية، وان أعضاءها وغير قابلين للعزل من قبل أي جهة أو مسؤول.وترجع قيمة ذلك المنصب في الصلاحيات المخولة لصاحبه، فرئيس المحكمة الدستورية ثالث أعلى منصب في مصر بعد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشعب، ويحق لصاحبه شغل منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت في حال فراغ المنصب أو حل البرلمان، وهو ما يضفي أهمية مضاعفة على هذا المنصب القضائي الهام. وينص الدستور أيضاً على أن أحكام تلك المحكمة ظلت على مدار سنوات طويلة ملزمة لجميع الجهات وعلى رأسها مجلس الشعب.

حسام أبوطالب: القدس العربي

الأربعاء، 8 يوليو 2009

آراء ومواقف للحوار . رسالة من كاتب عربي إلى الرئيس أوباما : نريد المبادئ الامريكية . لا المصالح الامريكية


نريد حكمة ومبادئ الرئيس (جيفرسن) وقيم وفكر الفيلسوف (وليم جيمس) لا مصالح الشركات الإمبريالية وطغاة الحزب الجمهوري ، لا نريد جهالة وحماقة الرئيس (بوش) هذا الرئيس الذي لم يقرأ كتابا في حياته ، نريد في العالم الإسلامي مبادئ الحزب الديمقراطي وثقافة (باراك أوباما) ، من أجل كل ذلك قاوم المسلمون في العراق وفلسطين ، وصمدوا في لبنان وإيران وإفغانستان ، وبفضل هذه المقاومة والصمود في وجه طغاة الحزب الجمهوري ، جاءت هزيمة (جون ماكين)، المقاومة العراقية كان لها تأثير مباشر في فوزكم بالرئاسة، إن الناخب الامريكي يريد بناء حضارة القيم والمبادئ الامريكية، لا حضارة الشركات الإمبريالية.
إن تقديم المصالح الامريكية عن المبادئ الامريكية يؤدي إلى ضياع الاثنين معا، بينما تقديم المبادئ عن المصالح يؤدي إلى تحقيق الاثنين معا، هذا هو ملخص ما يريده العالم الإسلامي من امريكا، بل يمكن القول بأن هذا ما تريده كل شعوب الأرض من امريكا بوصفها زعيمة العالم الحر، وهذا ما تريده الحضارة الراهنة من امريكا اليوم.
لقد حققت حضارة اليوم من التقدم المادي والتقني ما لم تستطع تحقيقه حضارة سابقة لها، منذ وجود الإنسان على سطح الأرض، حتى أن الكثير من الناس يذهب إلى ما بعد (فوكو ياما) الذي تنبأ بنهاية التاريخ، بل هنالك من يعلن صراحة، بأن العالم لم يعد في حاجة لعلم اقتصاد آخر، ولا علم اجتماع جديد، ولا علم سياسة بديل، وليس في الإمكان أبدع مما هو كائن بالفعل في الحضارة الغربية اليوم، فقد استطاع الإنسان تحقيق تقدم علمي مادي تقني كبير، وضع حدا لكثير من الأمراض الموسمية التي كانت تفتك بالملايين في البلاد الواحدة . وتم السيطرة عليها بالتطعيم والأمصال المضادة، وتوفر الغذاء بعد تدخّل الآلة في عمليات الحرث والحصاد مع تحسين البذور ومقاومة الآفات الزراعية .
كل هذه الإنجازات المادية التقنية التي نستمتع بها اليوم ، لم تكن هي نهاية المطاف لأحلام فلاسفة عصر التنوير، ولا علماء عصر النهضة ، ولا أحرار الثورة الفرنسية ، وكل المهمومين بالبحث عن حياة أفضل للإنسان من إفلاطون في جمهوريته إلى رواد جيل التأسيس للولايات المتحدة الامريكية، أمثال الفيلسوف (وليم جيمس) الذي مات عام 1952 وهو يأسف على تنامي النزعة المصالحية في العقلية الامريكية، ولهذا أسس جمعية لمحاربة الإمبريالية ، ووضع حداً للأطماع التوسعية للولايات المتحدة الامريكية الصاعدة آنذاك على قيم ومبادئ إنسانية خالدة ، التي اعترف بها العالم لامريكا ، وقدم لها تمثال الحرية هدية لها، واعترافاً بفضل المبادئ التي تقوم عليها.
