الاثنين، 29 يونيو 2009

هلوكوست مؤجر ؟؟؟ وهولوكست مؤجل ... بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي





صدفة لقاء جمعت في ألمانيا عام 2009 بين أحد أحفاد المصريين الأسرى الذين قضوا قتلاً بدم بارد على يد الأسرائيليين في سيناء عام 1967 . مع صهيوني مؤمن بحق اليهود في ذبح وقتل كل من لايؤمن بأنهم شعب الله المختار ، وحقهم في الأيمان ( بأن الله ينتعش لرائحة الدم ) . لهذا خلق الله الناس كي يكونوا عبيداً لهم على صورة بشر . مؤهلين لهذا الشرف من الخدمة ، وقد دعى الصهيوني المذكور المصري لزيارة أحد معسكرات النازية حيث تم حرق ملايين اليهود وإنتاج الزيوت لصناعة الصابون من أجسادهم ، وأنه لن ينسى ذلك مطلقاً لأن أجداده ونصف عائلته قضوا في ذلك . فأجابه المصري : ولكني علمت بأن الصهاينة قد وقعوا إتفاقاً سرياً مع هتلر عبر قائد الأستخبارات وتمويل بعض البنوك للتخلص من عدد من اليهود الرافضين للهجرة إلى فلسطين وإستيطانها ، وتوثيق عمليات القتل كي تستخدم كفزاعة لأرهاب اليهود الذين يرفضون الرحيل . وأن أيخمان الذي نجا من ( المحاكمات في نورمبرج ) بمساعدة اليهودي (رودولف كاستنر) باسقاط النازية عنه قبل المحاكمة لأنه قام بالفعل بعملية تهجير الآلاف من اليهود لكيانك الغاصب عبر سويسرا بالاتفاق مع كاستنر ، وقد شهد على ذلك الأتفاق بين الوكالة الصهيونية وهتلر . فما كان من الصهيوني إلا أن نظر للمصري نظرة شرر توحي برغبته في قتله وحرق جسده وطحن عظامه ورميه بالبحر كما فعل الأسرائيليون الذين خطفوا أدولف أيخمان وإعدامه لأنه الشاهد الأخير الذي يمكنه فضح تواطئهم مع النازيين .ففي يوم 11 مايو عام 1961 قام بعض الصهاينة باختطافه قبل أن يصل إلى منزله في الأرجنتين بعد تخطيط مسبق في عملية إرهابية مفضوحة مستهترين بسيادة بلد عضو في الأمم المتحدة وبالقانون الدولي ، وتم نقله إلى فلسطين المحتلة وإجراء محاكمة صورية له إنتهت بقرار قتله عبر إعداد فرن خاص لحرقه كما كان النازيون يفعلون بناء على نصيحة الوكالة الصهيونية ، وقد طلب أيخمان قبل حرقه أن يعتنق الديانة اليهودية ، ودافع عن تاريخه الأيجابي في مساعدة يهود المجر مستشهداً بالدكتور ( رودولف كاستنر ) رئيس الوكالة اليهودية . فإستغرب الأسرائيليون الأمر وحاولوا معرفة أسباب رغبته باعتناق اليهودية . إلا أن أيخمان أصر على إعلان السبب أمام وسائل الأعلام . وفي المؤتمر الصحفي وقف بحماسة ، وإنتصب بقامته في شموخ وكبرياء ، وأدى التحية العسكرية النازية قائلاً : إنني لم أعتنق الديانة اليهودية حباً فيها ، ولكن حتى يقال أن كلباً يهودياً أعدم . وأضاف : وإنه لكم يسعدني أن أوجه رسالة إعتذار إلى الأسرائيليين . تحمل كل ندمي وحرقتي ، وأقول لهم إن أشد مايحز في نفسي أنني ساعدتكم على النجاة من أفران هتلر . لقد كنت أكثر إنسانية معكم . بينما كنتم أكثر خبثاً وقذارة أيها الكلاب . إن أرض فلسطين ليست أرضكم ولاإرثكم . فما أنتم إلا عصابة من الأرهابيين والقتلة ومصاصي دماء الشعوب . ماكان لكم إلا الحرق في أفران هتلر لتنجو الأرض من خبثكم وفسقكم ، ويهنأ الكون بعيداً عن رزائلكم . وذات يوم سيأتيكم عربي يجتث وجودكم إجتثاثاً ، ويحرق عقولكم وأبدانكم بأفران النفط . أيها الكلاب . يؤسفني أن أشبهكم بالكلاب . فالكلاب تعرف الوفاء الذي لاتعرفونه . لكن نجاسة الكلاب وحيوانيتها من ذات سلوككم . إهنأوا ماشئتم بإجرامكم في فلسطين . حتى تجيء اللحظة التي تولون فيها الأدبار ، وتعلوا صرخاتكم تشق العنان . فتذوقوا مذلة النهاية التي لاتتصوروا إنها بانتظاركم ، وعندها ستكون الكلاب الضالة أفضل مصيراً منكم ) . وهنا لم يستطع الصهيوني أن يتحمل إستمرار رواية ماعرفه هذا الشاب المصري من التاريخ . فكاد أن يقتله بحقده ونظراته اللئيمة لولا خوفه من فتوة ابن النيل وقدرته على الفتك به . وقال له : أنتم العرب لاتعرفون التاريخ . ونحن اليهود من يعود إليهم كما قال قادتنا : ( كل ماهو حسن وسيئ في هذا التاريخ ) . فأجابه ابن الكنانة . أنا من جيل تعلم من تاريخ وجودكم الأجرامي في فلسطين ومن جرائمكم ضد الأمة العربية في كل مكان ، وخاصة قتل الأسرى المصريين ومنهم جدي في سيناء . ومن تكسيركم أيدي وأرجل أطفالنا ودفنهم أحياء أمام أسماع ومرأى العالم ووسائل إعلامه . ورغم هزلية إيمان بعض قادتنا بالسلام معكم . فإننا لن نقبل بوجودكم وسيكون عملنا وأفكارنا وتصميمنا على إزالة كيانكم مقياس إيماننا بالعدل والسلام لأنكم مجرمون لاحق لكم بالبقاء طالما أنتجتم الظلم والطغيان والعدوان . وإنني أحزن كإنسان عربي أنكم لم تتركوا لنا فرصة النظر إليكم كبشر مثلنا لأنكم بجرائمكم قد تخليتم عن الأنتماء للأنسانية . ولن تأمنوا منا لأنكم لستم أهلاً للأيمان . ولاعهد لكم أبداً ، وسوف نمضي في تقوية ذاكرتنا وسواعدنا وقوة حشدنا حتى ننال منكم . إن هلوكوستكم على ورق التاريخ مؤجر تحت ظلام الجريمة المشتركة مع الشياطين ، ومستقبل كل المجرمين على إمتداد تاريخكم الملوث بالدم والكراهية والوحشية والغدر يحدده جيلنا ( بالحل الأخير على الطريقة العربية .. وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .

الخميس، 25 يونيو 2009

على طريق الألتزام بقيم الأمة والتراث الوطني زينب كريمة الشاعر الكبير . أمير الفقراء والمسحوقين أحمد فؤاد نجم في مشاركة فنية رمزية واعدة ومؤثرة للتاريخ



عندما يتحدث الأدباء بجرأة عن الواقع تتحول الكلمات إلى عواصف تهيء للتغيير . ضد التيار وأحمد فؤاد نجم الشاعر والانسان توقف المقابلة بأمر ديمقراطي 1-3


عندما يتحدث الأدباء بجرأة عن الواقع تتحول الكلمات إلى عواصف تهيء للتغيير . ضد التيار وأحمد فؤاد نجم الشاعر والانسان توقف المقابلة بأوامر ديمقراطية 2


عندما يتحدث الأدباء بجرأة عن الواقع تتحول الكلمات إلى عواصف تهيء للتغيير . ضد التيار وأحمد فؤاد نجم الشاعر والانسان توقف المقابلة بأوامر ديمقراطية 3



الصلح سيد الأحكام . والرومانسية أفضل الأحلام . والعلنية أقوى من الأوهام . شاب مصري يعتذر عن الأساءة لزوجته بلافتة طولها 12 متراً وعرضها 7 أمتار . فكرة





شهدت منطقة حلمية الزيتون بمحافظة القاهرة واقعة غريبة للغاية، عندما رفع رجل لافتة اعتذار لزوجته في الشارع يبلغ طولها 12 متراً وعرضها سبعة أمتار، تختلط فيها عبارات الحب بوعود الحياة "مع أفضل إنسان في الحياة".

وأفادت صحيفة محلية بأن الزوج استعان بمجموعة من العمال لرفع اللافتة المكتوبة باللغة الانجليزية، كما استعان بفرقة موسيقية لتعزف أشجى الاغاني الرومانسية بمجرد إطلال الزوجة من شرفة المنزل.

وشهدت الواقعة تجمع عدد من الصحافيين وكاميرات الفضائيات بدعوة من الزوج إيهاب معوض الذي يعمل مهندس ديكور، وذلك ليكون الاعلام شاهداً على أغرب صلح زوجي في التاريخ، كما وصفه الزوج في رسالته القصيرة لـ"الشروق".

ونقل عن الزوج قوله: "زي ما أنا زعلتها أمام عائلتها، قلت لازم أعتذر لها بس أمام الملايين".

