الاثنين، 28 ديسمبر 2009

رحيل الباحث الكبير أنيس الصايغ أحد أهم الأكاديميين الباحثين في الشؤون الفلسطينية . وإن إنجازاته وتاريخه العظيم يجعلنا ننعيه اليوم بدمعه وألم كبيرين


ولد أنيس صايغ في 3 تشرين الثاني من عام 1931 في طبريا. بدأ دراسته في مدينته وأنهى الثانوية سنة 1949 في مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا، التي انتقل إليها بعد الاحتلال الإسرائيلي لمدينة طبريا. نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والتاريخ سنة 1953 من الجامعة الأميركية في بيروت، أشرف على تحرير الزاوية الثقافية والتاريخية في صحيفة النهار، عمل مستشاراً للمنظمة العالمية لحرية الثقافة. حصل على الدكتوراه من جامعة كامبردج في العلوم السياسية والتاريخ العربي، وعين في جامعة كامبردج أستاذاً في دائرة الأبحاث الشرقية، فمديراً لإدارة القاموس الإنجليزي العربي. عين مديراً عاماً لمركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، فرئيساً لقسم الدراسات الفلسطينية في القاهرة. حقق إنجازات مهمة كإنشاء مكتبة ضخمة، إصدار اليوميات الفلسطينية، مجلة شؤون فلسطينية، نشرة رصد إذاعة إسرائيل، وإنشاء أرشيف كامل يحتوي على جميع الأمور التي تعني الباحثين. عمل عميداً لمعهد البحوث والدراسات العربية التابعة للجامعة العربية. أشرف على إصدار مجلة المستقبل العربي وقضايا عربية، كما عمل مستشاراً لجريدة القبس الكويتية، فأنشأ لها مركزاً للمعلومات والتوثيق. وهو صاحب فكرة وضع الموسوعة الفلسطينية. عين عام 1980 في جامعة الدول العربية مستشاراً للامين العام ورئيساً لوحدة مجلات الجامعة. تابع بدأب من خلال الدراسات الموثقة أكاديمياً القضايا الإسرائيلية إلى جانب المؤلفات التي تتناول موضوعات القضية الفلسطينية، فتعرض لمحاولة اغتيال من قبل الإسرائيليين أكثر من مرة، وأبرزها كانت الرسالة المفخخة التي بترت أصابع يده وأثّرت في نظره وسمعه. كما استهدف مركز الأبحاث الفلسطينية في بيروت، باعتداءات إرهابية من بينها إطلاق صواريخ على مبنى المركز، وكان آخرها سرقة أرشيف ومكتبة المركز في بيروت عام 1982.
نال صايغ عدداً من الجوائز أبرزها وسام الاستحقاق السوري في مناسبة صدور مذكراته عن 'شركة رياض الريس للكتب والنشر' بعنوان 'أنيس صايغ عن أنيس صايغ' (2006)، درع معرض المعارف للكتاب العربي والدولي في بيروت، وسيف فلسطين رمزاً للصمود من الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في دمشق (2006).

الخميس، 24 ديسمبر 2009

النظام المصري يحاصر فرسان الكرامة القومية في غزة فهل يحاصر الضمير العربي والإنساني نظاماً تعفن بظلم شعبه وأمته وقضاياها المصيرية . مقال يستحق أن يقرأ


تحت عنوان ( سور الكراهية في ذكرى العدوان .. كتب رئيس تحرير جريدة القدس مقالاً جاء فيه :