إن رسالة الحزب الديمقراطي بقيادتكم يا سيادة الرئيس ، هي المحافظة على القيم والمبادئ الامريكية التي صفق لها العالم بالأمس ، وصوت لها الشعب الامريكي اليوم باختيارك لقيادة الولايات المتحدة ، هذه المبادئ تبدأ من حقوق الإنسان كأفراد، إلى حق تقرير المصير كشعوب ، إلى حماية البيئة ، وحماية الثقافات ، واحترام الديانات ، هذا الوجه الحضاري للأمة الامريكية كما يعرفه من قرأ تاريخ تأسيس الولايات المتحدة الامريكية .
يجب الحد من حماسة الحزب الجمهوري ، الذي يسعى إلى تقديم المصالح للولايات المتحدة على القيم والمبادئ الامريكية، كما فعل جورج بوش ونائبه وديك تشيني ، وكانت النتيجة فقدان المصالح وضياع المبادئ ، ولم تحصد امريكا غير الكراهية من شعوب الأرض ، لماذا لا يسأل الشعب الامريكي هذا السؤال : لماذا يستقبل الرئيس الامريكي في معظم دول العالم بالمظاهرات وتقابل زيارته بالرفض حتى من شعوب الدول الصديقة؟ وهل هذه هي صورة امريكا خلال النصف الأول من القرن الماضي؟
لقد سحقت القيم والمبادئ الامريكية تحت تروس الشركات الإمبريالية المتنافسة دوماً ، وإلى ما لا نهاية ، يجب وضع حد لجنون رأس المال ، وطموح الجمهوريين قبل فوات الأوان ، الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفييتي قادم من جديد، إنه يجري إصلاحات هامة تتعلق باحترام الأديان ، والملكية الخاصة ، وتداول السلطة ، وربما تخفيض ساعات العمل وتحرير الإنسان من سرعة الآلة وسباق حضارة الشركات الإمبريالية ، حضارة الشركات تحل محل حضارة القيم والمبادئ ، الإنسان والبيئة هما دائما الضحية . سباق الشركات ، عنوان كبير يحمل بداخله سباقات أخرى فرعية ، من سباق التسلح ، إلى سباق البورصة الدولية، وسباق الدعاية والتسويق ، وسباق الألعاب الرياضية بالمنشطات ، حياة أصبحت بكل تفاصيلها سباق في سباق ، وما الحياة إلاّ تحطيم أرقام قياسية في كل المجالات ، حروب باردة وحروب ساخنة بين الشركات والمعسكرات . ودائماً هنالك نجد خاسراً ورابحاً في كل ثانية على مدار الساعة ، والحجة هي دائما زيادة الإنتاج من اجل حياة أكثر رفاهية ، غير أن هذه الحجة تسقط أمام الدعوة إلى زيادة الاستهلاك ، حتى ولو على حساب الصحة العامة ، لقد رفضت امريكا التوقيع على برنامج منظمة الصحة العالمية لمحاربة البدانة ، وتصنيفها على أنها مرض من أمراض العصر، وهذا يتناقض مع غايات الشركات التي تسعى إلى خلق إنسان منتج إلى أقصى حد ممكن ومستهلك إلى أقصى حد ممكن ، ولو على حساب صحته وبيئته .
وإلى أين تسير بنا حضارة الشركات والتجار السماسرة؟ من يقود العالم اليوم ، مدارس فكرية أم شركات تجارية؟ . المقارنة بين بداية القرن ونهايته تعطي مؤشر حقيقي وترسم خط الانحراف؟ أين يقع هذا الانحراف ومدى خطورته يتضح كلما ابتعدنا عن نقطة التقاطع بين المحور السيني والصادي تزداد المسافة بين الفكر والواقع . ونرصد هذا الانحراف في قدرة الشركات على توجيه الرأي العام إلى اختيار شخصيات سياسية هزيلة لا تقارن برجال السياسة الأوائل من جيل الأباء المؤسسين للديمقراطية. في عام 1618 كان رئيس الوزراء البريطاني هو الفيلسوف الفذ والخطيب المفوه (فرنسيس بيكون) رائد عصر المنهج التجريبي مؤسس الفلسفة الوضعية التي هي وراء كل ما حققه الإنسان من تقدم في الحضارة الراهنة عموماً ، وفي العلوم التطبيقية خصوصاً.