وكانت مشادة كلامية بين إيهاب وزوجته ريهام تصاعدت إلى خصام ثم طلب للانفصال، وكان تفسيره لتمسكها بطلبها هو أنه جرح مشاعرها أمام أفراد أسرتها وأمام ابنيهما، ففكر في الطريقة التي يصالحها بها ثم هداه تفكيره إلى عمل لافتة الاعتذار أمام البيت حتى يفاجئها حين تدخل الشرفة.

وبعد "حفل الاعتذار العلني" استقبلت ريهام زوجها بعبارة واحدة: "أنا مش محتاجة كل ده، بس أوعدني ما تعملش كده تاني

الأربعاء، 24 يونيو 2009

اوباما يعيد السفير الأمريكي إلى دمشق .. قرار يعبر عن عجز واشنطن تجاوز مكانة سورية وتأثيرها الأيجابي الفاعل على الوضع الأقليمي وتوتراته وحلول مشاكله .

قالت وسائل اعلام امريكية ان الرئيس باراك أوباما قرر اعادة السفير الامريكي الى سوريا بعد قطيعة دامت أربع سنوات وذلك بعد تسارع المحادثات بين البلدين.وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية لصحيفة واشنطن بوست إن وزارة الخارجية الامريكية أبلغت السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بقرار أوباما الليلة الماضية.وذكرت الصحيفة انه باعادة السفير الامريكي الى دمشق يسعى أوباما الى ان تقوم واشنطن بدور أكبر في المنطقة في الوقت الذي يعمل فيه على اصلاح علاقات الولايات المتحدة بالعالم الاسلامي وبالدول العربية في الشرق الاوسط

وقال مسؤول رفيع في الادارة الامريكية لشبكة "سي.ان.ان" التلفزيونية الامريكية "من مصلحتنا ان يكون لنا سفير في سوريا."وذكرت السي.ان.ان أن السفير السوري لدى واشنطن رحب بقرار تعيين سفير امريكي في بلاده لتعزيز الحوار بين الدول المعنية صاحبة المصالح في منطقة الشرق الاوسط.وجاء في التقرير ان من المتوقع الاعلان عن تعيين السفير الامريكي في سوريا في وقت لاحق من الاسبوع لكن الادارة لم تختر بعد الدبلوماسي الذي سيشغل هذا المنصب

وسحبت الولايات المتحدة سفيرها من سوريا عام 2005 احتجاجا على اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق.وأفسحت الامم المتحدة الطريق أمام محكمة للتحقيق في الحادث. وكان تقرير أولي للمنظمة الدولية قد اشار الى تورط عدد من المسؤولين السوريين واللبنانيين في اغتيال الحريري.وتحسنت العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة مع تولي أوباما الرئاسة في يناير كانون الثاني. وصرح مسؤولون امريكيون بأنه ملتزم بالسعي للتوصل الى اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل في اطار اتفاق شامل للسلام في الشرق الاوسط

لكن الحكومة السورية مازالت خاضعة رغم ذلك لعقوبات امريكية ويرجع ذلك جزئيا الى ما تصفه واشنطن بالدور السوري في مساعدة مقاتلين على التسلل الى العراق.ويجيء قرار تعيين سفير أمريكي في سوريا بعد سلسلة من الزيارات التي قامت بها وفود دبلوماسية وعسكرية أمريكية رفيعة المستوى الى دمشق بما في ذلك الرحلة التي قام بها لسوريا هذا الشهر جورج ميتشل مبعوث أوباما للشرق الاوسط.وقال مسؤول الادارة الامريكية للسي.ان.ان "نجري المزيد والمزيد من المناقشات ونريد ان يكون لدينا شخص هناك للتعامل."وأبلغ المصدر الشبكة التلفزيونية ان الاضطرابات التي شهدتها ايران في اعقاب الانتخابات لا صلة مباشرة لها بقرار زيادة الروابط مع سوريا

الأحد، 21 يونيو 2009

منذ ستين عاماً لم تتوحد جهود الأمة العربية على نهج يحرر الأرض من المحتلين سوى المقاومة فهل يتمسك بها العرب كخيار استراتيجي لتحقيق الأنتصار الحاسم .


من جرائم المستعمر البريطاني على أرض فلسطين الحبيبة قتل المناضليين وإقامة الكيان العنصري الصهيوني على أرضنا . متى يكون القادة في مستوى تضحيات الأمة .


من أدبيات الفن القومي وحشد الأرادة والتصميم على نيل الحرية والأنتصار . عار على الأمة كلها أن يبقى أسير واحد تحت ظلم الأحتلال وتحريرهم أمانة في أعناقنا


ذكريات من أدب الفن الملتزم بوجدان وتاريخ وأمجاد الأمة العربية ووحدة مواقفها في مواجهة التحديات . هل يتحرك البحر الهادر لكنس الأحتلال من أرضنا


من أدبيات الألتزام بقضايا وهموم ومآسي الأمة العربية . لن ننسى الجرائم الصهيونية أبداً . مجزرة صبرا وشاتيلا ..



الأحد، 14 يونيو 2009

بمزيد من اللوعة والحزن الشديد ينعي الرحالة العربي ابن الجبيلي وفاة شقيقه الأكبر الفقيد الراحل عبد الفتاح جبيلي .... وإنا لله وإنا إليه راجعون



يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي * ) صدق الله العظيم
إنتقل إلى رحمته تعالى المغفور له بإذنه تعالى : المرحوم عبد الفتاح بن محمد بن علي شقيق ( الرحالة العربي أحمد جبيلي ) وذلك صباح هذا اليوم العاشر من حزيران عام 2009 بمدينة حلب الشهباء في سورية . بعد معاناة من مرض عضال . لقد كان الفقيد الراحل مثالاً متميزاً من الأخلاق والمفاهيم الأنسانية الراقية ، ومعلماً حكيماً مزج البساطة بطيبة الأرض التي يعشقها . رحم الله الفقيد الغالي وألهم محبيه وما أكثرهم الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
الآسفون : آل الجبيلي ، وآل الحدشيتي ، وآل بركات ، وآل حمزة وآل الجدي . تقبل التعازي بكل الطرق الممكنة .
tel: 001-313-712-9001
email: ahmadj56@hotmail.com
www.authorsforpeace.com

الثلاثاء، 9 يونيو 2009

هيكل في تعليق لصحيفة الشروق المصرية على خطاب أوباما . أربعون شخصاً أعدوا الخطاب . والعواصم المرشحة جاكرتا . الرياض . أنقرة . القاهرة