تصادف هذه الايام الذكرى الاولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وهو العدوان الذي أسفر عن سقوط 1400 شهيد على الاقل، واصابة اربعة أضعاف هذا الرقم من جراء القصف الوحشي الاسرائيلي.
أهالي القطاع الصامد يحتفلون بذكرى صمودهم الاسطوري وهم لا يزالون تحت حصار ظالم تفرضه اسرائيل، بتواطؤ عربي ومباركة دولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة وادارتها الحالية التي تعهد رئيسها بانهاء هذا الحصار اللاإنساني.
'الشقيق المصري'، ونحن نتحدث هنا عن النظام وليس الشعب، أراد إحياء هذه الذكرى الاليمة، ليس بالتكفير عن اخطائه وخطاياه في اغلاق حدوده في وجه المدنيين الذين كانوا يبحثون عن ملجأ آمن من القنابل الفوسفورية والصواريخ الاسرائيلية، ومنع فرق الاطباء والاغاثة من الوصول اليهم لتخفيف آلامهم وانقاذ جرحاهم، وانما بغرس سور فولاذي بعمق عشرين مترا لقطع ما تبقى من شرايين حياة، تضخ بعض الطعام والادوية ومستلزمات الحياة العادية البسيطة.
جميع الانظمة في العالم تتطلع الى اعلى، الا النظام المصري، فهذا النظام بات مسكونا بالنظر الى اسفل، الى ما تحت قدميه، الى باطن الارض ليس من اجل استخراج الكنوز، وانما ممارسة اشرس انواع التعذيب السادي ضد أناس عزل، جعلهم الحصار وتجاهل ذوي القربى، فريسة لعدو متغطرس اعادهم الى العصر الحجري، يلجأون الى الحطب للطهي، وللطين لبناء بيوتهم التي دمرها القصف الدموي.
الاشقاء المصريون، او بعضهم، طرحوا سؤالا مهما اثناء مباراتيهم الكرويتين مع الجزائر في تصفيات كأس العالم، وهو 'لماذا يكرهوننا'، في اشارة الى تعاطف بعض العرب مع الفريق الجزائري، وردود فعل بعض المشجعين الجزائريين غير المنضبطة تجاه نظرائهم المصريين اثناء 'معركة الخرطوم' الكروية.
العرب لا يكرهون المصريين، ولم أقابل عربيا يكره مصر، بل ما يحدث هو النقيض تماما، حيث يعترف الجميع، مع استثناءات هامشية، بدور مصر الريادي في التضحية من اجل قضايا العرب العادلة، والاخذ بيد الاشقاء في مختلف الميادين الطبية والعلمية والتعليمية والثقافية.
' ' '
ويظل لزاما علينا، ان نعيد صياغة السؤال نفسه، ونقول لماذا يكره النظام المصري الحالي العرب، ويحمل كل هذه الضغائن لأبناء قطاع غزة على وجه التحديد، وهي كراهية لا يتوانى في التعبير عنها في أشكال عدة، مثل تدمير الانفاق، واقامة السور الفولاذي، واذلال ابناء القطاع في المعابر والمطارات، دون اي رحمة او شفقة.
بالامس تسلل اسرائيليان الى سيناء بعد اختراقهما الحدود المصرية، لتعيدهما السلطات المصرية الى الحكومة الاسرائيلية في اليوم نفسه، ودون ان نعرف، او يعرف الشعب المصري لماذا أقدم هذان على هذه الخطوة، وهل كانا في مهمة تجسسية أو تخريبية؟
اختراق الحدود المصرية من قبل الاسرائيليين أمر محلل، لا غبار عليه، بل واقدام الطائرات الاسرائيلية على اختراق الاجواء المصرية، وقتل ضباط أو جنود مصريين ايضا من الامور العادية، ولكن اختراق جائع فلسطيني لهذه الحدود بحثا عن رغيف خبز، او حتى مواطن مصري باتجاه غزة (مجدي حسين ما زال يقبع في السجن لانه اراد التضامن مع اهل غزة المحاصرين)، فإن هذه هي كبيرة الكبائر، ستعرّض صاحبها للاعتقال والتعذيب في أقبية السجون لأشهر، وربما لسنوات عديدة.
نحن نسلّم بحق السلطات المصرية في الحفاظ على أمنها، والدفاع عن سيادتها، ولكن لم نسمع مطلقا ان ابناء قطاع غزة، سواء عندما كانوا يخضعون للادارة العسكرية المصرية قبل احتلالهم عام 1967، او حتى بعد انسحاب القوات الاسرائيلية صاغرة من أرضهم، لم نسمع ان هؤلاء شكلوا في اي يوم من الايام خطرا على الامن القومي المصري.
قرأنا، وشاهدنا، وسمعنا عن جوعى آخرين من افريقيا حاولوا اختراق الحدود المصرية في سيناء باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة في النقب، بحثا عن لجوء سياسي، وفرص عمل، ولكن نتحدى ان تثبت لنا السلطات المصرية ان فلسطينيا واحدا حاول اختراق الحدود المصرية - الاسرائيلية في سيناء لتنفيذ عمليات فدائية يمكن ان تحرج النظام المصري امام اصدقائه الاسرائيليين والامريكيين.
قطاع غزة كان على مدى التاريخ عبارة عن 'زائدة دودية' ملحقة بالجسم المصري العملاق، واذا كانت قد التهبت هذه الايام، فذلك بسبب نكوص الحكومة المصرية، وتخليها عن واجباتها الاخلاقية والدينية والوطنية تجاه مليون ونصف مليون من ابنائه، كل جريمتهم انهم يرفضون الاستسلام، ورفع الرايات البيضاء، ويصرون على المقاومة لاستعادة حقوقهم المغتصبة.
' ' '
السور الفولاذي الذي تقيمه اجهزة المخابرات الامريكية على حدود القطاع، تنفيذا لاتفاق اسرائيلي امريكي جرى التوصل اليه من خلف ظهر الحكومة المصرية، هذا السور لن يعزل قطاع غزة عن عمقه المصري الشعبي والوطني، بل سيعزل النظام، ويراكم من خطاياه في حق أمته ودينه وعقيدته.
أسود غزة الذين واجهوا العدوان الاسرائيلي لأكثر من ثلاثة اسابيع بمروءة وشهامة وكبرياء العربي المسلم الاصيل، سيواجهون عمليات التجويع الناجمة عن ظلم ذوي القربى بالكبرياء نفسها، ولن تعوزهم الحيلة، وهم المبدعون، في تحدي كل الظروف الصعبة، لايجاد مخارج جديدة لاطعام اطفالهم، وتوفير لقمة الخبز النظيفة الشريفة لأيتامهم.
نأسف، وبمرارة العلقم، لموقف السلطة الفلسطينية في رام الله، التي سارعت الى ممارسة أبشع انواع النفاق بتأييدها للسور المصري الفولاذي، غير عابئة بالمخاطر الجمة لهذا السور على ابناء وطنها وجلدتها، فهي لا تمانع بافناء جميع ابناء القطاع بسبب كراهيتها لحركة 'حماس' الحاكمة لهم، وهو موقف انتهازي مخجل ومعيب بكل المقاييس.
كان المأمول من السلطة في رام الله ان تنحاز الى شعبها، وتعمل على تخفيف معاناته، والترفع عن الصغائر والاحقاد الفصائلية، وتعارض هذا السور الفولاذي البشع بكل اشكال المعارضة، او على الاقل تلجأ الى الصمت، سواء صمت الموافق او الرافض، لكن ان تتطوع وتمتدح هذا السور، وهي التي يتظاهر انصارها يوميا ضد السور العنصري الآخر في الضفة، فهذا أمر لا يصدّقه عقل، او يقرّه منطق.
' ' '
على أي حال موقف هذه السلطة هذا غير مستهجن، ألم يطالب أحد أركانها قبل يومين أهل القطاع بالانتفاضة ضد حكومة 'حماس' في القطاع، ولم يجرؤ أن يطالب بالشيء نفسه ضد اسرائيل، خاصة بعد ان فشل الرهان على خيار التفاوض والاستجداء للوصول الى الحقوق الوطنية المشروعة؟
كنا نتوقع في الذكرى الاولى للعدوان، ان يكون النظام المصري رحيما بأبناء القطاع، يفتح الحدود لوصول كل ما يحتاجونه من طعام لملء أمعائهم الفارغة، والحليب لتقوية عظام أطفالهم الهشة المترقرقة، وأكياس الاسمنت لاعمار بيوتهم المهدمة من جراء القصف، حيث يعيش ستون الف انسان في الخيام أو في كهوف حفروها وسط ركام هذه البيوت المهدمة.
الشعب الفلسطيني، وابناء قطاع غزة على وجه الخصوص، لن يكره مصر، وسيظل محبا لشعبها الكريم الطيب الوطني المضيــــاف، مقدرا لهــــــذا الشعب كل ما قدمه من تضحيات وشـــهداء، واقتطـــاعه لقــمة الخبز من فم اطفاله لنصــــرة قضـــايا اشــقائه العرب والفلسطينيين، ولكن هذا الشعب لا يمكن ان يحب هذا النظام الذي يبادله الحب بالكراهية، وهو على أي حال يتماهى مع الشعب المصري في كراهيته لهذا النظام .

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . الدكتور محمد صالح المسفر يلقي الضوء على ألوان من ممارسات النظام المصري الذي ذهب بعيداً عن كل القيم التي تجمع الأمة وتصون حقوقها