إن الحالة التي يعيشها مستوى رجال البيت الأبيض اليوم هي ما كان يخشاها الآباء الأوائل للديمقراطية الامريكية . حيث تنبأ أحد كبار أقطاب الفلسفة الامريكية الفيلسوف وليم جيمس منذ عام 1901 بأن الخوف من أن تتحول الديمقراطية في امريكا إلى بناء إمبراطورية إمبريالية غاشمة هدفها بناء الأساطيل وتهديد العالم . ففي رسالة بعث بها وليم جيمس إلى (رابطة مناهضة الإمبريالية) يعلن فيها أسفه حيث يقول: (إن التحريرية الامريكية التي تقوم على حقوق الإنسان وقدسية الحرية الفردية قد ماتت . ووجه الدعوة إلى رابطة مناهضة الإمبريالية بصفته أحد زعمائها ينصحها بحل نفسها ، وقال: (لقد كنا نقاتل في الواقع للمحافظة على طريقة قومية في الحياة تقوم على قيم وتقاليد لا تتفق مع الإمبريالية ، ولكننا خسرنا المعركة ، فاشتهاء تكوين إمبراطورية سيكتسح الآن كل شيء أمامه ، وسنبني جيوشاً وأساطيل ضخمة، وسنرسل بضائعنا ورؤوس أموالنا إلى الخارج ، وسندخل حلبة صراع القوة مع الأمم الأخرى ، وسنصير مثلهم في عدم المبالاة بالحقوق الأساسية للشعوب الأخرى التي تحت حكمنا . وذهب إلى أنه لم تعد هناك جدوى من محاولة إيقاف هذا التيار . فعهد الحرية والعزلة القديم الذي هيأ الجو الملائم لتقدم الديمقراطية من القرن التاسع عشر قد انتهى).
هل يشعر المواطن الامريكي بالخجل من الإفراط في استخدام (الفيتو) ضد كل إرادة الشعوب في الأمم المتحدة ، لصالح دولة واحدة تقوم على العنصرية والاحتلال تُسمى إسرائيل .
إن فضائح سجن (أبوغريب) وتجاهل إدارة البيت الأبيض في عهد بوش مقتل الناشطة في حقوق الإنسان (راشيل كوري) الفتاة الامريكية التي سحقها بلدوزر إسرائيلي وهي تحاول الدفاع عن القيم والمبادئ الامريكية وتمنع هدم منازل الشعب الفلسطيني ، وكذلك انتحار العالم (ديفيد كيلي) خبير الذرة البريطاني نتيجة تدني القيم الأخلاقية والرغبة العارمة للحكومة البريطانية لغزو العراق ، كل هذه التفاصيل كانت واضحة في رسالة وليم جيمس منذ العام الأول من القرن المنصرم .
هذا الطريق المظلم الذي توقعه الفيلسوف وليم جيمس لمستقبل امريكا وأنها سوف تتحول إلى إمبراطورية للشر اعترف به من بعده كثير من الآباء الأوائل للفلسفة المعاصرة أمثال الفيلسوف البريطاني (أرنست باركر) والفيلسوف الامريكي (موريس كوهن 1864 1929) ومن بعدهم رجل السياسة المعروف (فرانكلين رووزفلت) ، وكل هؤلاء شاركوا وليم جيمس سوء ظنه بالديمقراطية الامريكية ، وأن الحرية أصبحت حالة ميئوس منها في ظل الديمقراطية النيابية ؛ الولايات المتحدة كما يريدها قساة الحزب الجمهوري لا تنتمي إلى الفكر والمبادئ الإنسانية ، بل تنتمي إلى فكر الشركات الإمبريالية.