علق الكاتب المصري محمد حسنين هيكل على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وجهه للعالم الإسلامي من القاهرة الخميس الماضي قائلا:" أن البعض فهم خطأ أن أوباما جاء لكى يعلن سياسات جديدة. وهذا غير صحيح. لأنه لو أراد أن يتحدث عن تغيير فى السياسات لذهب إلى الكونجرس، الذي يصنع فيه القرار السياسي وليس إلى جامعة القاهرة".
وأضاف هيكل في حوار له مع صحيفة " الشروق" المصرية أن فوز الرئيس أوباما بالرئاسة يعبر عن الأزمة التي تعاني منها الولايات المتحدة، نتيجة الفشل الذريع الذي منيت به الإدارة السابقة.
وأوضح هيكل "أن خطاب أوباما لم يكن موجهًا إلى العالم الإسلامي ولا إلى العالم العربي في مجموعه، ولكنه فى حقيقة الأمر وجه إلى جزء من العالم العربي، دول الاعتدال الثلاث مصر والسعودية والأردن، لكى تتولى مهام معينة في المرحلة القادمة".
وأعرب هيكل عن دهشته إزاء المبالغة الشديدة فى تعليق الآمال على خطاب أوباما قائلا:" أن الالتباس الشديد الذي وقع فيه كثيرون ممن انبهروا بالخطاب أفكارًا ولغة واستشهادات، أوقعهم في أسر الافتتان بحسن إخراجه، وكفاءة الأداء الذى قدمه الرئيس الأمريكي ، وهو ما أعطى الانطباع بأن ثمة جديدًا في جعبة الرئيس الأمريكي الجديد".
وأشار هيكل إلى "أن المؤسسة التي اختارت أوباما وقدمته كانت واعية بعمق الأزمة التي أوقعتها فيها الإدارة السابقة ، وحريصة على أن تقدم رمزًا جديدا بشعار جديد ـ وليس فى ذلك ما يعيب لأن الحكومات تعبر عن مصالح مجتمعاتها. وهذه المصالح لا تترك لأهواء السياسيين ، وإنما تحددها المؤسسات صاحبة القوة الحقيقية فى كل مجتمع. وهى التي تتخير الشخص الذي يكون أفضل تعبيرًا عنها. وهذا الدور يقوم به الرئيس أوباما الآن بامتياز واقتدار، مستثمرا فى ذلك مواهبه وجاذبيته الطاغية".
فى رأى الأستاذ هيكل أن أوباما جاء فى سياق التغيير في الرسالة والتغيير في التعبير عن المصالح، وليس التغيير في السياسات ، وقال إن حوارا واسعا دار في واشنطن لاختيار المنبر الذي توجه منه هذه الرسالة ، ورشحت لذلك أربع عواصم هي جاكرتا والرياض وأنقرة والقاهرة . واستبعدت الأولى لبعدها، ولم ترغب السعودية فى الثانية، وبقيت القاهرة وأسطنبول .
وأضاف:" لكن اختيار القاهرة وجه بأربعة اعتراضات، الأمر الذي أبقى على الخيار الأخير. ولذلك ذهب الرئيس الأمريكي إلى تركيا ، وألقى خطابه أمام البرلمان باعتباره ممثلا للشعب ، وبدأه بمخاطبة رئيسه ورئيس الحكومة . ولكن لأن رسالته لم تصل من العاصمة التركية ، فقد نشأت الحاجة إلى تكرار إعلان السياسات من القاهرة والتجاوز عن التحفظات السابقة ، التي برز صداها في النص الذي وجهه أوباما".
ولاحظ هيكل أن الرئيس الأمريكي لم يوجه خطابه إلى أحد في مصر ، ولم يذكر رئيس الدولة التى استضافته "وهذا يدل على أننا أمام حملة علاقات عامة"، ولاحظ في هذا السياق أن مصر التاريخية وليست مصر المعاصرة ظلت في خلفية زيارته طول الوقت . وذكر أن ما بين 38 و40 شخصًا اشتركوا فى إعداد الخطاب وصياغته بحيث يحقق هدف الإبهار والقبول لدى جمهور المستمعين .
ونبه هيكل أيضا إلى أن محادثات أوباما مع الرئيس محمد حسني مبارك لم تستغرق سوى عشرين دقيقة ، وهى مدة لا تسمح بمناقشة قضايا الشرق الأوسط.
وأضاف هيكل في حديثه أن أوباما نجح في إحداث التأثير الذي أراده ، ولم يتزحزح قيد أنملة عن الموقف الأمريكي من إسرائيل ، حين وصف علاقات البلدين بأنها ثابتة ولن تتغير . وأكد في كلامه الاعتراف بإبادة ستة ملايين يهودي في المحرقة النازية وهو الرقم المشكوك فيه ، الذي رفض بابا الفاتيكان الإشارة إليه في زيارته الأخيرة للقدس .
أما فيما خص الأجواء التي استقبل فيها الرئيس أوباما في القاهرة ، فإنه وصفها بمهرجان الترويج الثالث للسياسة الأمريكية . معتبراً أن الأول تمثل فى زيارة الرئيس نيكسون للقاهرة في السبعينيات التي أراد بها تغطية فضيحة ووتر جيت .
أما الثانية فقد كانت عقب مؤتمر مدريد بعد ذلك بعشرين عاما ، الذي في أعقابه تم تدمير العراق . ونحن الآن نعيش أجواء الترويج الثالث الموجهة إلى دول الاعتدال . وهو ما ينبغى أن نلاحظ معه أن الخطاب أطلق في توقيت إجراء الانتخابات اللبنانية وقبل الانتخابات الإيرانية ، وجاء متزامنا مع دخول انتقال قوات السلطة الفلسطينية إلى طور تصفية المقاومة الفلسطينية بالسلاح .

الخميس، 4 يونيو 2009

خطاب اوباما باللغة العربية .. جامعة القاهرة/ يحتاج أوباما إلى ممارسة البطولة الأولمبية في مثل هذا الملعب لتحقيق الفوز العادل





فيما يلي نص الترجمة الرسمية المعدة سلفا لخطاب الرئيس الامريكي باراك أوباما في العاصمة المصرية

إنه لمن دواعي شرفي أن أزور مدينة القاهرة الأزلية حيث تستضيفني فيها مؤسستان مرموقتان للغاية . أحدهما الأزهر الذي بقي لأكثر من ألف سنة منارة العلوم الإسلامية بينما كانت جامعة القاهرة على مدى أكثر من قرن بمثابة منهل من مناهل التقدم في مصر . ومعا تمثلان حسن الاتساق والانسجام ما بين التقاليد والتقدم. وإنني ممتن لكم لحسن ضيافتكم ولحفاوة شعب مصر . كما أنني فخور بنقل أطيب مشاعر الشعب الأمريكي لكم مقرونة بتحية السلام من المجتمعات المحلية المسلمة في بلدي: "السلام عليكم . إننا نلتقي في وقت يشوبه التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ، وهو توتر تمتد جذوره إلى قوى تاريخية تتجاوز أي نقاش سياسي راهن . وتشمل العلاقة ما بين الإسلام والغرب قرونا سادها حسن التعايش والتعاون كما تشمل هذه العلاقة صراعات وحروباً دينية . وساهم الاستعمار خلال العصر الحديث في تغذية التوتر بسبب حرمان العديد من المسلمين من الحقوق والفرص . كما ساهم في ذلك الحرب الباردة التي عوملت فيها كثير من البلدان ذات الأغلبية المسلمة بلا حق . كأنها مجرد دول وكيلة لا يجب مراعاة تطلعاتها الخاصة . وعلاوة على ذلك حدا التغيير الكاسح الذي رافقته الحداثة والعولمة بالعديد من المسلمين إلى إعتبار الغرب معادياً لتقاليد الإسلام

لقد استغل المتطرفون الذين يمارسون العنف هذه التوترات في قطاع صغير من العالم الإسلامي بشكل فعال . ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 واستمر هؤلاء المتطرفون في مساعيهم الرامية إلى إرتكاب أعمال العنف ضد المدنيين الأمر الذي حدا بالبعض في بلدي إلى إعتبار الإسلام معادياً لا محالة ليس فقط لأمريكا وللبلدان الغربية ، وإنما أيضاً لحقوق الإنسان . ونتج عن ذلك مزيد من الخوف وعدم الثقة . هذا وما لم نتوقف عن تحديد مفهوم علاقاتنا المشتركة من خلال أوجه الاختلاف فيما بيننا ، فإننا سنساهم في تمكين أولئك الذين يزرعون الكراهية ويرجحونها على السلام ، ويروجون للصراعات ويرجحونها على التعاون ، الذي من شأنه أن يساعد شعوبنا على تحقيق الازدهار . هذه هي دائرة الارتياب والشقاق التي يجب علينا إنهاؤها .

لقد أتيت إلى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي . استناداً إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل ، وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا تعارضان بعضها البعض ، ولا داعي أبداً للتنافس فيما بينهما . بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ، ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان .

إنني أقوم بذلك إدراكاً مني بأن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها . ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة . كما لا يمكنني أن أقدم الإجابة على كافة المسائل المعقدة التي أدت بنا إلى هذه النقطة . غير أنني على يقين من أنه يجب علينا من أجل المضي قدماً أن نعبر بصراحة عما هو في قلوبنا ، وعما هو لا يقال إلا وراء الأبواب المغلقة . كما يجب أن يتم بذل جهود مستديمة للاستماع إلى بعضنا البعض ، وللتعلم من بعضنا البعض ، والاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة . وينص القرآن الكريم على ما يلي : "اتقوا الله وقولوا قولا سديدا". وهذا ما سوف أحاول بما في وسعي أن أفعله وأن أقول الحقيقة بكل تواضع أمام المهمة التي نحن بصددها ، إعتقاداً مني كل الاعتقاد أن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوى بكثير من القوى الفاصلة بيننا .

يعود جزء من اعتقادي هذا إلى تجربتي الشخصية . إنني مسيحي . بينما كان والدي من أسرة كينية تشمل أجيالاً من المسلمين . ولما كنت صبياً . قضيت عدة سنوات في إندونيسيا ، واستمعت إلى الآذان ساعات الفجر والمغرب . ولما كنت شاباً . عملت في المجتمعات المحلية بمدينة شيكاغو حيث وجد الكثير من المسلمين في عقيدتهم روح الكرامة والسلام . إنني أدرك بحكم دارستي للتاريخ أن الحضارة مدينة للإسلام الذي حمل معه في أماكن مثل جامعة الأزهر نور العلم عبر قرون عدة . الأمر الذي مهد الطريق أمام النهضة الأوروبية وعصر التنوير . ونجد روح الابتكار الذي ساد المجتمعات الإسلامية وراء تطوير علم الجبر وكذلك البوصلة المغناطسية وأدوات الملاحة وفن الأقلام والطباعة بالإضافة إلى فهمنا لانتشار الأمراض وتوفير العلاج المناسب لها . حصلنا بفضل الثقافة الإسلامية على أروقة عظيمة وقمم مستدقة عالية الارتفاع ، وكذلك على أشعار وموسيقى خالدة الذكر ، وفن الخط الراقي وأماكن التأمل السلمي . وأظهر الإسلام على مدى التاريخ قلباً وقالباً الفرص الكامنة في التسامح الديني والمساواة ما بين الأعراق .