( 1) في حرب عام 1967 الإسرائيلية على مصر احتلت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء المصرية وخيم الجيش الإسرائيلي على الشاطئ الغربي لقناة السويس، وكان قادرا على التحكم في الملاحة في القناة، وأقام خطا دفاعيا حصينا سمي بـ 'خط بارليف'، واستطاع الجيش المصري العظيم الذي أعده عبد الناصر ورجاله قبل 'اغتياله'عام1970 تحطيم هذا الخط الدفاعي الحصين في ساعات خلال عبور القناة لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في حرب عام 1973، وانتهت أسطورة تلك التحصينات.
اليوم أقدمت الإدارة المصرية على إقامة خط 'دفاعي' فولاذي ليفصل بين الحدود الفلسطينية (غزة) ومصر، ويغوص في عمق 30 مترا تحت الأرض، كما قالت بعض وسائل الإعلام الأجنبية إن هذه الصفائح الفولاذية صممت في أمريكا وجربت ولا يمكن للصواريخ شديدة الانفجار اختراقها، وان هناك تعاونا بين حكومة مصر وإسرائيل وأمريكا في هذا المجال.
مصر أنكرت رسميا ونشرت وسائل إعلامها تكذيبا لخبر إقامة ذلك الجدار الفولاذي العازل، لكن الأمريكان والأمم المتحدة وإسرائيل أكدوا ذلك الخبر، فلم يجد النظام السياسي المصري مفرا من الاعتراف بإقامة هذا الجدار، وانه حق من حقوق السيادة ولها أن تحمي نفسها من أي عمل إرهابي بكل الطرق. نحن معشر العرب مع مصر قلبا وقالبا في حماية أمنها الوطني وحدودها لكن يجب أن يحدد العدو، وليس لمصر عدو في هذا العصر غير إسرائيل. أهل غزة ـــ الذين تحاصرهم الحكومة المصرية ـــ عبر التاريخ هم الحاجز المنيع لحماية مصر من كل الغزاة وهم أول الضحايا دفاعا عن امن مصر، فلماذا تمعن جمهورية مبارك الرابعة في حصارها وعدائها لهذا الشعب (غزة) العربي المسلم الذي هو راس الرمح الذي تستخدمه مصر لمواجهة عدوها اللدود إسرائيل؟ ماذا فعل أهل غزة في مصر حتى يلاقوا هذا العداء لهم من إخوانهم في الدين واللغة والمصير؟ إسرائيل اغتالت علماء مصر بكل الوسائل، وتتجسس على أمنها، ولوثت مزارعها ومياهها ودمرت اقتصادها وسحقت أجساد جنودها الأسرى في حروبها الثلاث، وأخرجتها من إفريقيا خاسرة بعد أن كانت مصر في عز قيادتها السياسية في عصر العمالقة (عبد الناصر ورجال مصر الأوفياء) لها الكلمة العالية والذراع الممتدة عبر القارة، إسرائيل نهبت ثروة مصر البترولية وما برحت تستنزف مواردها بأبخس الأثمان (الغاز والبترول) بينما أهل غزة يشترون بضاعتهم من أهل مصر بأغلى الأسعار، وغزة تعتبر السوق الرائجة لإنتاج مصر، فلماذا هذا الحصار الظالم لغزة الذي تفرضه حكومة حسني مبارك، ولم تحرك مصر حسني مبارك شفتها بكلمة واحدة ضد إسرائيل؟ الجواب عندي هو خنوع هذا النظام للإرادة السياسية الإسرائيلية ـ الأمريكية، هو إهدار لكرامة مصر وعزتها، وهو خيانة الميثاق الوطني المصري الذي يقول: إن امن مصر يتحقق ضمن الدائرة العربية، وتليها الدائرة الإسلامية، والدائرة الإفريقية، وليس في إطار رضا إسرائيل وتحقيق أمنها.
( 2 )
يا للهول! أيتها السلطة القابعة في رام الله في ما قاله (عزام الأحمد) عضو لجنتك المركزية، لقد قال: إن السلطة في رام الله ترفض رفضا صريحا تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الداعية لرفع الحصار الإسرائيلي والمصري عن قطاع غزة، لان رفع الحصار في مفهوم السلطة عن مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في غزة يصب لصالح حركة حماس الفلسطينية، لكن مصلحة اهل غزة وحياتهم لا تهم هذه السلطة، وطالب (الأحمد) 'بانتفاضة شعبية' في غزة تقودها حركة فتح العباسية ضد الأهل والشرفاء المقاومين للاحتلال والرافضين لسياسة التيئيس والاستسلام للنفوذ الصهيوني. كنا نتوقع أن تصدر سلطة رام الله العباسية دعوة لانتفاضة شعبية فلسطينية في كل عموم فلسطين ضد إسرائيل التي أصدر 'اعلى مجلس قضائي يهودي ديني' فيها فتوى تدعو إلى قتل كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وتقول صحيفة 'يديعوت احرونوت' العبرية: إن الفتوى آنفة الذكر الصادرة عن مجمع الحاخامات الإسرائيلي 'السنهدرين' تنص على أن الله يحرم أن يكون هناك هولوكوست أخرى لليهود باستهداف حياة 'القتلة' الموجودين في سجوننا، وتطالب الفتوى بشن عملية عسكرية واسعة على غزة في عيد 'الحانوكاه' يكون هدفها تدمير غزة واستئصال حركة حماس من على وجه الأرض، على حد تعبيرها.
آخر القول: نذكر مصر العزيزة إن جدار برلين أسقطه الشعب الألماني، وخط ماجينو أسقطه الألمان، وجدار بارليف أسقطه الشعب المصري، وجدار الفصل العنصري الصهيوني سيسقطه الشعب الفلسطيني، وجدار حسني الفولاذي حول غزة سيسقطه الشعب المصري والشعب الفلسطيني، وأما حركة فتح فسيسقطها شرفاء فتح والشعب الفلسطيني. وان الله مع الصابرين .

الأحد، 20 ديسمبر 2009

البيئة هي الحياة . والدول الصناعية تلوث مناخها على مستوى المعمورة ولاترغب في تحمل مسؤولياتها تجاه مصير الشعوب المستضعفة والنامية . مناخ الأرض في خطر .