وأخيرا لقد رحبنا بك في القاهرة، ونأمل أن يكون خطابك للعالم الإسلامي، قادرا على ردم الهوة ، وتضميد الجراح في فلسطين والصومال والعراق وإفغانستان وإيران وباكستان دفعة واحدة .


يوسف الغزال - كاتب من ليبيا

الأحد، 5 يوليو 2009

ولاية الفقيه في ايران ... حوار مثير على صفحات جريدة مصرية بين مفكر اسلامي ومليونير قبطي محسوب على اليسار الليبرالي. والنظام المصري يمارس لعبة. فرق تسد











يتابع المصريون على صفحات جريدة المصري اليوم واسعة الانتشار حوارا مثيرا يدور بين المفكر الاسلامي الدكتور حسن نافعة والمليونير القبطي نجيب ساويرس المقرب من اليسار الليبرالي المصري وتنبع اهمية هذا الحوار من كونه يتم في وقت تتعرض فيه الطائفة الشيعية محدودة العدد في مصر الى اتهامات بالتامر مع ايران لنشر الفكر الشيعي في مصر وبقيام قيادات شيعية مصرية بقبض اموال من حزب الله
وفي اطار هذا الحوار المثير كتب الدكتور حسن نافعة تحت عنوان ولاية الفقيه أم فقه الاستبداد يقول :تحت عنوان «نجيب ساويرس يعلق على ولاية الفقيه»، نشرت «المصرى اليوم» فى ٢٩/٦/٢٠٠٩ خطاباً بعث به رجل الأعمال المعروف نجيب ساويرس يعلق على بعض ما ورد فى مقالى الأسبوعى المنشور على هذه الصفحة بتاريخ ١٤/٦ بعنوان «أيهما تفضل.. ولاية الفقيه أم غير الفقيه» ويوجه إلى أسئلة محددة.ولأنه كان بوسع الأستاذ ساويرس أن يعلق ويستفسر عما يشاء من خلال «التفاعلى» أو بالاتصال المباشر معى، فقد فهمت من الأسلوب الذى اختاره للتعبير عن موقفه المختلف تطلعه إلى نقاش علنى عام حول القضايا التى أثارها، وهو أمر يستحق الترحيب
يتبين من خطاب الأستاذ ساويرس أنه يعتقد أننى معجب بنظام ولاية الفقيه ويستنكر وصفى للثورة الإيرانية بالعظيمة. ولأنه لا يستطيع أن يجزم بما إذا كنت قد غيرت رأيى «بعد أن سالت الدماء الإيرانية مطالبة بحقها فى احترام صوتها ورافضة التزوير فى إرادة الشعب»، حسب تعبيره،أراد أن يقطع الشك باليقين وقرر أن يتوجه إلىّ بسؤالين مباشرين: ١ ـ هل ما زلت عند رأيى فى أن ولاية الفقيه ـ أى الحكم الدينى ـ هى النموذج الذى نبتغيه؟ ٢ ـ هل صحيح أنه يستحيل التشكيك فى عظمة الثورة الإيرانية؟. لكنه لم ينتظر إجابتى وإنما راح يتساءل مستنكرا:«أين هى هذه العظمة وإيران اليوم قد تحولت من دولة غنية إلى دولة فقيرة تعانى البطالة والفساد بسبب حكم الملالى؟»، وختم خطابه قائلاً: «أتفق معك فى أن الديمقراطية فى مصر مازالت فى الحضانة، ولكن لو كان هذا هو البديل فشكرا وألف شكر».وقبل أن أعلق على ما جاء فى خطاب الأستاذ ساويرس أود أن أتوجه إليه بالشكر لاستخدامه لغة حوار راقية، أرجو أن تتعلم منها رموز إعلامية فى الحزب الحاكم اعتادت لغة الإسفاف والاغتيال المعنوى للخصوم. ومع تسليمى بحقه الكامل فى رفض النظام الإيرانى وشيطنته إلا أنه ليس من حقه أن يؤول كلامى ما لا يحتمل. لذا أرجو أن يتسع صدره للملاحظات التالية