أعلم كذلك أن الإسلام كان دائما جزءاً لا يتجزأ من قصة أمريكا . حيث كان المغرب هو أول بلد اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية . وبمناسبة قيام الرئيس الأمريكي الثاني جون أدامس عام 1796 بالتوقيع على معاهدة طرابلس ، فقد كتب ذلك الرئيس أن "الولايات المتحدة لا تكن أي نوع من العداوة تجاه قوانين أو ديانة المسلمين أو حتى راحتهم". منذ عصر تأسيس بلدنا ساهم المسلمون الأمريكان في إثراء الولايات المتحدة . لقد قاتلوا في حروبنا وخدموا في المناصب الحكومية ودافعوا عن الحقوق المدنية وأسسوا المؤسسات التجارية كما قاموا بالتدريس في جامعاتنا ، وتفوقوا في الملاعب الرياضية ، وفازوا بجوائز نوبل ، وبنوا أكثر عماراتنا ارتفاعا وأشعلوا الشعلة الأولمبية ، وعندما تم أخيراً إنتخاب أول مسلم أمريكي إلى الكونغرس ، قام ذلك النائب بأداء اليمين الدستورية مستخدماً في ذلك نفس النسخة من القرآن الكريم التي إحتفظ بها أحد آبائنا المؤسسين توماس جيفرسون في مكتبته الخاصة .

إنني إذن تعرفت على الإسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي إلى المنطقة التي نشأ فيها الإسلام . ومن منطلق تجربتي الشخصية أستمد اعتقادي بأن الشراكة بين أمريكا والإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام ، وليس إلى ما هو غير إسلامي ، وأرى في ذلك جزءاً من مسؤوليتي كرئيس للولايات المتحدة ، حتى أتصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت . لكن نفس المبدأ يجب أن ينطبق على صورة أمريكا لدى الآخرين ، ومثلما لا تنطبق على المسلمين الصورة النمطية البدائية فإن الصورة النمطية البدائية للإمبراطورية التي لا تهتم إلا بمصالح نفسها لا تنطبق على أمريكا . وكانت الولايات المتحدة أحد أكبر المناهل للتقدم عبر تاريخ العالم . وقمنا من ثورة ضد إحدى الإمبراطوريات وأسست دولتنا على أساس مثال مفاده أن جميع البشر قد خلقوا سواسية كما سالت دماؤنا في الصراعات عبر القرون لإضفاء المعنى على هذه الكلمات بداخل حدودنا ، وفي مختلف أرجاء العالم . وقد ساهمت كافة الثقافات من كل أنحاء الكرة الأرضية في تكويننا تكريساً لمفهوم بالغ البساطة باللغة اللاتينية : من الكثير واحد

لقد تم تعليق أهمية كبيرة على إمكانية إنتخاب شخص من أصل أمريكي إفريقي يدعى باراك حسين أوباما إلى منصب الرئيس . ولكن قصتي الشخصية ليست فريدة إلى هذا الحد . ولم يتحقق حلم الفرص المتاحة للجميع بالنسبة لكل فرد في أمريكا ، ولكن الوعد هو قائم بالنسبة لجميع من يصل إلى شواطئنا ويشمل ذلك ما يضاهي سبعة ملايين من المسلمين الأمريكان في بلدنا اليوم . ويحظى المسلمون الأمريكان بدخل ومستوى للتعليم يعتبران أعلى مما يحظى به معدل السكان . علاوة على ذلك لا يمكن فصل الحرية في أمريكا عن حرية إقامة الشعائر الدينية . كما أن ذلك السبب وراء وجود مسجد في كل ولاية من الولايات المتحدة ، ووجود أكثر من 1200 مسجد داخل حدودنا . وأيضاً السبب وراء خوض الحكومة الأمريكية إجراءات المقاضاة من أجل صون حق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب ، ومعاقبة من يتجرأ على حرمانهن من ذلك الحق . ليس هناك أي شك من أن الإسلام هو جزء لا يتجزأ من أمريكا . وأعتقد أن أمريكا تمثل التطلعات المشتركة بيننا جميعا بغض النظر عن العرق أو الديانة أو المكانة الاجتماعية : ألا وهي تطلعات العيش في ظل السلام والأمن ، والحصول على التعليم والعمل بكرامة والتعبير عن المحبة التي نكنها لعائلاتنا ومجتمعاتنا وكذلك لربنا . هذه هي قواسمنا المشتركة ، وهي تمثل أيضا آمال البشرية جمعاء .

يمثل إدراك أوجه الإنسانية المشتركة فيما بيننا بطبيعة الحال مجرد البداية لمهمتنا . إن الكلمات لوحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا ولن نسد هذه الاحتياجات إلا إذا عملنا بشجاعة على مدى السنين القادمة ، وإذا أدركنا حقيقة أن التحديات التي نواجهها هي تحديات مشتركة وإذا أخفقنا في التصدي لها سوف يلحق ذلك الأذى بنا جميعاً . لقد تعلمنا من تجاربنا الأخيرة ما يحدث من إلحاق الضرر بالرفاهية في كل مكان إذا ضعف النظام المالي في بلد واحد . وإذا أصيب شخص واحد بالإنفلونزا فيعرض ذلك الجميع للخطر . وإذا سعى بلد واحد وراء امتلاك السلاح النووي فيزداد خطر وقوع هجوم نووي بالنسبة لكل الدول. وعندما يمارس المتطرفون العنف في منطقة جبلية واحدة يعرض ذلك الناس من وراء البحار للخطر . وعندما يتم ذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة يسبب ذلك وصمة في ضميرنا المشترك . هذا هو معنى التشارك في هذا العالم بالقرن الحادي والعشرين وهذه هي المسؤولية التي يتحملها كل منا تجاه الآخر كأبناء البشرية .

إنها مسؤولية تصعب مباشرتها ، وكان تاريخ البشرية في كثير من الأحيان بمثابة سجل من الشعوب والقبائل التي قمعت بعضها البعض لخدمة تحقيق مصلحتها الخاصة . ولكن في عصرنا الحديث تؤدي مثل هذه التوجهات إلى إلحاق الهزيمة بالنفس ونظراً إلى الاعتماد الدولي المتبادل فأي نظام عالمي يعلي شعباً أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سوف يبوء بالفشل لا محالة . وبغض النظر عن أفكارنا حول أحداث الماضي فلا يجب أن نصبح أبداً سجناء لأحداث قد مضت . إنما يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة كما يجب أن نحقق التقدم بصفة مشتركة . لا يعني ذلك بالنسبة لنا أن نفضل التغاضي عن مصادر التوتر وفي الحقيقة فإن العكس هو الأرجح : يجب علينا مجابهة هذه التوترات بصفة مفتوحة . وإسمحوا لي إنطلاقا من هذه الروح أن أتطرق بمنتهى الصراحة وأكبر قدر ممكن من البساطة إلى بعض الأمور المحددة التي أعتقد أنه يتعين علينا مواجهتها في نهاية المطاف بجهد مشترك .

إن المسألة الأولى التي يجب أن نجابهها هي التطرف العنيف بكافة أشكاله . وقد صرحت بمدينة أنقرة بكل وضوح . أن أمريكا ليست ولن تكون أبداً في حالة حرب مع الإسلام . وعلى أية حال سوف نتصدى لمتطرفي العنف الذين يشكلون تهديداً جسيماً لأمننا . والسبب هو أننا نرفض ما يرفضه أهل كافة المعتقدات : قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال . ومن واجباتي كرئيس أن أتولى حماية الشعب الأمريكي . يبين الوضع في أفغانستان أهداف أمريكا وحاجتنا إلى العمل المشترك . وقبل أكثر من سبع سنوات قامت الولايات المتحدة بملاحقة تنظيم القاعدة ونظام طالبان بدعم دولي واسع النطاق . لم نذهب إلى هناك باختيارنا وإنما بسبب الضرورة . إنني على وعي بالتساؤلات التي يطرحها البعض بالنسبة لأحداث 11 سبتمبر أو حتى تبريرهم لتلك الأحداث . ولكن دعونا أن نكون صريحين : قام تنظيم القاعدة بقتل ما يضاهي 3000 شخص في ذلك اليوم . وكان الضحايا من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء . ورغم ذلك اختارت القاعدة بلا ضمير قتل هؤلاء الأبرياء وتباهت بالهجوم ، وأكدت إلى الآن عزمها على إرتكاب القتل مجدداً وبأعداد ضخمة . إن هناك للقاعدة من ينتسبون لها في عدة بلدان وممن يسعون إلى توسعة نطاق أنشطتهم . وما أقوله ليس بآراء قابلة للنقاش وإنما هي حقائق يجب معالجتها .

ولا بد أن تكونوا على علم بأننا لا نريد من جيشنا أن يبقى في أفغانستان ، ولا نسعى لإقامة قواعد عسكرية هناك . خسائرنا بين الشباب والشابات هناك تسبب لأمريكا بالغ الأذى . كما يسبب استمرار هذا النزاع تكاليف باهظة ومصاعب سياسية جمة . ونريد بكل سرور أن نرحب بكافة جنودنا وهم عائدون إلى الوطن إذا استطعنا أن نكون واثقين من عدم وجود متطرفي العنف في كل من أفغانستان وباكستان ، والذين يحرصون على قتل أكبر عدد ممكن من الأمريكيين . ورغم ذلك كله لن تشهد أمريكا أي حالة من الضعف لإرادتها . ولاينبغي على أحد منا أن يتسامح مع أولئك المتطرفين . لقد مارسوا القتل في كثير من البلدان . لقد قتلوا أبناء مختلف العقائد ومعظم ضحاياهم من المسلمين . إن أعمالهم غير متطابقة على الإطلاق مع كل من حقوق البشر وتقدم الأمم والإسلام . وينص القرآن الكريم على أن "من قتل نفساً بغير حق أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " ولا شك أن العقيدة التي يتحلى بها أكثر من مليار مسلم تفوق عظمتها بشكل كبير الكراهية الضيقة التي يكنها البعض . إن الإسلام ليس جزءاً من المشكلة المتلخصة في مكافحة التطرف العنيف ، وإنما يجب أن يكون الإسلام جزءاً من حل هذه المشكلة .