كوبنهاغن ـ وكالات: شهد اليوم الأخير من محادثات قمة المناخ في كوبنهاغن إجراءات أمنية مشددة لحماية رؤساء أكثر من 115 دولة شاركوا في المؤتمر، ما اثار موجة من الغضب بين مندوبي المنظمات غير الحكومية الذين منعوا من دخول المركز الذي تعقد فيه القمة.
ونشرت السلطات الدانمركية أعداداً غير مسبوقة من رجال الأمن في العاصمة كوبنهاغن وخاصة في محيط مركز 'بيلا' الذي يستقبل الحدث المناخي.
ومنع معظم ممثلي المنظمات غير الحكومية الـ30 ألفا من دخول المبنى ابتداء من الخميس، كما ألغيت عدة أحداث هامشية بهدف التحضير للإجراءات الأمنية لضمان حماية رؤساء الوفود.
وسعى رؤساء دول العالم جاهدين الجمعة للتوصل الى اتفاق من خلال مفاوضات كوبنهاغن بشأن التغير المناخي بعد تجاوز الموعد الرسمي لاختتام القمة دون ان تلوح مع ذلك بوادر على التوصل لهذا الاتفاق.
واستمرت المباحثات بعد الساعة السادسة مساء الجمعة وهو الموعد المحدد اصلا لحفل اختتام القمة، لكن الغموض والتوتر كانا لا يزالان مخيمين تماما في حين ان مشروع اعلان الزعماء الذي يفترض ان ينقذ اتفاقا ضد الاحتباس كان لا يزال موضع مناقشات شاقة.
واتاح الرئيس الامريكي باراك اوباما بصيص امل مع دعوته رئيس الوزراء الصيني ون جياباو الى لقائه مجددا الجمعة في كوبنهاغن في محاولة لمعالجة الموضوعات التي يختلف عليها اكبر ملوثين في العالم بعد 12 يوما من الاعمال: ضمانات التحقق من تنفيذ التعهدات وتمويل مكافحة الاحتباس ومستوى الانبعاثات.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان المفاوضات 'شاقة'، مضيفا 'لا نريد اتفاقا هزيلا'.
وغادر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، الذي اشار الى ان الطريق لا يزال 'طويلا وصعبا' كوبنهاغن مساء الجمعة للقيام بزيارة مقررة منذ وقت طويل الى كازاخستان، مفوضا مستشاره لشؤون المناخ تمثيل روسيا في المفاوضات. ومن المقرر ان يكون اوباما غادر مساء الجمعة كما هو مقرر.
وسلمت بعد ظهر الجمعة لقادة العالم نسخة جديدة من مشروع الاعلان السياسي المقرر ان يعتمدوه تتضمن هدفا عالميا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية الى النصف بحلول عام 2050.
الا ان الصين والدول الناشئة الكبرى الاخرى ترفض باصرار منذ ستة اشهر الانضمام الى هذا الهدف قبل ان تزيد الدول الصناعية معدل خفض انبعاثاتها قبل 2020.
وحذر الرئيس باراك اوباما امام اكثر من 120 رئيس دولة وحكومة من انه 'لا يمكن لاي بلد الحصول على كل ما ينشده'، مبديا تمكسه بالمواقف الامريكية.
وقال ان 'المسألة تكمن في معرفة ما اذا كنا نتقدم معا او نتصارع، اذا كنا نفضل الشعارات على العمل'.
وقال رئيس وزراء بلجيكا ايف لوتيرم ان على الصين ان تبذل جهودا حتى لا تنتهي قمة كوبنهاغن الى الفشل. وقال للتلفزيون البلجيكي ان 'الاتحاد الاوروبي مستعد لابرام اتفاق في كوبنهاغن، ولكن الكتل الاخرى هي المطلوب ان تعلن موقفها في الوقت الراهن. الولايات المتحدة بذلت جهودا. اما الصين فليس بعد. عليه امل ان يحصل ذلك'. من جانبه دعا رئيس وزراء الهندي منموهان سينغ الى تمديد المفاوضات حتى 2010 من اجل التوصل الى 'اتفاق شامل فعلا والتصدي بصلابة حقيقية للتغير المناخي'.
في المقابل بدا الرئيس البرازيلي لويس ايناسية لولا دا سيلفا يائسا بعد الاجتماعات الاولى معلنا استعداده لبذل 'تضحية' مادية لمساعدة الدول الاكثر تأثرا ولإتاحة التوصل الى اتفاق.
وشدد على ان هذا العرض الذي لم يبحثه بعد 'لا مع الشعب او مع البرلمان' يحرك خطوط التقسيم التقليدية بين الدول الصناعية، المسؤولة 'تاريخيا' عن تراكم ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبين الدول النامية.
ويرى ايمانويل غيران الباحث في معهد التنمية المستدامة والعلاقات الدولية ان خطر صدور 'اعلان سياسي مائع' قائم فعلا.
وقال ان 'ون جياباو احدث انفتاحا صغيرا بشأن مسألة التحقق وأبدى ارادة سياسية كبيرة بشأن التمويل في حين ان اوباما لم يتحرك قيد انملة وسينغ اغلق الباب باحالة الامر الى عام 2010'.
ودارت المباحثات حول مشروع الاعلان السياسي للزعماء الذي يمكن ان يستخدم كأساس لاتفاق محتمل. وتهدف النسخ المختلفة المتتالية الى حصر ارتفاع سخونة الارض عند درجتين مئويتين كحد اقصى عن مستوى ما قبل الثورة الصناعية.
وستقدم مساعدة مالية فورية من 30 مليار دولار على ثلاث سنوات (2010-2012) الى الدول الاكثر تضررا ليصل حجم المساعدة الشامل تدريجيا الى مائة مليار دولار سنويا حتى عام 2020.
ووصف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الولايات المتحدة الجمعة بأنها 'أكبر ملوث'، واتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمحاولة صياغة اتفاقية للمناخ من وراء ظهر الزعماء الآخرين.
وقال تشافيز 'إن الامبراطور الذي جاء في منتصف الليل وتحت جنح الظلام يعد من وراء كل شخص وبطريقة غير ديمقراطية وثيقة... لن نقبلها'.
وفي مؤتمر سابق للأمم المتحدة عام 2006 هاجم تشافيز الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش ووصفه بأنه 'شيطان'، ووصف المنصة الذي تحدث من عليها في اليوم السابق بأنها 'لا تزال تحمل رائحة الكبريت اليوم'.
واستمر تشافيز على نفس المنوال في كوبنهاجن حين قال 'لا زلت أشم رائحة الكبريت. لا زلت أشم الكبريت في هذا العالم'.

الخميس، 17 ديسمبر 2009

سورية تودع رئيس الجمهورية الأسبق الفقيد الراحل أمين الحافظ في حلب بعد صراع مع المرض . رحمه الله تعالى . وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون .



الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ

دمشق- توفي الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ فجر الخميس عن عمر ناهز 88 عاما بعد معاناته مع المرض في المستشفى العسكري بمدينة حلب، حسبما أعلنت عقيلته زينب الحافظ.
وصرح شهود عيان من مدينة حلب لوكالة الأنباء الألمانية بأن أهالي حلب كانوا يتناقلون الأنباء حول صحة الحافظ التي لم تكن على ما يرام في الأيام الماضية وأنه خضع لعمليتين جراحيتين في الآونة الأخيرة.

وأعلن في مدينة حلب، مسقط رأسه، عن وفاته الخميس حيث كان يسكن مع زوجته وأولاده في منزل كانت الحكومة السورية وضعته تحت تصرفه، بينما يقيم بعض أبنائه خارج سوريا.

وكان الحافظ غادر إلى لبنان عام 1966 وأقام هناك لمدة عامين، ثم تحول للعيش في ظل نظام بعث العراق إلى أن عاد إلى سوريا عام 2003 بعد سقوط نظام البعث وصدام حسين حتى وفاته صباح الخميس في منزله بحي الفرقان الحلبي الراقي.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى التعليمات بمعاملة الحافظ معاملة جيدة وتم استقباله لدى عودته بصفة رئيس أسبق.

ومن المعروف أن الرئيس أمين الحافظ ولد في مدينة حلب عام 1921 وتخرج في الكلية العسكرية عام 1946 وشارك في حرب عام 1948، وكان أبرز الضباط الذين مهدوا لقيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958.

وعين الحافظ عضوا في مجلس قيادة ثورة حزب البعث في 8 آذار/ مارس عام 1963، ووزيرا للداخلية بعد الثورة، وفي تموز/ يوليو 1963 ارتقى إلى رتبة لواء، وأصبح رئيسا للأركان العامة للجيش والقوات المسلحة ووزيرا للدفاع بالوكالة في سوريا، ورفع إلى رتبة فريق وانتخب في 27 تموز/ يوليو 1963 رئيسا لسوريا وبقي في سدة الرئاسة حتى شباط/ فبراير 1966.
وسيشيع جثمانه ظهر الجمعة في مسقط رأسه حلب بحضور رسمي وشعبي .