١ ـ لم يكن مقالى الذى علق على بعض ما ورد فيه يناقش الوضع الإيرانى أو ولاية الفقيه، وإنما كان مخصصا لمناقشة النظام المصرى وما أصابه من جمود، جعل احتمالات التغيير فيه متوقفة على عامل واحد فقط هو «القضاء والقدر». وللتدليل على ذلك أشرت إلى ما تتمتع به المجتمعات فى بلدان حولنا، من بينها لبنان وموريتانيا، من حيوية تجعلها قادرة على إحداث التغيير
٢ ـ سبب توقفى ببعض التفصيل عند الحالة الإيرانية يعود إلى خصوصية نظامها القائم على ولاية الفقيه، ومن ثم يفترض أنه حكم مطلق لا يسمح بأى درجة من درجات الاختلاف. وقد أشرت إلى أنه يسمح على الأقل بدرجة من درجات تداول السلطة ليست متاحة فى النظام السياسى المصرى،بدليل تعاقب ستة رؤساء جمهوريات فى إيران خلال فترة حكم مبارك الأب وعدم وجود أى بارقة أمل تسمح بتداول للسلطة فى المستقبل القريب، حتى داخل أجنحة الحزب الحاكم لأن البديل الوحيد المطروح هو انتقال السلطة من الأب إلى الابن. ولا يحمل هذا الكلام إطلاقا معنى الانبهار بالنظام الإيرانى أو اعتباره نموذجا يحتذى
٣ ـ حين وصفت الثورة الإيرانية بأنها «عظيمة» لم أكن أصدر حكما أيديولوجيا أو قيميا على طبيعة النظام السياسى، الذى أفرزته الثورة وإنما أنظر إليها بمقياس التحولات العالمية والإقليمية التى أحدثتها،وهو ليس رأيى وإنما رأى كبار المؤرخين العالميين الذين أجمعوا على أن ما أحدثته الثورة الإيرانية من تحولات عالمية وإقليمية لا يقل عمقا عما أحدثته الثورات العالمية الكبرى الأمريكية والفرنسية والبلشفية. نفس التقييم ينطبق على الثورة البلشفية بصرف النظر عن النظام السياسى، الذى أفرزته والذى انفجر من داخله بعد حوالى ٧٠ عاما
٤ ـ النص الذى اقتبسه الأستاذ ساويرس نفسه من مقالى، والذى يصف النظامين الإيرانى واللبنانى بأنهما «غير ديمقراطيين» يصلح حجة عليه وليس له. فكيف يستقيم وصف نموذج يقال إننى أفضله وأبتغيه وأريد أن أطبقه فى بلادى بأنه «غير ديمقراطى». أظن أن فى هذا الادعاء افتراء واضح على ما قلت
٥ ـ لا جدال عندى فى أن النظام السياسى فى إيران يمر بمنعطف حاد بعد ثلاثين عاماً من الثورة، وهو أمر كان متوقعا. وحين يصل الأمر إلى حد إطلاق النار على مواطنين من الطبيعى أن تبدو الأزمة أكثر عمقاً مما تصور كثيرون،ومع ذلك فإن ما جرى أخيرا يدعم حجتى ولا ينفيها لأنه يشكل دليلا إضافيا على حيوية المجتمع والدولة فى إيران، مقارنة بما يجرى فى مصر، وهى النقطة الرئيسية التى كنت أناقشها. فهل يتصور عاقل أنه يمكن للنظام المصرى بتركيبته الراهنة أن يسمح لرئيس وزراء سابق، كالدكتور الجنزورى مثلا، بالترشح أصلا أمام الرئيس مبارك ثم أن يخرج بأتباعه فى الشارع مطالبا بإعادة الانتخابات الذى خسرها
٦ ـ أود أن ألفت انتباه الأستاذ ساويرس إلى أننى لم أقل أبدا إن الديمقراطية فى مصر فى «حضانة» وإنما هو الذى استخدم هذا التعبير والذى أختلف معه بشدة. فبذرة الديمقراطية لم تغرس بعد فى مصر، وبالتالى فليس لدينا أصلا مولود قابل للحياة، ولو كان الأمر كذلك لكنت أول المطالبين بتوفير الرعاية له. فبذرة مشروع التوريث لن تثمر ديمقراطية وإنما هى وصفة سحرية لتكريس الاستبداد.وإذا كنا نعيب على الاستبداد الإيرانى طبيعته الأيديولوجية أو الدينية فإن الاستبداد المصرى هو «استبداد الخواء المطلق»، إن صح التعبير، وهو أردأ أنواع الاستبداد