علاوة على ذلك نعلم أن القوة العسكرية وحدها لن تكفي لحل المشاكل في كل من أفغانستان وباكستان . ولذلك وضعنا خطة لاستثمار 1.5 مليار دولار سنوياً على مدى السنوات الخمس القادمة لإقامة شراكة مع الباكستانيين لبناء المدارس والمستشفيات والطرق والمؤسسات التجارية وكذلك توفير مئات الملايين لمساعدة النازحين . وهذا أيضا السبب وراء قيامنا بتخصيص ما يربو على 2.8 مليار دولار لمساعدة الأفغان على تنمية اقتصادهم ، وتوفير خدمات يعتمد عليها الشعب . إسمحوا لي أيضا أن أتطرق إلى موضوع العراق . لقد اختلف الوضع هناك عن الوضع في أفغانستان حيث وقع القرار بحرب العراق بصفة اختيارية مما أثار خلافات شديدة سواء في بلدي أو في الخارج . ورغم اعتقادي بأن الشعب العراقي في نهاية المطاف هو الطرف الكاسب في معادلة التخلص من الطاغية صدام حسين ، إلا أنني أعتقد أيضا أن أحداث العراق قد ذكرت أمريكا بضرورة إستخدام الدبلوماسية لتسوية مشاكلنا كلما كان ذلك ممكناً . وفي الحقيقة فإننا نستذكر كلمات أحد كبار رؤسائنا توماس جيفرسون الذي قال " إنني أتمنى أن تنمو حكمتنا بقدر ما تنمو قوتنا وأن تعلمنا هذه الحكمة درساً مفاده أن القوة ستزداد عظمة كلما قل استخدامها

تتحمل أمريكا اليوم مسؤولية مزدوجة تتلخص في مساعدة العراق على بناء مستقبل أفضل وترك العراق للعراقيين . إنني أوضحت للشعب العراقي أننا لا نسعى لإقامة أية قواعد في العراق أو لمطالبة العراق بأي من أراضيه أو موارده . يتمتع العراق بسيادته الخاصة به بمفرده . لذا أصدرت الأوامر بسحب الوحدات القتالية مع حلول شهر أغسطس القادم ، ولذا سوف نحترم الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي ، والذي يقتضي سحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول شهر يوليو، وكذلك سحب جميع قواتنا بحلول عام 2012. سوف نساعد العراق على تدريب قواته الأمنية وتنمية اقتصاده . ولكننا سنقدم الدعم للعراق الآمن والموحد بصفتنا شريكا له وليس بصفة الراعي . وأخيراً مثلما لا يمكن لأمريكا أن تتسامح مع عنف المتطرفين فلا يجب علينا أن نقوم بتغيير مبادئنا أبداً . قد ألحقت أحداث 11 سبتمبر إصابة ضخمة ببلدنا حيث يمكن تفهم مدى الخوف والغضب الذي خلفته تلك الأحداث ولكن في بعض الحالات أدى ذلك إلى القيام بأعمال تخالف مبادئنا . إننا نتخذ إجراءات محددة لتغيير الاتجاه . وقد قمت بمنع استخدام أساليب التعذيب من قبل الولايات المتحدة منعا باتاً كما أصدرت الأوامر بإغلاق السجن في خليج غوانتانامو مع حلول مطلع العام القادم .

نحن في أمريكا سوف ندافع عن أنفسنا محترمين في ذلك سيادة الدول وحكم القانون . وسوف نقوم بذلك في إطار الشراكة بيننا وبين المجتمعات الإسلامية التي يحدق بها الخطر أيضا لأننا سنحقق مستوى أعلى من الأمن في وقت أقرب إذا نجحنا بصفة سريعة في عزل المتطرفين ، مع عدم التسامح معهم داخل المجتمعات الإسلامية . أما المصدر الرئيسي الثاني للتوتر الذي أود مناقشته هو الوضع ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي . إن متانة الأواصر الرابطة بين أمريكا وإسرائيل معروفة على نطاق واسع . ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبداً ، وهي تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه .

لقد تعرض اليهود على مر القرون للاضطهاد وتفاقمت أحوال معاداة السامية في وقوع المحرقة التي لم يسبق لها عبر التاريخ أي مثيل . وإنني سوف أقوم غداً بزيارة معسكر بوخنفالد الذي كان جزءاً من شبكة معسكرات الموت التي استخدمت لاسترقاق وتعذيب وقتل اليهود رميا بالأسلحة النارية وتسميماً بالغازات . لقد تم قتل 6 ملايين من اليهود يعني أكثر من إجمالي عدد اليهود بين سكان إسرائيل اليوم . إن نفي هذه الحقيقة هو أمر لا أساس له وينم عن الجهل وبالغ الكراهية . كما أن تهديد إسرائيل بتدميرها أو تكرار الصور النمطية الحقيرة عن اليهود هما أمران ظالمان للغاية ، ولا يخدمان إلا غرض استحضار تلك الأحداث الأكثر إيذاءاً إلى أذهان الإسرائيليين وكذلك منع حلول السلام الذي يستحقه سكان هذه المنطقة .

أما من ناحية أخرى فلا يمكن نفي أن الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين قد عانوا أيضاً في سعيهم إلى إقامة وطن خاص لهم . وقد تحمل الفلسطينيون آلام النزوح على مدى أكثر من 60 سنة حيث ينتظر العديد منهم في الضفة الغربية وغزة والبلدان المجاورة لكي يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن . هذه الحياة التي لم يستطيعوا عيشها حتى الآن . يتحمل الفلسطينيون الإهانات اليومية صغيرة كانت أم كبيرة والتي هي ناتجة عن الاحتلال . وليس هناك أي شك من أن وضع الفلسطينيين لا يطاق ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة بهم . لقد استمرت حالة الجمود لعشرات السنوات : شعبان لكل منهما طموحاته المشروعة ، ولكل منهما تاريخ مؤلم يجعل من التراضي أمراً صعب المنال . إن توجيه اللوم أمر سهل . إذ يشير الفلسطينيون إلى تأسيس دولة إسرائيل وما أدت إليه من تشريد للفلسطينيين ، ويشير الإسرائيليون إلى العداء المستمر والاعتداءات التي يتعرضون لها داخل حدود إسرائيل وخارج هذه الحدود على مدى التاريخ . ولكننا إذا نظرنا إلى هذا الصراع من هذا الجانب أو من الجانب الآخر فإننا لن نتمكن من رؤية الحقيقة : لأن السبيل الوحيد للتوصل إلى تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن .

إن هذا السبيل يخدم مصلحة إسرائيل ، ومصلحة فلسطين ، ومصلحة أمريكا ، ولذلك سوف أسعى شخصياً للوصول إلى هذه النتيجة متحليا بالقدر اللازم من الصبر الذي تقتضيه هذه المهمة . إن الالتزامات التي وافق عليها الطرفان بموجب خريطة الطريق هي التزامات واضحة . لقد آن الأوان من أجل إحلال السلام لكي يتحمل الجانبان مسؤولياتهما ، ولكي نتحمل جميعنا مسؤولياتنا كذلك . يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف . إن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ، ولا يؤدي إلى النجاح . لقد عانى السود في أمريكا طوال قرون من الزمن من سوط العبودية ومن مهانة التفرقة والفصل بين البيض والسود ، ولكن العنف لم يكن السبيل الذي مكنهم من الحصول على حقوقهم الكاملة والمتساوية بل كان السبيل إلى ذلك إصرارهم وعزمهم السلمي على الالتزام بالمثل التي كانت بمثابة الركيزة التي اعتمد عليها مؤسسو أمريكا وهذا هو ذات التاريخ الذي شاهدته شعوب كثيرة تشمل شعب جنوب أفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا الشرقية وأندونيسيا .

وينطوي هذا التاريخ على حقيقة بسيطة ألا وهي أن طريق العنف طريق مسدود ، وأن إطلاق الصواريخ على الأطفال الإسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة ، أو عن القوة ، ولا يمكن اكتساب سلطة التأثير المعنوي عن طريق مثل هذه الأعمال . إذ يؤدي هذا الأسلوب إلى التنازل عن هذه السلطة . والآن على الفلسطينيين تركيز اهتمامهم على الأشياء التي يستطيعون إنجازها ويجب على السلطة الفلسطينية تنمية قدرتها على ممارسة الحكم من خلال مؤسسات تقدم خدمات للشعب وتلبي احتياجاته إن تنظيم حماس يحظى بالدعم من قبل بعض الفلسطينيين ، ولكنه يتحمل مسؤوليات كذلك ويتعين على تنظيم حماس حتى يؤدي دوره في تلبية طموحات الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني أن يضع حداً للعنف ، وأن يعترف بالاتفاقات السابقة ، وأن يعترف بحق إسرائيل في البقاء . وفي نفس الوقت يجب على الإسرائيليين الإقرار بأن حق فلسطين في البقاء هو حق لا يمكن إنكاره مثلما لا يمكن إنكار حق إسرائيل في البقاء . إن الولايات المتحدة لا تقبل مشروعية من يتحدثون عن إلقاء إسرائيل في البحر كما أننا لا نقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية . إن عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقات السابقة وتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام . لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات .

كما يجب على إسرائيل أن تفي بالتزاماتها لتأمين تمكين الفلسطينيين من أن يعيشوا ويعملوا ويطوروا مجتمعهم . لأن أمن إسرائيل لا يتوفر عن طريق الأزمة الإنسانية في غزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك . أو عن طريق إنعدام الفرص في الضفة الغربية. إن التقدم في الحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يجب أن يكون جزءاً من الطريق المؤدي للسلام ، ويجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لتحقيق مثل هذا التقدم . وأخيراً يجب على الدول العربية أن تعترف بأن مبادرة السلام العربية كانت بداية هامة ، وأن مسؤولياتها لا تنتهي بهذه المبادرة كما ينبغي عليها أن لا تستخدم الصراع بين العرب وإسرائيل لإلهاء الشعوب العربية عن مشاكلها الأخرى . بل يجب أن تكون هذه المبادرة سبباً لحثهم على العمل لمساعدة الشعب الفلسطيني على تطوير مؤسساته التي سوف تعمل على مساندة الدولة الفلسطينية ، ومساعدة الشعب الفلسطيني على الاعتراف بشرعية إسرائيل واختيار سبيل التقدم بدلا من السبيل الانهزامي الذي يركز الاهتمام على الماضي .

سوف تنسق أمريكا سياساتنا مع سياسات أولئك الذين يسعون من أجل السلام وسوف تكون تصريحاتنا التي تصدر علنا هي ذات التصريحات التي نعبر عنها في اجتماعاتنا الخاصة مع الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب . إننا لا نستطيع أن نفرض السلام ويدرك كثيرون من المسلمين في قرارة أنفسهم أن إسرائيل لن تختفي ، وبالمثل يدرك الكثيرون من الإسرائيليين أن دولة فلسطينية أمر ضروري . لقد آن الأوان للقيام بعمل يعتمد على الحقيقة التي يدركها الجميع . لقد تدفقت دموع الكثيرين ، وسالت دماء الكثيرين ، وعلينا جميعاً تقع مسئولية العمل من أجل ذلك اليوم الذي تستطيع فيه أمهات الإسرائيليين والفلسطينيين مشاهدة أبنائهم يتقدمون في حياتهم دون خوف ، وعندما تصبح الأرض المقدسة التي نشأت فيها الأديان الثلاثة العظيمة مكاناً للسلام الذي أراده الله لها ، وعندما تصبح مدينة القدس وطنا دائماً لليهود والمسيحيين والمسلمين . المكان الذي يستطيع فيه أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يتعايشوا في سلام . تماماً كما ورد في قصة الإسراء . عندما أقام الأنبياء موسى وعيسى ومحمد سلام الله عليهم الصلاة معاً .

إن المصدر الثالث للتوتر يتعلق باهتمامنا المشترك بحقوق الدول ومسئولياتها بشأن الأسلحة النووية . لقد كان هذا الموضوع مصدرا للتوتر الذي طرأ مؤخرا على العلاقات بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية التي ظلت لسنوات كثيرة تعبر عن هويتها من خلال موقفها المناهض لبلدي والتاريخ بين بلدينا تاريخ عاصف بالفعل . إذ لعبت الولايات المتحدة في إبان فترة الحرب الباردة دوراً في الإطاحة بالحكومة الإيرانية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي . أما إيران فإنها لعبت دورا منذ قيام الثورة الإسلامية في أعمال اختطاف الرهائن وأعمال العنف ضد القوات والمدنيين الأمريكيين . هذا التاريخ تاريخ معروف . لقد أعلنت بوضوح لقادة إيران وشعب إيران أن بلدي بدلا من أن يتقيد بالماضي يقف مستعدا للمضي قدماً . والسؤال المطروح الآن لا يتعلق بالأمور التي تناهضها إيران ولكنه يرتبط بالمستقبل الذي تريد إيران أن تبنيه .

إن التغلب على فقدان الثقة الذي إستمر لعشرات السنوات سوف يكون صعباً ، ولكننا سوف نمضي قدما مسلحين بالشجاعة ، وإستقامة النوايا والعزم . سيكون هناك الكثير من القضايا التي سيناقشها البلدان ، ونحن مستعدون للمضي قدماً دون شروط مسبقة على أساس الاحترام المتبادل . إن الأمر الواضح لجميع المعنيين بموضوع الأسلحة النووية أننا قد وصلنا إلى نقطة تتطلب الحسم ، وهي ببساطة لا ترتبط بمصالح أمريكا ولكنها ترتبط بمنع سباق للتسلح النووي قد يدفع بالمنطقة إلى طريق محفوف بالمخاطر ويدمر النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة النووية . إنني مدرك أن البعض يعترض على حيازة بعض الدول لأسلحة لا توجد مثلها لدى دول أخرى ولا ينبغي على أية دولة أن تختار الدول التي تملك أسلحة نووية ، وهذا هو سبب قيامي بالتأكيد مجدداً وبشدة على التزام أمريكا بالسعي من أجل عدم امتلاك أي من الدول للأسلحة النووية ، وينبغي على أية دولة بما في ذلك إيران أن يكون لها حق الوصول إلى الطاقة النووية السلمية إذا امتثلت لمسؤولياتها بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وهذا الالتزام هو إلتزام جوهري في المعاهدة ، ويجب الحفاظ عليه من أجل جميع الملتزمين به .

إن الموضوع الرابع الذي أريد أن أتطرق إليه هو الديمقراطية

إن نظام الحكم الذي يسمع صوت الشعب ويحترم حكم القانون وحقوق جميع البشر هو النظام الذي أؤمن به ، وأعلم أن جدلا حول تعزيز الديمقراطية وحقوق جميع البشر كان يدور خلال السنوات الأخيرة ، وأن جزءاً كبيراً من هذا الجدل كان متصلاً بالحرب في العراق . إسمحوا لي أن أتحدث بوضوح وأقول ما يلي : لا يمكن لأية دولة ، ولا ينبغي على أية دولة . أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى . ومع ذلك لن يقلل ذلك من إلتزامي تجاه الحكومات التي تعبر عن إرادة الشعب ، حيث يتم التعبير عن هذا المبدأ في كل دولة وفقا لتقاليد شعبها . إن أمريكا لا تفترض أنها تعلم ما هو أفضل شيء بالنسبة للجميع . كما أننا لا نفترض أن تكون نتائج الانتخابات السلمية هي النتائج التي نختارها ، ومع ذلك يلازمني إعتقاد راسخ . أن جميع البشر يتطلعون لامتلاك قدرة التعبير عن أفكارهم وآرائهم في أسلوب الحكم المتبع في بلدهم ، ويتطلعون للشعور بالثقة في حكم القانون ، وفي الالتزام بالعدالة والمساواة في تطبيقه ، ويتطلعون كذلك لشفافية الحكومة وإمتناعها عن نهب أموال الشعب ، ويتطلعون لحرية اختيار طريقهم في الحياة . إن هذه الأفكار ليست أفكاراً أمريكية فحسب . بل هي حقوق إنسانية ، وهي لذلك الحقوق التي سوف ندعمها في كل مكان .

لا يوجد طريق سهل ومستقيم لتلبية هذا الوعد ، ولكن الأمر الواضح بالتأكيد هو أن الحكومات التي تحمي هذه الحقوق هي في نهاية المطاف الحكومات التي تتمتع بقدر أكبر من الاستقرار والنجاح والأمن . إن قمع الأفكار لا ينجح أبدا في القضاء عليها . إن أمريكا تحترم حق جميع من يرفعون أصواتهم حول العالم للتعبير عن آرائهم بأسلوب سلمي يراعي القانون حتى لو كانت آراؤهم مخالفة لآرائنا ، وسوف نرحب بجميع الحكومات السلمية المنتخبة شرط أن تحترم جميع أفراد الشعب في ممارستها للحكم . هذه النقطة لها أهميتها لأن البعض لا ينادون بالديمقراطية إلا عندما يكونون خارج مراكز السلطة ولا يرحمون الغير في ممارساتهم القمعية لحقوق الآخرين عند وصولهم إلى السلطة . إن الحكومة التي تتكون من أفراد الشعب ، وتدار بواسطة الشعب هي المعيار الوحيد لجميع من يشغلون مراكز السلطة بغض النظر عن المكان الذي تتولى فيه مثل هذه الحكومة ممارسة مهامها : إذ يجب على الحكام أن يمارسوا سلطاتهم من خلال الاتفاق في الرأي وليس عن طريق الإكراه ، ويجب على الحكام أن يحترموا حقوق الأقليات ، وأن يعطوا مصالح الشعب الأولوية على مصالح الحزب الذي ينتمون إليه .