- تعليق الرحالة العربي ابن الجبيلي :

عندما يرحل أي مواطن عربي من سورية التي تعلمنا فيها لغة الوفاء والتعاضدد والوحدة الوطنية والتسامح والإخاء . سواء كان مواطناً عادياً أو رئيس جمهورية . نشعر بالألم والحزن الكبيرين . والوطن الذي يجمعنا على المحبة والفرح يوحدنا أيضاً بالأحزان . لقد قرأنا عن تاريخ هذا الرجل العملاق . والتاريخ قد ينصف الأحياء أو الأموات وقد يظلمهم . ولكننا نعتز في كل الظروف بإنتمائنا إلى بلد علم العالم أول أبجدية في التاريخ . وقيم حضارية تشع على الكون بلغة الصداقة والإحترام والسلام . رحم الله فقيد الوطن الغالي وألهم شعبنا وأسرته الكريمة ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . المجرمة ليفني ومحاولة إبتزاز بريطانيا صاحبة اليد الأولى في إنشاء الكيان المجرم الأكثر خطورة على أمن العالم . مقال للقدس العربي


ليفني وابتزاز بريطانيا



من سخريات هذا الزمن الرديء ان تهدد اسرائيل بريطانيا بعدم إشراكها في 'عملية السلام' اذا لم تتخذ اجراءات لمنع ملاحقة مسؤولين اسرائيليين امام محاكمها، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين والعرب عموما في الاراضي المحتلة ولبنان، وكأن عملية السلام تسير على قدم وساق، وكأن بريطانيا ستصبح جمهورية موز اذا نفذت اسرائيل تهديداتها.
فاسرائيل التي تدين بوجودها واستمرارها الى التواطؤ البريطاني باتت تتطاول على اليد التي اطعمتها وانشأتها، وتفرض عليها ما يجب، او ما لا يجب ان تفعله، وتتدخل بصلافة في نظامها القضائي واحكامه، وهي الخاسر الأكبر من حملة الابتزاز التي تشنها حاليا ضد بريطانيا، فوجود الاخيرة طرفا في عملية السلام كان دائما لمصلحة اسرائيل وضد العرب. كما أنها المستفيد الاكبر اقتصاديا من العلاقة معها، لانها تعتبر واحدة من أكبر أسواق بضائعها.
تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة وزعيمة حزب كاديما ارتكبت جرائم حرب ضد الانسانية في قطاع غزة، واذنت لجيشها باستخدام قنابل الفوسفور الابيض، وافتى حاخام الجيش الاسرائيلي بقتل العرب دون اي رحمة او شفقة.
ادانة ليفني وجميع جنرالاتها وكل مسؤول اسرائيلي شارك في العدوان على قطاع غزة، جاءت في تقرير ريتشارد غولدستون القاضي اليهودي الجنوب افريقي، الذي كان في اعتقادنا رحيما بالدولة العبرية ومجرميها، وكان يجب ان يكون اكثر شدة في اتهاماته لهم بارتكاب جرائم حرب، فقد شاهد العالم بأسره الاجرام الاسرائيلي في ابشع صوره بالصوت والصورة عبر شاشات التلفزة العالمية.
القوانين البريطانية التي استند اليها القاضي البريطاني اثناء اصداره مذكرة اعتقال في حق ليفني اصدرها اليهود انفسهم، وفرضوها على جميع الدول الاوروبية بعد الحرب العالمية لحماية بني جلدتهم، ولملاحقة مجرمي الحرب النازيين الذين شاركوا في المحرقة (الهولوكوست) والانتقام منهم.
لم يخطر في بال هؤلاء وقادة الدولة الاسرائيلية انهم سيشربون من الكأس نفسه، ويواجهون العدالة نفسها، وبالتهم نفسها، وفي الدول نفسها، لانهم ارتكبوا جرائم وحشية، ترتقي الى مستوى جرائم النازية في حق اناس ابرياء عزل، سرقوا ارضهم وشردوهم في المنافي ومخيمات اللجوء، ثم لاحقوهم بقنابل الفوسفور الابيض، بعد ان فرضوا عليهم حصارا تجويعيا بموافقة 'العالم المتحضر' ومساندته.
' ' '
الخارجية الاسرائيلية، التي تمثل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، حسب تصنيفات الحكومة البريطانية ونظيراتها الاوروبية، استدعت السفير البريطاني في تل ابيب للاحتجاج على اجراء قانوني صرف، واصدرت بيانا قالت فيه انها ترفض الاجراءات القضائية 'المغرضة' التي اتخذتها محكمة بريطانية ضد تسيبي ليفني بمبادرة من عناصر 'متطرفة'.
سبحان الله.. هذه الخارجية التي تمثل دولة خارجة على القانون، لا يزيد عمرها عن ستين عاما، تشكك بقانون بريطاني تمتد جذوره الى اكثر من ستمئة عام على الاقل، وترفض الالتزام بأحكامه، وهي التي استفادت منه ومن اجراءاته حتى قبل قيامها.
والاكثر من ذلك ان متحدثا باسم الخارجية الاسرائيلية استغرب هذه الاجراءات القانونية البريطانية، لان الدولتين، اي بريطانيا واسرائيل، تخوضان حربا مشتركة ضد الارهاب، ولا نعرف ارهابا اكثر شراسة ودموية من الارهاب الاسرائيلي، وحتى لو كان قول المتحدث الاسرائيلي صحيحا، فهل هذا يعني ان تعطل الحكومة البريطانية جميع دساتيرها وقوانيها واعرافها من اجل سلامة مجرمي الحرب الاسرائيليين؟
الاسرائيليون، مجرمي حرب كانوا او اناسا عاديين، يعتقدون انهم من نسل الآلهة، يتصرفون وكأنهم فوق جميع القوانين الوضعية والسماوية، يقتلون ويدمرون ويستوطنون ويستخدمون الاسلحة المحرمة دوليا، وهم مطمئنون الى الدعم الغربي غير المحدود لهم، وهذا وضع يجب ان يتوقف، لان الكيل قد طفح خطرا وارهابا وتهديداً لمصالح الغرب الاقتصادية والامنية، علاوة على كونه موقفا غير اخلاقي.
الجنرالات الاسرائيليون الذين تزدحم صدورهم بالنياشين والأوسمة التي حصلوا عليها بفضل قتل الابرياء والعزل، واستخدام الاطفال والشيوخ كدروع بشرية في مقدمة دباباتهم، باتوا في حال رعب، لا يستطيعون ان يتجولوا في العواصم الاوروبية بحرية وأمن، والفضل في ذلك يعود الى مجموعة من النشطاء العرب والمسلمين الذين قرروا ان يتعاملوا مع الغرب بلغته وقوانينه، وبعيدا عن مساعدة الانظمة العربية الفاسدة والدكتاتورية.
فإذا كان من حق اليهود والاسرائيليين ان يقيموا 'مركز روزنتال' لمطاردة مجرمي الحرب النازيين ويقدموهم الى العدالة، وينفذوا فيهم احكاما بالشنق (ايخمان عام 1961) حتى لو تجاوز بعضهم الثمانين عاما (جون ديمانيوك الذي يحاكم حاليا في المانيا)، فانه من حق العرب والمسلمين، وكل انصار العدالة في العالم ان يطاردوا مجرمي الحرب الاسرائيليين، سياسيين كانوا او جنرالات، وتقديمهم الى العدالة، وتلقي جزاء شرورهم وجرائمهم.
' ' '
نعترف ان مصيبتنا في حكوماتنا، فبينما يستطيع النشطاء المناصرون للعدالة وحقوق الانسان رفع دعاوى ضد ليفني وباراك وموفاز امام محاكم اوروبية، فإنهم لا يستطيعون فعل الشيء نفسه في عواصم عربية، ليس لان معظمها يفتقد الى النظام القضائي المستقل، وتحكم من قبل قوانين الطوارئ، وانما لان هذه الحكومات تخاف من ليفني وشركائها اكثر مما تخاف ضميرها او خالقها او شعوبها.
فبينما يرفض اللاعب المغربي مروان الشماخ مشاركة فريقه في مباراة ضد فريق اسرائيلي في حيفا، ويقول انه انسان مسلم لا يطاوعه ضميره ان يلعب في بلد يقتل جيشها اشقاءه الفلسطينيين، نشاهد ابن وزير خارجية بلاده يدعو تسيبي ليفني للمشاركة في ندوة سياسية في طنجة، ويفرش لها السجاد الاحمر. والاكثر من ذلك ان الدكتور رفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس محمود عباس في رام الله، المشارك في الندوة نفسها، يعانقها بحرارة شديدة امام عدسات الصحافيين والمشاركين الآخرين دون خجل او حياء.
اللوبي الاسرائيلي سيحرك كل اسلحته ضد الحكومة البريطانية، من اجل تعديل النظام القضائي، ووقف مطاردة مجرمي الحرب الاسرائيليين واعتقالهم، وهذا التعديل يتطلب موافقة مجلس العموم اولا، ومجلس اللوردات ثانيا، مما يعني اننا امام معركة سياسية قضائية طويلة ومعقدة، تتطلب تحركا مضادا من قبل العرب والمسلمين وكل انصار حقوق الانسان في العالم.
أملنا الكبير في ابناء الجاليات العربية والاسلامية، والخبرات الوطنية والانسانية العريقة في اوساطها، للتصدي لهذا اللوبي الاسرائيلي، مثلما تصدوا له في الجامعات البريطانية، حيث نجحوا في فرض المقاطعة الاكاديمية للجامعات الاسرائيلية، ومثلما نجحوا في فرض مقاطعة أشد على بضائع المستوطنات الاسرائيلية وفي عدم اعفائها من اي تسهيلات ضريبية.
في جميع الاحوال، يمكن القول، وباطمئنان شديد، ان حملات التضليل والخداع الاسرائيلية للرأي العام الغربي لم تعد تحقق النجاحات الآلية، مثلما كان عليه الحال في السابق، ليس بسبب الاجيال الجديدة من المهاجرين من ذوي العقليات المنفتحة والعلمية، وانما ايضا بسبب ادراك الغرب للخطر الذي تشكله اسرائيل على أمنه واستقراره، بفعل جرائمها في حق الانسانية، وجره الى حروب لا يمكن كسبها، علاوة على تكاليفها الباهظة ماديا وبشريا.