٧ ـ إذا كنت تخشى من وصول جماعة الإخوان المسلمين وتعتبر حكمهم هو المقابل السنى لولاية الفقيه عند الشيعة، فإنى ألتمس لك بعض العذر، لكنى أعتقد أن السياسات الحالية للحزب الحاكم، والتى تتعمد خلق حالة استقطاب بين بيروقراطية الدولة وملاذ الدين، هى التى ستؤدى إلى وقوع البلاد ثمرة ناضجة فى يد الإخوان.ولتجنب الانتقال من نظام الاستبداد من أجل التوريث إلى نظام الاستبداد باسم الدين، علينا أن نجتهد جميعا للعثور على صيغة تسمح للجميع، بمن فيهم الإخوان،بالعمل من داخل النظام وليس من خارجه. فلعبة القط والفأر التى يلعبها النظام مع الإخوان حاليا هى لعبة خطرة تقطع الطريق على أى تحول ديمقراطى. وليس هذا كلاماً جديداً وإنما سبق أن قلته مرارا وتكرارا.(راجع على سبيل المثال مقال الحزب الوطنى يصر على تسليم السلطة للإخوان
٨ ـ أرجو ألا يلتقط الأستاذ ساويرس الطعم ويعتقد حقا أن النظام الحالى يخشى من الإخوان المسلمين، لأن هذا هو بالضبط ما يحاول أن يقنع به الطيبين من أمثاله حتى يصبح بمقدوره وضع الجميع أمام خيارين أحلاهما مر، إما هو أو الأخوان!. فالنظام فى عداء ليس مع الإخوان، وإنما مع كل القوى المناهضة لمشروع التوريث.ولأنه يبحث عن فزاعة يخيف بها الخارج والداخل، فقد كان عليه أن يخترع جماعة الإخوان حتى لو لم تكن موجودة
٩ ـ لست هنا بصدد الدفاع عن إيران ولكنى أظن أن معلومات الأستاذ ساويرس عنها ليست دقيقة وتعكس قناعة أيديولوجية بأكثر مما تعكس موقفاً موضوعياً. فليس صحيحاً أن إيران كانت دولة غنية أصابها حكم الملالى بالفقر والفساد، لأنه لو كان الأمر كذلك لما قامت الثورة أصلا، وأرجوه أن يراجع البيانات الدولية المتاحة وأن يعقد مقارنة بين ما حققته إيران من إنجازات فى كل المجالات خلال الثلاثين عاما الماضية،رغم حرب فرضها العراق عليها لمدة ٨ سنوات وعقوبات فرضها الغرب عليها طوال ثلاثين عاما، وما حققته مصر فى ظل السلام والمساعدات الأمريكية والغربية. لا جدال فى أن المقارنة تميل لصالح إيران.أدرك تماما أسباب ومشروعية انشغال الأستاذ ساويرس بإشكالية العلاقة بين الدين والدولة، وهو انشغال يشاركه فيه كثيرون، لكننى أود أن ألفت نظره إلى إشكالية أخرى،هى إشكالية العلاقة بين المال والسلطة أرجو أن تحظى بقدر من اهتمامه. وكما سمح الأستاذ ساويرس لنفسه أن يوجه إلىّ أسئلة، حاولت قدر المستطاع أن أجيبه عليها
أرجو أن يسمح لى بأن أوجه إليه، بصفته واحدا من كبار رموز المال والأعمال فى مصر، سؤالا حول العلاقة القائمة حالياً بين المال والسياسة فى مصر. هل يعتبرها علاقة صحية، وهل يمكن أن تستمر هكذا؟ وإلى أى مدى تعد صيغتها الحالية مسؤولة عن مشروع التوريث وبالتالى تعتبر عقبة أمام التحول الديمقراطى؟.هل أبالغ إن قلت إن المشكلة ليست فى ولاية الفقيه، غير المطروحة أصلا فى الدول السنية، وإنما فى فقهاء الاستبداد وهم الأشد خطرا فى المرحلة المقبلة

السبت، 4 يوليو 2009

من مشاركات الأصقاء . مفاجأة لاتخطر على بال الحالمين . طائرة نفاثة تهبط وتتابع طيرانها عبر شوارع المدينة. ( ربما غير الطيار رأيه بحمل بعض الركاب ) .