أما الموضوع الخامس الذي يجب علينا الوقوف أمامه معاً فهو موضوع الحرية الدينية

إن التسامح تقليد عريق يفخر به الإسلام . لقد شاهدت بنفسي هذا التسامح عندما كنت طفلاً في أندونيسيا . إذ كان المسيحيون في ذلك البلد الذي يشكل فيه المسلمون الغالبية يمارسون طقوسهم الدينية بحرية . إن روح التسامح التي شاهدتها هناك هي ما نحتاجه اليوم . إذ يجب أن تتمتع الشعوب في جميع البلدان بحرية إختيار العقيدة ، وأسلوب الحياة القائم على ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم وأرواحهم . بغض النظر عن العقيدة التي يختارونها لأنفسهم . لأن روح التسامح هذه ضرورية لازدهار الدين ، ومع ذلك تواجه روح التسامح هذه تحديات مختلفة . ثمة توجه في بعض أماكن العالم الإسلامي ينزع إلى تحديد قوة عقيدة الشخص وفقا لموقفه الرافض لعقيدة الآخر . إن التعددية الدينية هي ثروة يجب الحفاظ عليها ، ويجب أن يشمل ذلك الموارنة في لبنان أو الأقباط في مصر ، ويجب إصلاح خطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنيين والشيعيين قد أدى إلى عنف مأساوي ولا سيما في العراق .

إن الحرية الدينية هي الحرية الأساسية التي تمكن الشعوب من التعايش ويجب علينا دائماً أن نفحص الأساليب التي نتبعها لحماية هذه الحرية فالقواعد التي تنظم التبرعات الخيرية في الولايات المتحدة على سبيل المثال أدت إلى تصعيب تأدية فريضة الزكاة بالنسبة للمسلمين ، وهذا هو سبب إلتزامي بالعمل مع الأمريكيين المسلمين لضمان تمكينهم من تأدية فريضة الزكاة . وبالمثل من الأهمية بمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسباً . فعلى سبيل المثال عن طريق فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها . إننا ببساطة لا نستطيع التظاهر بالليبرالية عن طريق التستر على معاداة أي دين . ينبغي أن يكون الإيمان عاملاً للتقارب فيما بيننا ، ولذلك نعمل الآن على تأسيس مشاريع جديدة تطوعية في أمريكا من شأنها التقريب فيما بين المسيحيين والمسلمين واليهود . إننا لذلك نرحب بالجهود المماثلة لمبادرة جلالة الملك عبد الله المتمثلة في حوار الأديان . كما نرحب بالموقف الريادي الذي إتخذته تركيا في تحالف الحضارات . إننا نستطيع أن نقوم بجهود حول العالم لتحويل حوار الأديان إلى خدمات تقدمها الأديان . يكون من شأنها بناء الجسور التي تربط بين الشعوب وتؤدي بهم إلى تأدية أعمال تدفع إلى الأمام عجلة التقدم لجهودنا الإنسانية المشتركة . سواء كان ذلك في مجال مكافحة الملاريا في أفريقيا أو توفير الإغاثة في أعقاب كارثة طبيعية .

إن الموضوع السادس الذي أريد التطرق إليه هو موضوع حقوق المرأة . أعلم أن الجدل يدور حول هذا الموضوع ، وأرفض الرأي الذي يعبر عنه البعض في الغرب ويعتبر المرأة التي تختار غطاء لشعرها أقل شأنا من غيرها ، ولكنني أعتقد أن المرأة التي تحرم من التعليم تحرم كذلك من المساواة . إن البلدان التي تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هي غالباً بلدان تتمتع بقدر أكبر من الرفاهية ، وهذا ليس من باب الصدفة . إسمحوا لي أن أتحدث بوضوح : إن قضايا مساواة المرأة ليست ببساطة قضايا للإسلام وحده . لقد شاهدنا بلدانا غالبية سكانها من المسلمين مثل تركيا وباكستان وبنجلادش وإندونيسيا تنتخب المرأة لتولي قيادة البلد . وفي نفس الوقت يستمر الكفاح من أجل تحقيق المساواة للمرأة في بعض جوانب الحياة الأمريكية وفي بلدان العالم ولذلك سوف تعمل الولايات المتحدة مع أي بلد غالبية سكانه من المسلمين من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الأمية للفتيات ومساعدتهن على السعي في سبيل العمل عن طريق توفير التمويل الأصغر الذي يساعد الناس على تحقيق أحلامهم .

باستطاعة بناتنا تقديم مساهمات إلى مجتمعاتنا تتساوى مع ما يقدمه لها أبناؤنا وسوف يتم تحقيق التقدم في رفاهيتنا المشتركة من خلال إتاحة الفرصة لجميع الرجال والنساء لتحقيق كل ما يستطيعون تحقيقه من إنجازات . أنا لا أعتقد أن على المرأة أن تسلك ذات الطريق الذي يختاره الرجل لكي تحقق المساواة معه كما أحترم كل إمرأة تختار ممارسة دورا تقليديا في حياتها ولكن هذا الخيار ينبغي أن يكون للمرأة نفسها . وأخيراً أريد أن أتحدث عن التنمية الاقتصادية وتنمية الفرص . أعلم أن الكثيرين يشاهدون تناقضات في مظاهر العولمة لأن شبكة الإنترنت وقنوات التليفزيون لديها قدرات لنقل المعرفة والمعلومات ، ولديها كذلك قدرات لبث مشاهد جنسية منفرة وفظة ، وعنف غير عقلاني وباستطاعة التجارة أن تأتي بثروات وفرص جديدة ، ولكنها في ذات الوقت تحدث في المجتمعات إختلالات وتغييرات كبيرة ، وتأتي مشاعر الخوف في جميع البلدان حتى في بلدي مع هذه التغييرات ، وهذا الخوف هو خوف من أن تؤدي الحداثة إلى فقدان السيطرة على خياراتنا الاقتصادية وسياساتنا ، والأهم من ذلك على هوياتنا ، وهي الأشياء التي نعتز بها في مجتمعاتنا ، وفي أسرنا وفي تقاليدنا وفي عقيدتنا .

ولكني أعلم أيضا أن التقدم البشري لا يمكن إنكاره ، فالتناقض بين التطور والتقاليد ليس أمراً ضرورياً إذ تمكنت بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية من تنمية أنظمتها الاقتصادية والحفاظ على ثقافتها المتميزة في ذات الوقت . وينطبق ذلك على التقدم الباهر الذي شاهده العالم الإسلامي من كوالالمبور إلى دبي . لقد أثبتت المجتمعات الإسلامية منذ قديم الزمان وفي عصرنا الحالي أنها تستطيع أن تتبوأ مركز الطليعة في الابتكار والتعليم ، وهذا أمر هام . إذ لا يمكن أن تعتمد أية إستراتيجية للتنمية على الثروات المستخرجة من تحت الأرض ، ولا يمكن إدامة التنمية مع وجود البطالة في أوساط الشباب ، لقد إستمتع عدد كبير من دول الخليج بالثراء المتولد عن النفط ، وتبدأ بعض هذه الدول الآن بالتركيز على قدر أعرض من التنمية ، ولكن علينا جميعا أن ندرك أن التعليم والابتكار سيكونان مفتاحا للثروة في القرن الواحد والعشرين . إنني أؤكد على ذلك في بلدي . كانت أمريكا في الماضي تركز اهتمامها على النفط والغاز في هذا الجزء من العالم ، ولكننا نسعى الآن للتعامل مع أمور تشمل أكثر من ذلك .

فيما يتعلق بالتعليم سوف نتوسع في برامج التبادل ، ونرفع من عدد المنح الدراسية مثل تلك التي أتت بوالدي إلى أمريكا ، وسوف نقوم في نفس الوقت بتشجيع عدد أكبر من الأمريكيين على الدراسة في المجتمعات الإسلامية ، وسوف نوفر للطلاب المسلمين الواعدين فرصا للتدريب في أمريكا ، وسوف نستثمر في سبل التعليم الإفتراضي للمعلمين والتلاميذ في جميع أنحاء العالم . عبر الفضاء الإلكتروني ، وسوف نستحدث شبكة إلكترونية جديدة لتمكين المراهقين والمراهقات في ولاية كنساس من الاتصال المباشر مع نظرائهم في القاهرة . وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية . سوف نستحدث هيئة جديدة من رجال الأعمال المتطوعين لتكوين شراكة مع نظرائهم في البلدان التي يشكل فيها المسلمون أغلبية السكان ، وسوف أستضيف مؤتمر قمة لأصحاب المشاريع المبتكرة هذا العام لتحديد كيفية تعميق العلاقات بين الشخصيات القيادية في مجال العمل التجاري والمهني والمؤسسات وأصحاب المشاريع الابتكارية الاجتماعية في الولايات المتحدة وفي المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم .

وفيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا ، سوف نؤسس صندوقا مالياً جديداً لدعم التنمية والتطور التكنولوجي في البلدان التي يشكل فيها المسلمون غالبية السكان ، وللمساهمة في نقل الأفكار إلى السوق حتي تستطيع هذه البلدان إستحداث فرص للعمل ، وسوف نفتتح مراكز للتفوق العلمي في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا ، وسوف نعين موفدين علميين للتعاون في برامج من شأنها تطوير مصادر جديدة للطاقة ، وإستحداث فرص خضراء للعمل لا تضر بالبيئة ، وسبل لترقيم السجلات وتنظيف المياه وزراعة محاصيل جديدة . واليوم أعلن عن جهود عالمية جديدة مع منظمة المؤتمر الإسلامي للقضاء على مرض شلل الأطفال ، وسوف نسعى من أجل توسيع الشراكة مع المجتمعات الإسلامية لتعزيز صحة الأطفال والأمهات . يجب إنجاز جميع هذه الأمور عن طريق الشراكة . إن الأمريكيين مستعدون للعمل مع المواطنين والحكومات ومع المنظمات الأهلية والقيادات الدينية والشركات التجارية والمهنية في المجتمعات الإسلامية حول العالم من أجل مساعدة شعوبنا في مساعيهم الرامية لتحقيق حياة أفضل .