السبت، 12 ديسمبر 2009

الحب والحزن والوفاء والفرح يجمعنا دائماً بعائلة الرئيس الراحل حافظ الأسد . واليوم نعزي القائد العربي الكبير سيادة الرئيس بشار الأسد بوفاة شقيقه مجد


توفى شقيق الرئيس بشار الأسد الشاب مجد حافظ الأسد بدمشق يوم السبت بعد معاناة مع مرض عضال.

وكان المغفور له مجد الأسد عانى من مرض عضال على مدى أعوام إلا أن هذا لم يمنعه من متابعة دراسته إذ تخرج من كلية التجارة والاقتصاد.
والشاب مجد الأسد هو الشقيق الأصغر للرئيس بشار الأسد, في العقد الرابع من عمره, متزوج منذ نحو 15 عاما ولم يرزق بأطفال.

يذكر أن الرئيس الراحل حافظ الأسد لديه خمسة أولاد هم الرئيس بشار الأسد والعميد ماهر الأسد والصيدلانية بشرى الأسد والشهيد باسل الأسد الذي توفي بحادث سير على طريق مطار دمشق الدولي عام 1994 إضافة إلى مجد الذي انتقل إلى رحمته تعالى اليوم

- الخبر نقلاً عن موقع سيريا نيوز

- برقية من الرحالة العربي ابن الجبيلي
إلى سيادة الرئيس القائد بشار حافظ الأسد

- بإسمي وبإسم كل الجاليات العربية والسورية في بلاد المهجر نتقدم إلى سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد بأحر التعازي والمواساة القلبية بوفاة شقيقه الشاب مجد حافظ الأسد . لقد جمعنا مع أسرتكم العزيزة كل ألوان الحياة . والحب والأمل والحزن والوفاء . والمجد والفرح . واليوم يتجدد حزننا الكبير على رحيل إنسان آخر من أفراد أسرتكم المحترمة لنستذكر برحيله آخرون لم تزل ذاكرتنا غنية بمآثرهم وإنسانيتهم وعظمتهم وفي المقدمة الرئيس الراحل حافظ الأسد . رحم الله الفقيد الغالي ورحم كل أمواتنا وشهدائنا الأبرار وألهم أسرة الفقيد العزيزة الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
الولايات المتحدة
السبت 12/12/2009

الرحالة العربي
ابن الجبيلي

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . شيخ المناضليين بهجت أبو غريبة . بقلم السيد رشاد أبو شاور .