بعد ستة أشهر من انتظار الإذن بالعبور: المساعدات الغذائية لغزة تقاسمها اللصوص والفئران في ستاد العريش. إن لم تكن هذه خيانة عظمى للعروبة. ماذا نسميها





القاهرة 'القدس . من حسام أبوطالب: بينما كانت مساجد مصر تلتهب بالأدعية من أجل حض المواطنين على التبرع لأشقائهم من أهالي القطاع بما تيسر من أغذية وأدوية غداة الحرب على غزة كانت قلوب البسطاء تتجاوب بسرعة مع تلك الأدعية، وظلت السيارات المحملة بالمساعدات تهطل على العريش بينما سائقوها يعودون للأهالي وهم يؤكدون لهم بأن موظفي معبر رفح طيبي القلب أكدوا لهم ان تلك المساعدات سيحرسونها بعيونهم حتى تصل للأشقاء. غير أن الحقيقة كانت على العكس من ذلك تماماً، فقد جاءت الأوامر من جهات توصف دائماً بأنها نافذة ومهمة تقضي بتكديس تلك المساعدات باستاد العريش إنتظارا لأوامر جديدة من جهات أعلى. وانتهى فصل الشتاء بما يحمله من زوابع وأمطار ثم تلاه فصل الصيف الذي كاد أن ينقضي من غير أن تبرح تلك المساعدات موقعها. الجديد الذي كان يطرأ كل شهر تقريباً هو تلك البعثات من وزارتي الصحة والتموين للتأكد من صلاحية المساعدات، وكانت تلك التقارير تحذر من قرب فساد الأغذية والأدوية وشيئاً فشيئاً بدأت بالفعل المساعدات تتحلل. ودخل الفئران والقوارض حلبة المنافسة من أجل الإستفادة من ذلك المخزون فأصبحت تتجول بحرية من أجل الحصول على ما يكفيها من المؤن. وأمام التشدد الذي يبديه النظام تجاه إدخال المساعدات خاصة تلك التي يقوم بجمعها نشطاء في المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص دخل على الخط طرف ثالث من اجل قطع الشك باليقين، ولم يكن ذلك الطرف سوى قطاع الطرق والبلطجية الذين وجدوا أن من الحماقة ترك تلك السلع تفسد من غير أن يستفيد منها الأشقاء الفلسطينيون لذا قرروا درءاً للمفاسد التدخل والسطو على المخزون من المساعدات بالقوة وبيعه في العريش وهذا ما جرى على وجه التحديد. وقامت مجموعات من البلطجية باقتحام استاد العريش الرياضي ظهر الثلاثاء ونهبت المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية المقدمة من الشعب المصري وعدد من الدول العربية إلى أهالي غزة المحاصرين. وكانت السلطات المصرية قد رفضت إدخال هذه المساعدات إلى غزة منذ أكثر من 6 أشهر فتم تخزينها في استاد العريش ووصلت الكميات المكدسة منها إلى أكثر من 10 آلاف طن عدا 400 طن من المساعدات الليبية التي تم إعدامها منذ شهر تقريباً بعد تلفها بسبب سوء التخزين. وبدأت عمليات نهب المساعدات باقتحام عدد من البلطجية بوابات الاستاد والقفز من على الأسوار قبل أن يشرعوا في تخاطف المساعدات وسرقتها لعدة ساعات متواصلة رغم وجود عدد من ضباط الشرطة وقوات الأمن التي لم تحرك ساكناً بل على العكس قام أحد الضباط بمطاردة بعض الأهالي الذين حاولوا تصوير عمليات سرقة مواد الإغاثة من دقيق وسكر وأرز، وهي معونات مقدمة من بعض الجمعيات والنقابات في مصر وبعض الدول العربية خاصة ليبيا والسعودية وقطر والجزائر. يذكر أن تلك المساعادت ظلت لـ6 أشهر على