إن معالجة الأمور التي وصفتها لن تكون سهلة ولكننا نتحمل معاً مسؤولية ضم صفوفنا ، والعمل معاً نيابة عن العالم الذي نسعى من أجله ، وهو عالم لا يهدد فيه المتطرفون شعوبنا . عالم تعود فيه القوات الأمريكية إلى ديارها . عالم ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمان . في دولة لكل منهم ، وعالم تستخدم فيه الطاقة النووية لأغراض سلمية ، وعالم تعمل فيه الحكومات على خدمة المواطنين ، وعالم تحظى فيه حقوق جميع البشر بالاحترام . هذه هي مصالحنا المشتركة ، وهذا هو العالم الذي نسعى من أجله ، والسبيل الوحيد لتحقيق هذا العالم هو العمل معاً . أعلم أن هناك الكثيرون من المسلمين وغير المسلمين الذين تراودهم الشكوك حول قدرتنا على إستهلال هذه البداية ، وهناك البعض الذين يسعون إلى تأجيج نيران الفرقة والانقسام والوقوف في وجه تحقيق التقدم ، ويقترح البعض أن الجهود المبذولة في هذا الصدد غير مجدية ويقولون أن الاختلاف فيما بيننا أمر محتم ، وأن الحضارات سوف تصطدم حتماً ، وهناك الكثيرون كذلك الذين يتشككون ببساطة في إمكانية تحقيق التغيير الحقيقي ، فالمخاوف كثيرة وإنعدام الثقة كبير ، ولكننا لن نتقدم أبداً إلى الأمام إذا اخترنا التقيد بالماضي .

إن الفترة الزمنية التي نعيش فيها جميعاً مع بعضنا البعض في هذا العالم هي فترة قصيرة ، والسؤال المطروح علينا هو : هل سنركز إهتمامنا خلال هذه الفترة الزمنية على الأمور التي تفرق بيننا . أم سنلتزم بجهود مستديمة للوصول إلى موقف مشترك وتركيز اهتمامنا على المستقبل الذي نسعى إليه من أجل أبنائنا واحترام كرامة جميع البشر . هذه الأمور ليست أموراً سهلة . إن خوض الحروب أسهل من إنهائها . كما أن توجيه اللوم للآخرين أسهل من أن ننظر إلى ما يدور في أعماقنا . كما أن ملاحظة الجوانب التي نختلف فيها مع الآخرين أسهل من العثور على الجوانب المشتركة بيننا . ولكل دين من الأديان قاعدة جوهرية تدعونا لأن نعامل الناس مثلما نريد منهم أن يعاملونا ، وتعلو هذه الحقيقة على البلدان والشعوب ، وهي عقيدة ليست بجديدة ، وهي ليست عقيدة السود أو البيض أو السمر ، وليست هذه العقيدة مسيحية أو مسلمة أو يهودية . هي عقيدة الإيمان الذي بدأت نبضاتها في مهد الحضارة ، والتي لا زالت تنبض اليوم في قلوب آلاف الملايين من البشر . هي الإيمان بالآخرين : الإيمان الذي أتى بي إلى هنا اليوم .

إننا نملك القدرة على تشكيل العالم الذي نسعى من أجله ، ولكن يتطلب ذلك منا أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لاستحداث هذه البداية الجديدة ، آخذين بعين الاعتبار ما كتب في القرآن الكريم : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ."ونقرأ في التلمود ما يلي : " إن الغرض من النص الكامل للتوراة هو تعزيز السلام ." ويقول لنا الكتاب المقدس : " هنيئاً لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعونَ ." باستطاعة شعوب العالم أن تعيش معاً في سلام . إننا نعلم أن هذه رؤية الرب ، وعلينا الآن أن نعمل على الأرض لتحقيق هذه الرؤية . شكراً لكم والسلام عليكم .

الأربعاء، 3 يونيو 2009

قالت .. سأودع أيام الضجر .. بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي






قالت : هذه فرصتي كي أعيش

وأودع أيام الضجر


وأحمل الريح في جسدي

وأذوب في جمال البصر

والشوق للقياك يدفعني

لعد النجوم وأوراق الشجر

ياحبيب القلب قل لي

أقدر أن يفتك الأنتظار بي والسهر

لازلت على موعد منك

وصبري هزم الصخر والحجر


قالت: هذه فرصتي كي أعيش

وأودع أيام الضجر .


بالأمس قالت لي أمي

ماخطبك ياضوء الحلم والقمر

أأنت عاشقة وقلبك لم يزل

بين غرف البيت آمناً من الحفر

أتعرفين أن العشق عذاب أحمر

تموج في أساطيره رياح السحر

نظرت إليها وفي عيني دمعة

أماه لولم تكن العصافير عاشقة

ماعرفنا الأفلاك ومعنى السفر

سأرحل إليه وفي الروح نداء

لحضن عينيه أحيا

وبقية الأسرار دون فقه البشر


قالت هذه فرصتي كي أعيش

وأودع أيام الضجر

رسالة عاشق مبتدىء ... بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي



حينما يعصف بقلوبنا الحنين . والشوق للذكريات . تتحول المعاناة الى مناجاة تحمل معها كل ألوان الأنين . ويغدو الأمل في التواصل . ينبوع اللغة والروح على مساحات انتشار عطر الحبيب .

رسالة في آخر الليل


يحملها هاتفي لهفة إليك

وأطياف من أطلال روحي

رحلت لتسكن بين يديك

يابسمة عمري وقد كان يتيماً

يصرعه الحزن شوقاً لمقلتيك

أصغي لصوت الريح يخترق المدى

ويحملني شعراً يذوب في عينيك

يا آهة القلب الذي تعملق حزناً

قبل أن يسقط شهيد وجنتيك

أمسكي السماعة وانتصبي على صدر

أضناه الهم رجاء الوصل منك

أنسيتني لغات الكون كلها

إلا لغة بقيت أسيرة شفتيك

أنا عاشق فقد ظله
والحياة لوحة ترسمها قدميك

هكذا قالت بلا مقدمات .. بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي







الحب عندنا ممنوع من التداول

كأنه وريث القبور والأموات

تنحره أعرافنا دون رحمة

كأن شم الورد من المحرمات

والقلب اذا ما انتفض على ذاته

آهاته تصنع خلود اللغات

هكذا قالت بلا مقدمات

العمر يمضي والصدور تئن

من صمت الجراح وعجز الكلمات

والعيون إن تخطت حواجزها

تحاصرها الذئاب ومساحة الأنات

والضمائر تشكو الله أسرها

ولوعة الحنين وموت الحريات

هكذا قالت بلا مقدمات

أسئلة تهدي للمجاهيل ساحتها

ودم الانسان سمسرة وصفقات

ولقلبي المسكين بعض ماحلمت به

من جغرافية الكون والتاريخ والديانات

ليس سراً غياب العدل في حياتنا

والربيع حين يسحق تموت الفلسفات

هكذا قالت بلا مقدمات

في وجهي أبجدية ضوء

ينير الدروب وشكل النهايات

والريح تحملني الى فضاء جديد

كشمعة أمل في أجمل الحكايات

قوانين الحياة إبتسامة مزاجية

وحرية الانسان في جنة الذكريات

هكذا قالت بلا مقدمات

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

أخاف عليك من صلاتي .. بقلم الرحالة العربي ابن الجبيلي



قد تتملكنا الغيرة فلا نعرف وقتاً للعزوف عنها. ونتيه مع قيثارة أيامنا وكأننا نعشق الوحدة على هامش الذكرى .

وكم من عاطفة انسانية تشتت على حافة القلق من المجاهيل .
وهذه المقطوعة الموسيقية اضاءة على هذا الاختيار .


روح مقعدة على حدود السكاكين

وعيون تختصر في جمالها

تاريخ الأزهار والبساتين

وجسد طاردته الحاجة للتحليق

فحط على ضوء قنديل

عرفتها حين سكنت

في حدقات عيوني

واحتلت همساتها

مساحات عشقي وحنيني

وأحرقت بنظرتها الأولى

عناوين كل النساء في ذاكرتي

في أنوثتها تنصهر معادن الأسرار

وتتحطم القدرة على إختيار الألوان

كأنها إبداع كل الأفكار

في أعماقها قد تفيض

الأنهار والبحار

وجداول الحياة باختصار

قلت لها دعيني ياحبيبتي

ألملم أشلائي

وأبحر بمركب أضلاعي

وأغرق في أمواج عينيك

ويهجر جسدي غربته

ليتوحد فيك

أجابتني وصدى الأنغام يسبقها

أخاف عليك من حسراتي

ونبضات همي وآهات عذابي

في يومي يعاتبني فضاء القهر

وأوجاع البحث عن الحق

ورعشات الأماني

أصلي كي أحتويك ولكن:

أخاف عليك من صلاتي