ولد عام 1916 في (خان يونس) بقطاع غزّة، لأب مقدسي خليلي الأصل، وأم صربيّة تركية.
في حياته الممتدة حتى يومنا هذا عاصر أبرز أحداث القرن العشرين، وشارك في ثورات فلسطين، وفي حرب الـ48 قائدا ميدانيّا في مدينة القدس.
حدد بوعي مبكّر أن بريطانيا هي السبب المباشر في اجتلاب اليهود إلى فلسطين، ولذا لا بدّ أن تكون المعركة مباشرة مع قواتها التي تحتل فلسطين وفقا لقرار الانتداب الذي اتخذته غطاء لزرع دولة يهودية صهيونيّة في قلب الوطن العربي.
بدأ رحلته النضاليّة مع صديقه سامي الأنصاري، والذي كان مثله أستاذ مدرسة، وكان مقاوما عنيدا مقداما خاض أحيانا معارك بمفرده ثأرا من العصابات الصهيونيّة التي عمدت إلى قتل بعض الفلسطينيين المدنيين الآمنين، بقصد نشر الرعب في مدينة القدس، وتحديدا حاراتها القديمة العريقة المحيطة بالمسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة.
بعد هزيمة حزيران (يونيو) 67، واستكمال العدو الصهيوني احتلال كامل فلسطين، غادر القدس إلى العاصمة الأردنيّة عمّان.
يلقبونه بشيخ المناضلين في الضفتين لأقدميته النضالية، ولجلده وصبره وقبضه على جمر الإيمان بعروبة فلسطين، وكونه شخصيّة عربيّة قوميّة بارزة مشهودا لها بالثبات على الموقف، ودفع ثمن تمسكه بالمبادئ التي نشأ عليها سجنا وجراحا في جسده.
صدرت مذكراته في مجلدين، الأوّل وعنوانه: مذكرات بهجت أبوغربيّة 1916 ـ 1949، وبعنوان فرعي: (في خضمّ النضال العربي الفلسطيني) عن مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، والجزء الثاني: من مذكرات المناضل بهجت أبو غربيّة، من النكبة إلى الانتفاضة 1949ـ 2000 عن المؤسسة العربيّة للدراسات.
من عنواني الجزءين يرى القارئ أن الأستاذ بهجت عاش أبرز أحداث القرن العشرين، بحربيه العالميتين، وثورات الأقطار العربيّة: الثورة السورية، الثورة الفلسطينيّة الكبرى، ثورة العراق عام 1941 بقيادة رشيد عالي الكيلاني، ثورة تموز (يوليو) 1952، ثورة الجزائر، ثورة اليمن، وثورات المغرب وتونس ضد الاحتلالين الإسباني والفرنسي.
أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينيّة عام 64، وعضو لجنتها التنفيذيّة الأولى، بإلحاح من المؤسس الأستاذ أحمد الشقيري، الذي وسّط الأستاذ عبد الخالق يغمور ليجتذب الأستاذ بهجت ليكون ضمن منتخب المؤسسين، والذي كان مترددا في المشاركة لتشككه في (خلفية) إبراز المنظمة، وخشيته من التأثير العربي الرسمي عليها والتحكّم بمسارها.
كان الأستاذ الشقيري ينتقي القادة المتميزين من أبناء فلسطين، ومن هنا كان حرصه على استقطاب الأستاذ بهجت، والذي استجاب، وأدّى دوره في ترسيخ بنيان المنظمة، وتثبيت دعائمها، وكان أحد ثلاثة ضمتهم اللجنة العسكريّة، وأوكلت لهم مهمة إنشاء جيش التحرير الفلسطيني.
كتاباه يحويان تاريخ فلسطين المعاصر، قضيّة، وصراعا، وكل فصول التآمر على فلسطين أرضا وشعبا، ومن كافة الأطراف التي شاركت في نكبة فلسطين، وتمزيق شعبها، وتحويله إلى شعب لاجئ مشرّد، وتعطيل فاعليته، وإحباط قدراته التنظيميّة خدمة للكيان الصهيوني.
انخرط الأستاذ بهجت مبكرا في النضال الفلسطيني، وأعدّ نفسه بدنا وروحا لتحمّل المشاق، فقد انضّم للكشاف الفلسطيني، وشجّع زملاءه من أبناء القدس لأن يحذو حذوه ليتعرّفوا على تضاريس وطنهم بانتظار انفجار الثورة على الانتداب البريطاني المنحاز للمشروع الصهيوني، والذي أسفر عن مخططاته مبكرا بتسريب اليهود من أوروبا إلى فلسطين، ومنحهم الأرض التي ينشئون عليها مستوطناتهم، وتسليحهم وتدريبهم، بحيث تحولوا إلى قوّة في وقت قياسي، بدأت بممارسة اعتداءاتها على الفلاّحين الفلسطينيين الذين وعوا الخطر الصهيوني مبكرا.
مع زميله ورفيق دربه سامي الأنصاري شكلا تنظيما أسمياه (الحريّة)، وحتى لا يبقى تفكيرهما معلقا في الهواء، ومجرّد حماسة شباب، انتقلا إلى العمل، واشتبكا مع العصابات الصهيونيّة، وعساكر بريطانيا.
عمليتهم الأولى كانت في سينما (أديسون) ردّا على قتل فلسطينيين مقدسيين برصاص تلك العصابات، والتي هدفت إلى ترويع المقدسيين، ودفعهم للهرب من حارات القدس العريقة.
أمّا العمليّة الجسورة التي كان لها صدى هائلاً فكانت تصفية قائد شرطة القدس الإنكليزي آلن سيكرست، عقابا له على تطاوله شخصيا على أبناء المدينة، وتقصّد ضربهم وإهانتهم علنا لكسر شوكتهم وإذلالهم.
درس بهجت تحركات ذلك الضابط الكبير، وتنقلاته، ونوع السيارة التي يستخدمها، ومن بعد تقرر التنفيذ.
يكتب في مذكراته: وصلــــت الســـيّارة إلى محـــاذاتنا، فبدأنا أنا وسامي إطلاق النار على سيكرست من مسافة متر واحد، فأصيب فورا (ص75),
البطل سامي الأنصاري استشهد بعد نقله إلى المستشفى، ومن بعد واصل بهجت أبوغربيّة كفاحه بعيدا عن عيون الإنكليز في القدس، فانتقل إلى جبال الخليل حيث كانت مجموعة الشيخ عبد الحفيظ بركات، أحد مؤسسي تنظيم (الحريّة)، تخوض معاركها هناك، وقد استشهد الشيخ بعد سلسلة عمليات أوقعت خسائر فادحة بالقوّات البريطانيّة.
في الجزء الأول من مذكرات الأستاذ بهجت، يكشف لنا جوانب خافية من شخصيّات قادة وفدوا من الأقطار العربيّة، عرفهم وعايشهم مباشرة، يتقدمهم الشيخ عز الدين القسام، والقائد فوزي القاوقجي قائد الثورة في جنوب سورية (فلسطين)، والذي دخل بصحبة 200 ثائر من أبناء العراق وسورية والأردن مع بدء الثورة الكبرى 36- 39، والقائد سعيد العاص الذي استشهد في معركة الخضر، التي جرح فيها البطل عبد القادر الحسيني، وأسرته القوّات البريطانيّة.
لا يكتب الأستاذ بهجت تاريخا جافا مسرودا ببرود وحيادية، فهو لا يكتب بحثا، ولكنه يكتب عن علاقة أبناء فلسطين بأرضهم، والمعارك التي خاضوها على تلك الأرض بتفاصيلها، بتضحيات الأبطال، بعبقرية قادة عسكريين لم يتخرّجوا من الأكاديميّات العسكريّة، تمكنوا من إلحاق الهزائم بجيش بريطانيا العظمى بأسلحة بسيطة، في مواجهة طائرات ومدافع جبليّة ورشاشات ثقيلة، وحشود عسكريّة متفوّقة عددا وتدريبا وعدّة.
لقد بلغ عدد القوّات البريطانية في فلسطين بسبب الثورة الكبرى 36-39 أكثر من 40 ألفا، ولم ينجح هذا الحشد الهائل في إنهاء الثورة الكبرى، لولا النداء الذي وجهه الحكّام العرب، وناشدوا فيه عرب فلسطين أن يلقوا السلاح حقنا للدماء، وثقةً بوعد (الصديقة) بريطانيا التي ستستجيب لمطالبهم!
بعد نكبة فلسطين عام 48 انضم الأستاذ بهجت لحزب البعث، وخاض نضالاً ضاريا في صفوفه، وسجن، وطورد، وشهد له بالصلابة والقدرات التنظيميّة التي تراكمت على مدى سني خبراته منذ بدأ النضال وهو على مقاعد الدرس.
بعد هزيمة حزيران (يونيو) 67 تبنّى الأستاذ بهجت خّط المقاومة، والعمل الفدائي، وأسس (جبهة النضال الشعبي)، ولكنه لم يتشبّث بقيادتها، وأفسح لجيل من الشباب أن يتسلموا زمام القيادة، مقدما لهم خبراته ورعايته.
حتى يومنا هذا، ورغم أنه بلغ الـ94، فإن بنيته صلبة، وعقله يتقّد، وذاكرته تلمع وتستذكر تفاصيل معارك فلسطين وأبطالها ومآثرهم، وهو يتابع تفاصيل ما يجري لشعبنا.
حيثما توجهنا.. إلى مؤتمر، أو ملتقى، أو اعتصام بمناسبة وطنيّة، فإنه يكون هناك في المقدمة، يصغي، ويقترح، ويجادل، مؤكدا على خيار المقاومة، والتشبّث بحق العودة، ووحدة شعبنا وتمسكه بهدف التحرير، والعودة لميثاق المنظمة، وبناء مؤسساتها بكفاءات صادقة مؤمنة صلبة مضحية، وعلى عروبة القضيّة الفلسطينيّة.
لم يكن الأستاذ بهجت فردا نادرا في العائلة، فقد استشهد شقيقه شفيق في الميدان، وأصيب شقيقه صبحي في إحدى معارك القدس إصابة شلّت جسده وأفقدته بعض ذاكرته.
قبل سنوات قليلة، وبدلاً من تكريمه، صدر قرار بقطع راتبه، هو المؤسس في المنظمة، عقابا له على رفضه أوسلو، وإلحاحه على خيار المقاومة..هكذا يكرمون أحد أعظم أبطال فلسطين!