أرض استاد العريش تحت تأثير الأمطار والرطوبة والشمس الحارقة، مما أدى إلى تلف وفساد غالبية تلك المساعدات قبل سرقتها، حيث سبق أن قامت مديرية الصحة ومديرية التموين بإعداد تقارير عن فساد تلك المواد الغذائية نتيجة تعرضها لعوامل الجو بالإضافة إلى سوء التخزين ولم يستجب محافظ شمال سيناء والمسؤولون عن الهلال الأحمر إلى نصيحة بعض الأهالي ببيع تلك المساعدات منذ فترة كبيرة قبل تلفها وإيصال ثمن تلك المساعدات إلى أهالي غزة. من جانبها نددت باكي هايلي إحدى الناشطات في مجال حقوق الإنسان بأمريكا، ومنسقة الحركة العالمية لفتح معبر رفح بالنظام المصري بسبب تواطؤه تجاه معاناة الفلسطينيين ومساهمته في التنكيل بهم من خلال سده أذنيه تجاه صرخات أهالي القطاع ورفضه فتح معبر رفح بشكل طبيعي. وأشارت الى ان النظام المصري لم يكن لينجح في تلك المهمة بامتياز لولا تواطؤ الحكومة الأمريكية التي اتهمتها باكي بأنها هي السبب الخفي الذي يقف وراء غلق معبر رفح، وأن أمريكا لا تكتفي فقط بإغلاق المعبر، لكنها تتبع أساليب تآمرية للسيطرة على جميع الحكومات في العالم من أجل مصالحها ومصالح إسرائيل. ووصفت هايلي خلال المؤتمر الذى عقد امس الأول بمقر حزب الجبهة أمريكا بأنها حكومة إمبريالية يجب أن يتصدى الشعب الأمريكي لإطماعها من أجل نشر الديمقراطية. وحول السبب في إنشاء الحركة التي تمثلها هايلي قالت العامل المباشر هو رؤيتها للمهانة والعذاب الذي يتعرض له أهالي غزة عند اجتيازهم للمعبر، حيث أكدت أن رجال الأمن المتواجدين عند المعابر يعاملون المصريين وأهالي غزة بطريقة مهينة على عكس ما يحدث مع الأجانب، وهو ما دفعهم إلى الاعتصام منذ أكثر من 22 يوما اعتراضا على إغلاق المعبر، مؤكدة لن نفض الاعتصام حتى يتم فتح المعبر. وأشارت هايلي إلى أن الحكومة الأمريكية خلال العام الماضي قدمت معونة إلى إسرائيل تقدر بـ3.2 بليون دولار، وهو نفس المبلغ الذي اشترت به إسرائيل أسلحة من أمريكا. على جانب آخر أكدت مارثي هنسي إحدى المتطوعات في الحركة أن الضرائب التي يدفعها الشعب الأمريكي تذهب لمساعدة الحكومات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الشعب الأمريكي أدرك أنه يتم استغلاله من قبل حكومته ومعها إسرائيل من أجل تحقيق أغراضهم في السيطرة على غزة. جدير بالذكرأن السلطات المصرية داخل معبر رفح لا تزال تمنع وفدا طبيا فرنسيا من دخول قطاع غزة منذ ما يقرب من أسبوع رغم اكتمال كافة الوثائق والتنسيق الكافي لدخولهم القطاع. ويضم الوفد ممثلين لخمس جمعيات شعبية وأهلية فرنسية؛ بينهم أساتذة جامعات في تخصص الطب النفسي وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين والإعلاميين. وفي سياق متصل بدأ وفد كوري جنوبي في الرحيل من مدينة رفح؛ بعد أن فشل في دخول القطاع إثر تعنت السلطات المصرية معه. من جهة أخرى يتواصل اعتصام الحركة الدولية لفنح معبر رفح لليوم الـ20 على التوالي؛ وذلك للمطالبة بفتح معبر رفح للأبد وبشكل حرٍّ وإنساني أمام حركة المسافرين من وإلى قطاع غزة المحاصر.