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

مقالات تستحق أن تقرأ . أربع قضايا تهز الضمير الإنساني . بقلم الدكتور محمد صالح المسفر .





( 1) في قصيدة للشاعر العراقي محمد بحر العلوم، مطلعها يقول : رحت استفسر من عقلي وهل يدرك عقلي محنة الكون التي استعصت على العالم قبلي، فأجاب العقل في لهجة شكاك محاذر، إن رأسك محفوف بأنواع المخاطر، تطلب العدل وقانون بني جنسك جائر، إلى آخر القصيدة .
والحق أن محنة الشعب الفلسطيني استعصت علي. ستون عاما ونيف ونحن نلوك هذه المسألة الفلسطينية، شعرا ونثرا، وبيانات شجب وإدانة واستنكار، واجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف، وندوات ومؤتمرات، كل هذه الجهود راحت هباء.
( 2 )
في الساحة الفلسطينية انقسام بين قيادات العمل الفلسطيني، وكل له رأي فيما يجري، البعض باحثا عن مصدر دخل تؤمنه السلطة، والبعض الآخر في السلطة من اجل المحافظة على امتيازاته الذاتية، والبعض يعمل من اجل قضية وطنية سامية ولكن السيد في هذا الخلل من يملك المال والجاه مدعوما بنفوذ صهيوني أمريكي وحوله مجموعة من المنتفعين والذي لا يعنيهم الوطن بقدر ما يهمهم المال والجاه، ذلك هو السلطة.
في الجانب الآخر إسرائيل، أحزاب وقوى متناحرة متباينة ولكنهم متحدون في وجه الشعب الفلسطيني، جندهم ورجال أمنهم يستبيحون الضفة الغربية بشكل يومي ويقتلون ويختطفون ويهدمون ويحرقون كل ما يقع في متناول أيديهم في الضفة الغربية. كل هذا يحدث تحت سمع وبصر جيش السلطة ورجال أمنها وقادتها السياسيين والناطقين باسمها، وكان آخر المناظر البشعة الاعتداء على شاب فلسطيني غير مسلح بإطلاق النار عليه في وضح النهار ثم يدوسه مستوطن صهيوني بسيارته ذهابا وإيابا في مدينة الخليل ذلك الفعل هز ضمير كل من عنده ضمير في العالم بأسره إلا ضمائر الكثير من قادة العمل الفلسطيني وفي مقدمتهم سلطة رام الله العتيدة والتي ما برحت تبحث عن ذرائع للعودة إلى ألعوبة المفاوضات. إسرائيل جندت العالم وكبار قادته من اجل إطلاق سراح الإرهابي الإسرائيلي شليط المعتقل في غزة يشارك في هذه الحملة بعض القادة العرب وخاصة الرئيس حسني مبارك، في نفس الوقت تعتقل إسرائيل أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني ولا احد يتحدث عنهم من السلطة إلا باستحياء وعلى حذر.
(3)
في الجانب الدولي تقوم الأمم المتحدة وبعض الوكالات الدولية بإغراء الكثير من الفلسطينيين الذين يعانون قسوة الحياة ومرارة مخيمات اللجوء على مشارف بعض العواصم العربية أو على الحدود (سورية ـ العراق، الأردن ـ العراق) بالرحيل إلى المنافي البعيدة إلى دول أمريكا اللاتينية، أو إلى استراليا كما فعلت في الأسبوع الماضي في اختيار البعض من مخيمات الشقاء على الحدود السورية ــ العراقية . لقد كنا نتوقع أن يصر دعاة الحلول السلمية والتفاوض في الجانب العربي بان يرحل هؤلاء إلى وطنهم الأصلي فلسطين وليس إلى المنافي البعيدة أو على الأقل قبولهم لاجئين بصفة مؤقتة في بعض الأقطار العربية ذات الندرة السكانية ليكونوا قريبين من وطنهم وفي رحاب أمتهم، لكي يعدوا ابناءهم ليوم العودة إلى الوطن الام فلسطين، وإسرائيل تصادر هويات حوالي 5000 مواطن مقدسي وتغير التركيبة السكانية في القدس لصالحها بشهادة قناصل الدول الكبرى هناك. وسؤالي هل مات الضمير الإنساني والغيرة والحمية العربية عن قياداتنا السياسية والفكرية، أم أنها تنتخي وتستدعى فقط عند كل مباراة لكرة القدم؟
(4)
عربيا حصار شامل على قطاع غزة تفرضه مصر العربية، ولاجئون فلسطينيون يعيشون في معازل في أكثر من دولة عربية، يعيشون في محنة إنسانية لا نظير لها إلا في المعتقلات الاسرائيلية، وفي دول عربية أخرى، من تنتهي إقامته لا تجدد إلا بشق الأنفس وإذا جددت، وإذا كانت إقامته صالحة فلا يحق له استقدام زوجته أو أمه أو أي من أفراد أسرته بينما الجاليات الأخرى مسموح لها حتى بشرب المحرمات ناهيك عن استقدام أسرهم، في مصر ذكرت جريدة الشروق المصرية (30 11) أن قوات الأمن اعتقلت طالبة جامعية مصرية وهي تهم بدخول مصلى لاداء صلاة العيد برفقة أخيها الذي كان يرتدي غترة فلسطينية، وأصر المخبر السري عند باب المصلى على خلع الكوفية، فاعترضت الفتاة ورفضت خلعها فما كان من المخبرين إلا أن قبضوا عليها وأودعوها مركز الشرطة في يوم العيد ولم يتركوها تؤدي الصلاة، والسؤال هل النظام السياسي في مصر تخيفه (الكوفية) الفلسطينية وتهدد أمنه، يا للهول يا مصر العروبة.
آخر القول: أربع قضايا تهز الضمير الإنساني، الا الضمير العربي الاسلامي كان غائبا او مغيبا عند طرد الفلسطينيين إلى خارج الفضاء العربي، وسحب هويات أصحاب الحق في القدس، وفتاة مصرية تسجن لان أخاها يرتدي الكوفية الفلسطينية يوم العيد، ومستوطن إسرائيلي في الخليل يدهس بسيارته شابا فلسطينيا ذهابا وإيابا، فحسبنا الله ونعم الوكيل.